أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - أيمن عبد الخالق - صراع العقل واللاهوت الحلقة الأخيرة














المزيد.....

صراع العقل واللاهوت الحلقة الأخيرة


أيمن عبد الخالق

الحوار المتمدن-العدد: 6240 - 2019 / 5 / 25 - 21:23
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


صراع العقل واللاهوت ـ 7
((بعد رحيل ابن رشد دخل المسلمون في ظلمات قرونهم الوسطى لمدة ستة قرون))......محمد أركون
مع مطلع القرن السابع الهجري، ومع أفول نجم الفلسفة والكلام، وانحسار الاتجاه العقلاني، وبزوغ نجم التيار السلفي الإخباري، والصوفي الخرافي، وبعد سيطرة العثمانيين بفكرهم العسكري السطحي المتخلف على مقاليد السلطة السياسية في العالم الإسلامي، دخل المسلمون في قرونهم الوسطى، ووقعت القطيعة الابستمولوجية الكبرى مع التراث الإسلامي العقلاني المتنور، وبدأت ثقافة التجييش والتعبئة لمواجهة أعداء الداخل والخارج، وتمهيد الأرضية للمزيد من الفتوحات والتمدد السياسي والعسكري، حيث لاصوت يعلو فوق صوت المعركة.
وقد لعبت المؤسسة الدينية الرسمية في هذا الوقت، وبالتنسيق التام مع النظام السياسي المستبد بالسلطة دورًا استراتيجيا في إخماد أي صوت إنساني حر يدعوا إلى العقلانية أويطالب بالحرية والعدالة
وقد افتتح المحدث المشهور" ابن الصلاح الشهرزوري" عصر الظلمات بفتواه العنيفة ضد المنطق والفلسفة، وذلك ردا على من سأله: هل أباح الشارع الاشتغال بالمنطق تعلمة أو تعليمة؟، فقال: ((الفلسفة أس السفه والانحلال، ومادة الحيرة والضلال، ومثار الزيغ والزندقة، ومن تفلسف عمیت بصيرته عن محاسن الشريعة المطهرة ، وأما المنطق فهو مدخل الفلسفة، ومدخل الشر شر، وليس الاشتغال بتعليمه مما أباحه الشارع، ولا استباحه أحد من الصحابة والتابعين والأئمة المجتهدين والسلف الصالح وسائر من يقتدى به من أعلام الأمة وساداتها... ومن زعم أنه يشتغل مع نفسه بالمنطق والفلسفة لفائدة يزعمها، فقد خدعه الشيطان ومكر به. فالواجب على السلطان أن يدفع عن المسلمين شر هؤلاء الأشرار، ويخرجهم عن المدارس ويبعدهم، ويعاقب على الاشتغال بفنهم، ويعرض من ظهر عنه اعتقاد عقائد الفلاسفة على السيف أو الإسلام ... والطريق في قلع الشر قلع أصوله))
ومن الواضح أنها كانت فتوى سياسية بامتياز، تحرك مشاعر الغوغاء من العامة، وتحض النظام السياسي المستبد على التصدي للفلاسفة والأحرار
ثم جاء من بعده مؤسس الحنبلية الجديدة ، والأب الروحي للاتجاه السلفي المتطرف، المعروف ب" أحمد بن تيمية" شاهرًا سيف العداء على المنطق والفلسفة، رافعًا راية ماتسمى بالفرقة الناجية، مؤججًأ نار الصراع الطائفي داخل الأمة الإسلامية، وقد الف كتابًا بعنوان" الرد على عقائد الفلاسفة" ، وأتبعه بكتاب " نقض المنطق" الذي قال فيه ((أمَّا المنطق، فمن قال إنَّه فرض كفاية، وإنَّ مَن ليس له به خبرة فليس له ثقة بشيءٍ من علومه، فهذا القول في غاية الفساد من وجوه كثيرة، بل الواقع قديماً وحديثاً إنَّك تجد من يلزم نفسه أن ينظر في علومه به ويناظر به، إلَّا وهو فاسد النظر والمناظرة، كثير العجز عن تحقيق علمه وبيانه ... ولهذا مازال علماء المسلمين، وأئمّة الدِّين يذمونه ويذمون أهله وينهون عنه وعن أهله، حتَّى رأيت للمتأخّرين فتيا، فيها خطوط جماعة من أعيان زمانهم من أئمّة الشافعية والحنفية وغيرهم، فيها كلام عظيم في تحريمه وعقوبة أهله، حتَّى أنَّ الشيخ ابن الصلاح أمر بانتزاع مدرسة معروفة بتدريس المنطق من أبي الحسن الآمدي، وقال: إنّ أخذها منه أفضل من أخذ عكا من الصليبيين))
أقول: هكذا يتباهون بمصادرة العقول، ويعتبرونها فتح الفتوح
ثمَّ قال(( بل بلغ مبالغة السلف في السكوت عن السؤال أنَّهم كانوا إذا رأوا من يسأل عن المتشابه بالغوا في كفه، تارةً بالقول العنيف، وتارةً بالضرب وتارةً بالإعراض الدال على شدة الكراهية لمسألته).
أقول: ماأعظم براهينهم القطعية، واستدلالاتهم القمعية في مخاطبته للناس
وقد نقل السيوطي عن أستاذه ابن تيمية القول بأن كفار اليهود والنصارى أشرف علما وعملا من الفلاسفة المسلمين
وفي الحقيقة إنّ القلم يعجز عن وصف حال هذه الأمة البائسة في هذا العصر المظلم، والذي توالت فيه الفتاوى التحريمية والتكفيرية، ودونت فيه مئات الكتب المناوئة للعقل والفلاسفة، وقمع اي توجه يحاول أن يعيد الأمة إلى رشدها، ومازالت آثار وظلال هذه العصور المظلمة مخيمة على أمتنا العربية والإسلامية إلى يومنا هذا، وظهرت من رحمها كل التنظيمات التكفيرية والإرهابية التي أذاقت الأمة العذاب الأليم
وفي الختام أرى أن أكف القلم عن الاسترسال في هذه السلسلة، واكتفي بما أوردته من نماذج تاريخية أليمة لهذا الصراع المريربين العقل واللاهوت في الأديان والمذاهب المختلفة على مر التاريخ الطويل؛ لتكون لنا عبرة في الحاضر والمستقبل، ومشعل يضئ لنا طريق الإصلاح والتغيير من أجل تحقيق الحضارة الإنسانية الحقيقية



