أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف: الحراك الجماهيري والثوري في العالم العربي، موقف ودور القوى اليسارية والديمقراطية - عبدالخالق حسين - مقتل سليماني والمهندس تصعيد إلى حرب كارثية















المزيد.....

مقتل سليماني والمهندس تصعيد إلى حرب كارثية


عبدالخالق حسين

الحوار المتمدن-العدد: 6455 - 2020 / 1 / 4 - 11:40
المحور: ملف: الحراك الجماهيري والثوري في العالم العربي، موقف ودور القوى اليسارية والديمقراطية
    


قامت القوات الأمريكية فجر يوم الجمعة (03/1/2020)، بقتل قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني اللواء قاسم سليماني، مع نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي العراقي أبو مهدي المهندس، ومقتل ستة آخرين، بضربة جوية قرب مطار بغداد الدولي. وقالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) إن العملية تمت بـ "توجيهات" من الرئيس دونالد ترامب نفسه.(1)

جاءت هذه العملية رداً على الهجوم على السفارة الأمريكية في بغداد قبل أيام، والذي اتصف بالعنف بما فيه إشعال الحرائق، واتهمت الإدارة الأمريكية إيران بأنها وراء هذه الأعمال المعادية لها. راجع مقالنا الموسوم (الهجوم على السفارة الأمريكية يضر بالعراق)(2). لم يفاجأ العالم بالرد الأمريكي القاسي، ولكن المفاجأة بسبب سرعة التنفيذ ودقته في معرفة تحركات الجنرال سليماني ومرافقيه. والجدير بالذكر أن الجنرال سليماني يعتبر الشخص الثاني من حيث الأهمية بعد المرشد الأعلى السيد علي خامنئي، والعقل المدبر للنفوذ الإيراني في دول المنطقة وخاصة في العراق. لذلك فاغتياله بهذه الدقة والقسوة، يعتبر ضربة شديدة ومؤلمة لإيران، وإساءة لسيادة الدولة العراقية. ورغم شدة المأساة لأتباع إيران، إلا إنهم نجحوا في جر العراق إلى الصراع بين إيران وأمريكا في معركة غير متكافئة، نتائجها الكارثية معروفة مسبقاً.

كذلك يعتبر مقتل سليماني والمهندس نقلة نوعية في تصعيد التوتر والصراع في المنطقة، إذ كما قال نائب الرئيس الأمريكي السابق، جو بايدن، إن الرئيس دونالد ترامب "قد ألقى الديناميت في برميل بارود". فمنطقة الشرق الأوسط ملتهبة، وبأمس الحاجة إلى محاولات تهدئة وليس صب المزيد من الزيت على النيران المشتعلة أصلاً.

ولا شك أن العراق لا يمكن أن يسلم من هذه الحرائق، وربما يكون الأكثر تضرراً من أية دولة أخرى في المنطقة. إذ هناك مساع محمومة من قبل السياسيين العراقيين الموالين لكل من إيران و أمريكا في جر العراق إلى أحد المحورين المتصارعين دون أن يدركوا تبعات وعواقب هذا التخندق. فالعراق بحاجة إلى علاقة متكافئة مع إيران و أمريكا دون الانضمام إلى أي من المحورين في صراعهما.

وقد بدأ التصعيد بقيام كتائب حزب الله العراقي يوم الجمعة (27/12/2019) بهجوم صاروخي على موقع أمريكي في العراق، قُتل على أثره متعاقد أمريكي، وإصابة أربعة من أفراد الخدمة الأمريكية. ورداً على هذا الهجوم قصفت طائرة أمريكية حربية ليلة الأحد 29/12/2019) عدداً من مواقع كتائب حزب الله أدى إلى مقتل 25 مقاتلاً، وإصابة العشرات. لاحظ الفرق في نسبة الخسائر بين الطرفين (1 إلى 25 لصالح أمريكا). مما حدا بقيام تظاهرة هجومية اتصفت بالعنف على السفارة الأمريكية. ورداً على هذه التظاهرة قامت أمريكا بعملية بمنتهى الدقة بالضربة الجوية التي أودت بحياة سليماني والمهندس وستة آخرين، كما أشرنا آنفاً(2).

