أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - الاشتراكيون الثوريون - حول اللحظة السياسية الحالية















المزيد.....

حول اللحظة السياسية الحالية


الاشتراكيون الثوريون

الحوار المتمدن-العدد: 6358 - 2019 / 9 / 22 - 12:06
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    



مرة أخرى تسبق الجماهير النخب السياسية وتفاجئهم، فيلبي الآلاف دعوة محمد علي للنزول والتظاهر ضد السيسي وتنطلق من جديد هتافات وشعارات ثورة يناير في الميادين والشوارع، رغم احتمالات القمع المميت أو الاعتقال. أحدثت مظاهرات الجمعة 20 سبتمبر في مدن مصر نقلةً نوعية في مسار معارضة نظام السيسي. فحاجز الخوف الذي خلقته سنوات من القتل والاعتقال والتعذيب قد بدأ في الانهيار بكل ما يعنيه ذلك من إمكانيات للحراك والمقاومة في الفترة القادمة.

يتحدث الكثيرون عن نظريات مؤامرة وعن انقسامات في أجهزة النظام كتفسير لهذه الموجة من المظاهرات واستدلوا على ذلك بالتراخي النسبي للشرطة في قمع المتظاهرين. تعبر تلك الأفكار عن درجةٍ كبيرة من عدم الثقة في الجماهير وفي قدرتها على تجاوز هزائم الماضي وتحدي النظام مجددًا، وهي تعبر كذلك عن عدم إدراك لأن دائرة الجماهير المعارضة اليوم تختلف عن تلك التي شاركت في ثورة يناير.

هذا لا يعني بالطبع أن الانقسامات والشروخ في التحالف الحاكم منذ انقلاب 2013 لا دور لها في اللحظة السياسية الحالية، بل أنها تشكل مكونًا أساسيًا للمشهد الحالي. فمثل تلك الانقسامات والشروخ تكون عادة إحدى المقدمات الرئيسية للحراك من أسفل سواء في اتجاه أصلاحي أو ثوري، فهي ترسل إشاراتٍ واضحة للجماهير بأن جدار النظام أصبح ضعيفًا وقابلًا للانهيار.

لا يمكننا فهم إمكانيات الحراك الحالي دون فهم طبيعة الأزمة التي يمر بها النظام العسكري الحاكم، فقد جاء السيسي إلى الحكم على رأس ثورة مضادة كان هدفها الواضح هو القضاء على الحراك الجماهيري والسياسي الذي فجرته ثورة يناير 2011. وقد نجح السيسي في خلق قاعدة اجتماعية مكونة من قطاع واسع من الطبقة الرأسمالية والطبقة الوسطى لتأييد برنامجه الديكتاتوري العسكري. وكان منطق هذا التأييد هو الذعر الذي خلقته ثورة يناير في صفوف تلك الطبقات. الذعر من موجة الإضرابات والاحتجاجات العمالية والاجتماعية ومن الحركات السياسية الشبابية المطالبة بالعدالة والديمقراطية والحرية. والذعر أيضًا من صعود الحركات الإسلامية وتصدرها للمشهد السياسي.

كانت الصفقة واضحة المعالم. تتنازل البرجوازية المصرية عن أي طموح للمشاركة في السلطة، وتتنازل أيضًا عن نسبة لا يستهان بها من أرباحها للمؤسسة العسكرية، في مقابل القضاء على الثورة وعلى تهديدها لمصالحهم.

مثل تلك الصفقات ليست ظاهرة جديدة. فكثيرًا ما تكون البورجوازيات على استعداد لتقديم تنازلات ضخمة لرجل الجيش القوي في مقابل حمايتها من الثورة ومن التهديدات القادمة من أسفل. ولكن الوضع الذي ينشأ على أساس مثل هذه الصفقات يكون له طابعٌ استثنائي ومؤقت. فعندما تُهزَم الثورات بشكل نهائي ويُقضى على الحركات الاجتماعية والسياسية التي هددت النظام القديم، وعندما يستتب الأمن بقوة السلاح، وعندما يستقر الثوار إما في المعتقل أو القبر أو المنفى، تتحول صفقة الأمس إلى عبء لا يطاق بالنسبة للبرجوازية، ويتحول رجل الجيش القوي من البطل المنقذ إلى مستبدٍ فاسد يجب التخلص منه. في واقع الأمر يصبح استمراره في الحكم هو الذي يهدد الاستقرار، وتبدأ على الفور ظهور الشروخ في تحالف “الضرورة” الذي فرضه ظرف الثورة.

على مستوى آخر أدت الأزمة التي أحدثتها الثورة إلى إعادة ترتيب لتوازن القوى داخل الدولة نفسها، فبعد أن كان النظام خلال عهد مبارك يعتمد على توازن شديد الحساسية بين الرئاسة والداخلية والجيش، أطاحت الثورة بذلك التوازن وأصبحت الداخلية “شبشب” الجيش -كما وصفها محمد علي- وأصبح الجيش نفسه شبشب الرئاسة. وقد قبل الجميع هذا الوضع باعتباره استثناءً ضروريًا ومؤقتًا لإنجاح الثورة المضادة وتثبيت الانقلاب. ولكن محاولة السيسي تحويل الوضع الجديد من الاستثناء إلى القاعدة طويلة المدى، وهو ما ظهر بوضوح مع التعديلات الدستورية، خلق بدوره شروخًا داخل وبين أجهزة الدولة.

ومن جانب آخر فحالة الانتعاش النسبي للاقتصاد والتي نتجت عن مزيج من الإفقار والتقشف من جانب، والتوسع في ما يسمى المشاريع الكبرى من جانب آخر بتمويل قائم بالكامل على القروض الغربية والخليجية، هي أيضًا ذات طابع استثنائي ومؤقت. فعلى سبيل المثال المدن الجديدة مثل العاصمة الإدارية ومدينة العلمين الجديدة ببنيتها التحتية الضخمة وبمليارات الدولارات التي تُضَخ فيها لا تستهدف الصناعة أو الزراعة أو حتى السياحة وبالتالي فلن تحقق أرباحًا أو تدخل إيرادات يمكن من خلالها سداد القروض أو حتى فوائد القروض.

لا يمكن لأي نظام سياسي أن يبقى بالقمع وحده على المدى الطويل. لابد من أيديولوجيا تخلق درجةً ما من الشرعية للنظام لدى قطاعات من السكان. الخوف يمكن أن يشكل أساسًا للشرعية في ظرف استثنائي مؤقت، ولكنه يفقد فاعليته إذا ما حاول النظام تحويله إلى أساس لاستقرار الحكم. هذا ما حاوله السيسي خاصةً منذ تعديل الدستور، وهذا ما نراه اليوم ينفجر في وجهه وفي وجه ديكتاتوريته العسكرية. فنحن أمام حالة من الفقدان التام لشرعية النظام وبدايات تبلور رأي عام جديد معادٍ للنظام وكاشفٍ لقبحه وفشله وفساده. رأي عام لم يعد يقبل التبريرات الساذجة حول مخاطر الإرهاب والإخوان والفوضى وسوريا والعراق. رأي عام لم يعد يتحمل المزيد من سياسات التقشف والإفقار في حين تُنفَق المليارات على القصور الرئاسية وأحياء الأغنياء من الجيش والشرطة وكبار رجال الأعمال.

ولكن هل يعني ذلك أننا على أعتاب ثورة جديدة أو حتى حالة ثورية؟ الشروخ في التحالف الطبقي الحاكم وانفجار الغضب ضد السيسي ونظامه تمثل بالفعل نقلةً نوعية، لكن ذلك لا يعني أن النظام على وشك الانهيار أو أن العملية الثورية ستكون سهلة أو قصيرة. بدايات انهيار جدار الخوف وانفجار موجة الغضب الحالية هو أمر هام وخطير ولكنه مجرد بداية طريق طويل “يمحو آثار الهزيمة” التي إنتهت إليها ثورة يناير 2011 ويعيد بناء مرتكزات للمقاومة في الجامعات وأماكن العمل والنقابات العمالية والمهنية. طريق طويل تستعيد من خلاله الجماهير ثقتها في قدرتها على التغيير وفي جدوى مشروع الثورة. كل ذلك يحتاج إلى عملٍ دؤوب ومنظم ولن يتحقق بالتأكيد بين ليلة وضحاها.

علينا على الفور البناء على الخطوة النوعية التي بادر بها الجماهير؛ أولًا ببناء جبهة متحدة من القوى والجماعات المعارضة بمختلف اتجاهاتها للتفاعل مع الحراك الجماهيري ولبلورة برنامج مطلبي لتجاوز نظام السيسي والحكم العسكري؛ وثانيًا استغلال كافة الثغرات التي بدأت في الظهور في جدار النظام لإعادة البناء التنظيمي نقابيًا وطلابيًا وسياسيًا واستعادة المساحات السياسية التي أغلقتها الثورة المضادة بالقوة. أمامنا معركة طويلة وشاقة ولكنها قد بدأت بالفعل. الجماهير بادرت وسبقت وعلى القوى السياسية الثورية اللحاق بها.



#الاشتراكيون_الثوريون (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يسقط السيسي ويحيا الشعب
- هشام فؤاد.. الرفيق المجهول على درب الأمل
- لا لجريمة القرن.. لا لتصفية القضية الفلسطينية
- السودان: مجلس الثورة المضادة يكشر عن أنيابه.. والثورة تستعد ...
- الرشاوى الانتخابية: «مش كفاية»
- سيسقط السيسي.. ويبقى الشعب
- ثورة يناير لا تزال تلهمنا.. ثورة يناير لا تزال تخيفهم
- انتفاضة السودان: شبح الثورة يرعب طغاة العرب
- يسقط القتل على الهوية
- ندعو لتشكيل أوسع جبهة لمواجهة الخصخصة: لا لتصفية “القومية لل ...
- الثورة المضادة تمهد لتغيير الدستور بالمزيد من الاعتقالات
- رؤيتنا (تقرير سياسي دوري تصدره حركة الاشتراكيين الثوريين) – ...
- قاطعوا التجديد للجنرال.. قاطعوا الانتخابات الرئاسية
- ضد كل أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني
- متضامنون مع “مصر القوية” ضد الغلق والاعتقال والاختطاف.. توحي ...
- في ذكري يناير.. المقاطعة الايجابية طريقنا لمواجهة الديكتاتور
- الإرهاب والاستبداد شركاء في الجرائم ضد الأقباط
- يسقط السفاح بشار الأسد.. أوقفوا الحرب على الشعب السوري
- كلنا أقباط.. “الدولة الإسلامية” عدو الشعب المصري
- تيران وصنافير مصرية.. أول هزيمة للانقلاب


المزيد.....




- وزير خارجية الأردن لـCNN: نتنياهو -أكثر المستفيدين- من التصع ...
- تقدم روسي بمحور دونيتسك.. وإقرار أمريكي بانهيار قوات كييف
- السلطات الأوكرانية: إصابة مواقع في ميناء -الجنوبي- قرب أوديس ...
- زاخاروفا: إستونيا تتجه إلى-نظام شمولي-
- الإعلام الحربي في حزب الله اللبناني ينشر ملخص عملياته خلال ا ...
- الدرك المغربي يطلق النار على كلب لإنقاذ فتاة قاصر مختطفة
- تنديد فلسطيني بالفيتو الأمريكي
- أردوغان ينتقد الفيتو الأمريكي
- كوريا الشمالية تختبر صاروخا جديدا للدفاع الجوي
- تظاهرات بمحيط سفارة إسرائيل في عمان


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - الاشتراكيون الثوريون - حول اللحظة السياسية الحالية