نداء احمد قايد صالح -على العدالة محاسبة المتورطين في الفساد-، فهي دعوة حق يراد بها باطل.

هادي المختار

الحوار المتمدن-العدد: 6208 - 2019 / 4 / 22 - 14:04
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    

ان الشعب الجزائري واعي لحملة احمد قايد صالح لتصفية خصومه بندائه لمحاسبة المتورطين في الفساد:
• هل يقبل احمد قايد صالح مسائلته حول عشرات المليارات الدولارات التي أنفقها على تسليح الجيش الجزائري؟
• وهل يقبل احمد قايد صالح ان يُحاسب أولاده وبناته على استغلالهم لسلطة والدهم في أعمالهم التجارية؟
• هل يجرأ النائب العام الجزائري محاسبة احمد قايد وأبنائه واستدعائهم للتحقيق؟ لا اظن ذلك.
• فليس احمد أو يحيى او محمد لوكال أكثر فسادا من احمد قايد صالح وابنائه.

عندما وجّه قائد الأمن الوطني في شهر سبتمبر الماضي انتقادًا للجيش حول قضية الكوكائين بتصريحه "من يحارب الفساد يجب أن يكون نظيفًا" فقد اقاله الفريق احمد قايد صالح بعد 6 ساعات من اعلان انتقاده للجيش، إذا كان احمد قايد صالح نظيفا، فلماذا لم يطالب قائد الأمن الوطني بإثبات اتهامه للجيش علنا ليثبت كذب اتهامه للجيش، فلن يكون مصير النائب العام الجزائري أحسن من قائد الامن الوطني إذا حاول استدعاء احمد قايد صالح او أولاده للتحقيق.

لا يمكن ان يستقيم الوضع في الجزائر ويُترك الرأس الكبير في الفساد الذي كان مسؤولا عن صرف عشرات المليارات من الميزانية الجزائرية على الأسلحة، ويعتبر اخطر رجل في الجزائر وفقا للمصادر الصحفية العالمية.

لإنجاح الثورات والحركات الشعبية لابد من قلع الماضي المستبد والفاسد من جذوره، فلا يمكن للثورة السلمية في الجزائر من النجاح والقبول بأنصاف الحلول، لأن القبول بالوضع الرمادي بين الحق والباطل سيشجع القادة الجدد في الجزائر على الفساد ومن ثم يتبنوا حركة تصحيحية ليغفر لهم الشعب الجزائري فسادهم وهدرهم لأموال الشعب.

على الشعب الجزائري ان يقتدي بالتجربة السودانية الحالية لرفضهم للقياديات العسكرية من تولي الفترة الانتقالية للحكم ويطالبون بتسليم الحكم الى الكوادر المدنية مباشرة.

لي صديق مهاجر كان متحمسا للتطورات الأخيرة في الجزائر وأخبرني بأنه سيعود الى الجزائر خلال أسبوع او أسبوعين لسيشارك في إعادة بناء الجزائر سياسيا واقتصاديا، ولكنه تراجع عن قراره يوم أمس وقال لا جديد في الجزائر طالما بقي احمد قايد صالح في قيادة الجيش الجزائري، وكذلك أعلن الأستاذ محمد العربي زيتوت، الدبلوماسي السابق والناشط السياسي الجزائري، في اطلالاته اليومية المرئية بانه سيعود الى الجزائر خلال اسبوع ومضى الأسبوع ومازال في المهجر لم يعد الى الجزائر.

لا يمكن التنبؤ بنتائج الحراك الجزائري السلمي، لأن الطغاة لا يستسلمون بسهولة، اما يهربون او يتمارضون او يُعدمون، فلا اعرف طاغية في التاريخ ترك الحكم طواعية، لأن البذور الشر والفساد نمت في جسمه وعقله وروحه ونمت الطفليات حول الطاغية لتعيش على وجود الطاغية في الحكم، فتلك الطفيليات اشد فتكا من الطاغية نفسها لأن حياتها تعتمد على حياة الطاغية ولا يمكن التخلص من البذرة الفاسدة ومهادنة الطفليات التي نمت حولها بالمهدئات الطبية بل بمبضع الجراح.

لا جمهورية ثانية مع بقاء عصابة الجنرالات اللذين استولوا على الثورة الجزائرية وهيمنوا على مقدرات الشعب الجزائري لأكثر من نصف قرن، ان الجيش الجزائري مع الشعب ولا يمكن للجنرالات الآن إعطاء أوامر للجيش لمحاربة الشعب لأن الجيش الجزائرى سيوجه سلاحه الى الجنرالات بدل ان يوجه سلاحه لقتل اهله.
لابد من إيقاف احمد قايد صالح في محاولاته التخلص من خصومه ومعارضيه بحجة محاسبة المتورطين بالفساد وهو الفاسد الاكبر، فهي دعوة حق يراد بها باطل.
لا قبول للأحزاب والمغامرين اللذين قدموا الطلبات للمشاركة في الانتخابات الرئاسية لحكومة البدوي، انهم طلاب حكم فلا يمكنهم خدمة الشعب الجزائري.
حذاري من تولي الأحزاب الإسلامية الواجهة السياسية، فغاية الأحزاب الإسلامية تولي السلطة كخلفاء وليسوا دعاة للإصلاح فدعاة المذهبية في إيران الخميني والخامنئي لم يجلبا الا الفرقة والدمار الى الإسلام، ولم ينتجوا اخوان المسلمين الا فرق إرهابية في مصر وليبيا وخلايا أمنية سرية للاغتيالات في تونس، اما دعاة المسلمين من الأولياء الله الصالحين أمثال امام الدعاة الشيخ محمد متولي الشعراوي والشيخ محمد الغزالي من المناهضين للتشدد والغلو في الدين، فهم أولياء الله الصالحين، لم يسعوا للحكم فكانا اكبر من السلطة ومن الحكم، فقد أوصى الشيخ الشعراوي ابنه بأن يبتعد عن الاخوان المسلمين فطموح الاخوان هو تولي الحكم، بالرغم من ان الشيخ الشعراوي كان منتميا للإخوان عند تأسيسه وخط أول بيان لجماعة الإخوان المسلمين بيده، وكان الشيخ محمد الغزالي منتميا الى الاخوان المسلمين أيضا، فكان من اشد المناهضين لمرشد الاخوان المسلمين حسن إسماعيل الهضيبي بسبب آرائه المتشددة.
اصطدموا دعاة المسلمين من الاولياء الله الصالحين بما اكتشفوه عند قادة الاخوان من مطامع سياسية واهدافهم للوصول إلى الحكم بأية وسيلة كانت، لذلك تركوا تنظيم الاخوان المسلمين وحذروا ابنائهم من الانتماء اليم.

#هادي_المختار (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات