أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شاكر كتاب - الفساد السياسي أساس كل فساد.














المزيد.....

الفساد السياسي أساس كل فساد.


شاكر كتاب
أستاذ جامعي وناشط سياسي

(Shakir Kitab)


الحوار المتمدن-العدد: 6384 - 2019 / 10 / 19 - 18:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


علينا نحن الوطنيين العراقيين أن نضع توصيفاً دقيقاً لكل نوع من أنواع الفساد في بلادنا. الفساد الإداري. الفساد المالي. الفساد الديني. الفساد الاجتماعي. الفساد الثقافي. الفساد السياسي. ومن ثم نحاول أن نشرّح كلاً منها على حدة. سنجد في المحصلة النهائية أن هذا الأخير "الفساد السياسي " هو أساس كل أنواع الفساد الأخرى. وإذا لم يعالج بشكل جذري لا يمكن أبدًا حتى ولو التفكير بحلول لأي شكل من أشكال الفساد.
وبؤرة الفساد السياسي في بلادنا هي الأحزاب السياسية ، وما أسست له من تقليد همجي ضار يتمثل بمؤسسة اسمها الرئاسات الثلاث ، وهذا ما ليس له مثيل في أية دولة في العالم. ويقوم فساد هذه الأحزاب على ترسيخ المحاصصة التي في ضوئها توزعت عليهم الوزارات والدوائر العامة ومن هناك بدا يتسلل المال السياسي المسروق من جسد الدولة والمجتمع.
فساد الأحزاب يتمثل أيضًا في القادة - الأصنام الذين لا يجوز أبدا المساس بهم ولو بملاحظة عابرة فصاروا آلهة مقدسين وأصحاب أملاك يقف الحزب في صدارتها. وأخذوا صكوكاً بالأبدية في القيادة ولا يخاعهم عنها إلا الموت. ومنهم من يصدر عقوبات بالسجن والجلد والعزل وحين يقتضي الحال : التصفية الجسدية "ولا من حسيب ولا رقيب ". وينبغي هنا القول بصراحة أننا لم نجد من بين هؤلاء القادة من هو مؤهل فعلا لقيادة ولو كردوس صغير لولا سطوة المال والسلطة والدعم المخفي لأغراض ما عادت خفية بل فضحت نفسها علنا.
من فساد الأحزاب العلاقة بالأجنبي والاستقواء به وتلقي شتى أنواع الدعم منه والإسناد. أحزاب لا تتبنى أي منهج لبناء الوطن ، واقتصاد الوطن ، وامن واستقرار الوطن والمواطن ، بل جل غاياتها التسلط والقوة والمال. لا بل راحت ترعى مصالح البلدان الداعمة لها ماديا وسياسيا حتى على حساب مصلحة بلادنا التي بدت في موقف كثيرة أنها ليست بلادهم.
والأحزاب هذه هي التي فتحت أبواب الفساد الأخرى على مصراعيها. فصارت الرشاوى والواسطات والإهمال والتسيب والفائضون والمشاريع الوهمية وسرقات السلف والصكوك وتمشية شؤون الوزارات من البيوت الخاصة ومنهم من أدار وزارته ومؤسسته من بيوتات لا بيوت.
والأحزاب غالبا ما دفعت إلى السلطة ( نواب وزارات ومديريات عامة ومؤسسات وغيرها) بشخوص لا علاقة لهم بما أوكلت لهم من مهام لكنهم متخصصون بتنفيذ إرادة الزعيم ومصالح الحزب المالية والوظيفية.
ولقد شهدت عملية الترشيح هذه فسادا مخجلا تمثل في تسلم مبالغ معينة من المرشح تتناسب مع حجم الوظيفة الممنوحة ووصلت الأمور إلى حد أنهم يلزمون المرشح بتوقيع تعهدات خطية بالتزامات مالية لاحقة.
الأحزاب عاد فسادها على الدين فصار ديننا الحنيف طوائف متصارعة يلغي بعضها بعضًا لأجل عيون القائد وبقائه في السلطة. الأحزاب هذه أفسدت الدين بأن حولته إلى خرافات وأكاذيب وأساطير فما عاد محمد نبيا مرسلا ولا عليَّ إماما قائدًا ولا الحسين شهيدًا ثائرا بل صار هؤلاء المقدسون أبطال روايات خيالية وأسبابًا للخيال غير الواقعي وترسيخا لجهالة كانوا هم يتصدون لها ويحاربونها. فراح كل حزب يؤسس مساجده وجوامعه ويسيطر عليها ويكون له خطباؤه وأتباعه الروحيون كما هم الأعضاء الرسميون,
الأحزاب السياسية دمرت التعليم بكل مراحله وأفسدته وراحت تتدخل بنتائج الامتحانات والغيابات وتعيين الأساتذة والمعلمين حسب الانحدار الحزبي والمذهبي دون النظر أبدا إلى حقيقة ما يحمله من شهادة وخبرة. إنما اكتشف الجميع أن هؤلاء ينتمي جزءٌ كبير منهم إلى شريحة الجهلة والغشاشين والمخادعين. لذلك فإن الأحزاب تسببت في ان يصبح العراق في أواخر قوائم الاستبيانات العالمية ومعاييرها المعترف بها بين دولياً.
الأحزاب سيطرت بقوة السلاح على عقارات الدولة واحتلتها احتلالا قامت هي باختلاق تفسيرات باطلة لآيات وأحاديث نبوية ووصايا لتشرعن مصادرتها لأموال الدولة. ثم راحت تحولها رسميا في دوائر الدولة على أنها ملك خاص لها أي لقائدها الفذ الذي سيرمي من نوافذها من يشاء ومتى يشاء.
الأحزاب هذه تشتغل ( على باب الله ) في الاستثمارات والعقود والمشاريع عن طريق ممثليها في الوزارات ودوائر الدولة ألأخرى وغالبا ما تقوم بتحويل هذه المشاريع على مقاولين غيرهم ومن هؤلاء إلي هؤلاء حتى نصل في النهاية إلى أن المشروع غدا حبرا على ورق لكن الحكومة الحصيفة دفعت الأجزاء الأولى بل كلها من السلف التي ألأزمت نفسها بها على عكس ما نتبع في كل استثمار حقيقي وهو أن يقوم المستثمر بتغطية المراحل الأولى وربما إلى النهاية من رأسماله الخاص كفرد أو كشركة.
أيها الناس عدونا الأول هي تلك الأحزاب التي لا يجمعها بنا ولا بالوطن جامع ولا يربطها رابط بالوطنية ولا بالإنسانية ولا بأية قضية موقرة.
لذلك فنحن نناشد الأشراف من أعضاء هذه الأحزاب ومن كل محافظات العراق ومكوناته ، ومن مختلف المواقع:
1- الانسحاب الفوري منها ،
2- أو سحب البساط من تحت قياداتها وإجراء تغييرات جذرية في مبناها التنظيمي والفكري والسياسي لتلتحقوا بقضيتنا الكبرى قضية الوطن.
3- ونناشد كل الأشراف العراقيين أن يعزلوا هذه الأحزاب وقياداتها الوثنية والالتفاف حول أي حراك وطني يضع العراق نصب عينيه ويقوم على ضوابط تنظيمية تحول دون تسلط قائد دكتاتوري فيه.
4- نريد أحزابا وطنية لا عميلة ولا شبكات لصوص.

النصر لنا نحن العراقيين. والخزي لأعدائنا ومصاصي دمائنا.

د.شاكركتاب



#شاكر_كتاب (هاشتاغ)       Shakir_Kitab#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحصار من جرائم الإبادة الجماعية
- مؤتمرنا البديل
- إجراءات فورية لحكومة الإنقاذ القادمة
- الوطنية بين ركام الخراب
- بين إرادتين
- دلالات دعوة العبادي للحوار
- الدولة البديلة ( دعوة لأحلام وطنية )
- هذا ما تبقى لكم
- القلم
- متى نعيد الاعتبار لكلمة - سياسي -؟؟
- الدولة أولاً...
- تغريدة عن استشهاد الحسين ع
- الحزب السياسي بالمختصر المفيد
- هجرة الرسول ص.
- من يمثل الشعب العراقي في أزمته الوطنية الراهنة ؟؟
- سقوط ترامب على الأبواب
- في استراتيجية الوعي الوطني.
- عراق ما بعد داعش..!!
- في نظرية العمل
- بيان شخصي.


المزيد.....




- -الأغنية شقّت قميصي-.. تفاعل حول حادث في ملابس كاتي بيري أثن ...
- شاهد كيف بدت بحيرة سياحية في المكسيك بعد موجة جفاف شديدة
- آخر تطورات العمليات في غزة.. الجيش الإسرائيلي وصحفي CNN يكشف ...
- مصرع 5 مهاجرين أثناء محاولتهم عبور القناة من فرنسا إلى بريطا ...
- هذا نفاق.. الصين ترد على الانتقادات الأمريكية بشأن العلاقات ...
- باستخدام المسيرات.. إصابة 9 أوكرانيين بهجوم روسي على مدينة أ ...
- توقيف مساعد لنائب من -حزب البديل- بشبهة التجسس للصين
- ميدفيدتشوك: أوكرانيا تخضع لحكم فئة من المهووسين الجشعين وذوي ...
- زاخاروفا: لم يحصلوا حتى على الخرز..عصابة كييف لا تمثل أوكران ...
- توقيف مساعد نائب ألماني في البرلمان الأوروبي بشبهة -التجسس ل ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شاكر كتاب - الفساد السياسي أساس كل فساد.