أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - رياض رمزي - يا وطن سائقي التك تك احبك الان اكثر














المزيد.....

يا وطن سائقي التك تك احبك الان اكثر


رياض رمزي

الحوار المتمدن-العدد: 6400 - 2019 / 11 / 5 - 14:10
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


عربة مساحتها ثلاثة كراسي جعلت وطناً فسيحاً أشد اتساعاً، مثل شامة سوداء برغم صغرها تجعل الوجهَ أجمل. عربة بثلاث دواليب تتكلم بنبرةٍ متبجحة وتسلك سلوك سيارات الدفع الرباعي. لماذا؟.لنوعية من تحملهم ومن يقودها، للسرعة التي يسير بها القائد وهو يحمل جريحاً، مثل قائد قطار الموت الذي غلب الموتَ بسرعته، كذلك هي عظمة كل صغير يلبس معطفا فضفاضا كي يلغي منظر قوامه النحيل، يقول ما يسعى لقوله بأقوى نبرة في صوته، مانعاً الموت من اللحاق به. سرعته تفوق سرعة موتٍ يمارس مهنته بدون منذ معصية آدم، معطيا لنفسه الحق باستئناف قراراته.

من هو هذا الغر الهزيل الذي يدير دفة القيادة والذي قرر أن يلحق هزيمةً بالموت، يهدم كبرياء من له عددا من الأسماء في اللغة يفوق الأربعين: نيطل، احتضار، حتف، حين، فوْد، حمام، نزع، نيْط.... ؟. أتراه كان يعرف أنه يصارع مجرما أنعمت عليه أسماؤه الأربعون بقدرة تجعله أعتى متسلق يعلو حتى على بيت السلطان الذي يعلو على بقية البيوت؟. أليس طيشا أن يتقدم، هذا الذي تورّد وجهه من شدة البرد وسال أنفه، وارتفعت عظمتا وجنتية مثل جزْرتين برزتا بسبب الجزر في المياه، لكنه ويدخل في مشاجرة يُسمع ضجيجها من بعيد؟. ما الذي أعطت الحياة لمسلوب الجاه هذا كي يتلاوى مع من أفرد لنفسه صفحة كاملة من قاموس لسان العرب. متى تفتّحت مداركه وهو نائم طوال عمره على أرض ضاغطة على رأسه، وقد ضاقت دائرة تفكيره حين داخلته مخاوف على عائلة إن ماتت جوعا سيلحق به العار؟.

كلا ليس طيشا ما يقوم به هزيل يتقدم بعربته وهو يستمع لنبضات قلب جريح يشد من عزمه وهو يردد" الموت قدرٌ نعم، لكن الإرادة وحدها من تجعل قدومه في غير أوانه"، كأنه سمع المتنبي وهو يصف غفلة الموت عن سيف الدولة في واحدة من أعظم ما في حوزة التاريخ من معارك قائلا" وقفت وما في الموت شك لواقف/ كأنك في جفن الردى وهو نائم".

السائق الهزيل يتقدم مندفعا تحت وقع نبض قلب الجريح الذي يحمله ولديه ما يقوله للموت " الرياح وحدها من تؤخر وصول الأمطار إلى الأرض". سائق هزيل يطلق على نفسه" ابن الملحة" لديه تبحرٌ واسع في طرق هزيمة الموت. من أين اكتسب هذه المعرفة؟. من تاريخ ما مرت على هذه الأرض من كوارث، ولأنه حظي بمؤهل جاءه من أعماق محنة أسلافه الذين سكنوا هذه الأرض، ولم يكن لديهم من شاغل غير مواجهة جمهرة طويلة من أسماء الموت التي زود بها أجداده قاموس لسان العرب. عندما يرى الجريح يطلب من تاريخ آبائه هدايةَ، كي يجدوا له طريقة متعارف عليها من سجلاتهم لكيفية هزيمة الموت.

حصل هذا الهزيل على نصيبه من الأذى. لا يمكنك، لشدة هزاله، أن تحرز عمره. علّمه الجوع أن يكون مكترثا، إن كانت هناك من سمة فيه تستحق الإشارة إليها، هي أن له غضبٌ يسير على رجلين لطول مرابطته ولأيام أمام ثلاجة الموتى يبحث عن أبيه، له وداعة طفل وخجل من إظهار بلواه لوجود من هو أشد تعاسة منه، لكنه لا يعتبر مصائب الآخرين مورد رزق له.

غيّر هذا الهزيل نصوص الأساطير التي تصف أبطال الملاحم بأنهم بشر نصف آلهة، عمالقة لا يشتكون من عارض مرضي، تتلبس تصرفاتهم رعونةٌ من شدة رغبتهم للإتيان بأفعال ذات مواصفات قياسية. صحّح "ابن الملحة" هذا كل الأحكام والمفاهيم عن البطولة دون قول كلام متبجح. هو أشبه بفأر ديزني برغم ضآلته جلب لصاحبه ثروة طائلة.

كانت أمه في زمن الحروب العبثية عندما تودعه لا تقول له وطنك بحاجة إليك بل تقول فكّر بالأطفال خوفا من أن تكون وحيدة مثل طير عندما يستبرد يضع رأسه بين كتفيه. في ساحة التحرير تقول هذه الأم" ربّيته لمثل هذا اليوم". يريحها أن ينتصر فلذة كبدها للطرف المظلوم.



#رياض_رمزي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محدثو النعمة-العراق نموذجاً
- بديهية كجملة - يطوف البط على الماء-
- فتوى صادقة
- رسالة مفتوحة إلى لجنة البوكرز العربية


المزيد.....




- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...
- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال
- حلم الديمقراطية وحلم الاشتراكية!
- استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا ...
- الديمقراطية تختتم أعمال مؤتمرها الوطني العام الثامن وتعلن رؤ ...
- بيان هام صادر عن الفصائل الفلسطينية
- صواريخ إيران تكشف مسرحيات الأنظمة العربية
- انتصار جزئي لعمال الطرق والكباري
- باي باي كهربا.. ساعات الفقدان في الجمهورية الجديدة والمقامة ...
- للمرة الخامسة.. تجديد حبس عاملي غزل المحلة لمدة 15 يوما


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - رياض رمزي - يا وطن سائقي التك تك احبك الان اكثر