أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فتحي مهذب - البيت الملعون














المزيد.....

البيت الملعون


فتحي مهذب

الحوار المتمدن-العدد: 6464 - 2020 / 1 / 14 - 18:21
المحور: الادب والفن
    


لم يبق أحد في البيت المجاور لمقبرة المدينة.
الله وملائكته جميعا رحلوا..
لم تبق غير روائح الشياطين المتعطنة. والخفافيش التي تملأ المكان بوطوطات مخيفة.
لم يبق أحد غير كائنات شريرة عمياء تتقاتل في الليل وتصدر أصواتا بشعة مقرفة.
القطة الأم بلكنة مرتعشة :
- أيها الملعون الفصامي
- ألم تخمش فرو أطفالي بزيت السمك المقلي؟..
ألم تستدرج إخوتي وعلى وجهك قناع قائد أوركسترا في بهو كنيسة ؟.
ينساب صوتك مثل جدول عذب صاف سلسال.
بينما تخفي في تضاعيفك روحا هدامة مرعبة.
وحين تقترب القطط المتضورة متأثرة بقداس صوتك الساحر تلقي عليها زيتا ساخنا
فتهتز كما لو أن زلزالا مجنونا أخذها على حين غرة بينما تقفز أنت مثل كنغر فاتحا رصاصات طائشة من الضحك العبثي.
أهرع إلى أطفالي وإخوتي مثل إطفائي فاشل.
أبكي بمرارة وأنا أشاهد ضحايا هذه المجزرة. رائحة الشواء تنبعث من فرو القطط البائسة.
تكاد تستلقي على ظهرك من الضحك المتدافع مثل سرب من الطائرات المقاتلة.
- (س) لقد عذبني الآخرون حد الصلب واقتحموا قلعة مناماتي .
أمسوا كابوسا ليليا مدمرا.
إختلسوا فاكهة الفرح من سلة قلبي.
- القطة الأم : لكن ما جريرة أطفالي وإخوتي؟
مات معظم عائلتي محترقا بالنار .
الواحد تلو الآخر متأثرا بجروح بليغة وكدمات زرقاء.
لم تبق غير أختي الشقراء بعين واحدة وذيل مقطوع.
بعد تعرضها للرفس بمجنزتي قدميك.
(س) لقد جعلت من بيتي ماخورا يرتاده العابرون والسكارى من القطط الهجينة القذرة.
فاستحالت السطوح إلى بيت دعارة.
أنا لست نادما على تصفيتكم وإراقة دمكم .
ألم تختلسوا عشائي وتلوثوا الممرات برائحة البول والقاذورات.
-القطة الأم : رافعة رأسها إلى أعلى كما لو أنها توجه رسالة متعجلة إلى محكمة السماء.
(س) ينظر إلى القطة المسنة باستهزاء . عاقدا العزم على قتل كل قطط العالم.
شاتما أصل القطط ناعتا إياها بالصفاقة والخبل والشهوانية المفرطة.
مر قطار سريع يحمل ثلاثين يوما في عربته الزئبقية.
طفقت الكوارث تزور البيت مثل زوار سيئي السمعة .
ماتت زوجته منتحرة بحبل مشدود في عنقها الرقيق.
جن إبنه الأكبر وهام ما تبقى من العائلة المنكوبة على وجهه.
ظل وحده في البيت يجتر نكساته المتعاقبة مطرقا لاعنا القطط التي
سببت له كل هذه المتاعب.
ذات ليلة موحشة جدا قررت القطة الأم بمعية أختها الشقراء ذات العين الواحدة والذيل المقطوع..
الإنتقام من هذا الوحش الآدمي.
بعدما إحتسى(س) كمية هائلة من النبيذ وارتمى مثل كرة من قماش رديء فوق الكنبة
هاجمته الأختان المهجوستان بالفقد والعذاب اليومي الجارح
أعملتا في رقبته المتهدلة مخالبهما
حد الموت ثم يممتا سمتا مجهولا .



#فتحي_مهذب (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شذرات
- النهار حبل طويل بيد الرب
- غيمة تحاول الدخول من زجاج النافذة
- أوقفوا الحرب أيها القتلة
- قلقامش الصغير
- من دفاتر بهلول
- دعاء الأرمل
- العائد من جبل الموت
- الساحر في خلوته
- نهايات غير منتظرة
- تغريدة الصباح٣
- عطور نادرة
- عذابات إرميا المهذب
- قطار ينبح في حديقة ألأرملة
- الشاعر في عوده الأبدي
- لنتفاوض يا الله
- المجد لجميزة حتحور
- متسول سيميائيات
- لأ أريد إفناءك يا هضابي
- لعنة مالدرور


المزيد.....




- الإعلان عن الفائزين بجائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي ...
- تتويج الفائزين بجائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي في د ...
- -ضايل عنا عرض- يحصد جائزتين في مهرجان روما الدولي للأفلام ال ...
- فنانون سوريون يحيون ذكرى التحرير الأولى برسائل مؤثرة على موا ...
- -تاريخ العطش- لزهير أبو شايب.. عزلة الكائن والظمأ الكوني
- 66 فنا وحرفة تتنافس على قوائم التراث الثقافي باليونسكو
- فنان من غزة يوثق معاناة النازحين بريشته داخل الخيام
- إلغاء حفلات مالك جندلي في ذكرى الثورة السورية: تساؤلات حول د ...
- أصوات من غزة.. يوميات الحرب وتجارب النار بأقلام كتابها
- ناج من الإبادة.. فنان فلسطيني يحكي بلوحاته مكابدة الألم في غ ...


المزيد.....

- ليلة الخميس. مسرحية. السيد حافظ / السيد حافظ
- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فتحي مهذب - البيت الملعون