أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جمال عبد العظيم - هذه هي صفقة القرن : تنازل العرب عن الارض والسيادة لصالح اسرائيل الكبرى















المزيد.....

هذه هي صفقة القرن : تنازل العرب عن الارض والسيادة لصالح اسرائيل الكبرى


جمال عبد العظيم

الحوار المتمدن-العدد: 6273 - 2019 / 6 / 27 - 20:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


انتهت فعاليات ورشة البحرين الاقتصادية يوم 26 من حزيران الجاري وفي ختامها قال جاريد كوشنر مستشار الرئيس الامريكي : اعتقدنا ان من المهم طرح الرؤية الاقتصادية قبل الرؤية السياسية لاننا بحاجة لان يرى الناس كيف يمكن ان يكون المستقبل .
وكان كوشنر قد اوضح في كلمته في الجلسة الافتتاحية للورشة : ان التوافق حول مسار اقتصادي شرط مسبق ضروري لحل المسائل السياسية التي لم تجد لها حلا من قبل . اما عن الجانب السياسي لصفقة القرن فسوف يكشف عنه في الوقت المناسب .
والخدعة الاستراتيجية هنا انه لا يوجد اصلا جانب سياسي وان الاقتصاد وحده هو الطريق لانشاء اسرائيل التوراتية من النيل الى الفرات .
ولكى نفهم عملية بناء اسرائيل الكبرى ينبغى الرجوع الى سنوات التسعينات حيث كانت قد شهدت جدلا كبيرا بين اليمين واليسار الاسرائيلى حول اسرائيل الكبرى وكيفية انشائها . فيرى اليمين انها اسرائيل الكبرى بالجغرافيا اى بالسيطرة على الاراضى العربيه واحتلالها . بينما ابتدع اليسار (شيمون بيريز- يوسى بيلين - يوسى ساريد) نظرية الحدود الاقتصادية كبديل عن الحدود الجغرافية اى بناء اسرائيل العظمى اقتصاديا وسياسيا وتكنولوجيا بحيث يستطيع النفوذ والسيطرة الاقتصاديين تحقيق الاهداف الصهيونيه بصورة اكثر رسوخا واطول عمرا واقل كلفة وخسارة بشرية . وهذا الطريق يمر عبر الدبلوماسيه . وعليه فانه برفع المقاطعه العربيه عن اسرائيل تبدا فى الظهور اسرائيل العظمى التى لن تحكم الفلسطينيين فقط بل ستحكم كل الدول العربيه فى الخليج .. وتتحقق لها السيطره والهيمنه والتربع على كامل المنطقه وثرواتها وتستطيع تدجين الشعوب العربيه وتطويعها وتخريب النسيج الاجتماعى فى العالم العربى . وقد سادت هذه النظريه على نظرية اسرائيل الكبرى جغرافيا بسبب عدد السكان القليل جدا والغير كافى للسيطره على الاراضى العربيه فاستقر النظام السياسي للدوله الصهيونيه على تبنى نظرية الاعتماد على اختراق النظام العربى بترتيب اتفاقات مع الدول العربيه تقوم على تجاوز القضيه الفلسطينيه وحقوق الشعب الفلسطينى لان المصالح الاقتصاديه الهائله المستجده ستؤدى الى تذويب هذه المشكلات .
وعن هذا الطرح يقول د / عبد الوهاب المسيري فى موسوعته "اليهود واليهوديه والصهيونيه" : انه ينسجم مع رؤية النظام العالمى الجديد والتى تقول ان الانسان كائن اقتصادى دوافعه اقتصاديه ومطامحه اقتصاديه وان خلق مصالح اقتصاديه مشتركه بين الدول يجعل شعوبها تنسى افكارا مثل السياده والكرامه الوطنيه . وبهذه الطريقه يحاول النظام العالمى الجديد تحويل العالم الى سوق واحده كبيره لا تعرف الحدود . وتمر فيها الشركات عابره للقارات والقوميات دون ان يعوقها عائق وتستطيع ان تبيع سلعها لمستهلكين يتسمون بالعموميه ولا يكترثون بالحدود او السياده وتلك هى العولمه . وبهذه الطريقه يقضى النظام العالمى الجديد على كل اشكال المقاومه داخل العالم الثالث ليتمكن من تفكيك الشعوب دون ان يضطر الى اللجوء للمواجهه المكلفه .
وهذه بالضبط هى الاستراتيجيه الاسرائيليه التى تقوم على دمج اسرائيل فى المنطقه وفق شروط تضمن لها الهيمنه الاقتصاديه القائمه على تفوقها التكنولوجى والعلمى فتصبح اسرائيل الكبرى مفهوما اقتصاديا لا جغرافيا . وقد تم استخدام مصطلح الشرق الاوسط ليكون بالامكان ادراج الكيان الصهيونى ضمن المنطقه العربيه . ويوضح د/ عبد الوهاب المسيرى ان المشروع الشرق الاوسطى يقوم على مبدأ اساسي مفاده ان تحقيق السلام على ارض الواقع مرتبط بالتفاعل الاقتصادى بحيث يحل محل الانسان العربى المسلم انسان اقتصادى عام لا يمارس اى رغبه فى تجاوز واقعه المادى الاستهلاكى المباشر. اى تخليق انسان لا يحمل اى قيم اوثقافه او تاريخ او ارتباط بوطن ولا يهمه سوى اشباع غرائزه التى يستسلم