أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - أيمن عبد الخالق - أزمة الموضوعية عند طلبة العلوم الدينية والإنسانية - 2














المزيد.....

أزمة الموضوعية عند طلبة العلوم الدينية والإنسانية - 2


أيمن عبد الخالق

الحوار المتمدن-العدد: 6288 - 2019 / 7 / 12 - 15:30
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


أزمة الموضوعية عند طلبة العلوم الدينية والإنسانية -2
"نحن مجانين إن لم نستطع أن نفكر، ومتعصبون إن لم نرد أن نفكر، وعبيد إن لم نجرؤ أن نفكر" ........أفلاطون
بعد أن شرحنا في المقالة السابقة مشكلة الموضوعية وخطورتها عند طلبة العلوم الدينية والإنسانية، نشرع في هذه المقالة في بيان الطرق العلمية التي تضمن لنا التعرف على الواقع بنحو موضوعي بعيدا عن الميولات النفسية والتعصبات الدينية والمذهبية والفئوية.
ومعنى البحث العلمي الموضوعي هو أن يتوجه الباحث إلى نفس القضية المراد إثباتها أو نفيها، ويبحث عن الأسباب الذاتية الداخلية لصحتها أو بطلانها، دون أن يخلطها بأمور خارجة عنها كالمشاعر والأحاسيس والمعتقدات الدينية أو العرفية التي يعتقدها الباحث، وبالتالي يكون الباحث حياديا بنحو تام، ويكون كل همه هو معرفة الواقع كما هو، بغض النظر عن موافقة أو مخالفة النتائج لميوله النفسية أو مصالحه الشخصية والفئوية.
ويمكن تلخيص هذه الطرق العلمية الموضوعية في ثلاثة مناهج:
1. المنهج العلمي الاستقرائي: حيث يتتبع فيه الباحث بالمشاهدة الحسية أحكام مجموعة معينة من الموضوعات الجزئية المتماثلة(عينات) ليصل في نهاية الأمر إلى حكم كلي ظني، كما هو الحال في البحث عن أسباب بعض الظواهر الاجتماعية كظاهرة البطالة أو الطلاق أو العنوسة أوالإدمان
2. المنهج العلمي التجريبي حيث يقوم الباحث بتكرار المشاهدة الحسية لمجموعة من الموضوعات الجزئية المتماثلة، ولكن تحت ظروف موضوعية مختلفة لاستبعاد الأسباب الاتفاقية (الصدف) وإحراز العلاقة الذاتية بين الأثر والمؤثر، كما يحصل في التجارب الفيزيائية، ومايقوم به الأطباء من تجربة دواء معين على شتى أصناف المرضي تحت مختلف الظروف، للوصول إلى نتيجة كلية، كمعرفة أن الأسبرين مسكن للصداع مثلا
ولاشك أن الطريق الأول والثاني من الطرق العلمية الموضوعية التي غالبا مايكون الباحث فيها مجردا عن أي ميولات نفسية أو دينية أو فئوية، وعندها يبحث عن الأسباب الذاتية لهذه الظواهر الطبيعية أو الاجتماعية، ولذلك تسمى بالمنهج العلمي
ولكن في نفس الوقت هذان الطريقان يتعلقان فقط بالموضوعات المادية المحسوسة والتي يمكن أن يتوصل إلى أحكامها الكلية من خلال المشاهدات الحسية، أما الموضوعات غير المحسوسة كالموضوعات الدينية والإنسانية، فقد أنكر الاتجاه الديني النصي السلفي أن يكون للعقل طريقا للوصول إليها، كنا أنكرالاتجاه المادي في الغرب وأتباعه في الشرق أن يكون لمثل هذه القضايا الغيبية غير المحسوسة وغير الخاضعة للتجربة العلمية، بعد أن اختزل المنهج العلمي في الاستقراء والتجربة الحسية.
ولكن في الواقع هناك طريق ثالث يتمتع أيضا بالعلمية والموضوعية، وهو طريق المنهج العقلي البرهاني التجريدي الذي اعتمد عليه الفلاسفة في بناء رؤيتهم الكونية ومنظومتهم الأخلاقية منذ قديم الزمان، والذي أنكره أكثر فلاسفة الغرب المحدثين إما لقلة إطلاعهم وعدم فهمهم إياه، أو لدوافع سياسية وأيديولوجية في أنفسهم لايسع المقام للكلام حولها
3. المنهج العقلي البرهاني التجريدي : وهو الذي يعتمد على التحليل العقلي المحض، وليس المشاهدة الحسية، لطرفي القضية (الموضوع والمحمول)، وعندما يكتشف من خلال هذا التحليل أن أحد طرفي القضية يتضمن الطرف الاخر ويشتمل عليه، يحكم مباشرة وبنحو يقيني بثبوت القضية وصحتها في الواقع، وإلا يتوقف عن الحكم.
وهذا هو المنهج الذي أثبت به الفلاسفة مسائلهم الفلسفية على مر آلاف السنين بنحو علمي يقيني موضوعي، انطلاقا من القضايا البديهية الأولية الواضحة عند العقل، وهذا مالم يفهمه أمثال لوك وهيوم وكانط وأصحاب المنهج الوضعي المتطرف، فأشكلوا على سوء فهمهم، لا على الواقع
والبحث التفصيلي لهذا المنهج موجود في صناعة البرهان منذ مئات السنين، والتي لم يكلف فلاسفة الغرب المحدثين أنفسهم حتى عناء مطالعة فهارسها.
فالحاصل أنّ الطرق العلمية الموضوعية للحكم على القضايا والمسائل المختلفة والتي تضمن لنا الواقع كما هو منحصر في هذه الطرق الثلاثة.
وأما اللجوء إلى القضايا والاعتقادات العرفية أو الدينية أو المذهبية لتحقيق هذه المسائل فلايمكن أن يكون تحقيقا علميا موضوعيا واقعيا، بل سيكون نسبيا ومتغيرا، وهو ماأوجد الفتن وأشعل الصراعات الدينية والمذهبية والسياسية على مر التاريخ وإلى يومنا هذا، وهذا ما سنشير إليه في الحلقة القادمة إن شاء الله تعالى.



