أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعدي جبار مكلف - ديوان ابوذيات مهاجرة للشاعر فوزي عبود خماس















المزيد.....

ديوان ابوذيات مهاجرة للشاعر فوزي عبود خماس


سعدي جبار مكلف

الحوار المتمدن-العدد: 6261 - 2019 / 6 / 15 - 09:35
المحور: الادب والفن
    


د
انتابني نوبة فرح غامرة كبيرة لمطالعتي مجموعة ابوذيات في الشعر الشعبي العراقي تحت عنوان ابوذيات مهاجرة لقامة شعرية كبيرة مقيم
في سيدني استراليا شاعر من ارض الاهوار وصوت ناي جنوبي مسياني ارض السماوات كما وصفها شاعرنا الكبير سعدي يوسف انه الشاعر فوزي عبود خماس عرفته شاعراً وقصائده رصينه مبدع ومجد وفنان يرسم صوراً شعرية عاشها في اعماق الاهوار وعبر شذى القصب والبردي يكتب القصيده و الابوذية بمهارة يقول الاخ الشاعر في مقدمة ديوانه عندما نسمع الصوت الريفي والشعر الشعبي العامي بشتى انواعه تاخذك لهفة من الحنين الى الايام الخوالي التي عشتها في الوطن فيحن الى تلك الايام و الاهل والاحباب يسرح ويعيش في تلك اللحظات بلوعتها وحلاوتها ومن منالا يهزه الحنين وتتمايل جوانحه طربا عنده سماعه صوت شجياً يلهب افئدتنا برقتة وعذوبته شوقا ولهفه :-
أشوفك دايخ اخبرني شمالك
ويمينك ما ماتفرزنهه شمالك
روحي من الالم تشفه لشمالك
تطيبني وترد انفاسي ليه
والابوذية عندما تقال تكون مقدمة الى اغنية وفيها تهتز طرباً مع الغناء الجنوبي والناي الحزين ولهذا الغناء خصوصيته ينفرد بها عن جميع الاغاني في الوطن العربي وربما حتى العالم وهو طابع الحزن ربما لعبت عوامل عديدة في تكوين هذه الخصوصية عبر سنوات طويلة من التاريخ تمتد الى الحضارة السومرية في وادي الرافدين والمحصلة النهائيه مجموعة مؤثرات شكلت قواعد ثابته عرفت بالاطوار الابوذية تمتلك سمات ومفردات جميلة المعاني تختلف في الاداء ولكنها تشترك بعنصر واحد هو الحزن ان كتابة الابوذية من اصعب انواع الشعر على الرغم من كونه صغير المقطع اذا يجب على الشاعر ان يختار مفرده واحدة لها عدة معاني :-
الدنيه اشما صفت رحبه وساعه
البشربيهه يكد لرزقة وساعه
الساعه ابد ما يحصل وساعه
يجيك الرزق من رب الوطيه
عوامل عديدة ولدت انحدار الجنوب نحو الحزن من اهمها البيئه المائية والاهوار وهدوء الليل وجمال الطبيعة و انعكاسات النظام الاقطاعي و الاجتماعي و غالبا ما يكون قائل الابوذية هو نفسه المطرب لذلك ولاحظ انه يتفنن من اظهار شجونه وشوقه وحزنه وريما فيصل
الى ابعد من هذا :-
روحي من الالم ونت وصارت
وصفت ما بين عواذلهه وصارت
حبك حطته ابلبهه وصارت
وعليه خافت تراهي من الاذيه
ريما ظروف معيشته سنوات طوال في قرى الجنوب وناسه من المعدان وتراقص المشاحيف على المسطحات المائية ومسايرته لصمت الطبيعة الريفية الخلابة و لموهبته الشعرية الكبيرة وعطاء لغته الغزير الواسع ولدت عنده محاكاة ومسايرة هذا النوع من الشعر الشجي الحزين وازدادت عنده هذه الموهبة عندما ابتعد عن بيئه الجمال والنخيل والمشاحيف حيث اتجه للعيش في شمال العراق يقول :-

