أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - قاسم علوان - بونويل رائد السينما السريالية















المزيد.....

بونويل رائد السينما السريالية


قاسم علوان

الحوار المتمدن-العدد: 1424 - 2006 / 1 / 8 - 10:41
المحور: الادب والفن
    


بونويل رائد السينما السريالية :
الحب والحياة والموت في (روح ليونارا)
من الصعب جدا أن نجد مخرجا سينمائيا استطاع أن يحافظ على منحى سينمائي تميزت به معظم أعماله طيلة نصف قرن من عمله الفني في هذا الحقل، كما هو الحال عند المخرج الأسباني جان لوي بونويل. فمنذ بداية العشرينات من القرن الماضي ومنذ أيام السينما الصامتة، طرح بونويل نفسه وبشكل جدي من خلال الحركة السريالية، وفي ميدان العمل السينمائي تحديدا، وذلك في فلمه السريالي الأول المشهور (كلب أندلسي) فجاء منسجما مع عما تمخضت عنه تلك الفترة الملتهبة من تاريخ الأدب والفن في أوربا بعد الحرب العالمية الأولى، فقد أخرجه بالتعاون مع مواطنه الرسام سلفادور دالي، في الوقت الذي كان فيه بونويل على علاقة وثيقة مع اليسار الفرنسي آنذاك.
لقد جسد ذلك الفلم بحق عمق أزمة وعي المثقف والفنان المبدع في تلك الفترة من تاريخ دول أوربا، بعد أن وضعت الحرب العالمية الأولى فيه أوزارها، في البحث عن شكل جديد للتعبير في خضم ثورة هائلة على الأشكال والمضامين القديمة والبحث عن أشكال ومضامين جديدة، وهذا رغم أننا لاحظنا في الفلم تجسيدا مبكرا من ما كان يعتمل في داخل الوسط الفني والأدبي من قلق وانزياح عن كل ما هو واقعي.. بعيدا عن كل ما هو تقليدي وسائد آنذاك، باتجاه رومانسي أصلا من هذا التصور (الثوري) ليتقاطع مع كل ما يمت للواقع والموروث بصلة، وفي استغلال ما يمكن أن تتيحه ذاكرة معبأة بإرث ثقافي كبير من التمرد والاستلاب والثورات المهزومة.
وحتى في أفلامه اللاحقة وبعد أن (عفا) الزمن على تلك الابتكارات الصورية الجديدة أو الشكلية المبالغ فيها عموما، وليس ذلك في السينما فقط، بل في الفنون الأخرى، والتي انتهت أليها تطورات ألدادائية السريعة، الأب الشرعي للسريالية..! مثلا نلاحظ عند بونويل دأبا مستمرا لاستيعاب ذلك التنوع وتلك المؤثرات الفكرية والسياسية المتحركة، التي كانت غطت كل تلك السنوات وما بعدها، أو التي تركت أثرا في ذلك الوسط الفني والثقافي لسنوات طويلة، فهو الى جانب استغراقه المستمر في الشكل (السريالي) ألغرائبي في التعبير الصوري ـ السينمائي، نلمس عنده في الوقت نفسه منحا للاستفادة من ما يوفره مذهب فرويد تحديدا في (التحليل النفسي) في تفسيره للعلاقات وكشفه عن طبقات اللاوعي الإنساني وفجواته المذهلة في حينها، فكانت تلك النظرية أحد مصادر الحركة السريالية المهمة في ذلك الوقت. وفي السينما نجد بونويل يخضع لذلك المؤثر بشكل واضح، ونراه متجسدا غالبا في شكل البناء الصوري في الكثير من المشاهد من أفلامه التالية. وبعد تلك كل تلك السنين الطويلة نشاهد هذا المؤثر واضحا في فلمه المعروف (روح ليونارا) ولكن بأشكال صورية جديدة، بحسب ما تتيحه أمكانية الفن السينمائي التي تتطورا سريعا مع الأيام. بجانب ذلك النزوع الشكلي، نلاحظ أيضا عند بونويل نهوضا بالمضمون الاجتماعي النقدي للعلاقات الاجتماعية (البرجوازية) السائدة في فترة ستينات وسبعينات القرن الماضي، وخاصة في أفلامه المعروفة من مثل (شبح الحرية) و (سحر البرجوازية الخفي) و (حسناء النهار).
سنكتفي بالحديث هنا عن فلم (روح ليونارا) المأخوذ عن قصة قصيرة لأدغار ألن بو. ومن المعروف أن بونويل عمل على هذا الفلم وشريطين آخرين في نفس العام (1966) هما (حسناء النهار) و (العصر الذهبي). يعود المخرج في هذا الفلم الى العصر الوسيط من تاريخ أوربا، ليأخذ الإطار التاريخي منه فقط، من غير أن يتعرض للعلاقات الاجتماعية أو الاقتصادية المؤثرة أو السائدة في تلك البنية الاجتماعية وسياقها التاريخي من خلال استعارته لذلك الإطار الزمني. من وجهة نظر نقدية يعتبر هذا الفلم نظرة للإنسان من الداخل، لتحديد أو استشفاف رؤية فلسفية، أو تأمل باطني في موضوعات من مثل الحياة والحب والموت، بان يضع هذه الوحدات أو المكونات المشار أليها بجانب بعضها أفقيا.. وفي نفس المستطيل، بالتوازي مع افتراض شكل العلاقة المتبادلة بين تلك المفردات آنيّا. بطل الفلم ريتشارد (مثله ميشيل بيكولي) شخصية نموذجية من تلك الفترة التاريخية، يتمتع بقوة جسدية كبيرة، إضافة الى مكانته الاجتماعية كإقطاعي، التي لم يتعرض لها الفلم كمؤسسة اجتماعية قائمة إطلاقا، كما نتعرف تدريجيا الى شخصيته وسلوكها الفردي والاجتماعي، مثلا.. أنه لا يحترم رجال الدين.. ولم يثق بهم على حد تعبيره.. لكنه مندفع جدا في حبه لزوجته الجميلة ليونارا (الممثلة السويدية ليف أولمان) التي يفتقدها بجنون.. بعد سقوطها من على ظهر حصانه الذي يحبه كثيرا، ومن ثم موتها ليقتل ذلك الحصان بمشهد مجازي جميل غاية في الكثافة، فقط نراه يخرج غاضبا من الإسطبل وهو يمسح سيفه من الدم.
أنه يحبها حد الجنون، فلا يرى أي شيء حوله سوى الفراغ الذي تتركه في حياته، هذا رغم أنه يتزوج من فتاة جميلة أخرى هي كاترين (مثلتها الحسناء الإيطالية أورنيلا موتي) التي تنتمي الى عائلة من رعاياه من نفس المقاطعة. فتحاول جهدها أن تشغل ذلك الفراغ، تزوجها في نفس اليوم الذي غلق فيه باب المغارة أو المدفن الذي دفن فيه زوجته الأولى..! فهي تجد فيه شيء من الحب رغم بعض جفافه وصلافته التي قابلها بهما منذ البداية.
وبعد مرور عشر سنوات لم يستطع ريتشارد أن ينسى ليونارا رغم إنجاب زوجته الثانية لطفلين منه. رغم أنه لم يبح بذلك لأحد بذلك الشعور، فهو لم يقترب من صديق أو من أي كائن حي آخر. يبحث عن ليونارا في نفسه، وفي الأشياء المحيطة به، إذ يظهر له شبحها أحيانا، فيلجأ الى هدم باب المغارة التي دفنها فيها، وعندما لا يسعفه ذلك بشيء يندبها أمام الطبيعة.. وبالتحديد أمام وادي ذو عمق سحيق..! وهذه اللقطات ذات دلالة إيحائية، كما سنتعرف على ذلك فيما بعد، ربما تتمثل بالتقابل مع النبوءة التي نحس بها تعتمل في نفسه، ومن وجهة نظره للحياة، حيث نهايتها بدون ليونارا..! فيظهر له في ذلك المشهد وبشكل شبحي شخص غريب... ربما يمثل الوجه الآخر لريتشارد، يترك انطباعا بأنه يمثل الحياة بإشكالها الحقيقية وأشياءها الحسية الأخرى، فيدعوه الى التخلي عن أفكاره أو أوهامه بإمكانية عودة ليونارا للحياة الطبيعية مرة أخرى..! ويرد له حججه بمقابل حبه المفقود، عن أمم كثيرة وحضارات عريقة قد انتهت..! وأن موت شخص نحبه لا يقابل جزءا صغيرا من كل ذلك. فيرد ريتشارد عليه بأنه لا يقوى على نسيانها. فيغيب ذلك الغريب بنفس الطريقة الشبحية التي ظهر فيها.
ويعود ريتشارد الى القبر وكأنه لا يدري ماذا يفعل، فيظهر له ذلك الشخص مرة أخرى ويقول له أنه إذا أصرّ على عودة حبيبته الميتة الى الحياة مرة أخرى فانه سيساعده على ذلك، لكن الثمن سيكون باهظا..!! فيوافق ريتشارد على ذلك، فيتفقان..! يدفعان غطاء القبر الحجري وتعود ليونارا للحياة من خلال عاصفة خريفية باردة، برودة جسدها وشحوبه. تعود ليونارا للحياة لكنها فاقدة لأسمى ما في الحياة من حرارة وعذوبة. وبما أن هذه العودة غير طبيعية فأنها تحتاج الى مقابل أو تعويض يعادلها، أو ربما يصل ذلك التعويض الى درجة ثمن فادح على حد تعبير ذلك الشخص ـ الشبح الغريب.. إذ أن هذا الاختلال في ناموس الطبيعة يستلزم تضحيات جسيمة..! تبدأ بقتل ريتشارد لزوجته الثانية الجميلة. ثم لتصاب الحياة في الصميم وبالذات في عنصر استمراريتها، أي في الطفولة...!! ولكي تعود ليونارا الى حياتها الطبيعية تبدأ باغتيال تلك الطفولة..!
