أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف: الحراك الجماهيري والثوري في العالم العربي، موقف ودور القوى اليسارية والديمقراطية - رياض رمزي - الميليشيات والاغتيالات















المزيد.....

الميليشيات والاغتيالات


رياض رمزي

الحوار المتمدن-العدد: 6440 - 2019 / 12 / 17 - 06:00
المحور: ملف: الحراك الجماهيري والثوري في العالم العربي، موقف ودور القوى اليسارية والديمقراطية
    


حول مجزرة السنك، والاغتيالات.
حكمت الأحزاب الإسلامية البلاد بدون برنامج بل وفق مجموعة شعارات اكتسبت سمعة من مؤلفها وهو شهيد الّف كتبا بسيطة وساذجة معتمدا على كتب مترجمة صادرة عن دار التقدم، استنبت منها مجموعة ملاحظات بنفس طريقة من يقلب جلد أريكة على قفاها ليخرج منها واحدة غير جديدة بل مستعملة.
لم يكن لدى حزب الدعوة برنامجا يُقتبس بإسهاب لقيادة وتسيير دولة، أي غياب مبادئ واضحة تستقى منها مهام ترشد الأعضاء والقادة، تنصرف الدولة لتنفيذها ما يعزز من لحمة حزب هو أشبه بثوب مهلهل لمجموعات حققت لهم السلطة غبطة بغنى غير متوقّع لم يكن يصدّقوا بلوغه، وعندما اغتنوا لم يستطيعوا إمساك شهوتهم من الأموال، فانصرفوا كليا لممارسة محرّمات فاقمت من شهواتهم. باتت الدولة بحزبها سيئ الصيت تبالغ في ذكر الشهيد مؤسس الحزب، للنوم براحة بال وككذبة ضرورية لسلامتهم. النتيجة نشأ خلاف على الاستحواذ، وهو صراع بيّن كل مثالبهم، خاصة عندما استوثقوا من قدرة المال على تحقيقه.
ما الذي يحدث عندما يتم التعرّض لمصدر ربحهم؟. سيسير الواحد منهم كمن عاش في ظلمة وإذا به يواجه بضوء ساطع لا تحتمله عينه. عندما يجدون أن الحفاظ على مكاسبهم من أشق الأعباء وليست في حوزتهم طريقة شريفة للحفاظ عليها، لن يعقدوا أيديهم خلف ظهورهم للرد، بل سيلجئون إلى ثلاث وسائل: 1- الكذب 2- البحث عن صحبة تسندهم ويشاركونها المغانم3- أخيرا إعلان حرب كمن يسير في غيّه هانئا ثم تجيئه نوبة فزع تمسه في العمق. لا يمكنه العيش تحت ظل أملاءات تجيئه من شاعرين بالحيف من سلوكه. عليه أن يسلك سبيل من يلقّن أعدائه درسا لن ينسوه، رافعا سبابته مهددا بأقصى عقوبة. عندما يتوحد اللصوص يصبحون أشد فتكا وهم يضعون خنجرا قرب خاصرتهم لأن التهديد لا يسمح بدعابة كما يقال. ما يحكم تصرفهم هي ذهنية الذئاب التي لا تصدّق أن الفريسة بدأت تنفس وتصارع. وهو ما يطلق عليه تعاضد ذئاب تصبح أشد فتكا عندما تتوحد. من العبث أن تفكر الذئاب بإقامة علاقة ودية مع الفريسة. فهي لا تركن إلى الفرار بعدما تنعّمت باللحم الحي ردحا طويلا. عليها أن تقتل وتجهز على الجرحى بحقد يطال كل مرشح لدور فريسة ولسنوات ستأتي.
ليس ذاك فحسب بل ستقوم الذئاب بالكذب والقول بصوت مرتفع باختيار خطاب فيه غيرة على مصير وطن سيتقهقر لعهود الفوضى إن زال حكم الطوائف، ثم بوضع خط أحمر تحت كل ما يخص رفعة الوطن، وكيف يُجازى بالنكران والصلف شقاء من حاول وسعى منذ 2003 أن يفوز برضا المسلمين عندما صبغ البلاد لعشرة أيام بلون أسود وسيّر الجمال في شوارع العاصمة. أشير هنا إلى (فقرة 2 أعلاه أي الكذب الصراح الذي لا ينطوي على أي قدر من الصحة). عندما لا توجد ثقة في النفس وفي ظل أفق معتم للحاكمين يغدو الكذب أفضل طريقة للرد. عندما احتل هتلر بولندا ولم تكن هناك ذريعة للاحتلال، فقال منذ الصباح ونحن نرد على النار بالنار، وهي جملة غامضة جعلت الحقيقة تذهب ضياعا. في قناة الدولة الفضائية تم جمع جوقة من كذابين تلاعبوا حتى بأعداد القتلى( الشهداء) كأنهم أرتال من جراد نفقت في البرية. توق الذئاب للانتقام عن طريق الصراخ يجعل صوت الموتى شديد الخفوت.
من يشاهد البرامج الحوارية في الفضائية الرسمية يجد أن إيراد براهين متهافتة لم تبارح تماما ألسنة المتحاورين، وهم مجموعة من أميين وأشباه مثقفين وجدوا فراغا فراحوا يردّدون أقوالا لا يستسيغها غير عقل من يقف وراء دفة القيادة من رؤساء الميليشيات. ما هو هو أعجب أن هؤلاء، راحوا يصدّقون ألمعيتهم من خلال استضافتهم الدائمة. ليس ذلك فحسب، بل صاروا يشعرون بأنهم جديرون بشغل الأماكن الشاغرة، لأنهم أكثر كفاءة من قادة البلاد الفعليين، الكتلة الأكبر والكتلة المتوسطة.. وقادتها ممن لا تقع على منظر أمثالهم أبدا في أية دولة، ولا يصح مقارنتهم سوى ببوكاسا وعيدي أمين... يفيض الرضا على نفوس هذه الجوقة من "المفكّرين"، وهي تنطق لغوا معادا يمتدحون به سلطة الإسلاميين