أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - أسماء غريب - (24) رحلةُ السّلامِ الرّوحيّ من الفَحْمِ إلى الألماس: أسماء غريب : حوار أجراه من ستوكهولم الأديب والتشكيلي صبري يوسف















المزيد.....


(24) رحلةُ السّلامِ الرّوحيّ من الفَحْمِ إلى الألماس: أسماء غريب : حوار أجراه من ستوكهولم الأديب والتشكيلي صبري يوسف


أسماء غريب

الحوار المتمدن-العدد: 6390 - 2019 / 10 / 25 - 11:05
المحور: مقابلات و حوارات
    


صبري يوسف:
لديك طاقة روحيّة في استكناه ما في أعماق النّص الّذي تحلّلينه، كيف تشكّلت لديك هذه الطّاقة الخلّاقة، وأنت تسبرين عميقاً ما تدرسينه، كأنّك على علاقة وطيدة مع فضاء المبدع الّذي تدرسينه؟!
*
د. أسماء غريب:
أنطلقُ من مبدأ الإخلاص في النّيّة، فحينما أقتربُ من عملٍ إبداعيٍّ ما، يعنيني جدّاً أن أمنحهُ وصاحبَهُ أو صاحبتَهُ كلّ الوقت الّذي يستحقّهُ، وقد يتطلّب الأمر شهوراً، وربّما سنة أو سنتيْن. لأنّ ذلك يعني قراءة أعمال هذا المبدع أو ذاك في شموليّتها من أجل كتابة دراسة معيّنة. وكثيراً ما أفكّرُ أنّه كما أحبُّ أن يتعامل الآخرون مع تجربتي الإبداعيّة، عليّ أن أتعامل أنا أيضاً بالعمق والجهد المطلوب في العمل والبحث. وعلى هذا الأساس أرابطُ في صومعة أديبٍ ما لفترة معيّنةٍ من الزّمن أحيط فيها بالعديد من المصادر والمراجع الّتي تفيد في مادّة البحث من أجل أن يأتي عملي مقمّطاً بالمحبّة والبهجة والفرح. وهو الأمر الّذي لم أجده مع كامل الأسف في الأدباء أو الباحثين الّذين طرقوا باب حرفي: معظمهم كتبوا في نصّ واحدٍ أو نصّين من نصوصي العديدة، دون أن يطّلعوا ولا أن يقرأوا دواويني ولا مجاميعي القصصيّة ولا حواراتي ولا ترجماتي ولا أيّ شيء من هذا. ولليوم مازلتُ أتذكّرُ واحداً منهم أبدى نيّته في الكتابة فبدأ بمقالة ثمَّ مقالتيْن، وبعد ذلك طرح سؤاله الّذي كنتُ أنتظره منذ البداية قائلاً: ((ما الّذي ستفعلينه دكتورة بما أنا بصدد كتابته عنك؟)) وللتوّ عرفتُ أنّ مِن وراء اهتمامه طمعُهُ في نشر ما كان بصدد كتابته ضمن كتاب أتكفّلُ أنا بطباعته. هكذا تجري الأمور، دائماً ينتظرون مقابلاً لما يفعلونه، وحينما ترفضين بلباقة أسلوبهم الفجّ تتوقّف الكتاباتُ فجأة، والّتي غالبا ما تكون هشّة وضعيفة ولا تستحقُّ كلّ هذا الضَّجيج والغبار. لكنَّني أعذرهم في كلّ الأحوال، فسوق الإنترنيت والفيسبوك عوّدَهم على هذه الأشياء، والكاتباتُ اليوم يشترين من يكتبُ عنهنّ ويدفعن لدور النّشر لتنشر المديح والنّفخ والتّطبيل. يا لهذه الثّقافة يا إلهي ويا لأهلها الّذين دنّسوا كلّ شيء:
((إلهي،
حينمَا خرجتُ مِنْ بيضةِ حرْفِكَ
تخاصمتْ حُروفُ النّقدِ بشأني
وكثُرَ لغَطُهُم حَولِي
وبدأ كلُّ واحدٍ منهُم ينظُر إليّ
تارةً بعينِ الخوفِ
وتارةً بعينِ الشَّكِّ والتَّرقّبِ
وتاراتٍ أخرى بعينِ الفتنةِ والحسدِ
(2)
إلهِي،
الآنَ وقدْ قامَ كبيرهُم منْ على كُرسيّه
مُدجّجاً بنظريّاتهِ الجذّابة العَجِيبَة
وبقلمِهِ الفضيّ ونظّاراته الطّبِّيّة الأنيقة
ومسطرَتهِ السَّوداء
فما الَّذي يا تُرى سيقولهُ لهُم؟
(3)
هذهِ قصيدةٌ جديدة، لا عهدَ لي بحرفِها
سأسألُ عنْها "فرديناند دي سوسير"
و"تزيفيتان تودوروف”
وقد أعرضُها أيضاً على "جاك ديريدا"
و"أومبرتو إيكو”
قال النّاقدُ الأكـاديميّ
ثمّ نفضَ يديهِ منْ غُبارِ المكتب
وهُو لا يعرفُ حتّى من يكونُ
“دي سوسير" ولا "تودوروف”
(4)
إلهي،
أهذا الذي سيقرأ حُروفي؟
ألا يوجدُ أحدٌ غيرهُ

إنّ أبياتِي لتبكِي بدلَ الدّمع دماً
أما منْ حرف آخر؟
(5)
سمعَ بُكائِي ناقدٌ آخر
ثمَّ قامَ مِن على كُرسيّهِ الخشبيّ
وشمّر عن ساعدِ الجدّ
ثمَّ قال:
لا يا سَادتي،
هذه ليستْ بقصيدةٍ جديدة
هذا حرفٌ فاتنٌ يحتاجُ للغةٍ من نوعٍ آخرَ
سأسألُ عنه أخي الجاحظ وابن رشيق القيرواني
ثمَّ أتدارسُ شأنَه في الغدِ القريبِ
مع صاحبي الجرجاني وابن جنّي
(6)
إلهي،
ما شأنُ هذا الرّجل بي
فقد ارتعدتْ فَرائصِي خوفاً منهُ
أعْني من نظرةِ الشّبقِ في عينيْه
فأنا أعرفُها جيّداً
إنّهُ يركضُ وراءَ العسلِ الأسودِ
قُلْ لهُ أن يخرجَ من محرابكَ
فإنّهُ حرفٌ كذّابٌ أشِر
لا هُو يعرفُ شيئاً عن البيان والتّبْيينِ
ولا عن كتابِ الخَصَائصِ
(7)
خرجَ الحرفُ الكاذب
ودخل الحرفُ الطّائفيّ السّاحرُ
يرتدي جُبّةً خضراءَ
وفي يدهِ سبحةٌ سوْداء
نظر إليّ بعينٍ ماكرةٍ زرقاء
ثمَّ صرخَ قائلاً:
يا سادتي
هذهِ ليستْ بقصيدة
إنّها امرأةٌ كاهنَة
تكتبُ الطّلاسم
وتجيدُ نقْش الرّقع والجَداولِ
آتوني باللّبان والحرملِ
والشّبّ وملح البحْرِ
ولا تنسوا الجمْرَ وسَوْط النُّطق
فإنّي لجالدُها وجاعِلـُها اليومَ تنطقُ
وترسمُ لكُم خريطةَ كنوزهَا
(8)
إلهي،
ما العملُ الآن؟
فأنتَ تعلمُ أكثرَ منّي ألّا أمانَ للسّحرة
ولا رحمةَ في قلوبهِم
فلهمْ في كلِّ ساعةٍ قول
ولن يُجيدَ أحدٌ منهُم قراءَتي
ليتكَ تطردُهم منْ رحمتكَ يا إلهي
(9)
خرجَ السّاحرُ مذموماً مدْحوراً
ودخلتْ هذه المرّة امرأةٌ حسنَةُ المَظهر والمبْسمِ
تكرهُ الشِّعْر والشُّعَراء
وَقالتْ بتأفّف وغرورٍ:
ما لنَا وقصائدُ الصّوفيّة
ألا تعلمونَ يا إخوتِي
أنّهُم مَجانين ومَرْضى نفسيّون
يعانُون مِن الوحدَة والإحباطِ
ويتخيّلون أشياءَ ما أنزلَ الله بها من سلطانٍ؟
(10)
إلهي،
دعْ هذه المرأةَ هُنا
فقد أعجبنِي قولُها،
فهيَ أوّل من اعترفَ بي
وسطَ حشدِ النّوْكى هذا
أيْ نعمْ لم تُحْسِنِ التّعبيرَ عمّا يجولُ بخاطِرها
ولكنّها على الأقل نَعَتَتْنِي بالقصيدة الصُّوفيّة
وغداً ستشرقُ شمسُها
وستكونُ أوّلَ من يكتبُ عنْ حرفِي
(11)
إلهي،
الآنَ وقد طردْتَ حتّى المرأة النّاقدَة
وقُلتَ إنّ في قلبِها حقداً وحسداً
وإنّها سَتلوِي عُنُقي
ما إن تشمّ رائحةَ الشّمس فيَّ
وتراودُ ألِفِي الأحمرَ عن نفسِه
كلّما رأته يعانقُ بينْ أبياتي نقطتِي البيضَاء
فإنّي لديّ اقتراحٌ آخر

(12)
إلهي،
ضَعْنِي وسَطَ إزارٍ أبيض
واجمعْ كبارَ أهلِ النّقْد حولِي
واجعلهُم يجْرون القُرعَة فيما بيْنهُم
وليُلقوا بِأقلامِهُم في مَاءِ حرْفي
ومن سَار قلمُه ضدّ التيّار
فهُو الغالبُ
(13)
إلهي،
يا للمفاجأةِ العظيمةِ
أهِيَ هذه الطّفلةُ الخجولةُ الّتي سَتَقرأنِي،
أهيَ الّتي ستَفُكُّ رموزي وأسرارِي؟
شكرا لكَ يا إلهِي
على نِعَمِكَ الّتي لا تُعدّ ولا تُحْصَى
فإنّي أرى في قلبِهِا آدم وإبراهيمَ ونوحاً
وموسَى وعيسى ومريمَ
ثمّ محمَّدَاً وعليّاً
وفاطمَة والحسنَ والحُسينَ
دعْها إذن تتحدَّثُ عنِّي:

(14)
يا سَادَتِي،
إنّ هَذه ليستْ بقصيدةٍ فقط:
إنّها فردوسٌ منَ الشّمُوس والأقمَار والكواكبِ
إنّهَا محيطٌ أخضر ونوارسُ بيضٌ
بلْ قلبٌ صبٌّ متيّم
وأشجارٌ مِنَ المنّ والسّلوى
إنّها أنتَ يا إلهي
قالتِ الطّفلة بلسانٍ ألثغ
ثمَّ غاصَتْ في محيطِي الأخضَر
أنا القصيدة الذَّهبيّة.)).
////
صبري يوسف:
أدعو كل مبدعي ومبدعات هذا العالم إلى تأسيس مؤسّسات وهيئات دوليّة لرعاية السَّلام وفرضه على كل دول العالم، وتحقيقه عبر هيئات ومنظّمات دوليّة بقوَّة القانون، ما رأيك بهكذا دعوة وهكذا تطلُّع؟
*
د. أسماء غريب:
سيستخفُّ بكَ أهلُ زمانك أيّها الكريم، وسوف يتظاهرون بموافقتكَ على دعوتكَ هذه، وحينما تصبح الأمور أكثر جدّيّة سينسحبون ويتفرّقون من حولك. لا أحد يعنيه السّلام في شيء، وهُم معذورون في ذلك لأنّ ضنك العيش، والفراغ الرّوحي الّذي يعيشون فيه أقوى من تطلّعكَ ومَا تطمحُ إليه. قد تجدُ بعض المخلصين، لكنّهم قلّة أمام كثرة. نقطة من نور في بحر من ظلام، قطرة محبّة في محيط من الحقد والكراهيّة. وقد تنجح في البداية لكن النّهاية واحدة، اسأل عنها المسيح ومحمّداً وعليّاً والحسين. مازال الإنسان يرتكبُ الأخطاء نفسها، لأنّه هو نفسه خطأ يتكرّرُ باستمرار، لا هو عرف الشّجرة، ولا ذاق الثّمرة، إنّه مازال يشربُ من البحر، ويقول يا لعذوبة هذا الماء، وكلّ يوم يزداد عطشه وحرمانه وألمه وتعاسته، وكلّ يوم يُنكِرُ النّورَ وأهلَه وسعيَهم إلى السّلام والوئام ولأجل هذا أقولُ لهذا الإنسان الضّائع التّائه:
(( حينمَا جلسَ يسوعُ إلى المائدةِ
لمْ يكنْ ذاكَ عشاءَه الأخير
وإنّي حقّاً لا أعرفُ لماذا تصرّونَ إلى اليوم
على إشاعةِ هذه الكذبة الكبيرة
ألَمْ يكْفِكُم ما فعلَهُ بهِ الفريسيّون؟!
هيّا، قُمِ الآنَ يا يهوذا وانطقْ بالحقيقة؛
قُل لهُم إنَّ المائدةَ لمْ تزَلْ منصوبةً
ويسوع لمْ يَزَلْ جالساً إليْها!
*
أعلمُ جيّداً أنّكَ لنْ تفعلَ ما آمُرُكَ بهِ
فمازال رؤساءُ الكهنةِ يشترونَكَ كلَّ يومٍ
بثلاثينَ مِنَ الفضّة!
وإن كنتَ تُنْكِرُ هذا أيضاً فقُلْ لي إذن:
مَنْ قطّعَ جَسَدَ جدّي رَعْ
ورماهُ للكلابِ في كلّ أرضِ مصر؟
ومَنْ ألقى بيوسُف فِي البئر،
ومَنْ سرقَ قصورَ أمِّي نفرتيتي،
ومَنِ استولى على شجرةِ مريم؟
بلْ مَنْ قطَعَ رأسَ أخي يحيى،
ومَنْ بَاعَ أرضَ الكنعانيّين إلى الذّئابِ،
ومَنْ أشعَلَ فتيلَ الحروب في بلاد آشور وسومر
أَلَسْتَ أنتَ منْ فعلتَ
ومازلتَ تفعلُ هذا كُلَّ يوم؟
*
عبثاً تستمرُّ في الكذب يا سمعان
فالمائدةُ منصوبة شئتَ أمْ أبَيْتَ
ومازال يسوع حيّاً يُرْزَقُ بَيْنَنَا
شِئْتَ أمْ أبَيْتَ
والعشاءُ مازال هُوَ هُوَ لا حَمُضَ ولا تعفّنَ
فعلومُ الحقّ لا تحمُضُ، ولا تجفُّ أنهارُها أبداً
وهيَ وحدها خبْزُنَا وعسلُنا وخمرُنا
ولبَنُنَا الّذي بهِ نُذْهِبُ ظمَأنَا
ومائدتُنا إنْ كنتَ لا تعرفُ
هي جسدُنا وأرضُنَا وسماؤنا الوهّاجة
ويسوعُ مازال يؤَذِّنُ فيهَا
قائماً بكلمةِ الحيّ القيّوم الدّيموميّ الأزليّ
ومريمُ مازالتْ تُرَفْرِفُ حولنا تُضَمِّدُ جراحَنا،
وتمسحُ دمعَنا وتُشْعِلُ شموعَ المحبّة في قلوبنَا
شئتَ أمْ أبَيْتَ
ولتذهبْ أنتَ ومَنْ معكَ إلى الجحيم
وخُذْ معكَ هواتِفَكَ الذَّكيّة ومحطّاتكَ الفضائيّة
وأقماركَ الصّناعيّة وجواسيسَكَ الآليّة
وحروبَكَ البيولوجيّة
ولا تنسَ قبلَ هذا وذاكَ،
أنَّني مازلتُ جالسةً إلى المائدة
أحملُ الشّمسَ فوقَ رأسي
وأشربُ مِنْ عطرِ أبي يسوع
وآكلُ مِن خبزه الحيِّ الَّذي لا يموتُ أبداً
شِئْتَ أمْ أبَيْتَ!))
///
صبري يوسف:
كيف ممكن أن يحقِّق الإنسان صوتاً موحّداً مع بني جنسه المجنّح نحو السَّلام ويطلق موقفاً واحداً لإغلاق معامل السَّلاح كي ينقذ البشريّة من كلِّ هذا الخراب والدّمار، ونحن في القرن الحادي والعشرين؟!
*
د. أسماء غريب:
سيفعلون ذلك من تلقاء أنفسهم ودون أن يطلب منهم أيّ أحد القيام به، ولكن ليس الآن لأنّهم جميعهم، هؤلاء الكبار منشغلون بالاستعداد إلى الحروب القادمة، اطّلع على أخبار التّسليح والتّسلّح والاستعدادات العسكريّة، والتّقنيات المتطوِّرة جدّاً في عالم السِّلاح والجيوش الّتي ستصبح إلكترونيّة أكثر منها بشريّة، وسوف ترى أنّ الجميع يستعدّون إلى شيء يفوقُ كلّ خيال وتصوّر. لكنّهم سيفيقون من غفوتهم وسكرتهم هذه بكبسة خاطئة على زرّ خطأ في مكان خاطئ أيضاً وسينفجرُ كلّ شيء وينتهي الإنسان بكارثة حقيقيّة أكبر حجماً وبشاعة ممّا حدث في هيروشيما وناكازاكي. بالكوارث فقط يستيقظُ الغافلون، بالأخطاء الفادحة الّتي غالباً ما تنتج عن شدّة ثقتهم العمياء بالعلم والتّكنولوجيا. عندئذ فقط سيفكّرُ النّاجون في السّلام، في الأمن والأمان، وفي إعادة تركيبة تفكير هذا الإنسان، وسينتبهون إلى أنّه ذات يوم كان هناك من النّاس من ينادون بالسّلام وينشرون فكره في كلّ الأصقاع لكن لم ينتبه إليهم أحد، نعم سينتبهون إلى ما كنّا نكتبه ونقول، بعد أن يكون قد فات الأوانُ، واحسرتاه!