في الفلم مشهد مؤثر جدا عند قتل ليونارا لأول طفلة تصادفها.. فهي تستدرج الطفلة ـ الضحية بان تحكي لها قصة (غير مشوقة) على حد تعبير الطفلة نفسها، قصة عن مجموعة من الناس يصابون بالعمى.. يأكلون بعضهم البعض.. فتترهل أجسادهم.. وتصبح بطونهم أشبه بدمامل كبيرة...! وما أن تنتهي الحكاية تكون الطفلة قد فارقت الحياة على يد ليونارا خنقا...! وهكذا تستمر ليونارا.. لكي تستمر على قيد الحياة. ومع هذا الاختلال في قوانين الحياة الأساسية تبدأ الأخيرة في الانهيار، إذ يتفشى الطاعون في تلك المقاطعة، ووفق المنطق الذي بنيت على أساسه الحكاية، وبإحالة واضحة الى حكاية (أوديب ملكا) يكون الحل بيد ريتشارد نفسه بعد أن عجز الآخرون عن قتل ليونارا أو إيقافها عند حدها، عندما اكتشفوا أفعالها بالجرم المشهود، فعجزوا أمام سيف ريتشارد.. وحمايته لها..! ليهجره ما تبقى من أولئك المزارعين، بعد أن تنتشر المجاعة بينهم ويموت من تبقى بالطاعون. وتكمل ليونارا حياتها بان تقتل أولاد ريتشارد من زوجته المغدورة. عندها يشعر بفداحة الخطوة التي أقدم عليها، فيلجأ الى الحل الحقيقي بأن انتهى وإياها الى النهاية، أو الى السقوط في الوادي السحيق الذي تردد عليه قبل إعادة الحياة أليها بحثا عنها.
في هذه الرؤية المكثفة لتلك المفردات (الحياة والحب والموت) نستدل على مدى تأثر بونويل بالتيارات الفكرية الفنية والفلسفية الفاعلة آنذاك، وكما أشرنا في البداية الى تأثره بمنهج التحليل النفسي الفرويدي واضحا في رسم تلك العلاقة وبنائها لدى الشخصيات التي ظهرت في الفلم، ومثلا على ذلك المشهد الذي يحطم فيه ريتشارد جذع شجرة بسيفه، لتصريف غضبه أو طاقته العاطفية المكبوتة بعد وفاة زوجته الأولى. كذلك نلاحظ استفادته من الطاقة التعبيرية في الفن التشكيلي، وبالذات الاستعانة بالرسم السينمائي للمناظر قبل تصويرها. ففي جميع اللقطات العامة التي رأيناها فهي تدل على أن هناك عملية مسبقة في تشكيل واختيار الكادر الصوري للقطة السينمائية من ناحية توزيع الكتل والضوء واللون. إضافة الى أن هناك لقطات عامة هي عبارة عن لوحات تشكيلية قائمة بذاتها، إذ لا يمكن تمييزها عن لوحات كوربيه مثلا، وأخرى قريبة جدا من لوحات الفترة التي انتهت أليها المرحلة الرومانتيكية الفرنسية، وصولا الى السريالية، وبالذات بدايات سلفادور دالي.
ومن ناحية الشكل الذي جاءت به المعالجة السينمائية، فقد تميز بلغة سينمائية اتسمت بإيجاز سينمائي وكثافة صورية بليغة. ففي بعض الأحيان يحتاج هذا التكثيف أو الاختصار لدرجة عالية من التركيز لدى المتلقي، لغرض ربط المشاهد أو اللقطات ذهنيا بعضها ببعض، مثلا عندما تقتل ليونارا أول طفلة، إذ نرى بعد ذلك مجموعة من الفلاحين والرهبان وهم يستعدون لحرق فتاة متهمة باختطاف ثلاثة عشر طفلا...!! لتنفذ فيها تلك العقوبة القاسية...!! وعندما يجري التحقيق مع تلك الفتاة وإصرارها على أنها بريئة... نراها (تبول) على نفسها من الخوف من العقوبة التي تنتظرها..!!
كما لابد من الإشارة الى موضوع استخدام المؤثرات الصوتية من داخل الكادر، إلا إنها كانت كما هو الواقع نفسه، ولكن بكثافة صوتية عالية وتركيز مسبق على شدة الصوت الطبيعي ونبراته، وسواء كان بشريا أو حيوانيا أو طبيعيا، مثلا صوت صهيل الحصان قبل من داخل الإسطبل قبل أن يقتله ريتشارد، وصوت صفير الرياح في العاصفة. كل ذلك ساعد على خلق حالة من الشعور بالانطباعية التشكيلية بمساعدة ذلك المؤثر الصوتي الآني، وهذا أقرب منه الى أي مؤثر نقدي آخر.



