أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عباس منصور - تأملات في الغريزة والتاريخ















المزيد.....



تأملات في الغريزة والتاريخ


عباس منصور

الحوار المتمدن-العدد: 6481 - 2020 / 2 / 3 - 11:31
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الفصل الأول
تأملات في الطبيعة والتاريخ
من الطيارات الهداهد والعصافر والعنادل والسناجب والقطارب والخفافش ،ومن الدبابات الحمير والبغال والخيول والناس والجوامس، ومن الزواحف السحالي والثعابين والبرص والعقارب والحرابي والأسارع ،ومن السابحات التماسيح والأنقليس والسلطعون والقرموط والحوت والضفادع ،فهل ترى فيهن شيئا من التاريخ ؟
أخبرني سيد النون بأن الكتابة الحقة تختار شكلها وقالبها ،إذ الحيز الحق من جنس المحيوز، والشكل بضعة المعنى .
وقال :
الأجساد حقائق والأزياء أقنعة ،وكل سطح في مرمى الحس قناعٌ باطنه جوهر المعنى ولا خير فيمن لايبصر المعاني وراء الاقنعة.
وقال:
الشكول رموز تختزل المعنى ،والمعنى واحد لأن تعرية الأقنعة جميعها تخلع التاريخ ؛تخلصنا من تراكمات الزمن وخبرة العقل التي كرستها جهالات الناس وغفلتهم ،ومن تخلص من الأقنعة دخل قلب المعنى وصار في عضوية الواحدية.
وقال :
كل حيوية طارئة من المواليد هي محاولة لمحو الزمن، وفي ذات الوقت تخطو الحيوية على صراط التاريخ مسفرة عن عمق التواجه مع الأضداد الذي يكشف المعنى ويجلي نفاذ البصيرة ،فما التاريخ إلا وقت مغموس بخبرة الناس التي لو أزيحت عن الحضرة فما تبقّى إلا الغريزة التي تكشف عناصر واحديتهم مع الشجر والحجر والطيارات والدواب والزواحف والسابحات .
وقال لي :
لماذا المنازل والدور والبنايات صارت مبعثا للإزعاج والمرض؟ قلت : لأنها خاصمت الغريزة وأقامت معها قطيعة صارمة وانغمست في جهالة الوقت المدجج بقيم مغلوطة تحت ضغط احتيالات جديدة مثل الحداثة والعولمة ومابعدهما حيث الهدف واحد _منذ أول رمية للقتل _وهو الاستبداد والاستغلال والخضوع للجهالة والغفلة.
وكان سيد النون أخبرني قديما من قبل شبورة العولمة بأن الإنسان كائن اتصالي وهذا ما أيدته وقائع الوقت لاحقا في تشبث الأطفال والغلمان والبنات والنسوان والقادة والبلطجية بالهواتف المحمولة وقلت في نفسي : هذه الطوارئ في حياة الناس هل أزاحت التعاسة وفتحت بصائص للبهجة والحبور ؟ فما أبصرتُ إلا رجال الله في المحافل المقدسة يباركون التماثل في الجنس و زواج المثليين والمثليات واستنساخ سلالات مخلطة من البقر والناس والزواحف والدبابات والسوابح والطيارات !!؟وأبصرت القنابل والمدافع تدك الحقول وحظائر الزواحف والدبابات والسوابح والطيارات.
وقلت في نفسي :
المعرفة خبرة بالتاريخ أما العرفان فخبرة بالغريزة, ومن الحكمة ان تحيا في قلب التاريخ وأنت تخلعه كل لحظة بالعرفان والتماس الغريزة في كل نقلة من الحس والمشاهدة, فلاخير إذا وقع الناس أسرى للتاريخ حيث لا نهاية للخداع والغفلة والجهالة.
وانظر معي قول الشاعر المأسور بخبرة التاريخ :
إذا أنت لم تشرب مرارا على القذى
ظمئت وأي الناس تصفو مشاربه ؟
وهذا أيضا :
واحتمال الأذى ورؤية جانيه
غذاء تضوى به الأجسام
وكذا قوله :
ومن نكد الدنيا على الحر أن يرى
عدوا ما من صداقته بد .
و ذا:
ولست بمستبقٍ أخا لاتلمّه
على شعث أي الرجال المهذب ؟
فهذا كلام مأسور بمفهوم الصداقة والعدا والاستعباد والحرية حسب مقتضى تاريخ الناس حيث السيادة في نفاذ الرأي والاستبداد والعاجز عندهم من لايستبد وحيث الحضور البشري معركة لابد فيها من غالب ومغلوب ،قاهر ومقهور؛ بينما العرفان يقتضي أنهم جمعيا ذات واحدة موجودون للتعاون فيما بينهم على مصاعب الوقت وغوامض الأحداث والظواهر, ومن الواضح أن تلك الرؤية تنظر إلى الحياة في نطاق مايعرفه الناس عن بعضهم البعض منذ الولادة وحتى الموت. لاينظرون إلى مصائرالأحياء الذين يرحلون بالموت ويدخلون في حيوات أخرى هم في غفلة تامة عن تبصرها وتأمل أبعادها.فكيف يرتقي الحضور الإنسي وهو غارق في هذه الغفلة, ساقط في قرار العجز والجهالة ؟
