أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صادق العلي - حوار في الإلحاد بين ابن الراوندي وبين سبينوزا














المزيد.....

حوار في الإلحاد بين ابن الراوندي وبين سبينوزا


صادق العلي

الحوار المتمدن-العدد: 6199 - 2019 / 4 / 12 - 08:56
المحور: الادب والفن
    


سبينوزا :
تداخلت افعال الإله والمؤمنين به فبدت اكثر تعقيداً , اهم ما انتجه هذا التداخل هو ما اطلق عليه اصطلاحاً (( الدين )) الذي بدروه انتج اديان جديدة متعددة تحت مسميات مختلفة مثل المذهب والفرقة والطائفة ... الخ , هذا طبعاً بحكم الاحتياج الانساني لما هو جديد او لعدم قدرة الدين القديم على مواكبة المستجدات.
السؤال هنا اي منهم يتحمل تبعات الاخر ؟! , بمعنى اخر لو جاز لنا تقديم احدهم للمحاكمة التاريخية من سيكون بينهم ؟.
ابن الراوندي :
قبل تقدم احدهم او جميعهم للمحاكمة دعني اقول شيئاً ... ان وجود الإله مهم للملحد اكثر منه للمؤمن !.
سبينوزا :
ماذا تقول ... كيف يكون ذلك ؟.
ابن الراوندي :
الإله بالنسبة للمؤمن قناعة قديمة راسخة لا تحتاج الى التجديد او التعديل لكنه مجرد انتظار لقطف ثمار ايمانه به سواءاً في الحياة او في ما بعد الموت .
اما بالنسبة للملحد فإن الإله قناعة تحتاج الى التجديد في كل لحظة ليثبت لنفسه وللاخر منطقية رفضه له ومنطقية رفضه للدين ايضاً !.
اضاف ابن الراوندي :
ثم الا تعتقد بأن الإله ضروري للايمان اكثر منه للاديان !, هنا الايمان بوصفه حالة فردية تصل في بعض الاحيان الى درجة الاحتياج النفسي لخلق حالة من التوازن الذاتي وهي الاقدم تاريخياً والاكثر اقناعاً في الطرح .
اما الإله في الدين يا صديقي فهو عمل جماعي يفضي بالضرورة الى طرفين :
الاول معطاء متأمل ( متدين بسيط ) والثاني جشع متربص ( رجل الدين )!.
والا كيف نُبرر ثراء رجال الدين مقابل فقر اتباعهم بل فقر قديسيهم ورسلهم ايضاً ؟!, طبعاً هذه ليست الحالة الوحيدة في موضوع الاديان الشائك ولكنها الاهم كونها تتعلق بالحالة الاقتصادية للانسان المؤمن .
سبيموزا :
اوافقك على احتياج الانسان المؤمن للإله كي يبقيه متوازناً ازاء ما يواجهه من مخاطر ليمنحه ما يستحق ( كما يعتقد ) بعد موته كونه لم يحصل على ما يستحق في حياته لذلك نجد الرب عند الاثرياء مختلف تماماً عنه عند الفقراء .
في هذه الحيثية يعتقد الملحد بأنه يحصل على مكاسب معنوية في جداله مع المؤمنين على اعتبار انه ينطلق من الواقع المعاش الذي هو معتقل الطيبين البسطاء الشرفاء .
ابن الراوندي :
لا تنسى يا صديقي ان الاديان تنادي بالفضيلة ولكنها تنتشر وتتوسع بالرذيلة !, إذ ليس هناك دين يخلو من نظرية اخلاقية انسانية راقية ولكن التاريخ يخبرنا بأن انتشار الاديان (( المسيحية والاسلام بالتحديد )) تم بالحروب وبالمجازر والاغتصابات وبالتهجير .
اين الإله مما يجري ؟.
سبينوزا :
هل تتحدث عن إله المنتصر ام إله المهزوم ؟.
ابن الراوندي :
لا اعرف ولكن كل الذي اعرفه ان الملحد من مكانه يرصد كل ما يجري كي يزداد يقيناً برفضه لفكرة الإله وليجد مساحة اوسع للتحرك ولاثبات ذلك الرفض ولا احد يتناول مآساة الفقراء وقد اصبحوا وقود الصراعات الدينية .
سبينوزا :
فكرة ان يتحمل المرء وزر من يشاركونه دينه غير صائبة لدرجة تجعله يبحث اما اعذار ومبررات لافعالهم غير الانسانية او ربما اعلان البرأة منهم ومنها .
ابن الراوندي :
ماذا لو كان اعداد من يقومون بتلك الافعال غير الانسانية المشينة اكبر بكثير من اعداد الذين يرفضونها !.
هل نستطيع ان نقول بأن هذا الدين غير انساني اة انه دين القتل ؟.
سبينوزا :
انت ماكر في طرح اسئلتك لدرجة تُشعرني بأني ضد ما تطرحه .
ابن الراوندي :
لم اقصد هذا طبعاً ولكني في حيرة من امري , تخيل ان الملحد يجد في قولك هذا مخرجاً ولا اروع على اعتبار ان اتباع الدين الواحد انقسموا على تعاليم دينهم ولكن هل يتمنى هذا الملحد ان تزداد تلك الافعال المشينة حتى وان كانت قتل الابرياء مثلاً كي يتأكد بأنه على الطريق الصحيح ؟!.
سبينوزا :
لإمازحك قليلاً ودع عنك موضوع القتل في سبيل الدين ... فكرة البحث عن المزيد من الاتباع لهذا الدين او ذاك من خلال اما الارتماء ببركة ماء عفنة او النطق بكلمات لا معنى لها تجعل اتباع الاديان في تزايد بالتأكيد ولكنهم غير معتقدين بها او موقنين بصدقها .
فضلاً عن الاثرياء وكيف يشتريون اتباعاً لدينهم كما يشترون البسطاء للانتخابات مثلاً او المرتزقة لتجنيدهم في حروبهم او في صراعاته المتجددة ؟!.
ضحك الاثنان على ازدياد اعداد الفقراء مقابل تناقص اعداد الاثراء , طبعاً هذه القاعدة لا تشمل رجال الدين كونهم اكبر من اي نقد فهم لسان الإله على الارض ونوابه والمتحدثين بأسمه العظيم .
ابن الراوندي :
قد يكون هذا الشيء مقبولاً في ما يسمى بالدين على اعتبار انهم الناس تم تجميعهم بطريقة ما ولكنه غير مقبول في الايمان كونه احتياج نفسي فردي لا يقبل اي اطار او اي شكل يمكن ان يوضع فيه .
لا تنسى الملحد يرفض الاثنان معاً لاعتقاده بأنه احدهما يمثل الاخرى او لهما ذات التأثير بتغييب العقل الانساني .
سبينوزا :
.................



