|
الولايات المتحدة الامريكية / اسرائيل // Les Etats nis d’Amérique / Israël
سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر
(Oujjani Said)
الحوار المتمدن-العدد: 6418 - 2019 / 11 / 24 - 14:20
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
هل حصل صدفة ، انْ يتعرض في نفس الوقت ، حليفان الى إجراءات المحاكمة ، والعزل من منصبيهما ، الأول هو رئيس الولايات المتحدة الامريكية المثير للجدل ، والمعروف باندفاعاته المتهورة ، ونجاحه في ممارسة التخويف ، والابتزاز حتى جلب من آل سعود ما يفوق عن اكثر من 450 مليار دولار ، ولا يزال ينتظر الباقي ، وجلب من الامارات العربية المتحدة ، ومن اليابان ، وكوريا الجنوبية ، اكثر من نفس العدد من الدولار ... ، وهو الرئيس دونالد ترامب Donald Trump . والثاني هو رئيس الوزراء الإسرائيلي بنجامين نتنياهو Ben Jaman Netanyahou ، الذي شطب الأرض بقيادة منظمة ( التحرير الفلسطينية )، وأذلهم ، وأذل معهم كل الحكام العرب ، الذين رضخوا لمخططاته ، التي نجحت في اقبار شيء ، كان يسمى فيما مضى بالقضية الفلسطينية .. واضحوا يتسابقون للتطبيع الرسمي معه، حفاظا على عروشهم المهددة بالزوال . الرئيس دونالد ترامب ، قدم خدمات غير منتظرة ، وبالمجان لصديقه بنجمان نتنياهو ، لم يكن هذا يحلم بها من قبل . 1 ) اعترف باورشليم / القدس عاصمة ابدية لدولة إسرائيل ، ووطّء الطريق لدول أخرى اعترفت بإسرائيلية اورشليم / القدس ، وهناك دول أخرى تتحضر للسير على نفس الخطى ، خاصة بأمريكا اللاتينية . اما الدول الاوربية ، فرغم تظاهرها بنصرة المطالب العربية ، فهي تمارس السياسة ، لكنها ومن حيث الأصل ، فهي مع الدولة الواحدة التي هي إسرائيل ، وتتلاعب بحل الدولتين اللّتين لن يكون لاحداها ابدا وجود . 2 ) الاعتراف الصريح بالضم النهائي للجولان ، ولبحيرة طبرية ، وكل هذا يحصل امام انظار النظام السياسي العربي المهترئ ، والصدئ الذي اكتفى بالإدانة ، كما عودنا على ذلك منذ بداية النزاع العربي / الإسرائيلي ، والفلسطيني / الإسرائيلي .. وهذا لا يعني غير العجز ، ومنه الهزيمة الناطقة بما فيها . 3 ) اقبار شيء كان فيما مضى يسمى بفلسطين ، بتزكية الاستيطان ، والاعتراف بإسرائيلية الضفة الغربية ، باعتبار الوجود الإسرائيلي مشروعا ، وليس احتلالا . 4 ) قطع الامدادات ، والمساعدات الامريكية عن منظمة ( التحرير الفلسطينية ) ، وقطع المساعدات عن الْأنروا ، وهو ما يشكل سياسة مقصودة في تصفية شيء ، كان يسمى بالقضية الفلسطينية . 5 ) انهاء مشروع حق العودة للاجئين الفلسطينيين ، والتأكيد على توطينهم بأماكن تواجدهم ، بسورية ، ولبنان ، والأردن ، ومصر ، واليمن ، والسودان ، والعراق ... وهذا سيخلق مشاكل عويصة وخطيرة ، للدول التي تأوي الفلسطينيين منذ اربعينات القرن الماضي . 6 ) الاقبار النهائي لحل الدولتين ، والاكتفاء فقط بالدولة الواحدة التي هي إسرائيل . 7 ) إهانة محمود عباس ومن معه ، بخدلانهم بإغلاق الباب الأمريكي في وجههم ، بحيث اصبحوا كالأيتام في مأدبة اللئام .. كل هذه الإجراءات الامريكية لم تكن جديدة ، بل انها كانت احدى الفصول الأساسية ، التي عبر عنها الرئيس دونالد ترامب اثناء خوضه غمار الانتخابات الرئاسية .. كما ان هذه الإجراءات الامريكية ، شجعت بنجمان نتنياهو على حرية التصرف ، بما يزيد في توسيع الأراضي التي تسيطر عليها إسرائيل ، بضم غور الأردن الذي سيباركه كذلك الرئيس الأمريكي بدون تردد .. اما بنجمان نتنياهو ، فبدوره قدم خدمات غير مسبوقة لدولة إسرائيل ، حين نجح في التطبيع والتسويق لدولة آل صهيون لذا أنظمة الخليج ، من السعودية ، وقطر ، والامارات ، والبحرين ، ثم تمتين العلاقات الثنائية مع حاكم مصر ، المندمج كليا في خدمة المخططات ، والمشاريع الإسرائيلية ، بما يحفظ ، ويذود عن أمن إسرائيل كأقوى دولة بالمنطقة ، ناهيك عن التطبيع الدبلوماسي مع الأردن ، والتطبيع الاقتصادي والسياسي مع المغرب منذ 1960 . الرئيس الأمريكي دونالد ترامب Donald Trump ، والرئيس الإسرائيلي Ben Jaman Netanyahou معرضان للمحاكمة ، و معرضان للعزل ، بل ان الرئيس الإسرائيلي معرض للسجن لمدة قد تفوق الثماني سنوات ، والتهم الموجهة للرجلين تكاد تكون متشابهة : خيانة الأمانة ،استغلال النفوذ ، الإساءة والاضرار بالمصالح الاستراتيجية لأمريكا ، بالنسبة للرئيس دونالد ترامب ، ولإسرائيل بالنسبة لنتنياهو .. لكن وكلا الرئيسين يدافع ببراءته ، ويعتبر ان ما حصل له ، هو مكيدة ومؤامرة ، وانقلاب مدبر في الخفاء ، وانه ضحية صراع النفوذ الذي قد يشعل حربا أهلية بالدولة ، كما عبر عن ذلك الرئيس الأمريكي .. فهل ما حصل للرجلين الصديقين ، Donald Trump ، و Ben Jaman Netanyahou ، حصل صدفة ، ام ان الرجلين بحق تورطا في قضيا تضر بسمعة الدولتين الامريكية ، والاسرائيلية ، ام ان الامر يتعلق بمؤامرة ، وبانقلاب على الرجلين ؟ وإذا كان الامر يخص الشأن الداخلي لأمريكا ، ولإسرائيل التي سجنت ، وزراء ، ورؤساء للحكومة ، وسجنت رئيسا للدولة بدعوى التحرش الجنسي، فان ما حصل هو إدانة للنظام السياسي العربي ، كنظام دكتاتوري ، طاغي ، واستبدادي .... فمنذ متى خضع حاكم عربي لرقابة المؤسسات الوطنية ، ومنذ متى تُوبع حاكم عربي ، بقضاء دولته ، وليس دولة الشعب التي يحكمها بقبضة يد من حديد ، اللهم إذا سقط بانتفاضة وتعاون الجيش ، كمصر حسني مبارك ، وسودان الدكتاتور البشير ..
#سعيد_الوجاني (هاشتاغ)
Oujjani_Said#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
البرلمان المغربي
-
هل لا تزالون تحلمون بفلسطين حرة مستقلة
-
اليسار مات في يناير 1975 / المؤتمر الاستثنائي / مؤتمر الارتد
...
-
ملف - الحراك الجماهيري الثوري في العلم العربي .. -
-
خطير : دعوة الى القتل
-
بومدين والبربرية
-
الى الرأي العام الدولي أوقفوا التعذيب في المغرب
-
بناء الخلافة في تونس -- Linstauration du Chilafa ( le chalif
...
-
اتفاقية مدريد الثلاثية
-
العلاقات المغربية الاسبانية
-
الخونة الفلسطينيون -- Les traîtres Palestiniens
-
ما يجهله المدافعون عن سجناء الريف -- Ce qui ignore les défen
...
-
خطاب الملك محمد السادس : - خطاب تحد للجزائر ، وللامم المتحدة
...
-
الغربيون وقضية الصحراء الغربية
-
الى الرأي العام الدولي -- A lopinion public Internationale .
...
-
التخلي عن السلاح : منظمة ( التحرير ) الفلسطينية ، وجبهة البو
...
-
تمخض الجبل فولد القرار 2494 -- Analyse de la résolution 2494
...
-
لبنان الى اين ؟
-
تحليل مشروعية الملك في الحكم
-
فشل وقفة باريس ، وفشل وقفات المغرب --
المزيد.....
-
نقار خشب يقرع جرس منزل أحد الأشخاص بسرعة ودون توقف.. شاهد ال
...
-
طلبت الشرطة إيقاف التصوير.. شاهد ما حدث لفيل ضلّ طريقه خلال
...
-
اجتياج مرتقب لرفح.. أكسيوس تكشف عن لقاء في القاهرة مع رئيس أ
...
-
مسؤول: الجيش الإسرائيلي ينتظر الضوء الأخضر لاجتياح رفح
-
-سي إن إن- تكشف تفاصيل مكالمة الـ5 دقائق بين ترامب وبن سلمان
...
-
بعد تعاونها مع كلينتون.. ملالا يوسف زاي تؤكد دعمها لفلسطين
-
السيسي يوجه رسالة للمصريين حول سيناء وتحركات إسرائيل
-
مستشار سابق في -الناتو-: زيلينسكي يدفع أوكرانيا نحو -الدمار
...
-
محامو الكونغو لشركة -آبل-: منتجاتكم ملوثة بدماء الشعب الكونغ
...
-
-إيكونوميست-: المساعدات الأمريكية الجديدة لن تساعد أوكرانيا
...
المزيد.....
-
في يوم العمَّال العالمي!
/ ادم عربي
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي
/ رسلان جادالله عامر
-
7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة
/ زهير الصباغ
-
العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني
/ حميد الكفائي
-
جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023
/ حزب الكادحين
المزيد.....
|