والوقوع في أسر التاريخ يدفع إلى الكذب ويغري به كل لحظة كما يروج للضلالة والزيف والافتعال والتصنع ويشوه المشاعر والغرائز ولايمكّنها من النفوذ والفعالية كما يدفع إلى الخجل منها ودمجها في سياق التجارة بكل شيء حتى الجنس ؛ ذلك السر العظيم صار من ضمن الصفقات الجالبة للمتع الحسية الطارئة التي لاديمومة لها ،إنه الأسر التاريخي الذي يدفع البشر إلى الجهالة والغفلة لاهثين وراء سراب المتعة والسعادة المؤبدة بحيوز هذه الحياة المتغيرة ,متجاهلين ملامح الحيوات السابقة والتالية والتي نحمل ندوبا وآثارا منها ,غير إنه لايمكن التدليل عليها أو الإقناع بها لأي مأسور بهذا العقل التاريخي المغرور والمتعالي على العرفان ،القافز فوق الغوامض والأسرار التي يقبض عليها سر الوجود وتتابع الحيوات وتداخلها.
وهذا الخلط والضلال والزيف كرسته رسالة رب الوجود كما تصوّره بنوه الذين قدموه لبقية الناس على أنه اختارهم وخصهم بمحبته وسلطانه وانتقى أفضل الأرض وأفضل الدبابات والطيارات والسابحات والزواحف لتكون رهن مشيئتهم ،لهم المن والسلوى وللأغيار الموت والغبار والإعصار والقمل والجراد والدم .
رب الوجود الذي أخرجوه من الوجود وعزلوه على عرش في حيّز حصين لايصله أحد إلا بسلطان من قبيلة الأخيار المصطفين الحاملين تعاليمه التي لاتتوانى عن تدمير الحياة وتكدير حياة الناس بالقتل والسبي والاستعباد دونما جريرة إلا الطمع في لقمة خبزهم وضمة الخضار والفاكهة التي تنبت في السهل والوادي على ضفاف النهر والينبوع.
إنه التاريخ إذا ً الذي صاغ عقائد الناس ومفاهيمهم عن الوجود غيبا وشهودا حسب خبرة الوقت المضللة والمزيفة فأورثهم الشقاء والقبح ،فلاخير في دين وقع في أسر التاريخ ولم يتجاوزه إلى منابع العرفان والغريزة.
النزعة الدينية وتجليات العولمة
يقف الناس في قلب الحياة صارخين، ضجر ومظالم وأفق بهيم، تندفع الخطوات تحت سمائه، لاوقت لقراءة الوقت والوجوه، ماجناه أسلافهم عليهم من اندفاعات شوهت مظاهر الحياة من حولهم وأورثتهم التعاسة والضلال، إنهم في قلب حياة لا وصل بين وجوهها، بينها وبين ملامحهم،يحطمون ما فيها من جمال وحيوية، لاضوابط تقود سعيهم ، أصبحوا مجرد خطوات بلا يقين في دروب الحياة.
ربما يكون الانغماس في الحضور المادي واتخاذه غاية للسعي هو السبب؛الحضور المادي الذي صاغ وجودهم حركة وسكونا وفق أنماط صارمة تتجاهل خصوصية الوقت والمكان لتعظيم الطاقات الاستهلاكية المهلكة ،فالنص الحياتي الذي يعيشون فيه لايفرق بين أجناس الوجود من شجر وحجر وبهائم،أجناس تظهر وتختفي في تحولات المادة وصياغاتها المتجددة، والناس جزء لاتمايز بينهم وسط هذا الحشد الكثيف لغبار المادة الكاسح، ملامحهم مشتركة، لا أحد يشغله سؤال المآلات، الغاية من الوجود، وجود البشر والشجر والحجر والبهائم، ربما لأن الصياغة المادية لنص الحياة لها من يقوم بها طوال الوقت ، يعملون على تغييب سؤال الغايات ونفيه من طريق الناس بكل السبل والوسائل وخصوصا مع نشاط العولمة التي تحالف كهنتها لتنميط الحياة اعتمادا على تطور وسائط الاتصال التي توشك على إزاحة التمايز الجغرافي ، إنه صراع صاخب بين قمة المنتج التاريخي الذي هو العولمة وبين الغريزة البشرية الضابطة لإيقاع التاريخ وسيرورته.
الحياة تمضي إذن تحت ضغط ومعوقات التاريخ البشري المتسلح بالغباء، يحاول عرقلتها، غير مدرك أنه مسلك مستحيل، والمحصلة إهدار حيوات البشرالخاضعة لسيطرة النخبة التي أنتجت في آخر السعي نص العولمة وحشدت له كل الأذرع التي تظن أنها الضامن لاستمرار هذا العماء، وهي لاتمل من تطويع كهنة الديانات لإعداد صياغات جديدة للنصوص المقدسة التي تسيطر على يقين العوام ؛ لكن الحقيقة إنه استغلال بشع لغرائز البشر في الافتقار إلى أجوبة عن سؤال البدء والمآل وتأبيد مفهوم متماسك عن سيرورة الوجود ومآلاته في ظل النصوص المقدسة التي يتداولها الناس والتي تبدو كصياغات محدودة وقاصرة بحكم خبرة الإنسان، صياغات كسيحة لمفاهيم البشر عن سيرورة الوجود والقوى الإلهية الضامنة للعدل والكرامة والحرية.
والعولمة التي هي ذروة مسعى التاريخ الآن يبدو أنها هذّبت مفاهيم الديانات واستعملتها كأحد جنودها الظاهرين المخلصين، تماما كما فعلت الامبراطورية الرومانية قديما والتي اهتدت بعد صراع طويل مع المسيحية إلى استخدامها كذراع طويلة وقوية للإبقاء على الامبراطورية ودفعها للأمام.