#صادق_العلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كتب غيرت الدين الاسلامي .
- ماذا يعني ازدياد اعداد رجال الدين في المجتمع ؟.
- القنصلية العراقية في ديترويت فساد على فساد .
- فقه العروبة وتوريث الهزائم
- في العراق .... القضاء على الشرفاء ام القضاء على الفاسدين !.
- في امريكا يوم العنف ضد المسلمين .
- المرأة العربية من المظلومية الجماعية الى التسلط الفردي .
- الصراع على السلطة الاسلامية في امريكا
- غزوات اموية وليست فتوحات اسلامية .
- حضرة الدكتور ........ ط باللغة العربية .
- نظرية الفيض من افلوطين الى الفارابي .
- احتفالات القنصلية العراقية في ديترويت ومعاناة عوائل الشهداء ...
- الشيعي من الانضمام لحزب البعث الى فساد الحكم .
- الملحد بين عيد الفطر واعياد الميلاد المجيدة !.
- اين المؤامرة في كتاب بروتوكولات حكماء صهيون ؟.
- وهكذا اسدل الستار على مسرحية ( القدس عروس عروبتكم ).
- تشريع قانون بيع المخدرات .
- مسافة وطن
- الجاليات العربية في امريكا
- المجتمع الاسرائيلي في الافلام والمسلسلات العربية .


المزيد.....




- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صادق العلي - حوار في الإلحاد بين ابن الراوندي وبين سبينوزا