أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - جريس الهامس - جذور اللغة وتطورها في بلادنا -2














المزيد.....

جذور اللغة وتطورها في بلادنا -2


جريس الهامس

الحوار المتمدن-العدد: 6414 - 2019 / 11 / 20 - 20:26
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


إّذاً تحول البشر الأوائل في الغابة من كائنات حيّة تائهة في الغابة من صيادين وجامعي قوت للحفاظ على بقاء نوعهم إلى زرّاع ومربي مواشي ودواجن في الحظائر والقرى الأولى التي بناها الإنسان الأول على كوكبنا ..في سومر ووادي النيل , وضفاف الفرات والعاصي وبردى - الذي كان إسمه الأول ( أبانا)
تطور المجتمع البشري عبر آلاف السنين بعد إكتشاف الزراعة -ثم إكتشاف المحراث من نظام إقتصادي وطبقي يمثل - القاعدة التحتية - للمجتمع بتطور وسائل الإنتاج وقواعد الملكية الخاصة - من المشاعية الإبتدائية - إلى نظام الر ق - فالإقطاع - فالرأسمالية - وسيطرةالطبقات المستغِلّة على الشعوب وفق قانون الغاب الذي بقي سائداً ولوتغيرت أشكاله وأساليبه ..
ولابد لي في هذه المقدمة وهذه العجالة من تسجيل واقعة رئيسية في هذا التطور في وسائل الإنتاج والصراع الطبقي محرك التاريخ.. إتفق العلماء على صحتها في بلادنا وهي : إن الفضل الأول لإكتشاف الزراعة وإحداث الثورة الزراعية التي أنقذت المجتمع البشري الأول من الإنقراض يعود للمرأة السورية على ضفاف الفرات وإلعاصي كماتبين من أثار ماري وإيبلا وغيرها في سورية التي أكدت أن المرأة السورية التي كانت تعيش مرحلة جمع الحبوب وحفظها في المجموعات البشرية الأولى .هي التي إهتدت إلى زراعة القمح والشعير بملاحظتها الدقيقة في دفن البذور في التربة لتنبت من جديد بعد إنقضاء موسم الصقيع ...وكان للمرأة السورية المنتجة والمدبرةمنذ القديم دورا رائداً في هذه الطفرة الديالكتيكية المصيرية لنشأة الزراعة وتدجين الحيوانات المفيدة وتحويلها إلى أدوات إنتاج أو مود غذائية في مستوطنات الإنسان الأولى الزراعية في بلادنا بإتفاق علماء الآثار والمنقبين ...إلى جانب دورهافي تعليم أطفالها اللغة ....
لذلك فاللغة وتطورها في بلادنا بشكل خاص هي " أمومية " قبل كل شيء وكان لا بد من المرور عبر هذه المراحل والخطوط العريضة التي مرّت بها البشريةفي العصور السحيقة التي شكلت القاعدة التحتية التي أنتجت البناء الفوقي الذي يهمنا ويمثل : اللغة - والفكر -والوعي والميثولوجيا والفن وغيرهامن القيم الإنسانية التي تطورت بتطور قاعدتها المادية المتجددةإلى نظم إقتصادية وسياسية ودينية ...إلخ
......كان لابد من المرور بهذه الخطوط العريضة من تاريخ الإنسان على الأرض وتطور المجتمع عبر الصراع الطبقي المعبر الإلزامي للتغيير والتطور نحو الأفضل والأرقى دوماً...
وإذا كنا بصدد دراسة اللغة كأساس للبناء الفوقي وتطورها الذي لايمكن فصله عن تطور البناء التحتي للمجتمع الذي تعيش فيه ندرك كيف تطورت اللغة من الصوت وحركة الشفاه واليدين والإشارات المصطلح عليها في الجماعة الواحدة إلى الكتابة البدائية بواسطة الصورة والرمز والإشارات الخاصة بين أبناء القبيلة لايعرفها أحد غيرهم . ..
وبعد إستقرارالإنسان في الكهوف والأكواخ البدائية تشكلت النواة الأولى للقرية بعد إكتشاف النار والأدوات الحجرية والخشبية ثم المعدنية - نحاس وحديد -وإبتكار المحراث ...إلخ ونمت اللغة مع نمو وتطور البناء االتحتي للمجتمع الأنساني الأول وصولاً إلى المدينة الدولة وتطورت اللغة كثمرة طبيعية للقاح الملكية الخاصة مع علاقات الإنتاج العبودية في مراحلها الأولى ..وولادة المعبد والآلهة بجانب قصر الحاكم لمنحه سلطة الإستبداد والإستغلال بإرادة الآلهة - للشعب البائس في نظام الرق الجديد....
بدأت اللغة تطورها وإمتدادها الأفقي لتشمل المناطق الأوسع التي يصل إليها نفوذ الدولة العسكري والديني ونهبها الطبقي للفقراء .. أو لعمل ونجاح قوافل تجارتها....
كما إخترعت الأعداد والمكاييل والمقاييس لتسجيل واردات القصور والمعابد ..وإتفقت كل مجموعة بشرية على معانٍ ومدلولات محددة لكل رمز وأداة إستعملت لهذه الغاية...
هكذابدأت الكتابة بالإتفاق على معاني العلامات التصويرية والرموز المحفورة على الصخور أو الطين ..أو المخطوطة على جلود الحيوانات أو على الفخّار ضمن الدولة المدينة ... وأصبح لهذه الكتابة طقوسها المحصورة بفئة تابعة للقصر والمعبد ...ثم لغة رسوم الأختام على الفخار , والرُقُمْ التي عثر عليها في عصر العبيد الذي سبق سومر - وإيبلا - وأوغاريت - وماري - وإنتقل من سورية الأم إلى الرافدين قبل الألف الخامسة قبل الميلاد ...
ثم تطورت اللغة على أيدي السومريين في جنوب العراق بإتباع أسلوب مختلف في التعبير ...حيث كانت معظم الأسماء السومرية , تتألف من مقطع واحد ...فكلمة ( كا ) مثلاًكانت تعني الفم ...كما تدل صورة رأس إنسان على كلمة ( كا ) كما تدل فكرة الصوت أيضاً على ( كا )
ثم طوّرالأكاديون التصنيف السومري إلى تصنيف من ثلاثة مقاطع مع وضع كلمة ( كي ) للدلالة على الأرض عند تسمية أحد الأقطار....وتوسعت اللغة بالإشتقاق
كما إستعملت أداة ( ال )أمام أسماء الآلهة ..ومنها أتت كلمة ( إيل )الذي أصبح فيما بعد إسم ( الله )بالإدغام...
ويرى الدكتور يوسف حوراني في كتابه - البنية الذهنية الحضارية - ص 172 - 178 - : أن ( ال ) التعريف في العربية أتت من اللغة الأكادية..حيث كان أهل الرافدين يضعون كلمة ( أيل )قبل الأسم لحمايته من الشر حسب إعتقادهم ثم إنتقلت للعربية وأصبخت ال التعريف - يتبع



#جريس_الهامس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقدمة كتاب - صيدنايا الجذور-
- رسالة إلى أصحاب الضمائر الوطنية . قلّ عددهم أم كَثُروا- على ...
- جديد الفيسبوك الثوري- على جدار الثورة- رقم 238
- مسرحية الدستور. واللجنة الدستورية وذر الرماد في العيون - على ...
- ثورة لبنان السلمية. إنتصار للربيع العربي المتعثِّر- على جدار ...
- محطات فيسبوكية هامة - على جدار الثورة السورية المغدورة - رقم ...
- تمهيد لمذكراتي مع التاريخ - الثالث والأخير-على جدار الثورة ر ...
- تمهيد لمذكراتي مع التاريخ - الجزء الثاني - على جدار الثورة ا ...
- تمهيد لمذكراتي مع التاريخ - على جدار الثورة السورية رقم 232
- من حديقة الفيسبوك - على جدار الثورة السورية - رقم231
- غزوجياع الجنوب للشمال الغني كان حتمياً وليس فتحاً دينياً - ع ...
- رحبوا بغزاة الجنوب ليتحرروا من العبودية .. فوقعوا بعبودية أب ...
- بعد هولوكوست نجران اليمن -والإنهيار الشامل . لم يبقَ سوى غزو ...
- بين هولوكوست نجران بقيادة الفرس واليهود- وهولوكوست بشار- بوت ...
- بين هولوكوست اليهودي (ذو نواس ) وهولوكوست الصهيوني بشار الدو ...
- هو 1 بين هولوكوست اليهودي ( ذو نواس )وهولوكوست بشار وحماته ف ...
- الفصل الثالث
- أهم مراجع الفصل الثاني من - هل كان ما قبل الإسلام جاهلية؟ أم ...
- هل ماقبل الإسلام جاهلية ؟ أم حضارات عربية متقدمة طُمِسَت ؟ ع ...
- ت 1 هل ماقبل الإسلام جاهلية ؟ أم حضارات وتقدم أخذ منها ؟ على ...


المزيد.....




- أثار مخاوف من استخدامه -سلاح حرب-.. كلب آلي ينفث اللهب حوالي ...
- كاميرا CNN داخل قاعات مخبّأة منذ فترة طويلة في -القصر الكبير ...
- جهاز التلقين وما قرأه بايدن خلال خطاب يثير تفاعلا
- الأثر الليبي في نشيد مشاة البحرية الأمريكية!
- الفاشر، مدينة محاصرة وتحذيرات من كارثة وشيكة
- احتجاجات حرب غزة: ماذا تعني الانتفاضة؟
- شاهد: دمار في إحدى محطات الطاقة الأوكرانية بسبب القصف الروسي ...
- نفوق 26 حوتا على الساحل الغربي لأستراليا
- تركيا .. ثاني أكبر جيش في الناتو ولا يمكن التنبؤ بها
- الجيش الأمريكي يختبر مسيّرة على هيئة طائرة تزود برشاشات سريع ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - جريس الهامس - جذور اللغة وتطورها في بلادنا -2