وبوصفي من ضمن محيط المثقفين بالنص الإسلامي في رؤية الوجود درسا ومعايشة أسجل اعتراضي على ما آلت إليه مفاهيم هذا النص الذي انشغل كهنته قديما وحديثا في صياغته وتقديمه كرأس حربة في قبضة السلطة الحاكمة على مر العصور، أسجل اعتراضي على تآمر الكهنة وغفلتهم في فهم النص وتطويعه قائدا لكتيبة الحفّاظ المدافعين عن ملكوت الحكام.
وفي المحصلة نحن أمام مفهومين رئيسيين للنص الحروفي المقدس أولهما يرى الإنسانَ خلقه الله من تراب ثم من علقة فمضغة مخلّقة وغير مخلقة ثم قرار في الرحم فالخروج طفلا ثم يبلغ أشده فموت في الشباب أو إرجاء إلى أرذل العمر حيث الزهايمر،وآدم أول البشر من طين صار نبيا تليه سلسلة أنبياء من نسله تنتهي بمحمد العربي، هؤلاء الأنبياء جاؤوا بتعاليم تضمن للناس السعادة والقرار في الدنيا وبعد الممات حيث الجنة، والمخالفة لهذه التعاليم وهذا التصور تعني الضلال والكفر والتعاسة هنا في هذه الحياة الدنيا أو فيما يليها من حيوات؛وهذا المفهوم الأول يحشد أتباعه لقتال ومقاومة المنكرين الكافرين الجاحدين بهذا التصور بكل الطرق حيث يرى أنه الصواب وغيره الضلال والفساد الذي يجب القضاء عليه ؛ هذا عن المفهوم الرئيسي الأول أما الآخر فلايهتم بما سبق وإنما يحتشد بتأويلات متواصلة واستنطاقات دائمة للنص المقدس بهدف ترسيخ عروش الحكام وتقديم الأفق الديني اللازم لحشد العوام والحفاظ على حالة الرضا والقرار بما يقع من أحداث وتغييرات في النسق التاريخي لترسيخ الغيبوبة والبلادة ضد النص المقدس الوجودي الذي يتجدد كل لحظة.
صورة الله في الوعي عبر العصور
لم تهتد البشرية بأجمعها على مدار تاريخها إلى مفهوم أكثر إطلاقا وتحررا من مفهوم الله ، فبينما تبدو كل المفاهيم نسبية وقابلة للإزاحة والتشكل عبر الزمن يوغل مفهوم "الله" في المطلق والأبدية، فهو القديم الذي صدرت عنه جميع الخلائق وإليه تعود، وهو الأبدي الأزلي المطلق في الإحاطة والقدرة، وهو كل شىء وفي الوقت ذاته هو ليس بشىء مما يقبل الإحاطة أوالتعبير عنه بأية طريقة من طرق الوعي البشري ، إذ كيف يحيط الحادث النسبي وهو الوعي البشري بالقديم الأزلي المطلق وهو الله؟
وقد تبنى الترويج لهذا المفهوم والتكريس له عبر الزمن أناس أخذوا صفات مميزة وعُرفوا بألقاب كثيرة مثل الكهنة والرائيين والأنبياء والرسل والقديسين والقساوسة والأئمة والدعاة وما إلى ذلك من ألقاب تنبع من طبيعة المهمة التي يقومون بأدائها والتي تتمحور حول الترويج والتكريس لمفهوم "الله" وعرض مقاصده وشرائعه وتعاليمه على أبناء الجنس البشري عبر العصور.
ومنذ أن طرأ الجذر السماوي في الاعتقاد الديني مع حضور النسل الإبراهيمي في التاريخ الإنساني منذ ما يقرب من أربعين قرنا تقريبا ؛ منذ ذلك الحين بدأ مفهوم"الله" يأخذ أبعادا جديدة، ويحمل تعاليم جديدة من أخطرها أنه لا بأس من إراقة دماء البشر في سبيل تكريس هذا المفهوم.. وظل هذا المفهوم سائدا قرابة خمسة عشر قرنا حتى أتى أحد أبناء النسل الإبراهيمي - يوحنا المعمدان - قبيل ميلاد المسيح وحاول تحرير هذا المفهوم من الاحتكار الإبراهيمي فما كان إلا أن قتل، وكذلك قتلت بشارته المتمثلة بمجيء السيد المسيح الذي اضطهد وحورب حتى أزهقت صورته الإنسانية عندما صارحهم بكسر هذا الاحتكار "لا تبتدئوا تقولوا نحن أبناء إبراهيم ،إن خالق هذه الحجارة يستطيع أن يجعل منها أبناء لإبراهيم .
ومع ظهور آخر حلقة في سلسلة الجذر الإبراهيمي في طرح مفهوم "الله" مع نبي الإسلام محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن مرة بن ...إسماعيل بن إبراهيم ... بن سام بن نوح ... بن آدم؛ مع هذا الظهور تميّز طرح مفهوم "الله" بأربع مراحل أولها الدعوة السلمية "ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة ..." النحل 125، ثم الأمر بالصبر على الأذى "أُذن للذين يقاتـَلون بأنهم ظـُلموا وأن الله على نصرهم لقدير" الحج 39، ثم الأمر بالحرب الدفاعية "وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين" البقرة 190، ثم أخيرا الأمر بقتال كل الناس من غير المسلمين في سبيل تكريس المفهوم الجديد الأخير لله "قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون" التوبة 29.
فهي تتضمن أولا الدعوة السلمية بالحكمة والموعظة ثم الصبر على الأذي ثم الحرب الدفاعية ثم أخيرا قتال كل الناس حتي يؤمنوا بالدعوة الجديدة أو يدفعوا الجزية!!