////
صبري يوسف:
من أينَ تستمدّينَ شعركِ، كيفَ تكتبينَ نشيدكِ وتترجمينَ ما يعتري في مخيالك وتجلِّيات روحك؟!
*
د. أسماء غريب:
من أسفار روحي وتحليقها في ملكوت البهجة والفرح. من لقاءاتي مع إخوتي في النّور. من سعيي نحو البشر، نحو الطّير والشّجر والحجر، نحو الماء والنّار، والتُّراب والهواء. من حركتي في الكون طلوعاً وهبوطاً ودوراناً أفقيَّاً تارةً وعموديَّاً تارات أخرى. من سباحتي في حليب المجرّات، ومنّي أنَا الشّعر والشّاعرة، أنا الكاتبة والمكتوبة، أنا القارئة والمقروءة. فالشّعر سرّ الأسرار ولا بدّ له من سرير يتمدّدُ فوقه الفكر، ليرى بعيون البصيرة من يكون هذا الشّعر حقّاً وحقيقة والذّي أقول له هنا في هذه الأبيات بلسان المحبّة والعشق:
((حينما تكونُ معِي
فوقَ سرير الدَّهْشَةِ
يتحوّلُ قلبِي
إلى شجرةٍ بيضاء
مشتعلة بالحروف والأسْرار
ويُصبحُ عقلي
سماء خضراء
متوهجّة بالنّقاط والدّوائر
وأنتَ وأنَا فيها
شمسٌ ذهبيّة
تسجدُ لها الكواكبُ
والنّجومُ الفضِّيّة
نعم،
كلُّ هذا يحدثُ
حينما تكونُ معي
وربّما أكثر؛
بالأمسِ مثلاً
تبرعمَ السِّرُّ نخلةً بينَ عينيّ
وبين يديْه آلةُ هارمونيكا حمراء
عزفَ لي بها
حكايتَكَ معي
أيُّها البحرُ والفجرُ
والسِّحْرُ والحياة.
أيكفيكَ هذا،
وأنتَ ترافقُني كلّ يوم
فوقَ سرير الحرفِ
وتقولُ لي عندَ كلّ سَحَرٍ
إنّكَ أنتَ الوحيُ
وأنا الزّمنُ الماضي
والحاضرُ والمستقبل؟!
أيكفيكَ هذا
وقد بِتَّ رفيقَ أبجديّتي
أكتبُ بكَ أيّها الشِّعْرُ النّثرَ
وأقرأُ بكَ كتبَ الأجدادِ
وأفكُّ بكَ طلاسمَ منْ مضى
ومن لمْ يأتِ بعدُ،
أمْ تُراكَ مازلتَ لمْ تعرفْ
أنَّكَ أنتَ السّرُّ حقيقةً
وأنا السّريرُ منذُ الأزل؟!))
////
صبري يوسف:
هل تدفُّق الشّعر أقرب من انبعاث الحلم ــ الرُّؤيا، منه إلى تجلِّيات الخيال، أم ينبعث من كليهما معاً؟
*
د. أسماء غريب:
الشّعرُ الحقُّ هو الرّؤيا، وقد يكونُ في بعض الأحيان قاسياً، ويضع الإنسانَ أمام المرآة بدون مساحيق ولا رتوش، ليُريَهُ أينَ هو وإلى أينَ يجبُ الذّهاب. الشّعرُ الحقّ كتابة بالمِشرط، ينكأ في كثير من الأحيان جراح الذّاكرة الكونيّة وكما قد يحملك إلى الجنّة، فإنّه يقذف بك أيضاً بدون رحمة ولا شفقة إلى الجحيم. ليواجهك بمازال مظلماً فيك، ويدعوكَ إلى تطهيره ومعالجتِه من أجل ولادة يوميّة جديدة:
((لطالما تساءلتُ
منذ طفولتي البعيدة
منْ هُو الشِّعرُ،
وما شكلُه وما رائحتُهُ وطعمُهُ؟
لكنّي ما كنتُ لأصدّقَ يوماً ما
أنّه سيطرقُ بابي
حقّا وحقيقةً
فأنا كبقيّة الشّعراء
كنتُ أحسبهُ مجرّد قصائد
تتنزّلُ من سماء الزّخ
أبوحُ فيها بمكنوناتي
وأطرحُ فيها قضايا
تنزعُ النّوم من عينيّ،
لكنّهُ زارني
ورأيتُهُ أخيراً
وجهاً لوجه:
مَلَكًا ذو حُسنٍ فاتن
في وجهٍ صارمٍ
وله تاجٌ تُرصّعُه
أحجارُ الزّفير الأزرق والبنفسجيّ،
وعيونٌ سودٌ كحيلة
برموش صقيلة
تُزَخْرِفُها خطوطٌ من الذّهب الخالص،
وجسدٌ بثوبٍ أبيض برّاق،
ويدٍ بيضاء
تحملُ بِجدّيّةٍ متناهية
ريشةً حمراء ولوحةً سوداء.
أربكني كثيراً
هذا المنظر الملكيُّ
وهاهُو الآن سيّدُ الشّعرِ
يقول لي بنظرةٍ خارقةٍ
أنِ ارسمْ حرفَكَ،
وحينما انتهيتُ صعَقَتْنِي لوحتي:
لقد كنتُ فيها مَلَكاً بتاجٍ مُضيء
وقَدَميْنِ مبتورتيْن
وبطنٍ مبقورٍ
وثديٍ مقضومٍ
وفرسٍ جريحةٍ إلى جانبي
تنزُّ منها الدّماءُ فوق سرير السِّرِّ.
إنّها حكايتي:
قائداً آشوريَّاً أخذَ جيوشَه الجرّارة
إلى ساحة الوغى والحرف
وقبلَ الحربِ وقفَ ليُلقيَ بين جنوده
آخرَ القصائد في العشقِ والسّلم والسّلام
ثمَّ عادَ معهُم بنصرٍ مبين،
يا لوحشيّة الشّعرِ والقصيدة
ما أصدقَهُما معاً
مرآة، رأيتُ فوقها من أكونُ
وكيفَ أصبحتُ،
هذا كل ما في الأمر!)).
////
صبري يوسف:
كيف تسترجع الذَّاكرة ما هو في خضمِّ الذّاكرة البعيدة ومتناثر مثل الغمام في متاهات الخيال؟!
*
د. أسماء غريب:

من رحمة الله بالإنسان أنّ هناك شيءٌ اسمُه النّسيان. نعم لا بدّ من النّسيان، وإلّا فإنّ المرء لنْ يعرفَ كم من الذّكريات عليه أن يتذكّر، وكم من الحيوات عليه أن يعرفَ. لا بدّ للبرازخ أن تفصلَ بين عهْد وعهد، وإلّا فالويل للإنسانِ ممّا قد تكشفه الذّاكرة الكونيّة. ما كلّ ذكرى فيها فرح ومسرّة، وما تاريخ الإنسان إلّا تاريخ بكاء ودموع وآهات بما اقترفته أيدي النّاس بسبب الجهل المتوارث عبر الأزمنة والعصور:
((حينما وصلتُ إلى المدينة المنحُوتَة فوقَ الصّخر الأحمَر
وجدتُ في انتظاري ناقةً سوداء
قالتْ إنّها أختي في الطّريق
وحينما فكَكْتُ قيْدَها واعتليْتُ ظَهْرَها
أخذتنِي إلى المعبَد الأخضر العتيق
ثمَّ وقفتْ عندَ بابهِ وقالتْ:
ادخلي آمنةً
واسألي حرّاسَه
يدلّوك على فوهةِ السّعير
دخلتُ وما وجدتُ سوى مَلِكٍ
حينما رآنِي عرَفَنِي
وسلّمَنِي صولجانه الفضّيّ وقال:
ادخلي ولا تتأخّرِي.
آآه يا إلهي
في سعيرِ الصّخرةِ الحمراء
وجدْتُ ثلاثَ قاعاتٍ
كلُّ قاعة بحجْمِ الدّنيا
لم أقف كثيراً في القاعة الأولى
فلمْ يكنْ فيها سوى بضعة فتيانٍ
يلعبون ويمرحون
لذا، دخلتُ إلى القاعةِ الثَّانية مباشرةً
وفيها رأيتُ العديدَ من النّساء
فطفقتُ أملأُ الجِرَارَ بالماء البارد
وأصبُّه عليهنَّ وهنّ عاريات
يشكينَ الحرَّ والعطَشَ
ويألمْنَ من شدّة العذاب
وفي القاعة الثّالثة
- وكانت حاميَةً جدّاً -
وجدتُ الرّجالَ عُراة حُفاة
يغسلون أجسادَهُم بالرّصاص
ويضربون النّساءَ بالنّساء
وفي غرفةٍ مُنزوية
سمعتُ بعضَهُم يَسْتَمْنُون
ولهُم شهيقٌ وزفيرٌ وزئير؛
لَمْ يَرَنِي أحد
وكانَ كُلّ ما فعلتُه أنْ فتحتُ شلّالَ المعبدِ
وتركتهُ يجري بالمَاء الباردِ
فوقَ أرضِ الرّجال
ثمّ خرجتُ وفي قلبي ألَمٌ شديد
والنّسَاءُ يسألنَنِي:
ماذا رأيتِ يا سيّدة؟
ماذا رأيتِ؟
فتلكَ قاعةٌ لمْ يسبِقْ لأحدٍ أن دخلَهَا
سواي،
يا إلهي لطفكَ بالعباد
وافتح من عندكَ كلّ الشّلّالات الباردة
لتغسلَ ما على أرض النّيرانِ
من زفير، وزئيرٍ وشهيق
ولتُطْفِأ كلّ هذا السّعير؛
سعير القلوب والأرواح الَّتي لا تنامُ أبداً.)).
///
صبري يوسف:
كيف وصلتِ إلى حالةِ صفاءٍ ذهني، وقدرة فائقة على تحصين الذَّات والرُّوح من مغبّاتِ الحياة؟!
*
ومن ذا الّذي يستطيعُ أن يُحصّن الرّوح من مغبّات الحياة؟! هي دعوة إلى الأرض استجبْنا لها لا عن طيب خاطر، وإنّما جُبِرنا ولمْ نُسْتشَرْ. وكلّ ما يُمكنُنَا أن نفعلَهُ هو أن نحاول ما أمكن أنْ نكون من أهل الله، علّنا نسلمُ من شرٍّ مُستَطَر. يا إلهي كم في الحياة من حياة، كي نحافظ على صفاء الذّهن والقلب، وأين السّبيلُ إلى ذلك في زمن يتجسّسُ فيه الكلُّ على الكلّ، والقلوب طافحة بالأحقاد ومستعرة بنيران الغضب والكراهيّة؟! إنّنا نحاول يا مولاي، أن ندخل كهف العزلة والخويصة، ونصدّ الرّيح بالنّور والحقّ، لكن منْ يترُكُنا وحالَنا، من يتركُنا لاختياراتنا، الكلّ مصرّ على أن يطرق أبوابَنا، ويغرفَ من مائنا، وما العمل، والبحر من خلفنا والنِّيران أمامنا؟ ملحٌ سامٌّ ولهب حارقٌ في كلّ مكان، والدّنيا لمن لا رحمة ولا شفقة في قلبه يا مولاي، أمّا نحن فقد خاصمناها منذ زمان ولا ننتظر سوى نفخةِ الصّور، ووقوف إبرة الميزان، فهل ستعتبر يا إنسان؟!.
////
صبري يوسف:

عندك ثقافة موسوعيّة روحيّة دينيّة وفكريّة وأدبيّة، هل رؤيتكِ الموسوعيّة قادتكِ إلى مرامي السَّلام؟!
*
د. أسماء غريب:
ثقافتي موسوعية حقّاً، لكنّها لا تعني شيئاً في ميزان العلم اللّدنيّ. قرأتُ كثيراً وبغزارة وفي كلّ مجالات المعرفة، لكنّني لن أصل إلّا بعد أن أفرغ ذاكرتي الكونيّة ممّا حشوتُها به طيلة هذه السّنوات. اطّلاعي على الكثير من الكتب أفادني في التَّعرّف على كيفيّة غربلة المعلومة والاكتفاء بالذّهب الخالص منها، وساعدني أكثر على أن أعرف أنّه إذا كنتُ أريد أن أفهم ديني مثلاً، فعليّ أن أطّلع على بقية الأديان وما كُتب فيها من علوم وشروح وفلسفة ولاهوت، وهكذا بالإبحار في الكلّ يمكنُكَ أن تخلُصَ إلى خميرة العلم، والّتي بها يمكنكَ أيضاً أن تلج إلى العوالم الدّاخليّة، والإبحار بالتّالي في العلوم اللّدنيّة كلّ على حسب عزيمته وعلوّ همّته. ومع ذلك فإنّني أقول دائماً إنّني مازلتُ عند الشّاطئ، ومازالتْ قدمي لمْ يُبلّلها ماءُ العلم الحقّ بعْدُ.
////
صبري يوسف:
لكِ طقوس في الكتابة تنمُّ عن تشرُّبٍ روحاني عميق، كيف تشكَّلَ هذا النُّزوع الوئامي معَ الكون؟!
*
د. أسماء غريب:
الكتابة خبزي اليوميّ، وهي لا تحتاج منّي إلى أيّ طقس أو تحضير، إنّها بداخلي تتدفّقُ باستمرار، الشَّيء الوحيد الّذي لا بدّ من توفُّره لكي يحدث فعل الكتابة عندي هو الصّمتُ: لا موسيقى، لا ضجيج، لا شوارع ولا أيّ شيء من هذا القبيل. الصّمت ثمَّ الصّمت. لأنَّني أنا نفسي صمتٌ مطلق، وحينما أكتب أضع الحقائق، وأتواصل مع ذاتي الوجوديّة، وأغرف الحرفَ من بئر الأبجديّة صافياً زلالاً، حييَّاً وكثير الخجل أيضاً، كطفلة تطلّ على العالم من وراء حجاب، وتنثر ياقوتها ولآلئها ثمَّ تمضي على عجل لا تلتفتُ إلى أحد.
////
صبري يوسف:
إذا كلّ إنسان انطلق من ذاتِهِ وكان مسالماً ونشرَ ثقافةَ السَّلام، سيعمُّ السَّلام في العالم، أليس كذلك؟
*
د. أسماء غريب:
ليسَ إنسانُ السّلام من يدعو إلى السّلام والوئام مع البشر والطّبيعة فقط، ولا هُو المسالمُ مع نفسه ومع الآخرين، ولا هو ذاك الّذي يعارضُ الحرب؛ إنسان السّلام هو قبل هذا وذاك الرّجل الّذي وصلَ إلى حالة الصّمتِ المُطلق بعد سفر روحيّ عميق وطويل، إنّه يُشبه بحيرة كبيرة صافيةً صامتة، لا يُعكّرُ صفوها شيءٌ أبداً، وهو يُشيع من حوله بصَمتِه هذا طاقةً جديدةً للحياة، ويغنّي أنشودة جديدة للنّقاء والطّهارة والصّفاء، لأنّ حياتَه بركةُ البركات، صلاة ودعاء مستمرَّيْن، إنّه مُشاركٌ للمحبّة على أوسع نطاق، حتّى أنّ أيّ إنسانٍ قد يجلسُ معه ولو للحظات قصيرة يُمكنه أنْ يشعر بالأمان، وبالسّلام، لأنّ طاقتهُ تخترقُ أجساد وأرواح من حوله. إنسان السّلام رجل مبدع بامتياز، خلّاق وعاشق. وحينما قلتُ إنّهُ لا يُمكنه حقيقة أن يكون ضدّ الحرب، فإنّي قصدتُ بذلك أنّ كلّ رجل سلام هو في الحقيقة إنسان يعرفُ جيّداً لماذا توجد الحروب، وهو بوعيه هذا يُصبح ممتلئاً بالسّلام. تخيّل معي لو لدينا أكثر من رجل وامرأة من هذا النّموذج، أيْ من نوع البحيرة الصّامتة، فإنّ العالم كلّه سيتغيّر، والحروب ستختفي بشكل تلقائيّ وإلى الأبد. فقط بتعدّد هذا النّوع من النّاس يمكن إحداث التّغيير المطلوب، لأنّ كلّ طاقة الوجود ستتجّه من خلالهم نحو الحبّ والعشق. لذا فإنّي أقول إنّه بدل أن تتوجّه العلوم إلى مَكْنَنَةِ العقل البشريّ، وتحويله إلى عقل آليّ، فإنّهُ من الأفضل السّعي إلى تطوير هذا العقل وتفجير طاقاته الكامنة وتوجيهها نحو علوم السّلام الّتي بها بلغَ أجدادُنا الأوائل عنان السَّماء: انظروا إلى الفراعنة كيف كانوا، والآشورين والسُّومريين، انظروا إلى أمجادهم وعلومهم السِّرّيّة الّتي دمّرتها الحروب فيما بعد ولم تترك لنا منها شيئاً لننتفع به. على الجامعات أن تُحدِثَ ثورة في التّعليم، وبدل غسل أدمغة الطّلبة بالعلوم الّتي تسلبهم عقولهم وتزيدهم ضياعاً وهوساً وجنوناً وعطالة وبطالة، فإنّه من الأفضل التَّوجّه نحو البناء الدّاخليّ للعقل والقلب والرّوح، ليتمَّ خلقُ نماذج من أفراد تُصبح لديهم القدرة على إشاعة السّلام وطاقة المحبّة في العالم بل في الكون بأسره بشكلٍ ذاتيّ خلّاق.



#أسماء_غريب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- (23) رحلةُ السّلامِ الرّوحيّ من الفَحْمِ إلى الألماس: أسماء ...
- (22) رحلةُ السّلامِ الرّوحيّ من الفَحْمِ إلى الألماس: أسماء ...
- (21) رحلةُ السّلامِ الرّوحيّ من الفَحْمِ إلى الألماس: أسماء ...
- (20) رحلةُ السّلامِ الرّوحيّ من الفَحْمِ إلى الألماس: أسماء ...
- (19) رحلةُ السّلامِ الرّوحيّ من الفَحْمِ إلى الألماس: أسماء ...
- (18) رحلةُ السّلامِ الرّوحيّ من الفَحْمِ إلى الألماس: أسماء ...
- (17) رحلةُ السّلامِ الرّوحيّ من الفَحْمِ إلى الألماس: أسماء ...
- (16) رحلةُ السّلامِ الرّوحيّ من الفَحْمِ إلى الألماس: أسماء ...
- (15) رحلةُ السّلامِ الرّوحيّ من الفَحْمِ إلى الألماس: أسماء ...
- (14) رحلةُ السّلامِ الرّوحيّ من الفَحْمِ إلى الألماس: أسماء ...
- (13) رحلةُ السّلامِ الرّوحيّ من الفَحْمِ إلى الألماس: أسماء ...
- (12) رحلةُ السّلامِ الرّوحيّ من الفَحْمِ إلى الألماس: أسماء ...
- (11) رحلةُ السّلامِ الرّوحيّ من الفَحْمِ إلى الألماس: أسماء ...
- (10) رحلةُ السّلامِ الرّوحيّ من الفَحْمِ إلى الألماس: أسماء ...
- (9) رحلةُ السّلامِ الرّوحيّ من الفَحْمِ إلى الألماس: أسماء غ ...
- (8) رحلةُ السّلامِ الرّوحيّ من الفَحْمِ إلى الألماس: أسماء غ ...
- (7) رحلةُ السّلامِ الرّوحيّ من الفَحْمِ إلى الألماس: أسماء غ ...
- (6) رحلةُ السّلامِ الرّوحيّ من الفَحْمِ إلى الألماس: أسماء غ ...
- (5) رحلةُ السّلامِ الرّوحيّ من الفَحْمِ إلى الألماس: أسماء غ ...
- (4) رحلةُ السّلامِ الرّوحيّ من الفَحْمِ إلى الألماس: أسماء غ ...


المزيد.....




- السعودية.. 28 شخصا بالعناية المركزة بعد تسمم غذائي والسلطات ...
- مصادر توضح لـCNN ما يبحثه الوفد المصري في إسرائيل بشأن وقف إ ...
- صحيفة: بلينكن يزور إسرائيل لمناقشة اتفاق الرهائن وهجوم رفح
- بخطوات بسيطة.. كيف تحسن صحة قلبك؟
- زرقاء اليمامة: قصة عرّافة جسدتها أول أوبرا سعودية
- دعوات لمسيرة في باريس للإفراج عن مغني راب إيراني يواجه حكما ...
- الصين تستضيف محادثات مصالحة بين حماس وفتح
- شهيدان برصاص الاحتلال في جنين واستمرار الاقتحامات بالضفة
- اليمين الألماني وخطة تهجير ملايين المجنّسين.. التحضيرات بلسا ...
- بعد الجامعات الأميركية.. كيف اتسعت احتجاجات أوروبا ضد حرب إس ...


المزيد.....

- قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي / محمد الأزرقي
- حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش. / عبدالرؤوف بطيخ
- رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ ... / رزكار عقراوي
- ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث ... / فاطمة الفلاحي
- كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي ... / مجدى عبد الهادى
- حوار مع ميشال سير / الحسن علاج
- حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع ... / حسقيل قوجمان
- المقدس متولي : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- «صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية ... / نايف حواتمة
- الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي / جلبير الأشقر


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - أسماء غريب - (24) رحلةُ السّلامِ الرّوحيّ من الفَحْمِ إلى الألماس: أسماء غريب : حوار أجراه من ستوكهولم الأديب والتشكيلي صبري يوسف