أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاتن نور - عقلية المسلم بين أسر النص الديني وقضبان النقل الفكري..2-2..















المزيد.....

عقلية المسلم بين أسر النص الديني وقضبان النقل الفكري..2-2..


فاتن نور

الحوار المتمدن-العدد: 1550 - 2006 / 5 / 14 - 10:10
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


أنتهت خاتمة الجزء الأول بالسؤال الصريح: من هو الله...

تعرف الإنسان بفطرته ومنذ غابر الأزمان على الله كقدرة فذة،ربما الخوف من المجهول كان وراء هذا، ربما هيبة الكون وظواهره التي لم يدركها الانسان تماما بكل تفاصيلها وليومنا هذا رغم تقدم العلوم والتقنيات إلا انه فسر الكثير منها،حاول التقرب من تلك القدرة الفذة ، بهرته ظواهر الطبيعة ،ولم يجد لها من تفسير سوى أن تلك القدرة هي من تقف وراء كل ما يحدث حوله،حاول أن ينشىء صلة ما بينه وبينها لتنجه من الشرور،فقد أدركها كقوة خير جبارة مسيطرة على الكون ومتمكنة منه،لم يدرك سر ثورتها أحيانا والتي تصيبه بالضرر او الهلاك تارة وتغدق عليه بالرحمة تارة،فظن بنفسه التقصير،ابتدع للتقرب منها انواعا من الطقوس،الغريب منها والمعتدل،تبلورعقله مع الزمن وقد نجح بوضع صفات عالية من المقدرة والعظمة والكامل لذات الله، تعرف بعقله وفطرته الى كل الصفات المهيبة التي وردت في الأديان كأسماءه الحسنى التي وردت في القرآن، وقبل ان يتصل الله بمخلوق من مخلوقاته ويوحي لهم معرفا بها........

.... الإنسان بفطرته وعقله لا يدرك الله على انه من البشر، لا يدركه على انه مخلوق وإلا لتشبث بخالقه كونه الأقوى والأجل....تشبث به على انه الخالق الأعلى..خلقه ووهب اياه العقل ولا يمكن ان يحجر على ما وهب او يقيد طاقات ما وهب، لو اراد التقييد او الحجر لوهبه عقلا بقياسات أدنى لا ينتج إلا ما يريده هو،لو أراد لبرمج له عقله فلا قدرة في التفكير خارج سعة البرنامج ..

الانسان بفطرته لا يدرك الله محتاجا لشيء ليكتمل، لا يراه أرهابيا،قاتلا،سفاحا،لا يراه موظفا أدوات الشرور والأرهاب بيد مخلوقاته من البشر، لا يراه منافقا او دجالا، انتهازيا أزدواجيا يحب الشهرة والإستحواذ والوصول،لا يراه موصيا بهذا ايا كانت الأسباب والمسببات، فتلك من صفات البشر، الإنسان يدرك بأن الله يريده خيرا،متسامحا ، صالحا، صادقا مبتعدا عن الخديعة، نقي السريرة لا يظهر ما لا يبطن ولا يبطن ما لا يظهر،أن يكون هو كما هو وكما يراه الله...

أدرك الإنسان بأن الله له ميزانه الذي يختلف عن موازين البشر فهو القدير المطلع على الخفايا وإن نافق المنافقون وتستر المتسترون ،فلا شيء يستر أمامه..
الإنسان ليس بحاجة الى مرجعيات او فلسفات لمعرفة الله وأدراك عظمته، فهو مدرك له بجوارحه وقلبه،بفطرته وعقله وقبل أن يمتلك لغة بأبجدية الألف والياء او منظومة فقهية ترشده الى ماهية الخالق وقدرته وما يريده هذا الخالق او ما لا يريده ...هو هذا الله جل جلاله لا يمكن ان ننحدر به بلبوس البشر...

ربما هنالك أناس لا يرون الله ولا يعترفون بوجوده وهم خارج فحوى الحديث تماما فلا نخلط هذا بذاك......

نعود الى الردة لنسأل:من هو المرتد؟....

أبتدءا.. لو خرج أنسان عن القانون واشهر سيفه ليلحق الأذى بالآخر أو بالمجتمع، سيحاصر ويدان وربما يقتل وبغض النظرعن عقيدة هذا الإنسان مسلما كان ام نصرانيا ام لا دينيا ام مسلما مرتدا.. الإدانة هنا والقتل لا علاقة لهما بردة عقائدية، بل بردة عن القوانين العامة والدساتير المعمول بها..

المرتد.. هو أنسان اراد الخروج من دين الإسلام الذي ولد عليه بلا خيار... ويسمى عرفا بـالكافر المرتد عن فطرة
هناك اصطلاح المرتد عن ملة.. وهو الذي كان على دين غير الإسلام فأسلم ثم عاد فخرج ..

.. ومن الجدير بالذكر أن الإرتداد عن دين ما،لا يعني بالضرورة إرتداد عن الله، فقد يشوه الإنسان تعاليم الدين،قد يوظفها لمصالح دنيوية، قد يحرفها عن قصد،او يفسرها بجهل او يأولها لمنفعة ما او سلطة،وقد يرى البعض انهم في حل من هكذا تعاليم ما عادت تنسجم مع تعاليم الله لكنهم مطالبين بها أجتماعيا وهي ليست من الدين..الغلو في الدين وبما ليس فيه وفرض هذا الغلو على الأفراد وإلزامهم به قسرا، قد يُلهم البعض بالفرار او بالتخلي عنه...


المرتد أذن هو كل من اختار أو ارتأى لنفسه الخروج من دين الإسلام، وبهذه الرؤية والإختيار اصبح كافرا مرتدا في نظر المجموع.. كل ما يطلبه أنسان كهذا هو أن يخرج براية بيضاء سالما محكوما بالقانون العام كغيره من البشر، فيرى نفسه امام خيارين لا ثالث لهما..
..اما ان يعلن عن ردته فيهدر دمه، بمعنى أن يخرج من الدين جثة هامدة،واما ان يبقى مع المجموع مرتدا ( ولا اقول كافرا فقد لا يكون) بقلبه وعقله متظاهرا بأسلامه..ماذا يعني هذا؟...

..يعني وبمنطق بسيط أن يكون منافقا، كاذبا،مخادعا، ان يظهر ما لا يبطن، أن يعيش مع الأخر بأزدواجية وإنفصام، فهو المسلم المتظاهر بأسلامه امام المجموع، وهو غير هذا امام الله وامام نفسه...
هل اوصى الله الإنسان بالنفاق والكذب والخديعة والأزدواجية.. بالتأكيد لا، اقولها بلا تفكير، فهذا من صنع البشر،اما لماذا يصنع البشرهذا ويطالبون الآخربه، فهذا موضوع آخر تماما قد يطول إلا انه قد يبرر بمنطق عجيب مفاده أن المسلم لا بد ان يُبقي على عهده الأجتماعي وإن ارتد بعقله وقلبه، فعليه أن لا يعلن هذا!!..

هنا يجوز لي التساؤل، أي عهد اجتماعي هذا الذي يبقيه المرتد بالنفاق والكذب والتستر خلف دين لم يعد يلزمه فقد أرتد عنه وبأغلى ما يمتلكه أنسان،العقل والقلب،عهده الأجتماعي هو ان يكون صادقا واضحا لا كاذبا محتالا .. هل يلزم هذا النفاق والكذب الله بشيء،بالتأكيد لا، هذا ما يلزم البشر ولهم من وراءه أغراض شتى ...فالله لا يستفيد بمن يدخل الأسلام ولا يتضرر بمن يخرج منه،الإنسان هو من يتضرر او يستفيد، والله لا يوصي بفائدة تجنى من وراء نفاق وتضليل وكذب.. المجتمع السليم لا تلزمه عهود النفاق والزيف والتخفي.. الله لا يوصي بمجتمعات تؤسس لمثل هذه الأخلاقيات كي تبدو سليمة ظاهريا، هذا ما يريده الأنسان لمآرب ما، وينسبه الى الله للتبرير...

ما حجم النفاق المطالب به المرتد كي يبقى حيا مندسا بين الجموع كمسلم باق على عهده الأجتماعي ؟..
لنورد بعض الأمثلة من باب الدردشة....
سيرافق جاره المسلم الى الجامع ليصلي معه جنبا الى جنبا ليجسد لعبة التظاهر وليوهم المجتمع بأنه مسلم حريص، صلاة للنفاق الأجتماعي اذن...هل هذا ما يريده الله فعلا... لا اعتقد هذا، صلاة النفاق من إبتداع البشر...من يصلي فصلاته لإرضاء لله لا لإرضاء المجتمع...المجتمع ليس بإله ليُصلى له...ربما هناك مجتمعات تظن بنفسها آلهة..الله اعلم...

لو أراد الزواج سينطلق الى اقرب محكمة شرعية ليعقد قرآنه وفقا لأحد المذاهب وحسبما هو متبع تجسيدا لدور المسلم المكمل لنصف دينه وكي لا يكتشف سره فيما لو فعل غير هذا، ها نحن امام وثيقة مقدسة أجتماعيا لكنها جاءت عن طريق النفاق وبفعل الخوف والترهيب للتمويه....ما شكل المجتمع الذي يجر الإنسان لمثل هذا الفعل ولماذا..لم كل هذا الإرباك والتحايل المفروض على الأفراد..هل هذا من صنع الله ،بالتأكيد لا، هذا من صنع العباد ومن فنونهم..الله لا يطالب بعقود زواج هدفها الترويج للدين..

كيف ستكون تربية هذا المرتد لأطفاله فيما لو استمر متسترا ليجنب نفسه القتل..
هل على اتقان اصول النفاق والكذب والتفرد بوجهين احدهما وجه مخادع للمجتمع كي يرضى عنهم فلا يجتز اعناقهم، ام ماذا..
...الأباء عادة ما يربون اولادهم على ما يعتقدون به وما يتبعون..
هل سيقول لهم احفظوا جيدا يا ابنائي ما يتلى عليكم في مادة الدين في مدارسكم لإغراض النفاق كي يتقبلكم المجتمع!، ولإغراض النجاح من مرحلة لمرحلة فأمامكم الرسوب والفشل إن لم تفعلوا..أما انا يا صغاري فسأعلمكم ما اتبع وما اراه صحيحا لي ولكم..إحبكوا اللعبة يا أبنائي الأعزاء وأهضموا الدور فنحن مطالبون به على خشبة المسرح العام!!...ما شكل مثل هذا الطفل الذي يربى بأزدواجية منذ نعومة أظفاره....ما تأثيره مستقبلا على المجتمع الذي فرض عليه وجهين.. هل يرى المجتمع بأن مثل هؤلاء الأطفال، اصحاء، اسوياء نفسيا، صالحين....ام هذا لا يعني الكثير للمجتمع فقد كسبهم كأرقام وهذا الأهم!.....وهنا لا بد ان نسأل الأهم لمن بالضبط!..

هل الله يريد فعلا ان تكون حياتنا مسرحية للرياء والدجل ولتجسيد الأدوار الإلتوائية المكلفين بها بفعل البشر...بالتأكيد لا..الله يريد لنا الإستقامة بوجه واحد لا بوجهين فهذه استقامة عرجاء في مجتمع أكثر عرجا فيما لو أجاز هذا وأشار به..الأخلاق الحميدة لا تحتكرعقائديا وليست حكرا على عقيدة بعينها فهي مشاعة لمن يريد،فالمسلم يقتل ويزني وينهب ويرتشي ويفجر ويرتكب كل صنوف الآثام كغيره من البشر..


ماذا لو كان هذا المرتد متمكنا ماديا فقد يشار عليه بأداء فريضة الحج فيما لو تناسى هذا كونه مرتد...قد يضطر لإداء الفريضة خوفا من شكوك المجتمع فهو متمكن مقتدر،سيضطر لتأدية طقوس ما عاد يؤمن بها ،وما ستكون تأديتها إلا لرد الحرج وحبك الدور المناط به!،..هل هذا سيرضي الله،لا حتما، بل هذا سيرضي البشر!...

ليعطي المجتمع الفرصة للمرتد بأن يكون كما أراده الله يطابق ظاهره باطنه، وإن اخفق بالإتزان وكشرعن أنيابه للنيل من المجتمع فليحاسبه المجتمع..اذا اجاز لنفسه الزنا فسيرجم..اذا سرق فستقطع يده..إن قتل بغير حق سيقتل..إن اشهر سيفه فسيُشهر السيف بوجه...وهذا ما يفعله المجتمع مع المسلم وغير المسلم اذا كانت تلك العقوبات هي احكام المجتمع ومن قوانينه القضائية العامة المعمول بها....المجتمع ليس بغابة كي يُفترس فيها من يخرج عن قانون الغاب... لو اراد لنا الله ان نعيش في غابة لما وهبنا العقل، ولكنا ليومنا هذا نتقافز مع القردة مرحين ولا نخشى إلا زئير الأسود..!...


.. الله بريء من مثل تلك الفنون فمقاسها مقاس بشر، ولا يمكن ان يوصي بها إله مهما كانت الضرورة فالله علا شأنه خارج أحكام ضرورات النفاق والتدليس والإستخباء وفصم اعناق البشر فيما لو رفضوا ممارسة كل خلق هابط فقط ليبقوا على عهودهم الأجتماعية!.. كيف يطالب انسان ومن قبل مجتمع اسلامي بالكذب والنفاق كعهد....
هذا ليس من عهد الله ،هذا من عهود البشر وإبتكاراتهم الموضوعة.... وما عهد الفرد بمجتمعه إلا انه أبن المجتمع وإن كان بعقيدة مخالفة لعقيدة الغالبية او من الأقليات المتعايشة بسلام تحت بناء اجتماعي واحد..على المجتمع ان يكون بعينين لا عين واحدة، ومثلما يرحب بمن يرتد عن ديانة اخرى ولا ينظر اليه كمرتد عن مجموعته وخارج عنها، فليسمح لمن يرتد سالكا الإتجاه الآخر او اي إتجاه يرتأيه برايتة البيضاء ..الله فوق الجميع وسيرى كل هذا وسيبت فيه يوم الحساب...

هل سألنا انفسنا يوما لماذا لا يزهق الله ارواح الكفرة كون كفرهم جريمة بحقه قبل ان تكون بحق البشر،لماذا لا يزهق روح المرتد لحظة أرتداه كونه أرتد عن رسالته الخاتمة وهو المعني اولا قبل الإنسان، لماذا يبقيه حيا.. ربما الله لا يراه مرتدا عن تلك الرسالة الخاتمة بذاتها وإنما مرتدا عن نسختها المنقحة،عن رسالة اخترقها نفر من البشر بفنونهم،احتكروها ووضعوا بصماتهم عليها بعد بصمة العلي القدير،وأرادوا احكام الناس بها..الله يمتلك غاياته فهل نذعن لها ونطيع ام نذعن لغاياتنا!......

لنقف مع الخيار الأول....

قد يقال.. لماذا يلجأ المرتد للخيار الثاني الذي سيضطره للتمويه والتحايل،عليه أن لا يكون جبانا وينتصب لمبدءه ويعلن عنه وإن كلفه هذا حياته،.. هذا قول جميل ولا غبار عليه، فمن له مبدأ فليعلنه بشجاعة ولا يهاب الموت مفضلا حياة النفاق والتضليل والتزوير،ولكن... من الحماقة أن يدفع الإنسان بنفسه اعزل اليدين امام من يشهر السيف بوجه فهو ميت لا محالة بدون منازلة... ماذا عساه ان يفعل وهو فرد امام مجموع ضالته القتل ...هل يعني هذا ان المجتمع يدفعه ضمنا لمنازلة! ...

في مثل هذه الحالة سيفكر المرتد ان لا يموت هباءا بدون منازلة مع الآخر فقد وضعه الآخر موضع الخصم ورمى عليه يمين القتل... آولا يعني هذا بأن المجتمع فيما لو اتبع هذا المنطق سيُصعّد الأمر من خصوصيته كخروج مسالم براية بيضاء من الدين الى خروج مسلح عليه وبراية حمراء!...
هل هذا ما يطلبه الله فعلا!!. إن ينازل الإنسان اخيه الإنسان ويكون خصما له لمجرد اختلافهم عقائديا في شوط من اشواط الحياة...هذا ليس من ناموس الله بل من نواميس البشر...

.. أن يكرس المجتمع جهده ويطالب المرتد بإعلان ارتداه ليقتل بحجة الإنتصاب لمبدأ، مثل هذا التكريس- والذي هدفه القتل ليس إلا- قد تكون له مردودات سلبية كثيرة تلحق الضرر بالمجتمع...فقد يستوعب المرتد تلك الحجة ولكن لا يدري مالذي يفعله وهو الأعزل،أما خياره الثاني فيما لو نظر اليه فهو خيار معقد يعلوه النفاق والإزدواجية والكبت والتستر والمجاراة والملاهاة..
هل سيُرضي المجتمع وُيثلج صدره، فيما لو خرج هذا المرتد بحزام ناسف!.. حزام ناسف أوحى له به المجتمع بفرضه خيارات معقدة تبدأ بتكريس مبدأ الجبن والشجاعة وتنتهي او قد لا تنتهي بالنفاق ودهاليزه.. هل فعلا سيرضيه هذا! .. هل اوصانا الله بأستخدم عقولنا لنصل لمثل هذا النتائج الدموية..هل أمرنا الله بأن نوحي لمن يخرج عن الدين مسالما ان يكون أرهابيا..هل امرنا ان ننظر اليه كخصم لا بد ان يقتل وقبل ان يشهر سلاحا او يحدث ضررا....
كيف نقول لفرد ما اخرج لنا يا هذا لإزهاق روحك بطنعة خنجر او ضربة سيف ولكن اياك ان توقع بنا اية خسائر، نريدك أعزلا مسفوح الدم،ولو حركت ساكنا، فذلك أرهاب وخروج مسلح على الإسلام!...ما المنطق هنا، ما هذا الإلتواء..لماذا نرهب الآخر ونجعله خصما ونبادر بقتله فنضطره الى التفكير بأن لا يموت هكذا ميتة عجفاء في مجتمع حقد عليه ولفظه ثم نذهب مولولين متذمرين فيما اذا لحقت بنا خسائر من جراء هذا التكريس ..

هل فعلا اوصاناه الله بكل هذا العداء والعنف ،وأمرنا ببناء مجتمعات خياراتها اما النفاق والتظاهر والخديعة او القتل!....لا ارى الله فاعلا هذا او موصيا به من علياء عرشه وسلطانه..هذا من سلطان البشر ومن غلاة الدين المتظاهرين بانهم اعوانه...
هل امرنا الله بأن نفترض ونقتل بنتيجة الإفتراض...لماذا نفترض بأن الخارج من الدين براية بيضاء خارج عليه براية حمراء لا محالة، ونسعى لقتله قبل أن يُحدِث أي ضرر اللهم إلا الضرر الرقمي!...هل القتل بالحدس والإفتراض من دين الله..انه من دين البشر.. هل حصاد الأرقام البشرية غاية الله ..انه من غايات البشر فالله لا يكترث بالكثير والقليل فلا تزيد الكثرة من شأنه ولا تنتقصه القلة...البشر هم من يلهث وراء هذا لمنافع دنيوية فردية..هل نريد ان نرضى الله ام انفسنا!...

تحدثت بمنطق بسيط قد يفهمه الصغير قبل الكبير،فالطريق الى الله مُدرك بفطرة الإنسان وبعقله وقبل مجيء الرسالات،فهل فعلا هدفنا السير على هذا الطريق، يؤسفني ان اقول كلا فالتاريخ يشهد بأن الإنسان قد استحوذ على طريق الله ووضع له بوابات ومراصد ونقاط تفتيش ليخرج من يمرعبرها مغيبا سائرا على صراط البشر..

أستُغِلت الأديان عبر العصور والأزمان لتعبيد طريق آخر للإنسان قد يبتعد عن او يقترب من طريق الله...لا أستثني اي دين فقد عبث العابثون بها وما زالوا، حتى اصبحت الأديان تعاليما بشرية تتمسح بتعاليم الله..
ارى أن صلة المخلوق بخالقه لا تحتاج الى الكثير من اللف والدوران والتفقه..صلة الإنسان بمجتمعه لا تحتاج الى معاجم ودهاليز من التفاسير..
المجتمع السليم ممكن ان يشار له ببنان أنسان بسيط لم يحظ بعلم او تعليم..كل الشرور في العالم بالوانها وصنوفها من صنع البشر ولا يمكن ان ننسبها الى الله تحت اي ادعاء او تفسير او إجتهاد، فالله لا يوظف آليات الترهيب والقتل عبر نصوصه المنزلة لمباغتة إناس مسالمين،او أناس أبوا ان يكونوا منافقين مندسين،أو أناس ارادوا ان يجهروا بقيمتهم العقائدية الحقيقية في المجتمع بلا زيف وتنكر..

الردة إجهار بحقيقة..قد تكون مؤلمة للبعض إلا انها لا تستدعي الترهيب والقتل.. كبت الحقائق، فيه من المضار اكثر من المنافع..المجتمع ليس بدرويش يعتكف الظل ليضحك على ذقنه ،او مجنون يقف بين مرآتين متوازيتين ليقول ها انذا جمهورغفير يمتد الى ما لانهاية فمن يغلبني!......
لا ارى من يروج لحد الردة واقفا على طريق الله....فالله مسالم بلا حدود وصبور مع عباده ومطالبا اياهم بالصبر والتصبر،بالعقل والتعقل،وحافظ لكل روح أجلها المسمى،ما لم يزهقها بشربفن من الفنون.....هذا ما اراه....هكذا بكل بساطة ودنما الخوض في بطون التاريخ والنصوص والتراث.....
..الله.. قوة خير فلا نجعل منها قوة للشر.. لنقترب منها اذن فهي السبيل الى الخلاص......



#فاتن_نور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عقلية المسلم بين أسر النص الديني وقضبان النقل الفكري .. 2-1. ...
- أسلمة المعرفة : ذبح العلوم الغربية على الطريقة الأسلامية..
- الرجعيون... الترويض والترويض الآخر...
- يا بوية.... الطائفية ما تنجب ابطال
- طقطقة..
- عاطفية المرأة وعقلانية الرجل ..أرهاصات النظرية والتطبيق.....
- هل كان رسول الله محمد سفاحا؟
- حوار .. احداث النجف والسكتة الوطنية!
- ..لا تسرع ياعراق
- إعدام بلا قضاء..كم يساوي التحضّر في العراق؟....
- سيداتي سادتي اليكم نشرة الأخبار!...
- ..!لا تبخلوا بظهوركم كي تكونوا سعداء
- ..!في يوم المرأة العالمي.. صورة من وحي الخيال
- ! -الخطاب الديني المعاصر و- شوف حبيبي
- يشهد الله انه قد ضاق صدري..!
- ايه ياعراق وماذا بعد الضريحين
- تسبيحات امرأة من هناك!...
- مولاتي..بغداد..قومي..
- بين الفن الكاريكاتوري والفن التطبيري...
- شقيّة انتِ ..


المزيد.....




- أغنيات وأناشيد وبرامج ترفيهية.. تردد قناة طيور الجنة.. طفولة ...
- -أزالوا العصابة عن عيني فرأيت مدى الإذلال والإهانة-.. شهادات ...
- مقيدون باستمرار ويرتدون حفاضات.. تحقيق لـCNN يكشف ما يجري لف ...
- هامبورغ تفرض -شروطا صارمة- على مظاهرة مرتقبة ينظمها إسلاميون ...
- -تكوين- بمواجهة اتهامات -الإلحاد والفوضى- في مصر
- هجوم حاد على بايدن من منظمات يهودية أميركية
- “ضحك أطفالك” نزل تردد قناة طيور الجنة بيبي الجديد 2024 على ج ...
- قائد الثورة الإسلامية يدلى بصوته في الجولة الثانية للانتخابا ...
- المقاومة الإسلامية في العراق تقصف 6 أهداف حيوية إسرائيلية بص ...
- -أهداف حيوية وموقع عسكري-..-المقاومة الإسلامية بالعراق- تنفذ ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاتن نور - عقلية المسلم بين أسر النص الديني وقضبان النقل الفكري..2-2..