أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مالوم ابو رغيف - مأزق ذهنية المحاصصة














المزيد.....

مأزق ذهنية المحاصصة


مالوم ابو رغيف

الحوار المتمدن-العدد: 6444 - 2019 / 12 / 22 - 18:41
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


كما يبدو من مجريات الوضع السياسي في العراق، اكان في بغداد او في بقية المحافظات، ان العملية السياسية وكذلك عملية الاحتجاج الجماهيرية ، كلاهما في مأزق يصعب الخروج منه.
وعندما نتحدث عن العملية السياسية، فنحن لا نقصد بها فقط العملية المتمثلة في سيطرة الاحزاب على السلطة وفق نسب المحاصصة طائفية وقومية او وفق التوافقات الحزبيية-الطائفية-القومية في توزيع مناصب الدولة العليا، بل نعني بها ايضا ذهنية الناس العامة، على اختلاف انتماءاتهم، فهي على ما يبدو لا تستطيع تخطي هذا التقسيم.
فخلال 16 سنة من الحكم وفق اسلوب المحاصصة نمت وقوت ثقافة طائفية شعبية اجتماعية عامة، ثقافة تعتمد على الانتماءات الدينية والطائفية والقومية كمعايير لمقاييس الرفض والقبول ومنح او حجب الثقة.
وفق هذه الذهنية اشترك الناس بالانتخابات ووفقها اعطوا اصواتهم ووفقها ايضا يعربون عن ارآئهم في مختلف وسائل السويشل ميديا.
حتى في هذه التي في اولها كانت انتفاضة ثم تحولت الى مظاهرات احتجاجية، كان ثقافة المحاصصة ماثلة في اذهان المتظاهرين رغم رفضهم لها، ذلك ان الناس غالبا ما تستمد ارائها من الواقع المعاش وتستند عليه في تصوراتها المستقبلية واعطاء احكامها، فالترشيح لمنصب رئيس الوزراء لم يخرج عن اطار ثقافة المحاصصة، وبقي الامر محصورا في حدود الانتماء الطائفي الشيعي حتى عند المتظاهرين بينما في لبنان لم يتجاوز حدود الطائفة السنية.
ان المشكلة الاساسية التي خلقتها العملية السياسية هي ذهنية المحاصصة والتي لا يمكن القضاء عليها دون تبني علمانية الدولة، ليس فقط بعزل الدين عن السياسة انما بعلمنة الحياة، اي علمنة العلاقات الاجتماعية بين الناس وتهديم الحواجز الطائفية التي بنتها المؤسسات الدينية والسياسية خلال سنين طويلة من الحكم الطائفي الفاسد وكذلك علمنة المؤسسات التربوية والثقافية والاجتماعية. اذ لا يمكن ان تكون الدولة ناجحة او مستقرة اذا كان الناس تسير حياتها وارتباطاتها وفق مقتضيات ومتطلبات الدين، ان ذلك يخلق تناقضا يجد تعبيرا عنه في اعتقاد الناس بان الدين هو الحل لمشكلة العدالة الاجتماعية عندما تفشل الاحزاب السياسية لفسادها او لاي لسبب او اخر في تنفيذ برامجها الانتخابية المعلنة كما حدث في مصر، حيث روج الاخوان المسلمون الا ان الفشل في ادارة الدولة كان لابتعاد الدولة عن الدين وان الاسلام هو الحل.
في لبنان مثلا، الدولة علمانية ولا دين رسمي لها، لكن النظام طائفي، اي انه مثل النظام في العراق قائم على تقسيم الشعب الى مكونات طائفية تختار نوابها وفق ذهنية المحاصصة المتجذرة في ميول الانتماء الطائفي. ان هذا التقسيم يحمل في بواطنه خطر الحرب الاهلية عند حدوث ازمات سياسية او نزاعات طائفية-سياسية كما حدث في لبنان او في العراق، واذا ما حدثت الحرب الاهلية فان المستفيد الوحيد منها هم السياسيون الطائفيون اللذين سينظر اليهم بانهم الممثلون الحقيقيون لمصلحة طوائفهم كما سيعلو دور رجال الدين ويصبحون نجوما مشهورين تفوق نجوميتهم نجومية مشاهير السينما. ان ذلك يعني ان علمانية الدولة لا تعني شيئا اذا ما كانت القاعدة الشعبية تنقسم وفق ما يسمى بالمكونات، اذ ان تقسيم الشعب الى مكونات لا يعني سوى تأسيسا للطائفية.
ان تعبير دولة المواطنة التي يرفع شعارها المتظاهرون يفقد معناه اذا بقيت الدولة تسير شؤونها وفق متطلبات الدين وترفض ما يتناقض معه كما ينص الدستور العراقي الذي يجب تغيير كثير من بندوه بما يسنجم ومتطلبات علمانية الدولة حيث الانتماء الوحيد يكون للدولة بصفتها الممثل الوحيد لكافة الناس وعندها فقط ستذوي الانتماءات الاخرى وتغدو مجرد ميول شخصية ليس لها ما يسندها قانونيا الا بما يضمن الحقوق في حرية الاعتقاد بما لا يمس حرية الاخرين.
ان المأزق الكبير الذي يجد العراقيون انفسهم فيهم، هي انهم، ولحد هذه اللحظة لم يتحرروا من ارهاصات الدين ولا من انتماءاتهم المذهبية، فليست الاحزاب السياسية وحدها التي تسمع بانتباه الى خطاب يوم الجمعة الديني وتترجى من مرجعية النجف الدينية الدعم والمساندة، انما ايضا يتابع المتظاهرن ما تقوله وما تصرح به ، وغالبا ما يُذكرون اسم المرجعية الدينية في الاحاديث التلفزيونية والصحفية او عند استطلاع اراء الناس.
هذا يعني ان الطائفية السياسية موجودة في الذهنية الشعبية، فالانتماء الديني هو بحد ذاته انتماء طائفي ايضا، وعندما نشارك الاراء والفتاوى الدينية في السياسة فاننا عندها نشرك الدين بالسياسة.
وكما يبدو، بعد استقالة عبد المهدي من رئاسة الوزراء، ان المتظاهرين ليس لهم تصورا واضحا عن شكل الدولة التي يريدونها، فهم لا يريدون اكثر من انتخابات مبكرة سيضع برلمان المحاصصة نظامها الانتخابي ويعين المفوضية الانتخابية لها. لكن ذلك لن يغير شيئا، اذ ان فكرة دولة المكونات ستبقى كما هي، قاعدة الطائفية والانتماءات المذهبية، كما ان ليس من السهل التغلب على احزاب الاسلامي السياسي المدعومة دينيا وماليا واقليميا والمتمرسة في الخداع والتزوير.



