أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - كريم عرفان - الشافعى..فيلسوف العرب














المزيد.....

الشافعى..فيلسوف العرب


كريم عرفان

الحوار المتمدن-العدد: 6329 - 2019 / 8 / 23 - 22:58
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الشافعى ليس مجرد "رجل تشريع " أو " فقيه كلاسيكى" ألف وصنف مذهبا فقهيا مستقلا ..
فالشافعى مؤسسة علمية متكاملة حوت معارف عديدة من فلسفة ومنطق وتشريع ولغة وغيرها ..وقد وظف الإمام تلك المعارف والعلوم في اختراع علم لم يُسبق إليه؛ امتزج فيه العقل بالنقل ؛أو كما قال الإمام الغزّالى : " وأشرف العلوم ماازدوج فيه العقل والسمع واصطحب فيه الرأي والشرع وعلم الفقه وأصوله من هذا القبيل فإنه يأخذ من صفوة الشرع والعقل سواء السبيل فلا هو تصرف بمحض العقول بحيث لا يتلقاه الشرع بالقبول ؛ ولا هو مبنى على محض التقليد الذى لا يشهد له العقل بالتأييد والتسديد " ..

فالشافعى قد ابتكر " علما فلسفيا " مميزا وهو علم" أصو ل الفقه" والذى يعتبر بمثابة " نشأة التفكير الفلسفى في الإسلام " كما قال د/ مصطفى عبد الرازق في كتابه " تمهيد لتاريخ الفلسفة الإسلامية " وتابعه على ذلك جل العلماء والباحثين ..
وهذا ماجعل العلماء والباحثين -شرقا وغربا- يعتبرون الشافعى هو المقابل لأرسطو في العالم العربى والإسلامى كما قال كولسون N.J.coulson وغيره ؛ وذلك العمل التجديدى الذى جعل فقهاء عصره يلقبونه ب"مجدد القرن الثانى" ..
وصدق جوزيف شاخت joseph Schacht حينما وصف الشافعى بقوله :"هو باعث اليقظة في الفكرة الفقهية الإسلامية " .
فقد وضع الشافعى " منطق " خاص للفقه الإسلامي مثلما فعل أرسطو من قبل ووضع "منطق " للفلسفة ؛ ولكن الإمام كان مستقلا في الفكر ومستقلا في التصنيف فقد آثر أن يضع أسسه وأصوله -التى أودعها في مصنفه العظيم "الرسالة" – ويبنى "منطقه" الفقهى على اللغة العربية وأساليبها وقوانينها ؛ وقرر الإمام الشافعى استبعاد المنطق الصورى الأرسطى تماما ؛ فقد رأى الشافعى أن المنطق الأرسطى يستند على اللغة اليونانية التي تخالف في خصائصها وتراكيبها اللسان العربى ..
وبذلك نشأ ما يصح أن نطلق عليه " خصوصية اللسان العربى " على يد الإمام الشافعى ؛ فقد جعل الإمام من اللغة العربية الأداة الرئيسية لفهم النصوص الشرعية وترتب على ذلك اكتساب الأمة العربية الكثير من الإستقلال الثقافي والفكرى الذى بنى على خصوصية اللغة العربية وتفردها .
وبذلك استحق الشافعى أن يكون "فيلسوف العرب" وأن تكون منزلته في العالم العربى والإسلامى بمنزلة أرسطو في العالم الهيلينى .



#كريم_عرفان (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأرأيتيون
- قصيدة النثر..نهاية التاريخ
- شكسبير المعاصر
- النوبيون أول من اهتم بالتراث المسرحى
- متى خلق العالم ؟
- راية العروبة
- مشروع بروك الثقافى
- استقلال الفلسفة العربية
- فصل السياسة عن الأخلاق
- المستقلون
- الدين يصنع الأمريكان
- ترتيب مكيافيللى
- الثورة الأدبية الجديدة
- فخ دريدا


المزيد.....




- في ذكراها الثامنة.. كيف يمكن استلهام تجربة هبّة الأسباط لحما ...
- العمود الثامن: الثورة ومعارك الطائفية
- نيجيريا تدين 44 عنصرا من بوكو حرام بتهمة تمويل الإرهاب
- خلال زيارته لبلدة الطيبة والاطلاع على اعتداءات المستوطنين د ...
- TOYOUR EL-JANAH KIDES TV .. تردد قناة طيور الجنة بيبي على نا ...
- 400 عالم يؤيدون فتوى تصنيف من يُهددون المرجعية، بالحرابة
- بروجردي.. إيران الإسلامية ستتحول لواحدة من القوى الكبرى في ا ...
- الاحتلال الإسرائيلي يعتقل عرفات نجيب أحد حراس المسجد الأقصى ...
- الاحتلال يعتقل أحد حراس المسجد الأقصى
- إيهود أولمرت: اليهود يقتلون الفلسطينيين يوميا بالضفة


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - كريم عرفان - الشافعى..فيلسوف العرب