أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - فاطمة ناعوت - حتى لا تموتَ الشهامةُ في بلادنا!














المزيد.....

حتى لا تموتَ الشهامةُ في بلادنا!


فاطمة ناعوت

الحوار المتمدن-العدد: 6392 - 2019 / 10 / 27 - 23:26
المحور: حقوق الانسان
    


==============
تحيةَ احترامٍ للنيابة العامة، صوتِ الشعب، وللنائب العام، ضميرِ المصريين، الذي سارع بالتحقيق في قضية الشهيد/ محمود البنّا، الذي اعتبرته كلُّ أمٍّ مصرية، وكلُّ أبٍ، ابنًا لهم. وخالص مواساتي للأمّ والأب الكريمين اللذين آنشآ ابنهما متفوقًا خلوقًا، فشهد له الجميعُ؛ ربط اللهُ على قلبيهما.
وقد تكونَ نجدةُ المهوف من البديهيات التي يأتيها الإنسانُ دون تفكير، ليستحقَ لقبَ إنسان. وهو ما يحدث دائمًا في مصر، المشهور شعبُها بالشهامة. ولكنَّ جرائمَ مؤلمة تحدث أحيانًا لذوي المروءة، جرّاء البطلجة وانعدام الخلق، تستقطبُ الأضواءَ وحديث الناس، ترمي بظلالِها القاتمة على القلوب، فيترددون في نجدة المستغيث؛ خوفًا من مصير شهداء الشهامة والنبالة. وهذا خطأ. لأن النبلَ هو القاعدة، والإجرام هو الاستثناء. فلا تكفّوا عن توجيه أولادكم أن يكونوا نبلاءَ ذوي مروءة، فتلك صفات "الإنسان".
لهذا، أناشدُ المسؤولين بإطلاق اسم “الشهيد مينا سمير” على إحدى مدارس محافظة أسوان، وإطلاق اسم “الشهيد محمود البنّا” على إحدى مدارس محافظة المنوفية.
فأما "مينا سمير" فهو الشابُّ الطيب الذي طارد لصًّا اختطف حقيبة سيدة في السوق السياحي بأسوان العام الماضي، فعاجله اللصُّ بطعنةٍ، أردته شهيدًا كريمًا. وفي لفتة طيبة، عرض الشيخُ "سعودي مرزوق"، إمام مسجد "منصور حمادة" بأسوان، صورة الشهيد القبطي على شاشات المسجد وخصص خطبة الجمعة عنه، حاثًّا المُصلّين على نجدة الملهوف ونُصرة المظلوم، واتباع قيم الشهامة كما يُعلّمُنا دينُنا الحنيف.
وأما "محمود البنَّا" فهو الشابُّ المحترم ابنُ مدينة "تلا"، الذي أنقذ فتاةً من براثن شابٍّ مستهتر قبل أسبوعين. فأضمر الشريرُ له وتكالب عليه مع ثلاثة من الأشرار وانهالوا عليه طعنًا حتى أردوه شهيدًا كريمًا، وصار حديثَ كلّ بيتٍ مصري، وأصبح الثأرُ له من القَتلة مطلبًا شعبيًّا زلزل أركانَ المجتمع المصري. وكانت النيابةُ العامة عند حُسن توقعنا، فسارعت بالتحقيق العاجل في الجريمة.
وفي يناير الماضي، فُجع المصريون في استشهاد "سيد طه أبو دنيا"، كوّاء حي البساتين، الذي أنقذ فتاة مسيحية تحرّش بها أحدُ الجبناء، فما كان من الجبان إلا أن عاجل الكوّاءَ بطعنة، أردته شهيدًا كريمًا.
أمثلةُ فرسان الشهامة لا تُعدُّ ولا تُحصى في مجتمعنا الطيب، ولا تستوعبها مجلداتٌ وصحائفُ. والقصاصُ العاجل من القتلة والبلطجية هو الضامنُ لئلا تختفي الشهامةُ من مجتمعنا. لكي يكونوا عبرةً ورسالة علنية لردع المجرمين ومشاريع المجرمين. ومن قبل ومن بعد، يجب إعادة بناء النشء المصري على قيم الأخلاق في الأسرة، والمدرسة ووسائل الإعلام.
وأرجو من المُشرِّع أن يُعيد النظر في الحدود الفاصلة بين الطفولة والحداثة والنضوج. وفي سن 18 عامًا، الفاصل بين الحدث والبالغ؛ نظرًا للتغيّر الشديد في المجتمع المصري بعد الطفرة التكنولوجية التي تُعجّل من وعي الطفل في عُمر مبكّر عن سابقه قبل نصف قرن، وقبل عقد وعقدين من الزمان. فالصبيّ الذي يصاحب الفتيات ويتعاطى المخدراتِ ويرسلُ لضحاياه رسائلَ تهديد بالقتل، ثم يُنفِّذ جريمتَه مع سبق الإصرار والترصّد، بالتأكيد ليس طفلاً وليس حدثًّا بل ناضجٌ ومجرم وقاتل.
وعلّنا لم ننسَ بعد "الطفل" القاتل الذي ألقى الطفلة زينة من حالق بعد محاولة اغتصابها! مَن يغتصِب ليس طفلا! ومَن يقتل بقلب بارد ليس بالتأكيد طفلاً!
يحكي لنا المأثورُ القديمُ عن فارس كان يسير في الصحراء بحصانه، فصادف رجلا تائهًا يتعثّر في أسماله وظمأه وجوعه. قرّر الفارسُ النبيل أن ينقذ التائهَ من الموت المُحقق، فأركبه حصانَه ليوصله إلى المعمورة. فما كان من الرجل التعس إلا أن لكز الفرسَ بمهمازيه وجرى به بعيدًا وهو يضحك من غفلة الفارس. فهتف الفارسُ: “يا صاح، خُذِ الحصانَ، إن شئتَ، ولكن لا تحكِ لأحد ما كان بيننا.” فأجاب اللصُّ مُقهقهًا: “هل تخشى أن يُعيّرك العربُ لبلاهتك؟!” فأجاب الفارسُ: “لا! بل أخشى أن تختفي الشهامةُ من أرض العرب بعدما يعرفون ما جرى منكَ ومني.” فأعاد اللصُّ الحصانَ للفارس، وندمَ واعتذر. خافَ اللصُّ، أن يختفي النبلُ من أرض العرب. فكثيرون على قيد الحياة. قليلون على على قيد الإنسانية. وأرجو ألا يختفي النبلُ من أرض مصر. طوبى لفرسان السماء وفرسان مصر. ودائمًا: "الدينُ لله، والوطنُ لمن يحبُّ الوطن”.

***



#فاطمة_ناعوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يراقصُ الزهراءَ فوق الثريا | إلى مازن ... فاطيما
- البابا تواضروس … والخاذلون أوطانَهم
- -بين بحرين”: بحر الظلام وبحر النور
- كيف عشتُ طقسَ -الحلول- مع فرجينيا؟
- سانت كاترين: متخافوش على مصر
- اللواء باقي زكي يوسف… كاسر أنف صهيون
- أيها الخائنُ … أيها النبيل!
- يوم من أيام مصر الجميلة... تحيا مصر يسقط كل عدو لمصر!
- مهرجان الجونة … الرقصُ داخل الأغلال
- أن نكون شوكةً في ظهر مصر!
- خالد جلال … يستعيدُ ذاكرةَ (نادية)
- صَهٍ … إن مصرَ تتكلّم!
- اعترافات أجدادي العِظام … السَّلفُ الصالح
- ماعت التي ما ماعت ... في صالوني
- جهادُ المصريين ضد الجهل والطائفية والإخوان
- كانوا وسيمين … كنّ جميلات!
- عنصريةُ اليد اليسرى!
- ابحث عن نسختك الأجمل
- الراهبُ … البون بون … الأخلاق
- فولتير على القومي… يحاربُ العنفَ بالبهجة والتفاؤلتي


المزيد.....




- کنعاني: لا يتمتع المسؤولون الأميركان بكفاءة أخلاقية للتعليق ...
- المندوب الروسي لدى الأمم المتحدة: روسيا في طليعة الدول الساع ...
- مقر حقوق الإنسان في ايران يدين سلوك أمريكا المنافق
- -غير قابلة للحياة-.. الأمم المتحدة: إزالة الركام من غزة قد ت ...
- الأمم المتحدة تحذر من عواقب وخيمة على المدنيين في الفاشر الس ...
- مكتب المفوض الأممي لحقوق الإنسان: مقتل ما لا يقل عن 43 في ال ...
- مسئول بالأمم المتحدة: إزالة الركام من غزة قد تستغرق 14 عاما ...
- فيديو.. طفلة غزّية تعيل أسرتها بغسل ملابس النازحين
- لوموند: العداء يتفاقم ضد اللاجئين السوريين في لبنان
- اعتقال نازيين مرتبطين بكييف خططا لأعمال إرهابية غربي روسيا


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - فاطمة ناعوت - حتى لا تموتَ الشهامةُ في بلادنا!