أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - قاسم علوان - كيف تصرف مبلغ 200 مليون دينار عراقي في ثلاثة أيام بدون معلم...!















المزيد.....

كيف تصرف مبلغ 200 مليون دينار عراقي في ثلاثة أيام بدون معلم...!


قاسم علوان

الحوار المتمدن-العدد: 1535 - 2006 / 4 / 29 - 11:52
المحور: الادب والفن
    


كان مقررا لانعقاد مهرجان المربد السنوي كالعادة بأن يكون في موعده المحدد، أي منتصف نيسان، لكن المخصصات المالية اللازمة لعقد المهرجان لم تكن معلومة المصدر أو مقررة حتى قبل شهر من ذلك الموعد.. أو من هي الجهة التي ستمنحها أو تساعد أو تساهم فيها، لذا كان السادة في كل من اتحاد الأدباء المركز العام واتحاد أدباء فرع البصرة في حيرة من أمرهم.. هل سيعقد المهرجان أم لا...؟ غير سيادة رئيس الوزراء في الحكومة المنتهية ولايتها الدكتور إبراهيم الجعفري تبرع مشكورا بـ 200 مليون دينار عراقي لإقامة المهرجان، وكان ذلك في مطلع شهر نيسان، غير أن الجهات المعنية بإقامة المهرجان لم تتمكن من الاتصال بالسيد رئيس الوزراء مباشرة إلا عن طريق وزارة الثقافة.. وكذلك من المعروف أن صرف ذلك المبلغ لا يمكن أن يتم بطريقة سريعة ومباشرة، فلم يصل ممثل الوزارة الى البصرة ومعه (جزء) من ذلك المبلغ إلا قبل أسبوع واحد من الموعد المقرر.. إذ لم يكن قبل ذلك الوقت قد شكلت لجنة تحضيرية للمهرجان، مما وضع الجميع في وضع مرتبك ومحير جدا...!!
الزملاء في الهيئة الإدارية لفرع البصرة كانوا فرحين بتلك المبادرة السخية، إذ ربما سيخصص جزء من ذلك المبلغ لحل مشكلة مقر فرع الاتحاد بالنسبة لهم، فالجميع يعلم ما يعانون منه من هذه الناحية... فهم يتخذون من غرفة بائسة فقيرة، هي بالأصل جزء من مقهى شعبي، مليئة بالجرذان، كمقر لفرع الاتحاد....!! إزاء ذلك نعتقد نحن أيضا أن إيجاد مقر ملائم لفرع الاتحاد كان أهم بكثير من إقامة (مهرجان المربد الشعري) في هذا الزمن بالذات.. وهذا ما حصل فعلا بجزء ضئيل من أصل ذلك المبلغ..
لنرى كيف سيصرف ذلك المبلغ الكبير المخصص للمهرجان.. أدعى الأخوة المسؤولين في وزارة الثقافة بعد مراجعتهم أن ذلك المبلغ لم يخصص للمهرجان فقط كما جاء في وسائل الأعلام...! بل لسد نفقات أخرى في الوزارة أو للاتحاد المركزي...!! كما أن السادة المدراء العامين في وزارة الثقافة العراقية وبالتأكيد أنهم كانوا غير مدعوين لحضور المهرجان.. وكذلك موظفي الوزارة الآخرين.. وبعض من النخبة من الأدباء وصلوا مدينة البصرة لحضور المهرجان بطائرة مؤجرة من الخطوط الجوية العراقية تقلهم من بغداد الى البصرة ذهابا وإيابا بمبلغ قدره 30 مليون دينار عراقي....!! كما وصل بقية ضيوف المهرجان من بغداد ومن المحافظات في الحافلات.. وقد تم دفع تكلفة بقية المصاريف من مثل أجور نقل وحجز ثلاث فنادق وبخدماتها كافة من قبل اللجنة الوزارية نفسها.
ذلك المبلغ الكبير محليا أثار شهية الجميع فور إعلانه...!!! حتى من ليس له علاقة باتحاد الأدباء أو بالأدب أصلا.. فأخذوا يتقاطرون على المقهى والاتحاد الملحق بها.. زرافات من كل حدب وصوب، وذلك لتشكيل اللجان الفرعية و(الخدمية) للمهرجان، تشكلت اللجنة العليا غيابيا و(اعتباطيا) بدون أن يبلغ أعضائها بعضويتهم.. وأما اللجنة التحضيرية.. فلم تستطع أن تعقد اجتماعا واحدا قبل المهرجان أو خلاله.. وكل ذلك بعدما أنتشر خبر مفاده سيكون هناك رصيد مالي لكل لجنة لغرض تغطية مصاريفها، وكذلك مكافآت نقدية مجزية لأعضاء تلك اللجان... فتشكلت لجان كثيرة لذلك الغرض، فظهرت على السطح أشكال من الخلافات والتنافس غير الشريف على عضوية تلك اللجان أو رئاستها، لكن المفاجأة التي أذهلت الجميع هي اللجان التي شكلتها وزارة الثقافة لرعاية المهرجان من موظفيها وجاءت بها جاهزة من بغداد الى البصرة فنحت بعض من تلك اللجان لتحل محلها...!!
بعض المصادر الداخلية في اتحاد الأدباء أشار الى أن عدد أولئك الموظفون الذين أوفدتهم الوزارة لحضور المهرجان في لجانها تلك بلغ المائة موظف....!! بالمقابل بلغ عدد ضيوف المهرجان من الشعراء والأدباء ثمانون فقط....!! وهذه بادرة الأولى من نوعها في تاريخ المرابد القديمة والحديثة...!!! مما يضاف الى (منجزات المربد الأخير) ومفاجآته حضر أو منع مشاركة الشاعرات من النساء العراقيات في هذا المهرجان...!!
في الدورتين السابقتين لمهرجان المربد كان هناك فندق واحد (مثل فندق المربد) يكفي لضيوف وإدارة المهرجان، أما المهرجان الأخير فقد حجز له فندقين آخرين إضافة الى الفندق الأول...!! ويبدو ذلك من أجل إطفاء المبلغ الكبير الذي تبرع به السيد رئيس الوزراء ليس إلا...!! كما لم يرافق وفد المهرجان أي من الإعلاميين والصحفيين العاملين في وسائل الأعلام والصحف الصادرة أو العاملة في بغداد.. كما جرت العادة في السابق، إذ طلب من أولئك لحظة ركوب الحافلات بان نفقات سفرهم وإقامتهم في البصرة ستكون على نفقتهم الخاصة...!! ويستثنى من كان مدعوا...!!!
ممثل وزارة الثقافة الذي جاء الى البصرة قبل انعقاد المهرجان بأسبوع كما ذكرنا.. دفع نقدا الى رؤساء بعض تلك اللجان المبالغ التي يحتاجونها مباشرة وحسب تقديرهم، وليس عبر اللجنة المالية المشكلة في فرع الاتحاد كما هو معروف...!!! وطلب من أولئك السادة رؤساء اللجان تسديد تلك المبالغ بوصولات دفع أصولية...! حسنا.. ولكن عندما يكون المبلغ في حوزة أي شخص كان.. سيكون أتمام موضوع الوصولات وإطفاء أصل المبلغ سهلا جدا... هذا بعكس الحالة المعروفة والسائدة، أي عندما تكون هناك لجنة مالية مشهود لها بالنزاهة ونظافة اليد ومن ناس ذوي اختصاص في الشؤون المالية.. كما هي اللجنة التي شكلت لذلك الغرض في اتحاد فرع البصرة لتشرف مباشرة على كيفية الصرف... ولا يعني هذا أن ما حدث من (خروقات) مالية في الدورتين السابقتين لهذا المهرجان أن جميع أهل البصرة أو أدبائها ناس لا يأتمنون...!!
من المفارقات الأخرى التي رافقت المهرجان بأنه كان من المفترض أن يكون هناك أكثر من معرض تشكيلي يتزامن مع المهرجان كما حصل في الدورتين السابقتين، فقد تشكلت لجنة خاصة بالعروض والمعارض التي ستصاحب المهرجان، واستلمت المبالغ المالية المخصصة لذلك، فلبى تلك الدعوة مثلا الفنان التشكيلي العراقي المعروف فؤاد هويرف (وهو مقيم في بغداد) التي وجهتها له (اللجنة التحضيرية) من خلال ممثلها السيد رمزي حسن، فجاء من بغداد قبل 10 أيام من موعد المهرجان مع لوحاته اعتزازا بـ (مربد البصرة) أتصل باللجنة ذات الاختصاص فور وصوله.. لكنه فوجئ قبل المهرجان بيوم واحد بأن ليس هناك أي معرض تشكيلي سيصاحب المهرجان...!! سوى المعرض المخصص اتحاد التشكيليين في البصرة، رغم أن لجنة (المعارض) تلك طبعت (فولدر أنيق جدا) لذلك المعرض المقترح بكلفة 750 ألف دينار عراقي...! ولم يحمل ذلك الفولدر أسم الفنان الضيف المدعو...!!! سوى أسماء ثلاثة فنانين لم يعرضوا لوحاتهم مطلقا هم أعضاء في تلك اللجنة... أليس ذلك أمرا مثيرا للغرابة...؟ تزامن مع المهرجان معرض (مستهلك) مدفوع الثمن مسبقا قبل مهرجان المربد بأشهر.. للرسوم الكاريكاتيرية عن الفساد الإداري....!! (طبعا ليس فيما يخص الفساد داخل المهرجان بل بعيدا عنه...!!) كان قد تكرر عرضه في المدينة مرات عديدة وقبض ثمنه من بعض الجهات الداعمة لمنظمات المجتمع المدني...!!
أختتم المهرجان بذلك الحفل (المريع) لتوزيع الهدايا والشهادات التقديرية... التي لم تنس أحدا ممن قرؤوا في المهرجان أو شاركوا فيه بأي شكل من الأشكال أو حتى من تكبدوا عناء الحضور للمهرجان وحضروا بعض من جلساته، بما في ذلك أفراد الشرطة وحرس الفنادق... وذلك للجميع بنفس المستوى من التقدير والأهمية.. وكان ذلك (التكريم) عبارة عن (ساعة رخيصة الثمن وشهادة تقديرية لم يكتب فيها أسم المعني...) بما في ذلك الشاعر العراقي البصري الكبير المغترب، المحتفى به في المهرجان عبد الكريم كاصد، والذي أطلق أسمه على هذه الدورة من المربد...!!! لكن شمل ذلك (التكريم...) أحيانا وبنفس المستوى من لم يحضر أو يشارك في أي اجتماع أو جلسة أو أي نشاط يخص المهرجان قبله أو بعده ولم يشارك بأية فعالية له أو أي خدمة، مثلا رئيس تحرير جريدة (الأخبار) فقط ورد أسمه في اللجنة التحضيرية التي لم تحقق أي اجتماع.. ولم يشارك في أي لقاء لها، فشمله ذلك (التكريم الواسع...!!) وإما الفنان التشكيلي فؤاد هويرف الذي تكبد عناء السفر من بغداد مع لوحاته الى البصرة فلم يرد أسمه في تلك القائمة الطويلة (العفوية) التي شملت الكثير ممن لم يفعلوا شيئا مطلقا... مثل الأستاذ خالد السلطان رئيس تحرير جريدة (الأخبار) كما ذكرنا....!!
سيقول قائلهم أن من يبحث عن الأخطاء فسيجدها، غير أننا لم نبحث عن أخطاء فهي كثيرة والحمد لله.. فلم نشر الى المعارك الجانبية أو السباب والشتائم اللذان تخللا (العلاقات الأدبية...) وما ترتب عليها بعد ذلك من جلسات عشائرية (غير أدبية....!!!) واعتذارات.. كل هذا لم نذكره ولم نتكلم عنه...!!



#قاسم_علوان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عندما أشتعلت الشرارة صبيحة ذلك اليوم الربيعي الجميل
- عاشت فلسطين حرة عربية
- بانتظار الحكومة المقبلة
- فاعلية الاستحقاق الانتخابي والضرورات الأخرى
- الشعر الشعبي العراقي... سيرة
- كافكا وأرسون ويلز في( المحاكمة) سلطة الأدب وسلطة الكتابة
- هل يوحد الأخوة الكورد (الأخوة) الفرقاء العرب...؟
- بونويل رائد السينما السريالية
- لوليتا... الرواية في السينما
- أسطورة شارلي شابلن
- السنما العراقية.. من اين الى أين...؟
- أزمة هوية الحكومة العراقية المقبلة
- مشروع الدولة القومية والعولمة
- الدستور في ثقافة المجتمع المدني
- محاكمة صدام.. ديمقراطية مية بالمية...
- الانتخابات العراقية المقبلة
- منظمات بلا حدود..!!
- القوى الديمقراطية والخيار الصعب
- أفق العلاقات العراقية الكويتية... من ما قبل اعلان الاستقلال ...
- هيمنة فكرة التسلط


المزيد.....




- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - قاسم علوان - كيف تصرف مبلغ 200 مليون دينار عراقي في ثلاثة أيام بدون معلم...!