وقد عرفت الدعوة إلى الله في كل العصور رجالاـ ومنذ بداية الرسالة المحمديةـ يمثلون منطلقات كل مرحلة من المراحل الأربع السابقة ، فالمرحلتان الأولى والثانية اتفقتا مع نزوع المتصوفة وأصحاب الفكر الفلسفي وكذلك المستضعفين حكاما كانوا أم محكومين، والمرحلة الثالثة هي تحصيل حاصل فكل إنسان يدافع عن نفسه وقت الخطر ولكن ربما اختلفت وسائل الدفاع، والمرحلة الرابعة والأخيرة جسّدها المسلمون قولا وفعلا في عصر الخلافة الراشدة - عصر الرسول وصحابته - ثم عصر التابعين وحتى القرن الثالث الهجري من خلال دولتي بني أمية وبني العباس، وكلاهما فرعان من قصي بن كلاب بن مرة... بن إسماعيل بن إبراهيم... بن سام بن نوح... بن آدم عليهم جميعا السلام.

وهي مرحلة تميزت بالعنف والاستبداد والإرهاب ووجدت دائما على مر التاريخ وحتى الآن من يروج لها ويحاول تكريسها؛ بل إن الأعداء في مرحلة ضعف المسلمين ربما ساهموا في تغذية تلك الدعوة وتنظيمها من قبيل "إن أفضل طريقة للسيطرة على التاريخ وتصريف أموره هي اصطناع الأعداء واختيارهم وإمدادهم بالخطط وأسباب القوة" لأن ذلك من شأنه أن يقطع الطريق على الأعداء الأصلاء، فالأعداء المصطنعون هم دائما في مجال السيطرة والتحكم وخطرهم مأمون في كل الأحوال وعموما فهم لن يتمكنوا من الخروج عن النص.
والدعاة في عصر ما قبل ماركوني وقبل اكتشاف طريقة البث والاتصال عبر وسائط صناعية، الدعاة إلى "الله" في عصر ما قبل ماركوني لم يكن أمامهم من وسيلة لبث دعوتهم إلا عبر الأشكال الاجتماعية في الأسواق والمساجد والكتاتيب والمدارس وما إلى ذلك، ولم يكن من وسيلة لتجميع غالبية الناس على مفهوم واحد لـ "الله" ولذا تجاورت وتعايشت المراحل الأربع جنبا إلى جنب، ومن بلد إلى آخر ومن ثقافة إلى ثقافة، أما مع تطور وسائل الاتصال أصبحت السيطرة ممكنة وصار بالإمكان بث الدعوة على نطاق كوني؛ بل أصبح في مقدور الحكومة العالمية للتاريخ البشري أن تصيغ الدعوات وتنشرها بالكيفية التي تلائم مصالحها، ومن هنا غابت صورة الداعية القديم الذي يغشى المجتمعات وحلت محلها صورة الداعية النجم، فالدعاة صاروا صناعة تماما كما يصنع نجوم الفن والثقافة والرياضة والسياسة وأصبحوا في قبضة المؤسسة الإعلامية المخابراتية تماما كنجوم "هوليوود والفيفا.

