أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - رائد شفيق توفيق - رمضان عذوبة كنا نعيشها














المزيد.....

رمضان عذوبة كنا نعيشها


رائد شفيق توفيق
ِ Journalist and writer

(Raid Shafeeq Tawfeeq)


الحوار المتمدن-العدد: 6221 - 2019 / 5 / 5 - 00:11
المحور: المجتمع المدني
    


رمضان عذوبة كنا نعيشها
رائد شفيق توفيق
منذ ان يهل علينا شهر رجب حتي يتوجه الناس بالدعاء الشهير (( اللهم بلغنا رمضان )) حتى قرب هذا الشهر الفضيل فهو توجه فكري واخلاقي ووجداني وروحي وليس كلمات جميلة ومجاملات وتبادل الكلام المنمق ورسائل عبر وسائل التواصل الاجتماعي بحلوله بل هو عذوبة كنا نعيشها ولم يبق منها الا الذكريات لقد كان فرحة في أشد المواضع قسوة وسلامة وطهارة قلب وسماحة روح في أشد لحظات الضيق فرمضان نبض قلب صادق، هذا ما عهدته منذ نعومة اظفاري ليس في بيتنا بل في عموم محلتنا التي كانت لي هي العالم باسره فانا لم اعرف غيرها وسط فرحة الجميع بهذا الضيف الكريم تلك الفرحة كنت اشعر بها في بريق العيون ونبرات اصوات اهالينا وقسمات الوجوه التي لا تفارقها الابتسامة ما كانت ابتسامة عادية انها ابتسامة ممزوجة بفرحة غامرة ؛ حينها كنا صغارا لكننا كنا نعلم انه عما قريب سيجتمع كل الاهل مساء على مائدة واحدة على غير عادتهم كانهم مدعوون الى عرس ، ومن ثم يتحفوننا بالوان الحلويات التي اعدت خصيصا لهذا الشهر ؛ يلي ذلك انصرافنا لاحتفالاتنا الخاصة مع جيوش اولاد المحلة التي نملأها ضجيجا ومع ذلك تسعد المحلة باهاليها بضجيجنا باحتفالنا في ليالي رمضان ونحن نقف عند ابواب بيوت المحلة ونغني ( ماجينة ) واهالي المحلة يغدقوننا بعطاياهم بينما ينصرف الاهالي الى زيارة الاقارب او الجوامع بعد الافطار وبعدها يتجمع الرجال في مقهى المحلة حيث لعبة المحيبس التى تنتهي قبيل صلاة الفجر ليبدأ يوم جيديد من ايام رمضان التي كانت كلها اعيادا .. ما كان رمضان مقتصرا علي المتدينين ولا المسلمين فقد كان الجميع يحتفي به مسلمين وغير مسلمين في بلادي البعيدة .. هذا في الماضي السعيد لكننا ومنذ سنين بتنا نستقبل هذا الشهر الفضيل باحزان ما بعدها احزان وهموم تثقل الجبال بحيث انها لم تبق مكانا للفرح في هذا الزمن الذي ملىء بكل انواع الظلم والقهر .
في كل عام يعود رمضان لكنه ما عاد كما كنا نراه بقلوبنا وما نشعر بفرحة قدومه بل بتنا نستقبله قلوبنا مليئة بالمرارة التي لا يفارقنا مذاقها فنرى انفسنا خاوين من كل شيء فقد أرهقنا الإمتلاء المفرط بالقهر والالم والمعناة والذلة ، فقد قتلت أحلامنا ولم يبق لنا في ليالي رمضان سوى الألم ؛ انه شعور سيء أن تكتشف مؤخرا أنك تعاملت دائمًا مع الأشباه ، أشباه الأحبة ، وأشباه الأصدقاء اذ لا شيء حقيقي وثابت في حياتك كما قال (دستويفسكي) .. ففي هذا الزمن يقيم الظلمة احتفالا ويقيم المواطنون مأتما ليضع الظلمة عليه بصمتهم بصمة الذلة وزياده كفة الشر والقبح في وغياب الخير والجمال حتى بتنا نعيش في مجتمع غريب لا ينتبه الى احزان الناس والامهم ودموعهم .
ما اجمل ان نعذر ونسامح بعضنا بعضا فنحن لا نعرف حقيقة ظروف الغائبين عنا وقد روي ان الخشب قال للمسمار: لقد كسرتني
فرد المسمار قائلا : لو رايت الضرب فوق رأسي لعذرتني .
اهلا بك يا رمضان ما اسعدنا بك برغم مرارة ما نعانيه نرجوك بلسما لجراحنا .



#رائد_شفيق_توفيق (هاشتاغ)       Raid_Shafeeq_Tawfeeq#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العلمانية هي الحل ........ الخطاب الديني دمر الحياة العامة و ...
- من يشاء مواجهة امريكا فليواجهها ولكن بعيدا عن العراق
- اكبر عملية احتيال ونصب سياسي على الشعب
- الخزينة سرقت والعقول قتلت وهجرت والجهل ساد …. ...
- العقيدة ليست من السماء بل نتاج بشري ….. ...
- ايران تتحدى امريكا واسرائيل بالعراقيين ........... ...
- من كوابيس بلاد ما بين القهرين
- الاسلام السياسي وتدمير العراق
- بعد تجاوز ايران الحدود الدولية في العمق العراقي ( 30 60 ) ك ...
- اكثر ما كتب عنها للاستهلاك الاعلامي والدعائي .....… ...
- سرجون الاكدي رائد العلمانية واول من فصل الدين عن الدولة ………… ...
- خطة لاعادة العاكوب الي منصبه ......... الاحزاب الدينية اغرقت ...
- ويسألونك عن العراق ......... قل لهم : برهم يقول انه محظوظ
- الموصل المنكوبة والاخطار المحدقة بها والاياد الخبيثة
- العراق هو العراق واهله عرب اقحاح …..... ...
- العراق الديمقراطي بين فاسد وفاسد.. فاسد ...... ...
- الناس أجناس والنخوة ((بالراس لو بالمداس))
- العقل والهوى مؤثرات واقعية
- تحية لك في عيدك ايتها الماجدة
- لقد ذبحوك ياعراق من الوريد إلى الوريد


المزيد.....




- عائلات الأسرى المحتجزين لدى حماس تحتشد أمام مقر القيادة العس ...
- استئجار طائرات وتدريب مرافقين.. بريطانيا تستعد لطرد المهاجري ...
- تعذيب وتسليم.. رايتس ووتش: تصاعد القمع ضد السوريين بلبنان
- كنعاني: الراي العام العالمي عازم على وقف جرائم الحرب في غزة ...
- كيف تستعد إسرائيل لاحتمال إصدار مذكرة اعتقال دولية لنتنياهو؟ ...
- منظمة التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بش ...
- الأمم المتحدة: الطريق البري لإيصال المساعدات لغزة ضرورة
- الداخلية التركية تعلن اعتقال 23 مشتبها بانتمائهم لـ-داعش- بع ...
- تقرير كولونا... هل تستعيد الأونروا ثقة الجهات المانحة؟
- قطر تؤكد اهتمامها بمبادرة استخدام حق الفيتو لأهميتها في تجسي ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - رائد شفيق توفيق - رمضان عذوبة كنا نعيشها