مدحا مغلّفا بالغيرة على الوطن. هذا هو ملمح العلاقة بين المطبِّل والمُطبَّل له. الأول يشعر بأفضليته على الثاني، أي هناك عداء مستتر بينهما يتم التعبير عنه بالتطبيل خارج حدود المعقول، وكأنه هجوٌ مستتر. هذه المفارقة الواضحة تكتشف من خلال استخدام سلامة الوطن في غير مواضعها، والكلام عن تجمعات المنتفضين التي تشبه حفلات أليسا ونانسي عجرم( كذا!..) وإشاعة وجود طابع كرنفالي وحالة انفلات أخلاقي.... وهو خطاب يجعل الفرقة تتباعد بين االسلطة من ناحية وبين جمهور يحفظ عن ظهر قلب "ثبات" الإسلام السياسي على مبادئه ومقدار تهتّكهم وطرق حصولهم على واردات مضاعفة من كل نشاط يفوح برائحة عفن أخلاقي كتجارة الجنس وواردات الخمور.. وكل الحقائق التي تجعل الثوار تعتريهم نوبة غضب، إزاء كذب يحفل بلامبالاة تخلو من ذرة شرف، مثل ضباع تتّهم الأسود بأنها تقتات على الجيف التي هي زادها. أنها حالة تمنح الثوار راحة من يؤمن بصدق خروجه على الحاكم.
لطول بقاء النخب السياسية الحاكمة في العراق في إيران، ووجود تبعية عقائدية فقد باتوا أشبه بمن يستظهر سلوك النخب السياسية الحاكمة في إيران ويستنسخونه وهم يمارسون الحكم في العراق. الحالة العراقية لا تنقصها الكثير كي ينطبق عليها التعريف العلمي للفساد. تفوق النسخة العراقية من الإسلام السياسي مثيلتها الإيرانية، حيث يتم، على عكس عمليات السرقة المعهودة عن طريق قنوات وهمية، تحويل السرقات مباشرة إلى الأحزاب والشخصيات بدون المرور إلى شركات وسيطة. يتم مباشرة تحويل الموارد من منافذ الدولة كالمطارات التي تحولت إلى ملكيات خاصة باسم أشخاص يقودون أحزابا ومرتبطين مباشرة بالمؤسسة الدينية، تحويل المباني، المدارس المستشفيات... واقتسام تخصيصاتها وأرباحها، وفق حصص متفق عليها بين تلك الأطراف المذكورة.
تحدّد طريقة الحكم علاقة الحكّام بالمحكومين. الحكم الاستبدادي الفاسد في العراق لن يتردّد، في حالة المواجهات مع الثائرين، في نقل المعركة إلى ميدان القوة المتمثل في القتل واغتيال المعارضين. عندما كان الحزب الشيوعي الأندونيسي في أوج قوته لم يتردّد سوهارتو في قتل 500 ألف مناضل دون أن تكون لدى حزب، وهو الأكثر قوة بعد الحزب الشيوعي الصيني، سكينة يدافع بها عن نفسه. كم من مناضل عراقي مضى، بعد 14 رمضان، قتلا واغتيالا، إلى مستقره الأخير بدون أن تكون لديه بندقية صيد. وجود تشابه صارخ بين حكم البعث والميليشيات الإسلامية يكشف عن ذلك الجانب الوحشي والأكثر بدائية بينهما. المقارنة تكشف عن درجة لا مبالتهم بمصير البلاد التي في غمرة خوفهم من فقدان سلطتهم سينفتح رعبهم إلى درجته القصوى تجعلهم يرتكبون أثما لا يقل عما يترتكبه المنسحبون من أرض يتركونها صفصفا لأعدائهم .الميليشيات تقول في العلن سبق ما قاله صداد نتركها حجرا على حجر. يعني ذلك عدم وجود نية في ترك السلطة وهو نداء موجّه للثوار يقولون فيه لا تجربوا شرورنا لأن ما سنقوم به سيكلّف البلاد التي تثورون من أجلها غاليا. يجب عليكم أن تخافوا على مصير بلادكم منّا، ما يجعل الثائر محشورا في موقف صعب وفي خوف مقيم سيقولون لنا: مزيدا من مظاهراتكم سيقابلها مزيد من القتل. حتى يصبح مزيدنا أقوى وأشد بأسا من مزيدكم، وحتى يذر اليأس قرنه فيكم، وتصبحون نادمين على فعلتكم. ستفقدون اصطباركم وتستسلمون.
ما هو السبيل؟. يجب أن تكون لدينا عشر وقاحتهم ولا نتعتصم بصبر الزاهدين. نجن لسنا مجموعة رهبان غلبنا الزهد وخرجنا كأرواح متحابة توزّع الحب وفقا لقوانين الزهّاد. لا بد من مواجهة الأعداء كما فعل ثوار الطف، أوكتوبر، جيفارا... الذين، على كثرة ما بيننا وبينهم من تشابه، وقفوا موقفا قالوا فيه وهم يقاتلون سالكين سبيل الأقوياء وهم يصرخون جملا كمثل: لكل ظالم يوم، لدينا عليكم سوابق جنائية، لا يمكن أن نلبس ذات الثوب القديم نعالجه بالرتق... بل سنقوم بتغييره لكي يكون لأولادنا وبناتنا منظر ملحوظ بين الجيران. القتال ضد الميليشيات معركة لا تسمح بالتهاون. إن لم يتم تقدير شعار السلمية جيّدا سنصل مرحلة الطعون في السن ونحن مسهدون لا يسعنا غير توجيه اللوم لأنفسنا إزاء رأفة تعود علينا بأقصى عقوبة.
سنقول لهم: لديكم كتائب للقتل، حسنا هاكم كتائبنا التي ستغتال من يغتالنا. القتل ليس مجالا حصريا بكم. قتل القتلة هو اسقاط لسلاحكم. وقفاتنا في الساحات ليست عروضا للتسلية. نحن جنود الواحد منّا بألف. وسترون ذلك غدا عندما ننجز وعيدنا.