#مالوم_ابو_رغيف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نريد وطن
- باختصار شديد: شهداء ام قتلى
- 12-آلهة وشياطين: الاساطير الهندية- قصة الخلق+ كرشنا1
- 10-آلهة وشياطين: الاساطير الايرانية 2
- 10-آلهة وشياطين: الاساطير الايرانية 1
- 9 آلهة وشياطين: گلگامش 4- الطوفان
- 8 آلهة وشياطين: گلگامش 3- عبور مياه الموت
- 7 آلهة وشياطين: گلگامش 2- موت انكيدو
- 6 آلهة وشياطين: : گلگامش 1
- 5 الهة وشياطين: الاساطير البابلية والاشورية 2
- 4 الهة وشياطين: الاساطير البابلية والاشورية 1
- 3 الهة وشياطين: اسطورة ايزيس واوزيرس 2
- 2 آلهة وشياطين: الالهة المصرية 1
- الوعي العمالي وتأثيرات التدين
- 1 آلهة وشياطين
- نيوزلاند: الدين والعنصرية
- المرأة انسان وليست وظيفة جنسية
- تصنيم الاله
- صاحبة المنزل
- ثلاثة وجوه للتدين: مسلم، اسلامي ومتأسلم


المزيد.....




- أحدها ملطخ بدماء.. خيول عسكرية تعدو طليقة بدون فرسان في وسط ...
- -أمل جديد- لعلاج آثار التعرض للصدمات النفسية في الصغر
- شويغو يزور قاعدة فضائية ويعلن عزم موسكو إجراء 3 عمليات إطلاق ...
- الولايات المتحدة تدعو العراق إلى حماية القوات الأمريكية بعد ...
- ملك مصر السابق يعود لقصره في الإسكندرية!
- إعلام عبري: استقالة هاليفا قد تؤدي إلى استقالة رئيس الأركان ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: الولايات المتحدة تبارك السرقة وتدو ...
- دعم عسكري أمريكي لأوكرانيا وإسرائيل.. تأجيج للحروب في العالم ...
- لم شمل 33 طفلا مع عائلاتهم في روسيا وأوكرانيا بوساطة قطرية
- الجيش الإسرائيلي ينشر مقطع فيديو يوثق غارات عنيفة على جنوب ل ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مالوم ابو رغيف - مأزق ذهنية المحاصصة