والغريب أن المتظاهرين العراقيين المؤيدين لأمريكا أعربوا عن ابتهاجهم بالضربة الأمريكية. أما الحكومة والمرجعية فقد أدانتها لكونها قتلت قادة ساهموا في محاربة داعش، واعتبرتها انتهاكاً للسيادة الوطنية، ومخالفة لوجود القوات الأمريكية في العراق، التي الغرض منها محاربة داعش وليس محاربة أعداء داعش. لكن المشكلة أن أعداء داعش (إيران وأمريكا) في حالة عداء مستفحل بينهما لا يقل ضراوة عن عداء كل منهما ضد داعش.
إن سلسلة العمليات التصعيدية بين إيران وأمريكا لا بد وأن تؤدي إلى حرب ضروس تحرق المنطقة بكاملها. فإيران هددت على لسان المرشد السيد علي خامنئي:"الانتقام الساحق بانتظار منفذي الجريمة".
أما الضربة الأمريكية القادمة فتعتمد على نوعية الضربة الإيرانية القادمة ومكان وزمان حصولها.

وهذا يعني أن المنطقة مهددة بحرب واسعة لا تبقي ولا تذر في حالة قيام إيران برد فعل انتقامي ثأري ضد أمريكا، وبالتأكيد أمريكا سترد بالمثل، وربما بالصاع صاعين أو أكثر كما في حالة الضربة الأمريكية الأخيرة. وهذا بالضبط ما كانت تسعى إليه إسرائيل والسعودية إلى جر أمريكا لشن حرب مدمرة على إيران وأية دولة أو جماعة تقف معها، ويمكن أن يكون العراق ساحة لهذه الحرب.

فلماذا هذا التصعيد غير المبرر نحو الكارثة؟
يؤكد التاريخ أن الاعتداء على السفارات والقنصليات الأجنبية خطر كبير ومخالف للأعراف والقوانين الدولية، يجب تجنبه في جميع الأحوال. وعلى سبيل المثال، بعد نجاح الثورة الإسلامية في إيران عام 1979 قامت مجموعة من الطلبة المتشددين في طهران بالهجوم على السفارة الأمريكية، واختطفوا طاقمها وأسروهم لمدة 444 يوماً. لم تقم أمريكا بشن حرب على إيران، بل ورطوا الشقيً صدام حسين ليقوم لهم بالمهمة القذرة، فأدخلوا في روعه أن الحرب ستكون خاطفة، لأن الجيش الإيراني الشاهنشاهي مفكك وضعيف وضد ثورة الخميني، لذلك لن تستغرق الحرب أكثر من عشرة أيام، وتنتهي بانتصاره، و يخرج بطلاً منتصراً تدين له الشعوب العربية بالولاء، و سيكون هو خليفة عبدالناصر، وبسمارك العرب. والنتيجة أن الحرب دامت 8 سنوات أهلكت الحرث والنسل في البلدين، لتليه حرب أخرى، حيث قام صدام بجريمة غزو الكويت، إلى آخر المأساة لينتهي بأحقر نهاية يستحقها.

ومثال آخر حول الاعتداء على البعثات الدبلوماسية: قام متشددون إيرانيون أيضاً، قبل عامين بحرق القنصلية السعودية في طهران، والنتيجة أن السعودية كسبت الرأي العام العالمي، ولم تقم بحرق القنصلية الإيرانية في بلادها، بل ورطت عراقيين في تظاهراتهم الأخيرة حيث أحرقوا ثلاث أو أربع قنصليات إيرانية في العراق نيابة عن السعودية.