#رياض_رمزي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بعض ما يحدث في جمهورية الإسلام السياسي
- صادق الصائغ لا بر إلا ساعداك
- تصفيق لأول من قال عبارة: الدولة أهم من دماء مواطنيها
- إلى نور مروان. وجهٌ جميل لا تليق به غير البسمة.
- يا وطن سائقي التك تك احبك الان اكثر
- محدثو النعمة-العراق نموذجاً
- بديهية كجملة - يطوف البط على الماء-
- فتوى صادقة
- رسالة مفتوحة إلى لجنة البوكرز العربية


المزيد.....




- -بأول خطاب متلفز منذ 6 أسابيع-.. هذا ما قاله -أبو عبيدة- عن ...
- قرار تنظيم دخول وإقامة الأجانب في ليبيا يقلق مخالفي قوانين ا ...
- سوناك يعلن عزم بريطانيا نشر مقاتلاتها في بولندا عام 2025
- بعد حديثه عن -لقاءات بين الحين والآخر- مع الولايات المتحدة.. ...
- قمة تونس والجزائر وليبيا.. تعاون جديد يواجه الهجرة غير الشر ...
- مواجهة حزب البديل قانونيا.. مهام وصلاحيات مكتب حماية الدستور ...
- ستولتنبرغ: ليس لدى -الناتو- أي خطط لنشر أسلحة نووية إضافية ف ...
- رويترز: أمريكا تعد حزمة مساعدات عسكرية بقيمة مليار دولار لأو ...
- سوناك: لا يمكننا أن نغفل عن الوضع في أوكرانيا بسبب ما يجري ف ...
- -بلومبرغ-: الاتحاد الأوروبي يعتزم فرض عقوبات على 10 شركات تت ...


المزيد.....

- ثورة تشرين الشبابية العراقية: جذورها والى أين؟ / رياض عبد
- تحديد طبيعة المرحلة بإستخدام المنهج الماركسى المادى الجدلى / سعيد صلاح الدين النشائى
- كَيْف نُقَوِّي اليَسَار؟ / عبد الرحمان النوضة
- انتفاضة تشرين الأول الشبابية السلمية والآفاق المستقبلية للعر ... / كاظم حبيب
- لبنان: لا نَدَعَنَّ المارد المندفع في لبنان يعود إلى القمقم / كميل داغر
- الجيش قوة منظمة بيد الرأسماليين لإخماد الحراك الشعبي، والإجه ... / طه محمد فاضل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف: الحراك الجماهيري والثوري في العالم العربي، موقف ودور القوى اليسارية والديمقراطية - رياض رمزي - الميليشيات والاغتيالات