ترف ابلفته من وجهه علي من
وكتلني الخال البخده عالايمن
ازعلت مني اريد اعرف عليمن
اذا ابحكك اغلطت احسبهه عليه
لقد ابدع الشاعر في حبك وتدوين وكتابة كلمات الابوذية وكأنه عاشق مدمن عليها حتى اطلق عليه شاعر الابوذية وما اجمل الابداع مع التواضع لان التواضع يجعل الانسان طموحاً دائماً للاجمل والافضل ومهما يصل هذا الشاعر في مجال القصيدة مندفعا الى الامام و نحو القمة واجاد في كتابة المزيد من صفحات الابداع والجمال والرقي ورغم تحلقه في سماء الشعر عامة بجناحي الثقة بالنفس والقدرة اللغوية وكأن طينته عجنت بعادات وصفات ناس الاهوار والريف العراقي فقد سطر كلماته بريشه ابداعات ملونه صفاتها ينابيع صافية عذبة ينهل منها العطاء والكرم والرقي و الكبرياء والشموخ :-
تعنيت لهلك انشد ودارك
منهو الغيرك عني ودارك
الكلب اشرف عله موته ودارك
اظن يهواي ما تلحك عليه
يهيم الشاعر في صور الحسن والجمال حيث يشعر الكلمات والمفردات في البيت الابوذية لتملك معانيها ولا يا حبوا بريق الوانها ولا يستهلك معانيهاولا يخبو بريق الوانها ولا يوجد ملل وابتعاد عن الموضوع تبدا كتابته المحببة بوصف الناس وهواجسهم وصفاتهم وللغربة عالم خاصاً في كتابته :-
ثلثين الولد يا ناس خاله
جميل واحله كل الخلك خاله
سبحان الخلك عا عالحنج خاله
كمر ويشع عله الصوبين ضنيه
الغربة والبعد تلك المنفردة القاهرة المبكيه التي صاحبت العراقيين على وجه التحديد في بلاد المهجر والمنفى منذ اكثر من ثلاثين عاما بسبب سياسة القتل والموت المجاني و المعتقلات والسجون والحروب والويلات والحصار والموت البطيء كان الناتج المؤلم هو حصاد الغربة هو الرحيل الى بلاد المنافى والضياع في محطات السفر اللعينة الكئيبة فقد كتبوا كثير من الشعراء بلوعة البعد والشوق وتركت بصماتهم في اعماق الوجدان الانساني ونسجت خيوط العذاب والاه والونين وكانت الدافع و الاساس للشجن والحزن العميق :-
اريد اسري الصحاري ابليل وآحدي
انس مالي غريب اصبحت وحدي
صديج وي الوكت دومي وحدّي
ولا اساوم على الحك للمنيه
ارتسمت الغربة عند شعارنا فوزي عبود خماس اشكال متعدده ظهرت واضحة في كتاباته الابوذية منهاغربة الوطن وغربة الاهل غربة الاصدقاء والصبا والطفولة وكل ذكريات اهوار العمارة والحلفاية
و مدينه العدل و مدارس القصب والبردي ورائحة الطين فيعيش
بغربته من حين لحين فيهزه الشوق المعطر بالحنين حينما يخيم ظلام وصمت سيدني القاتل تتجسد في ذاكرته صور الماضي الحبيب بكل جماله وعنفواته فيغني ويكتب من الاعماق ترتسم الغربة في معظم ابوذياته وقصائده تلك المفردة المؤلمة الجارحة ويعيش مع اجواء صفات العصر والجفاء والبعد ويعبر عنها وعن هذه الايام القاسية ويناشد الزمان والمكان ويناجي انكسارات القلب وخذلان الاهل والاصدقاء :-
منهو النشد عن روحي ونظرهه
دوه ما ايفيد بيهه لو نزرهه
عيني عالوطن شاخص نظرهه
غربتي وعلتي طبكن عليه
يتجسد البعد والفراق والعيش الغريب والحزن والالم في جميع اشعار طائر الجنوب والاهوار فيعبر من اعماقه ويصرخ بصوت يملؤه الشجن والحنين وينادي البعيد والقريب ليبحر في كل لحظة مع زوارق الاهوار الحبيبة ومن يتأمل خارطة الشعر بكل انواع منذ ايام سومر وأشور وأكد يجسد واقع مأساوياً مدججاً بحراب الالم والبكاء فراح الى ديار الغربة يترنم بحريته الكلمة ووفره العطاء :-
لا حيل البقه والعيون عماي
وجهه اللي سحني وعليّ عماي
تنشدني وتكلي اشيل عماي
حكهه مادرت ابعلتي الخفيه
وانا انهي تصفحي وقرائتي و مطالعتي لديوان ابوذيات مهاجرة لم اجد اي طعم السعاده والفرح يحتويه وانما يشع منه شذى الاحزان الالم والعتاب والفراق وهذه هي عادة اشعار الابوذية يغلب على طابعها الانين و الشكوى والتذمر والصرع وقت اجاد شاعرنا العزف على الناي بكل جوارحه واحاسيسه وانه ربما يكون الديوان الاول الخاص بهذا النوع من الشعر في استراليا و يبقى الشعر الشعبي العراقي لحناً وبحراً غزير وعميق الحزن ينبعث من عمق وجدان الشاعر ويردد الآه الشعبية المتوارثه ولحن يعبر عن كون التراث الشعبي العراقي نفيس واصيل وسيبقى شعر الشعبي يغرد بالحب والالم وجفاء و هجر الحبيب والغربة وعلاقته بالوطن علاقه الجذر بالارض علاقه لاتجد نهاية لها في الحياة او بعد الموت فالعلاقة روحية سرمدية .



#سعدي_جبار_مكلف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحنه فی الشعر الشعبی العراقی
- الكحل في الشعر الشعبي العراقي
- جمال العيون في الشعر الشعبي العراقي
- الليل في الشعر الشعبي العراقي الجزء الرابع
- الليل في الشعر الشعبي العراقي الجزء الثالث
- الليل في الشعر الشعبي العراقي الجزء الثاني
- الليل في الشعر الشعبي العراقي الجزء الاول
- حنان الاخت في الشعر الشعبي العراقي
- تنبؤات المندائي سنيجر عامر وتنبؤات الدكتورا داموس
- الطائفة المندائية واستراليا الخير والعطاء
- حافظ رسن مناضل وشهيد قتلوه اخوة يوسف
- مهدي ابو الهيعة مخبول البصرة
- شاعر الصمت الحزين قبيل عبود رشود
- ذكريات من ايام النضال الحلقة السابعة عشر براغ والمسرحية والس ...
- ذكريات من ايام النضال الحلقة السادسة عشر البراءة وبرد العمار ...
- ذكريات من ايام النضال الحلقة الخامسة عشر العصافير وسياف المد ...
- ذكريات من ايام النضال الحلقة الرابعة عشر عريف جحيف وأمن البص ...
- ذكريات من ايام النضال الحلقة الثالثة عشر حافظ رسن من القمة ا ...
- ذكريات من ايام النضال الحلقة الثانية عشر الشهيد ماجد عبدالله ...
- ذكريات من ايام النضال الحلقة الحادية عشر الدكتور نبيه راشد ش ...


المزيد.....




- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعدي جبار مكلف - ديوان ابوذيات مهاجرة للشاعر فوزي عبود خماس