لها وتقوده منها اسرائيل كما يقود الانسان البهائم . وهذا الانسان او بالاحرى الحيوان حدوده هى حدود السوق وافقه هو افق السلعه وفضاؤه متعته وسماؤه لذته . وطبعا هذا المشروع يقوم على اعطاء دور كبير للقطاع الخاص ورجال الاعمال او ما يسمى "خصخصة صنع السلام". واهم اليات تحقيق السوق الشرق اوسطيه هى المؤتمرات الاقتصاديه التى تتم قيادتها عبر مؤسسات من خارج المنطقه ممثله فى المنتدى الاقتصادى العالمى فى دافوس بسوسرا وايضا مجلس العلاقات الخارجيه الامريكيه فى نيويورك . وهذه المؤتمرات ليست قاصره على ممثلى الدول بل تضم رجال اعمال ومنظمات دوليه . وطبعا واضح ان هذه المؤتمرات تهدف الى زيادة نفوذ القطاع الخاص ورجال الاعمال بحيث يشكلون لوبى (جماعة ضغط) قويه داخل اى نظام سياسي . وفى نفس الوقت يزيد تفاعل اعضاء هذه الفئه بعضهم بعض ومع المستثمرين الاجانب والشركات الغربيه ذات النشاط الدولى . وهو تفاعل سيتم فى اطار المصالح الاقتصاديه المجرده من القيم الاخلاقيه او القوميه . وستتصاعد عملية التعامل تدريجيا الى ان يتحول الشرق الاوسط باكمله الى سوق مشتركه تسوده مجموعة المشاريع الضخمه ويتم ربط كل هذا بالسوق العالميه . اما اليات اقامة المشروع الشرق اوسطى فتتمثل فى : عقد اتفاقيات ثنائيه بين اسرائيل وكل دوله (منفرده) من الدول العربيه المحيطه باسرائيل فى المجالات الاقتصاديه والتجاريه والعسكريه والامنيه بالاضافه الى المجالين السياسي والدبلوماسى . وما يترتب على ذلك من ترتيبات تنظيميه واداريه وعسكريه مشتركه . وايضا تطبيع العلاقات مع الدول العربية وفق اليات السوق الرأسماليه وهذا من شانه توليد مصالح مشتركه تتضمن ترتيبات مائيه مشتركه - بنيه تحتيه مشتركه - مشروعات اقتصاديه مشتركه وتبادل تجارى غير مقيد . وهكذا فالمساله اذن ليست مجرد سوق بل الهدف هو خلق واقع اقتصادى جديد فى مناطق ومواقع مفصليه يتسع نطاقه بشكل مستمر بحيث يتم خلق احزمه اقتصاديه جديده تخترق البلدان العربيه وتجعلها خاضعه لكيانات اكبر منها هى الهيئات الاقليميه والدوليه التى تدير كل هذا . وطبعا تنعدم فى هذا الوضع اى فرصه للفكاك من الاسر . وتصبح تكلفة الانفصال - فى حال توتر الاجواء - باهظة الثمن الامر الذى يعنى فقدان البلاد العربيه
لارادتها وخضوعها للارادة الاسرائيلية . والمشروع الشرق اوسطى لا يقتصر على كونه سوقا شرق اوسطيه بمفهومها الاقتصادى بل انه مشروعا لنظام اقليمى جديد اى انه مشروع استراتيجى له مقوماته السياسيه والاقتصاديه والامنيه والايديولوجيه . وعليه نكون امام عملية هدم للنظام العربى الاقليمى ليستبدل به نظام تحتل فيه اسرائيل موقعا محوريا . حسب خطة شمعون بيريز التى اعلنها فى كتابه "الشرق الاوسط الجديد" والتى تجعل اسرائيل تهيمن على السكه الحديد والمطارات والموانىء (والمناطق الحره المقامه حول هذه الموانىء) والطرق التى تربط اسرائيل بالدول العربيه . فيما اسقطت كل مشروعات الطرق والمواصلات التى تربط الدول العربيه ببعضها او تربطها بالخارج وهذا من شانه ان يجعل اسرائيل هى عاصمة الشرق الاوسط هذا الى جانب اقتراح بيريز ان تقام مؤسسات اقليميه (تحتل فيها اسرائيل الصداره) لتتولى ادارة المطارات والموانى والطرق المقترحه . كما ان خطة بيريز للشرق الاوسط بمختلف مشروعاتها ليس فيها مصر بل تم عزلها لتصبح وكانها غير موجوده فى الاقليم . اما السياحه فيقول بيريز انها ستجلب الرخاء العظيم ويطلب من اجلها فتح الحدود بلا ضوابط ويطالب بتنظيم اقليمى لحركتها يجلب السياح ويحدد حصة كل دوله عربيه وطبعا ستهيمن اسرائيل على هذا التنظيم لتتحكم فى ارزاق الدول العربيه . اما عن التمويل فقد ذكر بيريز ان التمويل جاهز لكل تلك المشروعات وسيأتى من الجماعه الاوروبيه ، اليابان ،البنك الدولى ، اضافه الى الشركات الدوليه العملاقه التى ستدفع للاستثمار فى مشروع الشرق الاوسط الجديد . وطبعا كل الاموال
والخبرات ستأتي عبر اسرائيل . ولا تسمح خطة بيريز للعرب الا بالسياحه والزراعه والطاقه اما الصناعات والتكنولوجيا فهى حكرا على اسرائيل وهى ايضا تستهدف سيطره واداره اسرائيليه لاموال النفط . اى انها ستفرض على العرب تقسيما للعمل يفرض عليهم التخلف التكنولوجى .

ونذكر بمشروع خط السكه الحديد الذي اعلن عنه في نوفمبر تشرين الثاني 2018 باسم "السلام الاقليمى" حيث اعلنت هيئة البث الرسميه الاسرائيليه ان الولايات المتحدة الامريكيه تبنت هذه الخطه التى تنص على مد خطوط سكه حديد تربط اسرائيل بكل من الاردن والسعوديه والامارات والبحرين وسلطنة عمان وقطر والكويت . وفور الاعلان عن المشروع سافر وزير المواصلات الصهيونى الى مسقط عاصمة سلطنة عمان للمشاركه فى مؤتمر دولى للمواصلات حيث يعرض هذه الخطه . وقالت هيئة البث الاسرائيليه ان هذه المبادره تشكل تطورا قد يؤثر على العديد من دول المنطقه . واضافت ان تبنى واشنطن لتلك المبادره جاء عقب اتصالات مستمره حولها خلال العامين الماضيين بين اسرائيل والادارة الامريكيه وجهات عربيه فى المنطقه . وطبعا سيكتمل هذا المشروع بسيطرة اسرائيل على الممر الدولى فى خليج العقبه حيث ستؤول اليها الجزر المصريه (تيران وصنافير) والتى تنازلت مصر عنها للسعوديه التي نرجح ان تهديها لاسرائيل لتسيطر على مداخل ومخارج المنطقه .
وفي النهاية فالقادة العرب يعرفون تماما الفخ التاريخي الاسرائيلي الذي سيجردهم في النهاية من سيادتهم على اراضيهم ويجعل شعوبهم تعيش تحت سلطة الدولة الاسرائيلية مثل عرب 48 . والواضح ان قادة المنطقة يرفضون هذه الخطة الاقتصادية التي ستضع نهاية للوجود وللتاريخ العربي . ولكسر هذه الممانعة العربية تضغط امريكا باستفزاز المارد الايراني وحليفه الحوثي والذي ينفث غضبه على اراضي ونفط السعودية والامارات . وايضا بتفجير موجة جديدة من والسيادة لصالح اسرائيل الكبرى؟ ان المتبقي من 2019 سيحسم الاجابة على هذا السؤال .الارهاب في سيناء . ترى هل ستنجح هذه الضغوط في النهاية ويتنازل العرب عن الارض



#جمال_عبد_العظيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا اطلقت امريكا المارد الايراني من القمقم
- مظاهر العبودية في المجتمع المصري
- هل يكتفي العسكر ب67 سنة هزيمة
- هل ينجح ترامب فى اعادة الاخوان الى مزرعة الشيطان
- مصير الطبقة العاملة فى زمن المحافظين الجدد
- المخابرات الامريكية وحملة # اطمن_انت_مش_لوحدك
- غسيل دماغ الاخوان فى سجون السيسي
- المراة العربيه المعاصرة والبحث عن شهرزاد
- الحمله الصليبيه على السودان
- الاعلام وتزييف الوعى
- هذه هى اوروبا التى تريدها امريكا
- كيف تستمر امريكا القوة العظمى الوحيده
- قادة الخليج يدشنون اسرائيل الكبرى
- علم نفس الجماهير
- رائحة الانسان
- كيف انتصر سعد زغلول بشعب اعزل على الجيش المسلح
- الموساد قتل ديانا بطلب من العائله المالكه البريطانيه
- اشرف مروان هو قاتل جمال عبد الناصر
- الخلافه الاسلاميه المزعومه
- المندوب السامى السعودى فى مصر


المزيد.....




- رمى المقص من يده وركض خارجًا.. حلاق ينقذ طفلة صغيرة من الدهس ...
- مسيّرة للأمن الإيراني تقتل إرهابيين في ضواحي زاهدان
- الجيش الأمريكي يبدأ بناء رصيف بحري قبالة غزة لتوفير المساعدا ...
- إصابة شائعة.. كل ما تحتاج معرفته عن تمزق الرباط الصليبي
- إنفوغراف.. خارطة الجامعات الأميركية المناصرة لفلسطين
- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جمال عبد العظيم - هذه هي صفقة القرن : تنازل العرب عن الارض والسيادة لصالح اسرائيل الكبرى