والدعوة إلى قتال غير المسلمين المتمثلة في المرحلة الرابعة تبناها القائلون بالناسخ والمنسوخ في القرآن الكريم فقتال غير المسلمين حسب فهمهم فرض وقد نسخت هذه المرحلة الأخيرة ما قبلها من المراحل وأوقفت العمل بما قبلها تماما مثل تحريم الخمر الذي جاء هو الآخر في النص القرآني على أربع مراحل، بينما لا يقر ذلك من لا يأخذ بالناسخ والمنسوخ، وتلك قضية في الفقه فيها أقوال كثيرة متشعبة .
وحتى نقترب أكثر من المشهد المعاصر في مجال الدعوة إلى الله والقائمين بها لا غضاضة من ضرب أمثلة من سياق الدعوة والدعاة، فطائفة من الدعاة الذين يوصفون بالعصرية ويمثلهم داعية كعمرو خالد ينطلق خطابه من ضرورة معايشة غير المسلمين والتحاور معهم ودعوتهم إلى "الله" بالمفهوم الإسلامي وإن كان ذلك مستحيلا في المنظور العملي الواقعي لأنه - إن كان يعلم أو يجهل - يضع نفسه إزاء ثقافة تكرست عبر عشرات الحقب لها مؤسسات راسخة تم بناؤها عبر عشرين قرنا منذ انطلقت تعاليم المسيح من شرق المتوسط إلى غربه وأسست هناك الكنيسة التي صارت فيما بعد محورا وقطبا لصياغة الوعي والسياسات والمناهج في كافة مناشط الحياة، فـ "الله" عندهم مفهوم تأبدت ملامحه ولا إمكانية لزحزحته على بساط ثقافات دينية أخرى، وخطاب السيد عمرو خالد في النهاية هو لنا نحن - أبناء شرق المتوسط - ولكنه يأتينا من مائدة غربية عبر وسائط غربية، ولن يجد مثل هذا الخطاب مسلكا أيا كان في الوعي الغربي المعاصر، ولما كان مآل خطابه لنا فلذا نجده لا يتطرق مطلقا إلى صورة الحكم والحكام "الذين تؤبدهم الحكومات الغربية على مصير القرار في شرق المتوسط"، وهو أي السيد عمرو ونظراؤه صديق العائلات الحاكمة في شرق المتوسط، وإن انفسحت عبقريته وآفاق دعوته، فهو يدخل بمريديه مباشرة إلى يوم الحشر,يوم القيامة حيث الشمس فوق الرؤوس وعرق الناس قد سال وارتفع حتى بلغ الرقاب وأمنيات الجميع في هذا المشهد ليست سوى الانصراف من هذا المجمع ولو كان المنصرف إلى الجحيم، ويذوب السيد عمرو في الحشرجة والبكاء ويتبعه المريدون، وهكذا فليس عجيبا أن يصبح السيد عمرو بما يحمله من خطاب في الدعوة صديقا للكثيرين من شخصيات الحكومة العالمية في الأمم المتحدة في جنيف وأوسلو وكوبنهاجن وواشنطن وحتى الكويت وبيروت.
هذا بينما دعاة على شاكلة السيد أحمد القطان والسيد محمد حسان ممن يتبنون حتمية الصراع والاصطدام بين المسلمين وغيرهم من أهل الكتاب لا مكان لهم على مائدة الحكومة العالمية وإن كانوا ليسوا ببعيد عن نطاق السيطرة والاستفادة بدعوتهم في نطاقات تكتيكية محلية من قبيل خلق الذرائع، ومن أراد أن يستزيد فعليه أن يستمع إلى تسجيلات السيد محمد حسان عن نهاية العالم والمعركة الفاصلة بين أنصار الله وأنصار الشيطان في سهل مجيدو "هرمجدون.

