ماذا يجري في الجزائر، اقطعوا رأس الافعى قبل ان ينهار النظام

هادي المختار

الحوار المتمدن-العدد: 6054 - 2018 / 11 / 15 - 18:38
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    

منذ الانقلاب العسكري والجزائر في مخاض عسر فأما يقطع رأس الافعى وتتبنى الجزائر نظام ديمقراطي يمثل الشعب الجزائري كله او تحتكر السلطة من قبل شلة من الافاعي يختفون وراء رئيس عاجز ويتذرعون بوارثة الثورة الجزائرية للسيطرة على موارد الدولة وكتم انفاس كل معارض لهم وآخر ضحايا الانقلاب العسكري ولن يكون الأخير السيد جمال ولد عباس أمين عام جبهة التحرير الوطني الجزائرية.

ان الإقالات المستمرة منذ أكثر من شهرين في صراع محموم ومكشوف بين قائد الجيش احمد قائد صالح والقوى تعتبر نفسها من ورثة الثورة الجزائرية داخل حزب جبهة التحرير الجزائرية، سيؤدي هذا الصراع الى فوض غير مسبوقة في الجزائر لأن للمقالين من قبل قيادة الجيش لهم مناصرون داخل الجيش وداخل جبهة تحرير الجزائرية، فلا يمكن ان تمر هذه الحملة العسكرية داخل النظام بسلام.

فاذا كان الرئيس عبد العزيز بوتفليقة وراء هذه الإقالات، فعليه ان يخرج بإعلان مرئي وصوتي متلفز يذكر الاسباب لهذه الإقالات التي ينفذها قائد الجيش احمد قايد صالح بادعائه انه ينفذ هذه الإقالات بأوامر من الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، واذا كانت هذه الإقالات بسبب فساد القادة المقالين، فأن قائد الجيش احمد قايد صالح هو اكبرهم فساداً وفقا لتسريبات ويكيلكس.

ان احمد قايد صالح لا يعلم الى ان يسير بالجزائر ولم يتعظ من مصير من سبقوه من قيادات المنطقة وبالنتيجة سيدفع الشعب الجزائري ثمن تهوره.

ان التمادي في الفساد والظلم من الأخطاء التاريخية للقيادات الشعوب في منطقتنا وتسببت بكوارث ذهبت ضحيتها الملايين من البشر واهدرت مواردها في تغذية الصراعات الناتجة من صراع المغامرين لكسب والبقاء على كرسي الحكم بالقوة ومن الأمثلة:
• فلو تنحى الرئيس الحبيب بورقيبة الحكم قبل ان يخرف ويعجز عن إدارة الحكم لكانت تونس في وضع أفضل من اليوم.
• لو منح الملك حسن الثاني الحكم لذاتي لشعب الصحراء لوفر الكثير للشعب المغربي ولما عان النازحون من الشعب الصحراوي قسرا او طوعا لأكثر من 40 سنة، ولما اهدرت الأموال الشعبين المغربي والجزائري على شراء الأسلحة وتمويل قيادات بوليساريو.
• لو لم يصب معمر القذافي بداء العظمة ويتدخل في شؤون الدول العربية والافريقية وتخلى عن السلطة بطريقة سلمية لما وصلت الأحوال في ليبيا الى ان يتصارع شعبها الطيب فيما بينهم ويعشعش الإرهاب في ليبيا.
• لو لم تتبنى جيهان مبارك حملة لتولي ابنها جمال الحكم تقليدا لوراثة بشار الأسد لوالده حافظ الاسد، لما سمح جمال مبارك بالفساد ليكسب مساندين له لوارثة السلطة من ابيه.

اما عن الشرق العربي فالمشاكل السياسية فيها هي ام المشاكل، فبعضها تعود الى اكثر من 1400 عام حيث يحاول الفرس الانتقام من الإسلام من هزيمة الدولة الفارسية وسبي بنات ملكهم يزدجرد الثالث من قبل المسلمين وذلك ببذر الفرقة المذهبية بين المسلمين بالبدع والتخلف، ومشاكل أخرى تعود الى بعد الحرب العالمية الأولى بفصل العرب عن المسلمين تمهيدا لسلب فلسطين من الشعب الفلسطيني بعد ان فشلوا في شراء فلسطين من السلطان العثماني عبد الحميد الثاني، والمشكلة الأخيرة تعود الى بعد الحرب العالمية الثانية في زراعة دولة إسرائيل في فلسطين وطرد الشعب الفلسطيني من ارضهم.
ان الثروة النفطية أصبحت نقمة على شعوب الشرق العربي وهذه الثروة مستغلة من قبل الشيوخ والقيادات السياسية الفاسدة ومن المتسلطين على شعوبهم، فأما الشعوب في الشرق العربي فهي مضطهدة وجائعة وهي وقود للصراع السياسي على السلطة وآخرها محاولة رئيس التركي اردوغان استعادة الخلافة العثمانية من خلال دعمه للحركات الإسلامية المتطرفة.

#هادي_المختار (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات