أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامان نوح - التعليم .... وسياسة التجهيل الحزبي!














المزيد.....

التعليم .... وسياسة التجهيل الحزبي!


سامان نوح

الحوار المتمدن-العدد: 6290 - 2019 / 7 / 14 - 10:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نسبة النجاح لمرحلة الثالث المتوسط للعام الدراسي الحالي وفق وزارة التربية هي نحو 35%، ورغم اعتبار الكثير من المتابعين للشأن التعليمي انها نسبة متدنية جدا بل وكارثية، فانها تظل نسبة عالية قياسا للانهيار التعليمي الذي نسمع عنه ونتلمسه في مختلف مناطق البلاد وفي جل المدارس الحكومية و"الأهلية التجارية" الآخذة بالانتشار.
الأحزاب الحاكمة تتحمل مسؤولية هذا الخراب التعليمي والمعرفي، فهي التي لم تعتمد استراتيجية لاعادة البناء والتنمية، وأغرقت البلاد في خطط وبرامج المحاصصات وأدخلتها في صراعات داخلية عميقة، وزرعت مفاسد هائلة أتت على بقايا خطط تنمية الدولة والمجتمع، بل وساهمت بوسائل عدة في تخريب الدولة وتجهيل المجتمع وتدمير أسس التطور باعتمادها سياسات أبعدت ذوي الكفاءة والخبرة وأقصت أصحاب المؤهلات العلمية والادارية ونشرت في "بقايا المؤسسات المتهالكة" كوادرها الحزبية خاصة تلك التي تتقن التزلف وتعلي الولاء الحزبي.
وامتد الأمر إلى تخريب القيم الاجتماعية- الانسانية كالحق والنزاهة والمساواة والعدل باعتبارها "خرافة وضعفا وترفا"، ومازالت الأحزاب تتصارع لا على المناصب العليا في المؤسسات التربوية وحسب، بل حتى على قوائم عاملي الخدمة في المدارس وفق قانون الواسطة وقوائم الترشيح الحزبي.
انهيار التعليم الابتدائي كما العالي سيستمر، وفق خطط التزكيات الحزبية المتمددة و"قرارات" إلغاء اسس الكفاءة والخبرة والنزاهة والأهلية والتنافس وقيم الحق والمساواة، من خلال تعيين "متعلمين موالين" أو حتى "أشباه أميين" في اعلى المناصب والتي وصلت الى الوزراء والسفراء وقادة المؤسسات وحتى الاعلام وفق قواعد المحاصصة الحزبية. أشباه أميين تخرجوا بالواسطات من كليات حكومية مترهلة او كليات أهلية تجارية ترفع شعار "النجاح لمن يدفع" واصبحوا اليوم حملة شهادات عليها.
تصوروا ان 4000 منصب رفيع ومؤثر في هذه البلاد سيتم شغلها، ربما خلال اسابيع، على اسس القرابة والتزكية والولاء الحزبي والشخصي. يؤكد ذلك قادة "احزاب المكونات" صراحة ودون خجل مرددين بكل فخر "ضمنا 100 او 400 أو 1000 منصب لمكوننا" وهم يقصدون تماما انهم ضمنوا حصص كوادر أحزابهم "الدينية والقومية والطائفية" من وظائف عامة، أما المواطنون من غير المتحزبين حتى لو كانوا أصحاب كفاءة وخبرة وأحقية فلا حصص لهم ولا حقوق.
الانهيار في المؤسسات التعليمية بدءا من الدراسة الابتدائية وانتهاء بالتعليم العالي، لا يحتاج الى نقاش في الأسباب ولا في النتائج. فربما كل شخص منا يعرف وزيرا "أمي معرفيا" بل ورئيس جامعة "أمي معرفيا" بفضل "سرطان المحاصصات الحزبية" وابتلاع الأحزاب للدولة وتحطيمها لكل الأسس المدنية.
الأحزاب الحاكمة لم تعد تبحث عن كفاءات موالية لها لتعينهم في المواقع المهمة، هذا الأمر تم تجاوزه منذ زمن، هي صارت تفضل أشباه الأميين والفاسدين على غيرهم لأنهم لن يكونوا قادرين في أي وقت على الاعتراض والتململ ورفض الاملاءات.
منذ سنوات طويلة قادة الأحزاب يتاجرون بكل شيء، في ظل تغييب ارادة الشعب، وتكثيف صناعة الأوهام وزراعة المخاوف في المجتمع، وفي ظل ديمقراطية الصناديق المضللة.... يتاجرون بالحرب والسلم، بالتعليم والتربية والصحة، بل بالدين والقومية والمذهب.



#سامان_نوح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أبناء نينوى ... هل تعلموا الدرس وهل يملكون الحلول؟
- أحزاب ومليشيات ومال وسلاح في مواجهة الصحافة والحريات!
- -أبناء المجهول- مشكلة متعاظمة .. أطفال بلا وثائق ولا رعاية ف ...
- الأسس التي حولت رواندا من بلد مدمر الى أسرع اقتصادات افريقيا ...
- تحذيرات من تنامي خطاب الكراهية
- انحطاط المجتمع
- -زمن داعش-.. توثيق للوقائع الدموية وتحليل للأسس البنيوية وتن ...
- الورطة الكبرى التي أسسوا لها باتقان
- ثنائية الحكومة واللاحكومة في ظل سيادة الحزبية والمصلحية والل ...
- باقون ونتمدد الى حين الساعة
- -سوريا الديمقراطية- تنهي -الخلافة الدموية- لكنها تواجه تحديا ...
- المشهد الكردستاني... محطات وسيمفونيات... شتاء وبكاء
- المشهد الكردستاني .. العودة الى خط البداية
- المشهد الكردستاني.. شتاء 2019
- ورقة المطالب أم دفتر الامتيازات؟
- الكرد الغائبون .. يؤملون النفس بالصفقات المثالية لتشكيل الحك ...
- الأسئلة الكردستانية الطارئة .. هموم الاستفتاء والسياسة والمع ...
- سنجار: الأخوة المتصارعون
- شتاء الاصلاحات الكردستانية... 25 سنة دوران في -تجربة- الدولة ...
- في نينوى الأمور ليست بخير .... والدواعش الكبار بين ذائب ومند ...


المزيد.....




- فيديو أسلوب استقبال وزير الخارجية الأمريكي في الصين يثير تفا ...
- احتجاجات مستمرة لليوم الثامن.. الحركة المؤيدة للفلسطينيين -ت ...
- -مقابر جماعية-.. مطالب محلية وأممية بتحقيق دولي في جرائم ارت ...
- اقتحامات واشتباكات في الضفة.. مستوطنون يدخلون مقام -قبر يوسف ...
- تركيا .. ثاني أكبر جيش في الناتو ولا يمكن التنبؤ بسلوكها
- اكتشاف إنزيمات تحول فصائل الدم المختلفة إلى الفصيلة الأولى
- غزة.. سرقة أعضاء وتغيير أكفان ودفن طفلة حية في المقابر الجما ...
- -إلبايس-: إسبانيا وافقت على تزويد أوكرانيا بأنظمة -باتريوت- ...
- الجيش الإسرائيلي يقصف بلدتي كفرشوبا وشبعا في جنوب لبنان (صور ...
- القضاء البلغاري يحكم لصالح معارض سعودي مهدد بالترحيل


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامان نوح - التعليم .... وسياسة التجهيل الحزبي!