فتعاليم الله ومقاصده وغاياته ليست متشابهة في خطاب الدعاة الجدد فهناك من يكرس خطابه لتعليم المسلمين كيفية معاشرة النساء وتزويجهم وتطليقهم بل وكيفية تنظيف أجسادهم إن بالاستحمام أو بمجرد الشطف أو حتى بالتراب إن تعذر وجود الماء، وهناك من يكرس للتمرد على الحكام الظلمة والخروج عليهم وإعادة دولة الرسول وأصحابه، وهناك من يكرس لضرورة التعايش مع غير المسلمين والاستفادة من منجزاتهم في العلوم والعمران، وهناك من يكرس لحضور النظريات الكونية والإعجاز العلمي في الرسالة المحمدية، وهناك من يكرس للسيطرة على الفنون والثقافات وصبغها بصبغة إسلامية كضرورة من ضرورات الاستمرار والتطور الحتمي حتى تتناسب الدعوة إلى "الله" مع تطور وسائط الاتصال وثورة المعلومات، وهناك من يدعو إلى طاعة الحاكم - ظل الله في أرضه - درءا للفتنة والفرقة والاختلاف بين طوائف الشعب متعدد الأعراق والمذاهب، وهناك غيرهم الكثيرون ممن يتبنون مفاهيم ويكرسون لأفكار تبتعد أو تقترب من روح العصر بدرجات متفاوتة، وكل أولاء وهؤلاء ينطلقون من مفهوم "الله"، وكل هذا وجماعة المؤمنين بالمفاهيم المحمدية عن "الله" وخلقه يعيشون في بلادهم بلا صناعة أو سيادة أو تطور، يتقاتلون فيما بينهم على الأولويات النظرية بشأن السؤال التالي: هل التخلف والرضا بالاحتلال من الأمور التي تساعد على إقامة الدين وحفظ النفس والمال والنسل أم لا؟ وهل أخطأ أبو بكر وعمر ومن شايعهما في حق علي أم لا؟ وعلى هذا تقوم الصراعات والأحزاب والفتن في بلادنا وتستمر.

