أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - الأسعد بنرحومة - حركة النهضة بين سنديان التنازل ومطرقة التآمر














المزيد.....

حركة النهضة بين سنديان التنازل ومطرقة التآمر


الأسعد بنرحومة

الحوار المتمدن-العدد: 6465 - 2020 / 1 / 15 - 23:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


اليوم ليس حديثي عن مشروع حركة النهضة ولا عن أهدافها ، ولا هو عن مضمون تنازلات الحركة خلال هذه السنوات، ولكن سيكون كلامي عن تجربة حركة النهضة مع الحكم ومع وسطها السياسي من أحزاب وسياسيين.
فكما هو معلوم فازت حركة النهضة بالانتخابات التشريعية الاخيرة لسنة 2019 ، لكنها فشلت في تكليف شخصية سياسية من داخلها لتشكيل الحكومة بسبب رفض كامل الوسط السياسي لذلك - ورغم كون ذلك حق دستوري لها - . وحتى رضوخها لهم بقبولها تكليف شخصية مستقلة لتشكيل الحكومة وهو الحبيب الجملي الا نفس الوسط ومن داخل البرلمان أسقطها بعد شهرين من التفاوضات والجهود.
فهذا الوسط السياسي الذي امتزج فيما بينه تحت قبة البرلمان فاختلطت بهذا الامتزاج سنون الفساد مع سنون الاجرام والاضطهاد مع سنون المتاجرة بقضايا الشعوب باسم السياسة ، هذا الوسط السياسي المتعفن كما عهدناه دوما هو مستعدّ دائما للتحالف حتى مع الشيطان ومع العفاريت من أجل أن لا تحكم حركة النهضة ، وهو تحالف سابقا مع الارهاب ومع الجريمة من أجل اسقاط حكوماتها بين 2012و2014 ، وملابسات اعلان جبهة الانقاذ بين حزب نداء تونس والجبهة الشعبية في 2013 مازال دليلا قائما.
في الواقع ، وأيضا في الحقيقة ، حركة النهضة لم تفز بانتخابات 2019 فقط، بل هي فازت بجميع الانتخابات السابقة بما فيها انتخابات 2014 رغم حصولها على المركز الثاني، وهي ستبقى تفوز بجميع الانتخابات القادمة، ولكن هل ستستطيع أن تحكم؟ بل هل تقدر حتى على تكليف تشكيل الحكومة؟
لا ، هي لن تستطيع ذلك، فهي ستبقى حركة تفوز ولا تحكم ، وغيرها من الأحزاب الكرتونية ودكاكين السياسة سيخسرون دائما لكنهم سيحكمون.
حركة النهضة ورغم تنازلاتها ، بل رغم انسلاخها عن شعارات المشروع الاسلامي منذ زمن ودخولها بيت العنكبوت خاصّتهم ، ورغم ارتمائها في أحضان عدوّها وعدوّ الشعب وتحالفها مع الفاسدين والمجرمين وسماسرة السياسة لكنها ستبقى الحركة التي لا تحكم الا من وراء جُدر رغم فوزها بالانتخاب . والسبب أنّ محيطها السياسي حولها لا يحمل من السياسة الّا المكر والحقد والعداء، ومن شعارات الديمقراطية الا الاقصاء والالغاء ، محيط سياسي جمع بين الفاسدين والمجرمين والقمعيين والاستبداديين سواء باسم رجال الاعمال او باسم بقايا الحزب الحاكم ، وبين الانتهازيين وصنّاع الابتزاز من أقوام جاؤوا للبرلمان صدفة او في غفلة من الزمن ويتخذون من السياسة وسيلة لكسب حصانة تحميهم وتحمي فسادهم، وهذا المحيط السياسي الذي يختفي وراء شعارات الديمقراطية والتداول السلمي على السلطة تربّى على احتقار القيمة والدين وعلى العداء للتاريخ ، وعلى نكران الذات والجميل معا ، الى جانب تلطّخه بالفساد ، هؤلاء يمنعهم حقدهم وفسادهم من القبول بحركة النهضة في الحكم تحكم حتى لو شهدت العلمانية نفسها بعلمانية مشروع الحركة ، والحركة التي تساهلت قبلا مع المجرمين بحق الشعب من الذين حكموه بالحديد وبالنار فقمعوه واضطهدوه ونهبوا ثرواته وتحالفت معهم في الحكم تحت عنواين "المصلحة الوطنية" ، وهي ايضا التي تحالفت مع المجرمين والفاسدين وشاركتهم الحكم ، فلم تحاسب مجرما ولا عاقبت ظالما ولا أوقفت فاسدا ، وهي تهديهم هذه التنازلات المشينة تحت عناوين كاذبة مثل " المصالحة " سياسية كانت او اقتصادية ، هي اليوم تجني ثمار تسع سنوات من التنازلات المشينة والمساومات الرخيصة ، ومن تحالفت معهم بالأمس ينصبون لها اليوم كل خيوط المؤامرات والخدع ، وان هم أفشلوا حكومتها بالامس القريب ، فاليوم يتحالفون لاقصاء شيخها من رئاسة البرلمان ، ويعلّقون لوحات تزيّن مقاعدهم ومن داخل البرلمان نفسه " ازالة الغنوشي واجب وطني ".
بيت العنكبوت هذه ، وبمؤامراتها أفشلت نتائج انتخابات 2011 وأسقطت حكومات كثيرة 2014 وهي تعمل اليوم لافشال نتائج انتخابات 2019 ، وهي اذ تفعل ذلك ليس كرها مجردا لحركة النهضة ، بل كرها وحقدا للدين وعداء للقيم وللتاريخ لكنه يظهر من خلال العداء لحركة النهضة حتى وان كانت علمانية والدين منها براء.
فهل فهمت الحركة هذا؟ وهل وقفت على خطورة ما أقدمت عليه من تنازلات مشينة لم تضرّ بها وحدها ، بل أضرت بشعب كامل وبلحظة فارقة من الزمن.



#الأسعد_بنرحومة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ايران : ملابسات وظروف الهجوم على قاعدتين أمريكيتين بالعراق
- في تونس :الاتحاد العام للشغل وحقيقة الحملة ضدّه
- الدماغ والمعلومات : كيف يختزن الدماغ المعلومات ؟
- نصيحة لليسار التونسي خصوصا ولليسار عموما
- شعب يصنع جلّاديه بيديه ... الى متى ؟
- من أجل أن لا نصبح شعبا من الطراطير
- الجزائر : ماذا بين الانتخابات والحراك الشعبي؟
- الرئيس التونسي السعيّد : الثورة،الدولة،الارهاب،التطبيع ...وب ...
- حتى لا تكون جهود محاربة الفساد صناعة للفساد
- - الأمازيغية- في تونس من الفلكلور الثقافي الى الحراك المشبوه
- لماذا يصنعون من الاتحاد العام التونسي للشغل منظمة فوق المساء ...
- اسألي القمر عنّي ...
- الموجة الثانية من الربيع العربي : الجزائر مثالا
- لماذا نلوم الجيوش في كلّ مرّة؟
- فاجعة حريق نوتردام:ماذا بيننا وبينهم؟
- السياسي والأنثى
- شعوب تتحرّك وعملاء يقرّرون لها مصيرها لصالح نفس العدو
- 14جانفي2011: ثورة أم تأسيس للفساد
- بريكست : التداعيات الخطيرة لانسحاب بريطانيا من الاتّحاد
- النظام الرأسمالي : عقيدة باطلة ورعاية مفقودة


المزيد.....




- بالتعاون مع العراق.. السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية ...
- مسؤول إسرائيلي حول مقترح مصر للهدنة في غزة: نتنياهو لا يريد ...
- بلينكن: الصين هي المورد رقم واحد لقطاع الصناعات العسكرية الر ...
- ألمانيا - تعديلات مهمة في برنامج المساعدات الطلابية -بافوغ- ...
- رصد حشود الدبابات والعربات المدرعة الإسرائيلية على الحدود مع ...
- -حزب الله-: استهدفنا موقع حبوشيت الإسرائيلي ومقر ‏قيادة بثكن ...
- -لا استطيع التنفس-.. لقطات تظهر لحظة وفاة رجل من أصول إفريقي ...
- سموتريتش يهاجم نتنياهو ويصف المقترح المصري لهدنة في غزة بـ-ا ...
- طعن فتاة إسرائيلية في تل أبيب وبن غفير يتعرض لحادثة بعد زيار ...
- أطباق فلسطينية غيرتها الحرب وأمهات يبدعن في توفير الطعام


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - الأسعد بنرحومة - حركة النهضة بين سنديان التنازل ومطرقة التآمر