#أيمن_عبد_الخالق (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صراع العقل واللاهوت-6
- صراع العقل واللاهوت 5
- صراع العقل واللاهوت 4
- صراع العقل واللاهوت 3
- صراع العقل واللاهوت - 2
- 1. صراع العقل واللاهوت
- مواجهة السياسة الرأسمالية للقضاء على الضمير الإنساني
- المواجهة العقلية لسياسة التهديد الرأسمالية
- سبل مواجهة سياسة التعقيد والتشكيك الفكري للرأسمالية
- سبل مواجهة سياسة الإلهاء الرأسمالي - 2
- سبل مواجهة سياسة الإلهاء الرأسمالي 1
- لماذا تحارب الرأسمالية العقل الإنساني- 3
- لماذا تحارب الرأسمالية العقل الإنساني 2
- لماذا تحارب الرأسمالية العقل الإنساني 1
- عقلنة النظام الاقتصادي
- إصلاح نظام التعليم الديني
- إصلاح النظام التعليمي الأكاديمي
- مشكلات النظام التعليمي الأكاديمي
- معركة -هوليوود- مع العقل الإنساني
- الحرب الإعلامية على العقل الإنساني-5


المزيد.....




- شاهد.. كيف تبدو تايوان لحظة ورود تنبيه رئاسي تدريبي عن غزو ص ...
- مصر.. بيان لمرشح رئاسي سابق بعد ضجة قوله إن -اسم حزب الوفد ذ ...
- ما الذي يدور في ذهن طفلك عند بلوغه سن السادسة، وكيف يتغير دم ...
- للمرة الأولى: نتفليكس تستخدم الذكاء الاصطناعي التوليدي في مس ...
- نائبة وزير الخارجية الإسرائيلي: التطبيع مع السعودية ممكن من ...
- إردوغان يصف إسرائيل بـ-دولة إرهابية بلا قانون ولا انضباط ولا ...
- السويداء في زمن النار والثأر.. تجدد الاشتباكات الدامية والعش ...
- الولايات المتحدة تدرس إعادة النظر في العلاجات الهرمونية لانق ...
- مخيم اليرموك: ماذا بعد الأسد؟
- مجلس النواب الأمريكي يوافق على خطة ترامب لخفض تمويل المساعدا ...


المزيد.....

- الصورة النمطية لخصائص العنف في الشخصية العراقية: دراسة تتبعي ... / فارس كمال نظمي
- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - أيمن عبد الخالق - صراع العقل واللاهوت الحلقة الأخيرة