مشكلة العراقيين أنهم لم يتعلموا أي درس من التاريخ، لا القريب ولا البعيد. لذلك حذرنا مع غيرنا، من مغبة الهجوم على السفارة الأمريكية في بغداد وعواقبها الكارثية. فالسيد هادي العامري قائد الحشد الشعبي والمرحوم نائبه أبو مهدي المهندس، وغيرهما الذين قادوا الهجوم على السفارة الأمريكية، لم يكونوا تلامذة جامعة تنقصهم الخبرة، بل هم شخصيات سياسية، وقادة كتل برلمانية وفصائل الحشد الشعبي، إضافة إلى تجاربهم في النضال و الجهاد لعشرات السنين، فالمفروض بهم أن يكونوا قد استخلصوا دروساً وعبراً من التجربة الإيرانية، إضافة إلى خبراتهم الجهادية الشخصية بتجنب التحرش بالسفارة الأمريكية وغيرها، وأية عملية تصعيدية تهدد أمن وسلامة العراق وكل دول المنطقة. إن الكارثة آتية لا ريب فيها... ولكن لا حياة لمن تنادي.
[email protected]
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
روابط المصادر
1- (البنتاغون) إن العملية تمت بـ "توجيهات" من الرئيس دونالد ترامب نفسه
https://www.bbc.com/arabic/live/50981473

2- د. عبد الخالق حسين: الهجوم على السفارة الأمريكية يضر بالعراق
https://www.akhbaar.org/home/2020/1/266511.html



#عبدالخالق_حسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الهجوم على السفارة الأمريكية يضر بالعراق
- شعب مغلوب على أمره!!
- إيجابيات تظاهرات تشرين ونتائجها المحتملة (غير المقصودة)
- حادثة ساحة الوثبة جريمة بعثية داعشية بإمتياز!
- لماذا هذا الدفاع المحموم عن السعودية ومندسيها؟
- متى كانت السعودية نصيرة لثورات الشعوب؟
- تجيير مطالب مشروعة لأغراض داعشية!
- هل تظاهرات تشرين..ثورة، أم ثورة مضادة؟
- (ثورة أكتوبر( وثياب الإمبراطور الجديدة!
- من المخدوع؟ اعرف الحق تعرف أهله
- العراق.. أين الخلل؟
- العراق يحترق
- تظاهرات سلمية أم حرب بالنيابة بين إيران وأمريكا؟
- من المسؤول عن الفساد في العراق؟
- العراق بين سندان أمريكا ومطرقة إيران
- لتكن تظاهرة البصرة السلمية نموذجاً يحتذى به
- يحرقون العراق باسم المطالب المشروعة!
- تظاهرات سلمية أم مناورة إنقلابية بعثية؟
- هل ترامب وجونسن في طريقهما للعزل؟
- النفط مقابل الدم!!


المزيد.....




- طبيب فلسطيني: وفاة -الطفلة المعجزة- بعد 4 أيام من ولادتها وأ ...
- تعرض لحادث سير.. نقل الوزير الإسرائيلي إيتمار بن غفير إلى ال ...
- رئيسي: علاقاتنا مع إفريقيا هدفها التنمية
- زيلينسكي يقيل قائد قوات الدعم الأوكرانية
- جو بايدن.. غضب في بابوا غينيا الجديدة بعد تصريحات الرئيس الأ ...
- غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة الجعف ...
- طفل شبرا الخيمة.. جريمة قتل وانتزاع أحشاء طفل تهز مصر، هل كا ...
- وفد مصري في إسرائيل لمناقشة -طرح جديد- للهدنة في غزة
- هل ينجح الوفد المصري بالتوصل إلى هدنة لوقف النار في غزة؟
- في مؤشر على اجتياح رفح.. إسرائيل تحشد دباباتها ومدرعاتها على ...


المزيد.....

- ثورة تشرين الشبابية العراقية: جذورها والى أين؟ / رياض عبد
- تحديد طبيعة المرحلة بإستخدام المنهج الماركسى المادى الجدلى / سعيد صلاح الدين النشائى
- كَيْف نُقَوِّي اليَسَار؟ / عبد الرحمان النوضة
- انتفاضة تشرين الأول الشبابية السلمية والآفاق المستقبلية للعر ... / كاظم حبيب
- لبنان: لا نَدَعَنَّ المارد المندفع في لبنان يعود إلى القمقم / كميل داغر
- الجيش قوة منظمة بيد الرأسماليين لإخماد الحراك الشعبي، والإجه ... / طه محمد فاضل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف: الحراك الجماهيري والثوري في العالم العربي، موقف ودور القوى اليسارية والديمقراطية - عبدالخالق حسين - مقتل سليماني والمهندس تصعيد إلى حرب كارثية