وعموما فإنه يمكن القول بأن المراحل الأربع للدعوة إلى "الله" في خطاب الدعاة لها وجهان أحدهما يكرس للتعايش وتبادل المنافع مع الآخر، والوجه الآخر يكرس للاستئصال وحتمية الصراع، وعلى هذا الأساس يمكننا فهم لماذا يجلس دعاة من أمثال الشعراوي وسيد طنطاوي وخالد الجندي وعمرو خالد وحتى الحبيب الجفري وطارق سويدان؛ لماذا يجلس هؤلاء في الكرسي المجاور تماما لكرسي السلطان إن في الحكومات المحلية أو في الحكومة العالمية؛ بينما يجلس أمثال بن لادن والظواهري وأبو حفص المصري والزرقاوي وأبوبكر البغدادي وعمر عبد الرحمن ومن قبلهم عبد الحميد كشك وسيد قطب في زنازين الحكومات المحلية أو زنازين الحكومة العالمية في غوانتانامو أو السجون السرية للحكومة العالمية لدى أتباعها في أوروبا الشرقية وشرق المتوسط، وكل فريق منهما لن يعدم الأسانيد والشواهد والحجج في البرهنة والتدليل على صدق وجهته وصحتها، فتراثنا وواقعنا يذخران بالأحداث والشواهد المؤيدة والداعمة لكل فريق.
ولما كان مفهوم "الله" بهذا الاتساع والغنى والتنوع والإطلاق أمكن توظيفه في خطط السياسيين والقادة والزعماء عبر التاريخ لحشد المزيد من الأنصار وشحذ الصراع بدوافع جديدة وخلق أسباب السيطرة والتمكين والحكم، وهذه أصبحت من السنن الثابتة في تطور التاريخ الإنساني منذ أكثر من ثلاثة وثلاثين قرنا مع هروب بني إسرائيل مع نبيهم موسى من مصر وحتى الآن، وأظنها ظاهرة ستستمر في مصاحبة التطور التاريخي لبني البشر حتى أمد ليس بقصير طالما هناك من يتجرأ على استغلال أطهر النوازع الإنسانية في الشوق والتطلع إلى فهم العالم والاطمئنان على مآله ومصيره، أطهر النوازع الإنسانية في المعرفة والبحث عن أسباب الوجود ومآله على المستوى الفردي والجماعي والتوق إلى الخلاص والتحرر من قبضة التاريخ الذي صنعه البشر أنفسهم على امتداد العصور، وعلينا ألا ننسى أبدا بأن "الله" وفق مفاهيم الجذر السماوي الإبراهيمي في العقيدة قد كتب أرضا لبعض الناس " ... ادخلوا الأرض المقدسة التي كتب الله لكم ... وكذلك لا ننسى بأن الأرض هي لـ "الله" يثبّت فيها من يشاء من عباده الصالحين، وهؤلاء الصالحون تتم صياغتهم وفق مفهوم "الله" ذاته في أذهان المؤمنين به على اختلاف ثقافاتهم.
فهل بالإمكان بعد كل هذا التاريخ أن تحلم البشرية بتخليص الله من مفاهيم الدعاة وتركه لفطرة الناس يهتدون إليه بحسب تجليه في حياتهم من الميلاد إلى الموت !؟
الحلف المقدس
كثير من المؤمنين بالله ومنهم الجماعات الإسلامية ، يحاولون فرض الله بالقوة على عباده ، والغريب أنك ترى هؤلاء المؤمنين في صف الطواغيت ضد عباد الله ، والأغرب أنهم أغنياء حدّ التخمة ، هل لأنهم وكلاء الله بينما عباده الفقراء عياله !! أغنياء في الفقه والمال والنساء . وكلاء الله توسّعوا في فقه الوكالة هذا فأفتوا بالوكالة في توصيل الزكاة لعيال الله وكذلك الوكالة في الحج عن غير القادرين ماليا أو صحيا أو الميتين بالرغم من أن الفريضة ليست واجبة في هذه الحالة لانتفاء شرط الاستطاعة ، ولن نندهش إذا سمعنا غدا أو بعد غدٍ من فقهاء الوكالة هؤلاء فتوى بجواز الوكالة في الصلاة وغيرها فيما تبقى من فروض فالأغنياء لهم ما لا يحق لغيرهم حتى في الشعائر والنسك.

وما دام الأمر كذلك ، والتحالف على أشده في هذا العصر بين فقهاء الوكالة الأغنياء والطواغيت من الحكام العساكر وطائفة التجار التي امتدت تجارتهم إلى كافة أرجاء المعمورة وتداخل رأسمالها في منظومة عالمية لا يمكنك التمييز فيها بين ما هو إسلامي ومسيحي ويهودي ، أو بثنائية أكثر حدة بين ما هو مؤمن وما هو كافر ، أيعني ذلك أن هناك مالا مؤمنا وأخر كافرا ؟
و الله العظيم الذي يحاول بعض أتباعه فرضه بالقوة على عباده ، ترك لعباده – كما خلقهم – نصوصا لا ينفذ مدّها وعطاؤها في إطار عظمة واعتناق ينبع من داخل عباده كما عرفهم وخلقهم " وفي أنفسكم ، أفلا تبصرون " ، وأي محاولة لإقامة الله في أرضه بالقوة باطلة ولا جدوى منها سوى الدمار والتخريب ،إلا أن أتباعه الأغنياء وأبواقهم من فقهاء الوكالة لا يقرون بذلك فتراهم ينصبّ غضبهم لله على ثلة من عباده بسبب ملابسهم القصيرة أو كتاباتهم أو طريقتهم في تأدية رسالتهم في الحياة في حين يغضون الطرف كليا عن طواغيت يتصرفون بمصائر عباد الله المؤمنين حسب مزاجهم ،فمن هؤلاء الطواغيت من هتك الأعراض وقهر الشرف لدى عباد الله على الملأ ، ومنهم أصحاب السمو والمعالي والملك في حين أنها كلها صفات تنزيه لخالق السماوات والأرض ، فهل هي مصادفة أن يتحالف فقهاء الوكالة مع الطواغيت التجار ؟ ولماذا لم تظهر كلمة الحق عند سلطان جائر وهاهو الجور يسد علينا الطرقات ويغطي عنان السماء ؟
هذا هو العنف ، الإقصاء القائم على غير عهد مدني بين عباد الله في الأرض ،التجار احتكروا أسباب الحياة بمعاونة الطواغيت والعسكر وفقهاء الوكالة ، والطواغيت العسكر تكفلوا بنشر الفزع والرعب والقضاء على السلام الروحي والاجتماعي ، وفقهاء الوكالة احتكروا تعاليم الله وأفسدوا على الناس حياتهم الدنيا والآخرة أيضا .

وأشد الضحايا تأذيا هم المثقفون الذين يحاولون تغيير العالم بالكلمة ,فكما إن هناك مثقفين يرتعون في نعيم الحلف المقدس يحاولون تكريس المظالم بالكلمة أيضا وهناك المثقفون أنصار التغيير بالكلمة لم يشذوا عن تشريع الله العظيم فهو الذي أوحى بأنه " من رأى منكم منكرا كما أنه تعالى أوحى بـ " أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم " وهكذا تتجلى عظمة الخالق حيث أنه تعالى الأعلم بمن خلق ، ففيهم المكرسون للمظالم أطيعوا الله " وفيهم الداعون إلى التغيير " من رأى منكرا " والفقيه الحق من يقر بهذا الاختلاف لا أن يسعى ويحشد عدته لنفي الآخرين المخالفين له في الفقه والاعتقاد .

الطواغيت العساكر لهم رسالة ، ولهم منظومة لتنفيذ هذه الرسالة ، وضعوا فيها مكانا حيويا لفقهاء الوكالة حيث أناطوا بهم تثبيط العزائم وتفريغ الحياة من أي مضمون إنساني معقول يقوم على احترام كيان الإنسان ، وبالتالي هم لا يكفّون عن فرض تشريعات وأفكار تسلب من الحياة معقوليتها ومضمونها كما أنهم تكفلوا بتفزيع أرواح عباد الله وقهرهم في جلودهم دنيا وآخرة .

وإذا لم يكن فقهاء الوكالة في معية طواغيت العسكر فأنى لهم السكوت على المظالم هل يأمرهم دينهم بذلك ؟! ولماذا تراهم فصحاء للغاية في أمور تتعلق بفقه الزي والخلوة في حين يفرخ على رؤوسهم الطير لو تعلق الأمر بفقه مشروعية الحكومات ؟! هذا إن لم يؤازروها ويكرسوا مشروعيتها بنصوص دامغة من كتاب الله ومن سنة نبيه وسلفه الصالح .

هذا مناخ خصب جدا لتكاثر العنف سواء اتخذ وسائل تعبيرية في سياق الحياة والتاريخ أم ظل خامدا ساكنا ملغوما بانتظار أي خلخلة في تلك المنظومة وفي ذلك الحلف المقدس حتى تندلع البراكين ويسود الغضب وجه الحياة .

والمثقفون أنصار تغيير العالم بالكلمة الذين يبدون رأيهم الحر فيما حولهم هم أول الضحايا ، فوجودهم يعتبر نشازا ودخيلا على تلك المنظومة وينبغي إسكاتهم بأي ثمن ،ومخطئ من يتوهم بأن محاولات الإقصاء وممارسة العنف على المثقفين وغيرهم ليس لها مردود ،نعم ، قد لا يظهر مردودها على السطح ؛ لكنه يبقى مؤثرا وإن أخذ صورة المعايشة السلبية والكفر بقيمة الوجود !



#عباس_منصور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحرف بين الأصل والتاريخ
- تأملات في الغريزة و التاريخ
- من مشاهد البعث و الحساب في العقيدة المصرية
- لصوص العالم يختبئون فى البحر الميت
- هل كان للناس دولة تطبق شريعة الإسلام ؟
- قلب الوجود
- ما ذا تعني المصرية ؟ ومن هم المصريون
- أسلمة الثورة المصرية . . وإحباط محاولات التغيير في المنطقة
- من كتاب الحب والحكمة
- هدم الأضرحة .. وعقائد البدو
- أما آن لهذه النخاسة أن تتوقف !؟
- نموذجان من الانتهازية وفقه النفط - شنوده والقرضاوي
- فقه النفط وفتاوى الضرورة
- جسد المظاهرة
- شجرة الحياة
- قراءة في -مثلث العشق- لشريف صالح
- أيّكم يغرس رمحاً في دارٍ فهي له !!
- ما كل هذه الدماء أيها العرب المسلمون ! ؟
- إنعام .. وكلب العائلة
- مفهوم -الله- في خطابات الدعاة الجدد


المزيد.....




- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عباس منصور - تأملات في الغريزة والتاريخ