#قاسم_علوان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لوليتا... الرواية في السينما
- أسطورة شارلي شابلن
- السنما العراقية.. من اين الى أين...؟
- أزمة هوية الحكومة العراقية المقبلة
- مشروع الدولة القومية والعولمة
- الدستور في ثقافة المجتمع المدني
- محاكمة صدام.. ديمقراطية مية بالمية...
- الانتخابات العراقية المقبلة
- منظمات بلا حدود..!!
- القوى الديمقراطية والخيار الصعب
- أفق العلاقات العراقية الكويتية... من ما قبل اعلان الاستقلال ...
- هيمنة فكرة التسلط
- النهوض السياسي الجديد.. والجامعات العراقية


المزيد.....




- شاهد: فيل هارب من السيرك يعرقل حركة المرور في ولاية مونتانا ...
- تردد القنوات الناقلة لمسلسل قيامة عثمان الحلقة 156 Kurulus O ...
- مايكل دوغلاس يطلب قتله في فيلم -الرجل النملة والدبور: كوانتم ...
- تسارع وتيرة محاكمة ترمب في قضية -الممثلة الإباحية-
- فيديو يحبس الأنفاس لفيل ضخم هارب من السيرك يتجول بشوارع إحدى ...
- بعد تكذيب الرواية الإسرائيلية.. ماذا نعرف عن الطفلة الفلسطين ...
- ترامب يثير جدلا بطلب غير عادى في قضية الممثلة الإباحية
- فنان مصري مشهور ينفعل على شخص في عزاء شيرين سيف النصر
- أفلام فلسطينية ومصرية ولبنانية تنافس في -نصف شهر المخرجين- ب ...
- -يونيسكو-ضيفة شرف المعرض  الدولي للنشر والكتاب بالرباط


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - قاسم علوان - بونويل رائد السينما السريالية