#أيمن_عبد_الخالق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مشكلة الموضوعية عند طلبة العلوم الدينية والإنسانية - 1
- صراع العقل واللاهوت الحلقة الأخيرة
- صراع العقل واللاهوت-6
- صراع العقل واللاهوت 5
- صراع العقل واللاهوت 4
- صراع العقل واللاهوت 3
- صراع العقل واللاهوت - 2
- 1. صراع العقل واللاهوت
- مواجهة السياسة الرأسمالية للقضاء على الضمير الإنساني
- المواجهة العقلية لسياسة التهديد الرأسمالية
- سبل مواجهة سياسة التعقيد والتشكيك الفكري للرأسمالية
- سبل مواجهة سياسة الإلهاء الرأسمالي - 2
- سبل مواجهة سياسة الإلهاء الرأسمالي 1
- لماذا تحارب الرأسمالية العقل الإنساني- 3
- لماذا تحارب الرأسمالية العقل الإنساني 2
- لماذا تحارب الرأسمالية العقل الإنساني 1
- عقلنة النظام الاقتصادي
- إصلاح نظام التعليم الديني
- إصلاح النظام التعليمي الأكاديمي
- مشكلات النظام التعليمي الأكاديمي


المزيد.....




- اخترقت غازاته طبقة الغلاف الجوي.. علماء يراقبون مدى تأثير بر ...
- البنتاغون.. بناء رصيف مؤقت سينفذ قريبا جدا في غزة
- نائب وزير الخارجية الروسي يبحث مع وفد سوري التسوية في البلاد ...
- تونس وليبيا والجزائر في قمة ثلاثية.. لماذا غاب كل من المغرب ...
- بالفيديو.. حصانان طليقان في وسط لندن
- الجيش الإسرائيلي يعلن استعداد لواءي احتياط جديدين للعمل في غ ...
- الخارجية الإيرانية تعلق على أحداث جامعة كولومبيا الأمريكية
- روسيا تخطط لبناء منشآت لإطلاق صواريخ -كورونا- في مطار -فوستو ...
- ما علاقة ضعف البصر بالميول الانتحارية؟
- -صاروخ سري روسي- يدمّر برج التلفزيون في خاركوف الأوكرانية (ف ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - أيمن عبد الخالق - أزمة الموضوعية عند طلبة العلوم الدينية والإنسانية - 2