أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - الاشتراكيون الثوريون - سبتمبر 2019 والطريق نحو الثورة المصرية الثانية















المزيد.....

سبتمبر 2019 والطريق نحو الثورة المصرية الثانية


الاشتراكيون الثوريون

الحوار المتمدن-العدد: 6364 - 2019 / 9 / 29 - 11:01
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    



حالة الارتباك والتخبط التي مُنِيَ بها المجال السياسي المصري خلال الأسبوعين الماضيين تذكِّر بما يشعره المرء عند ركوب قطار الملاهي. صعود حاد يعقبه سقوط سريع وانحناءات يمين ويسار تصيب المرء بالدوران. فالمتابع لوسائل التواصل الاجتماعي، خاصة فيسبوك وتويتر، لا يشهد فقط تلك الرؤيتين المتناقضتين حول الأحداث، أي رؤية النظام وأجهزته الأمنية ولجانه وفنانيه ومثقفيه حول صلابة النظام وشعبيته الجارفة وفشل المؤامرات الخبيثة ضده من جانب، ورؤية كثير من معارضي النظام حول أننا على أعتاب ثورة جديدة وأن النظام على وشك الانهيار. بل أن في صفوف كثير من المعارضين أنفسهم نجد التحولات من يوم لآخر بين تفاؤل مفرط وتوقعات بنزول الملايين للشوارع والميادين إلى حالات من التشاؤم والانهيار والشعور بأن النظام قادر على الاستمرار إلى الأبد.

ربما يكون من المفيد في مثل هذه الظروف أن نتأمل المشهد ككل وأن نخرج أنفسنا من عالم التكهنات والأماني في محاولة لرصد ما نعرفه عن الوضع الحالي وما كشفته لنا أحداث الأسابيع القليلة الماضية.

أولًا، شكَّلت مظاهرات الجمعة 20 سبتمبر نقلةً نوعية في المعارضة السياسية للنظام. فرغم أنها لم تتجاوز عدة آلاف من المتظاهرين فمضمونها السياسي وشعاراتها المعادية للسيسي وكون أنها أكبر مظاهرات سياسية تشهدها البلاد منذ الانقلاب لاشك أنها فاجأت النظام وفاجأت كذلك ما تبقى من قوى سياسية معارضة. ولكن رد فعل النظام لتلك المظاهرات شكل أيضًا نقلة نوعية. فحملة الاعتقالات التي أعقبتها هي أيضًا الأكبر والأوسع منذ سنوات. أي أن التصعيد الذي مثلته مظاهرات 20 سبتمبر ووجه بتصعيد مضاد من قبل الدولة.

ثانيًا، أن فيديوهات وتسريبات محمد علي أحدثت تآكلًا جديدًا في شرعية نظام السيسي وحكمه العسكري، تضاف إلى التآكل الذي أحدثته من قبل سياسات التقشف وتعويم الجنيه وتسليم تيران وصنافير والتعديلات الدستورية. هذا التآكل يضيق بشدة من ما تبقى من تحالف 30 يونيو وهو ما أكدته موجة الاعتقالات الأخيرة في صفوف قوى حسبت على ذلك التحالف. ولكن المزيد من تآكل الشرعية وانقلاب النظام على حلفاء الأمس لا يعني على الإطلاق أن النظام على وشك الانهيار.

ثالثًا، أن توقع أن يترجم تآكل الشرعية وحالة الغضب تجاه النظام فجأة إلى يوم فاصل من المليونيات يطيح بالسيسي يعبر عن درجة كبيرة من المثالية بل وربما السذاجة. علينا أن نتذكر أن مليونيات 2011 التي أطاحت بمبارك كانت نتاج عقد كامل من المعارضة الاجتماعية والسياسية للنظام. سلسلة طويلة من الإضرابات العمالية والاحتجاجات الاجتماعية والمظاهرات والوقفات السياسية توجت في النهاية بثورة يناير.

ولكن حتى هذه الدعوة المثالية ليوم الخلاص 27 سبتمبر واجهها النظام بحالة من الذعر والحشد الأمني لم نر مثلها منذ 2013. إغلاق الشوارع والميادين وإغراقها بالمخبرين والمدرعات بالتأكيد ليس تعبيرًا عن نظام مستقر وواثق من شرعيته، بل نظام مأزوم تؤرقه أشباح الثورة.

رابعًا، أن أزمة نظام السيسي ليست فقط نتيجة لتآكل شرعيته وتصاعد الغضب الجماهيري تجاهه. فكما طرحنا في مقال سابق فهناك أسباب بنيوية متراكمة لهذه الأزمة. منها محاولة السيسي تحويل وضع التفويض الاستثنائي الذي فرضته لحظة الثورة المضادة إلى وضع طويل المدى. بالبورجوازية المصرية توجت السيسي كمنقذ ومخلص من كابوس الثورة والإخوان وليس ملكًا مدى الحياة. وكبار رجال الدولة قبلوا إعادة ترتيبه لتوازن القوة بين مؤسسات الدولة (خاصة الجيش والشرطة والرئاسة والقضاء) كوضع استثنائي لإنهاء حالة الفوضى ولكن بالتأكيد ليس كوضع أبدي يثبت بيادة الجيش فوق عنق الجميع ويثبت بيادة السيسي فوق عنق الجيش.

ولكن أن نقفز من قراءة تلك التناقضات والشروخ بل والأزمات إلى تصور أن البرجوازية أو رجال الدولة المصرية قد قرروا الإطاحة بالسيسي هو أيضًا نوع من المثالية والخيال. فالسيسي ديكتاتور عسكري مصاب بالبارانويا يعيش على بث الخوف ليس فقط في صفوف أعدائه، ولكن وربما بشكل أكثر في صفوف رجال مؤسساته وحلفائه. وهو يأمن نفسه بسلسلة لا تنتهي من الإقالات والتعيينات والتغييرات في صفوف قادة الجيش والمخابرات والأمن. أما رجال الأعمال فرعبهم منه يتجاوز بمراحل تململهم وضيقهم من تجاوزاته.

وخامسًا، فهناك فيلٌ في الحجرة كما يقول المثل الإنجليزي، وهو التناقض بين الغضب الجماهيري المتصاعد تجاه السيسي ونظامه وسياساته وبين الضعف الشديد للمعارضة المنظمة سواء الإصلاحي منها أو الجذري. فالنقابات العمالية والمهنية قد تم تأميمها وتدجينها بشكل شبه كامل والأحزاب السياسية المعارضة قد تم تضييق الخناق عليها ومنعها من التفاعل مع الجماهير. أما الحركات الثورية فقياداتها بين السجن والمنفى أو في انتظار أحدهما وأبسط محاولة للاقتراب من الجماهير تكون عاقبتها كارثية كما نعلم جميعًا.

ولكن أزمة النظام وفقدانه للشرعية والغضب الجماهيري المتصاعد تجاهه تعني أن قدرة النظام على خنق المعارضة ستتآكل هي الأخرى وفرص إعادة البناء والتنظيم في الجامعات والنقابات وأماكن العمل والأحياء ستفرض نفسها من جديد.

ما تشكله أحداث سبتمبر 2019 ليس مؤشرًا على انهيار وشيك للنظام، ولكنه مؤشرٌ لحدوث نقلة نوعية في حالة الغضب الجماهيري تجاه النظام بشكل عام والسيسي بشكل خاص. هذه النقلة النوعية لن تُتَرجَم إلى ثورة شعبية بين ليلة وضحاها، ولكنها بالتأكيد ستتحول إلى الآلاف من الاحتجاجات الصغيرة والمحدودة في أماكن العمل والدراسة والسكن ضد الاستغلال والاستبداد والظلم والفساد. وهذه هي الثغرات التي يمكن من خلالها إعادة بناء معارضة جذرية ومنظمة للديكتاتورية العسكرية في مصر.

ولابد أن نتذكَّر أننا لا نبدأ من الصفر. فتجربة ثورة يناير حاضرة في أحداث سبتمبر، والخبرات النضالية والتنظيمية التي اكتسبها مئات الآلاف من الشباب في تلك الثورة لم تتبخر ولم تختف، وستتحوَّل تلك الخبرات إلى ذخيرة لا تنضب في المعارك القادمة مع النظام، تسرع من وتيرتها وتعجِّل من قيام ثورتنا المصرية الثانية. فلنبني تنظيماتنا ونستعيد مواقعنا وقواعدنا ونفكر معًا في كيفية بناء جبهات متحدة توحد صفوفنا في مواجهة عدو ستزداد شراسته كلما أحس بالضعف والأزمة.



#الاشتراكيون_الثوريون (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حول اللحظة السياسية الحالية
- يسقط السيسي ويحيا الشعب
- هشام فؤاد.. الرفيق المجهول على درب الأمل
- لا لجريمة القرن.. لا لتصفية القضية الفلسطينية
- السودان: مجلس الثورة المضادة يكشر عن أنيابه.. والثورة تستعد ...
- الرشاوى الانتخابية: «مش كفاية»
- سيسقط السيسي.. ويبقى الشعب
- ثورة يناير لا تزال تلهمنا.. ثورة يناير لا تزال تخيفهم
- انتفاضة السودان: شبح الثورة يرعب طغاة العرب
- يسقط القتل على الهوية
- ندعو لتشكيل أوسع جبهة لمواجهة الخصخصة: لا لتصفية “القومية لل ...
- الثورة المضادة تمهد لتغيير الدستور بالمزيد من الاعتقالات
- رؤيتنا (تقرير سياسي دوري تصدره حركة الاشتراكيين الثوريين) – ...
- قاطعوا التجديد للجنرال.. قاطعوا الانتخابات الرئاسية
- ضد كل أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني
- متضامنون مع “مصر القوية” ضد الغلق والاعتقال والاختطاف.. توحي ...
- في ذكري يناير.. المقاطعة الايجابية طريقنا لمواجهة الديكتاتور
- الإرهاب والاستبداد شركاء في الجرائم ضد الأقباط
- يسقط السفاح بشار الأسد.. أوقفوا الحرب على الشعب السوري
- كلنا أقباط.. “الدولة الإسلامية” عدو الشعب المصري


المزيد.....




- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...
- مئات المستوطنين يقتحمون الأقصى المبارك
- مقتل فتى برصاص إسرائيلي في رام الله
- أوروبا.. جرائم غزة وإرسال أسلحة لإسرائيل
- لقطات حصرية لصهاريج تهرب النفط السوري المسروق إلى العراق بحر ...
- واشنطن.. انتقادات لقانون مساعدة أوكرانيا
- الحوثيون: استهدفنا سفينة إسرائيلية في خليج عدن وأطلقنا صواري ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - الاشتراكيون الثوريون - سبتمبر 2019 والطريق نحو الثورة المصرية الثانية