أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - سعد محمد عبدالله - كوليت هوبير وليوبولد سنغور - العطاء والوفاء














المزيد.....

كوليت هوبير وليوبولد سنغور - العطاء والوفاء


سعد محمد عبدالله
- شاعر وكاتب سياسي


الحوار المتمدن-العدد: 6415 - 2019 / 11 / 21 - 10:20
المحور: سيرة ذاتية
    


توفيت مساء الأثنين المنصرم السيدة كوليت أرملة الشاعر الإنساني الفذ والرئيس السنغالي الأسبق ليوبولد سيدار سنغور في مدينة فيرسون الفرنسية عن عمر ناهز (94) عامًا، وبرحيلها نكون قد فقدنا جدة عظيمة جسدت أجمل قيم التواصل الإنساني وكانت أخر لوحة جميلة من ذكريات القائد والأديب الافريقي سنغور الذي قضى حياته مع شريكته كوليت مدافعا عن حقوق وحريات الإنسان، وقد عاش سنغور منشغلا بالشعر وبنشر ثقافة السلام والتسامح والعيش المشترك وترسيخ قواعد الديمقراطية في بلاد السنغال وافريقيا قاطبة.

ولدت السيدة كوليت سنغور في العام 1925م وإقترنت "زواجا" بالأديب السنغالي ليوبولد سيدار سنغور في العام 1957م، ويعتبر سيدار سنغور شاعر مبدع وفيلسوف ملهم ساهم في تجديد وتطوير حركة التنوير والأدب الحديث، فقد رفد المكتبات السنغالية بروائع فكره الراقي والخلاق، ومن بين ما كتبه الراحل سنغور "اغنيات الظل وقرابين سوداء وإثيوبيات ومرثيات كبرى" وكان أول رئيس لدولة السنغال بعد إستقلالها من الإستعمار الفرنسي، وإستمر حكمه من العام 1960م إلي العام 1980م حيث تنازل طوعا عن الحكم، وغادر بعد ذلك للعيش في دولة فرنسا مع رفيقة دربه السيدة الراحلة كوليت هوبير سنغور.

عاشت السيدة كوليت مع زوجها الرئيس والشاعر ليوبولد سنغور في مدينة فيرسون الفرنسية، وبقيا معا حتى غادر سنغور الحياة في العام 2001م تاركا ذكرياته الخالدة في أرض افريقيا الحبيبة، فتم نقل جثمانه ليدفن في مدينة دكار السنغالية وسط حشد من الجماهير ولفيف من الأدباء والساسة الذين ودعوه بأحر الدموع.

إن حياة كوليت وليوبولد تمثل تجربة إنسانية زاخرة بالعطاء والوفاء لحبهم الدري الرائع والكفاح من أجل الحرية والمساواة والحلم بنهضة شعوب القارة الافريقية، فكانا نجمان مضيئان في فضاء الشعر والسياسة ومناهضة خطاب الكراهية والعنصرية اللونية والدينية في السنغال وفرنسا، وهما كنهران طيبان إلتقيا وإقترنا في قلب الكون الفسيح، فصارا روحان متناغمان في حياة ممتدة ومليئة بأحداث مثيرة من فيض الشعر والموسيقى وصخب العالم في شطرنج السياسة، فحين يحاصر الملك والوزير وتحتاج اللعبة لجندي فدائي كان الشاعر الفيلسوف سيدار سنغور يقوم بدور ذاك الجندي الشجاع متسلحا بدعم زوجته كوليت، وهنا يتجلى "السر" الذي جعل من سنغور رئيسا حكيما ذا مكانة إقليمية وعالمية وشاعرا متعلقا أحبه الأدباء والقراء.

العزاء للشعب السنغالي والفرنسي وجميع الناس الذين عاصروا حياة ليوبولد وكوليت، فالحزن لنا جميعا، ورحيل هذان الجميلان فقد عظيم لا يعوض بثمن، وستبقى سيرهم نبراسا منيرا في سجلات التاريخ الإنساني والسياسي السنغالي والفرنسي والعالمي، وسنتذكر ذلك لنسير علي دربهم لبناء أوسع وأنجح حركة عابرة لكل الحدود للدفاع عن الحقوق السياسية والمدنية ونبذ كافة مفاهيم العنصرة العرقية والدينية والدعوة لإتحاد بلدان القارة الافريقية كما علمنا الأباء العظماء، وسنضع زهرتان فاحتان علي مرقد سنغور وكوليت، لنقول لهما السلام علي أرواحكم النبيلة في عالم الخلود، والسلام عليكما في الغدو والآصال وعند إنبلاج ضوء النجيمات من عمق السماء وإبتسام ثقر الأرض للفقراء والكادحيين، فطوبا لكما في كل وقت وحين.



#سعد_محمد_عبدالله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قضايا السلام والديمقراطية وبناء السودان الجديد والتعليق علي ...
- ذكريات الرفيق وليام قوبيك
- المؤتمر القيادي للحركة الشعبية
- نقض مقالات عرمان وإزدراء قميص حمدوك ومعادلات تعين الولاة
- إنتصار الرفيق ياسر عرمان علي حملات التشويه الخاسرة
- وقفات مع الفيلسوف الثوري الجزائري الراحل الدكتور البشير ربوح
- وداعا صديقي -البشير ربوح- أيها الإنسان النبيل
- بيروت الثورة - زهرة بتهزم البارود
- قراءات حول: حكومة الثورة وأسئلة الساعة
- الصادق كيتو - المحارب الشجاع
- تضامني مع الشعب العراقي
- سودان السلام والحكم المدني الديمقراطي
- الإستقالات وبناء الحركة الشعبية ومسألة السلام
- رحيل الفنان صلاح إبن البادية
- توقيع إعلان جوبا
- خطورة فصل الجبهة الثورية عن مسارات التغيير وضرورة السلام الش ...
- وحدة الجبهة الثورية ومفاوضات السلام
- الذكرى الثالثة لرحيل الرفيق القائد وليام قوبيك رئيس الحركة ا ...
- العالم يحتاج لغابات الأمازون
- قراءة الواقع السياسي السوداني


المزيد.....




- صديق المهدي في بلا قيود: لا توجد حكومة ذات مرجعية في السودان ...
- ما هي تكاليف أول حج من سوريا منذ 12 عاما؟
- مسؤول أوروبي يحذر من موجة هجرة جديدة نحو أوروبا ويصف لبنان - ...
- روسيا تعتقل صحفيًا يعمل في مجلة فوربس بتهمة نشر معلومات كاذب ...
- في عين العاصفة ـ فضيحة تجسس تزرع الشك بين الحلفاء الأوروبيين ...
- عملية طرد منسقة لعشرات الدبلوماسيين الروس من دول أوروبية بشب ...
- هل اخترق -بيغاسوس- هواتف مسؤولين بالمفوضية الأوروبية؟
- بعد سلسلة فضائح .. الاتحاد الأوروبي أمام مهمة محاربة التجسس ...
- نقل الوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير للمستشفى بعد تع ...
- لابيد مطالبا نتنياهو بالاستقالة: الجيش الإسرائيلي لم يعد لدي ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - سعد محمد عبدالله - كوليت هوبير وليوبولد سنغور - العطاء والوفاء