أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عماد علي - افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها ( 71)














المزيد.....

افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها ( 71)


عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 6184 - 2019 / 3 / 26 - 11:35
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


و من هذا المنظور فانهم استغلوا نقطة ضغف خلافهم للدولة لذا اراداوا ان يتجنبوا نفسهم منها، و عليه في بداية مجيء مامون الى بغداد و قبل ان يتسلم السلطة بشكل تام، فكان اول ما امر به هو جمع العلماء له و من خلال النقاشات و الاستماع للبعض كي يصلوا بجميعهم الى خطاب مشترك، ليصبح خطاب الدولة و يضطر الجميع على اتباعه. و بالشكل ذاته فان الدينوري المؤرخ في نهاية القرن الثالث، حول مامون يقول؛ انه نظم الجلسات الخاصة للنقاش حول الدين و التوجهات ( 40). و وفق مصادر اخرى ان مامون و قبل ان يتسلم الخلافة و عندما كان ساكنا في قصر ابيه الخليفة هارون الرشيد و هو في اوج شبابه، كانت له جلسات مع الفقهاء و الشعراء و قراء القرآن والاحاديث ( 41) كل تلك الحقائق التاريخية تثبت لنا الحقائق المعرفية و هي ميل فكر مامون لمحو الاختلافات و الخلافات الفكرية و جمع الكل حول المنهج و الفلسفة العامة. ان ذلك الواقع السياسي و الاجتماعي الذي سحب مامون الى ذلك الاعتقاد ، هو واقع التفرقة و الخلافات و الصراعات الفكرية المسيطرة في حينه. استمرت المشاكل السياسية في عصر مامون و الخلافة العباسيةن فكانت هناك ضغوطات الشيعة لاستلام السلطة السياسية مع ظهور عدد من المشاكل الدينية و السياسية الاخرى، مما حدا بمامون ان يستمر في بحثه للحل الجذري لتلك العراقيل امامه، و كمثال على ذلك؛ في عصره نمت و تطورت حركة الزندقة في البصرة و كانت في جوهرها عبارة حركة دينية مانية. و في عصره ادعى شخص بانه نبي و اخر ادعى بانه النبي ابراهيم، و في عصره ايضا ظهر بابك الخرمي و اعلن الثورة، هذا مع العديد من العقبات و المشاكل و الخلافات و الثورات السياسية الكبرى الاخرى، و لكن بدون شك كان اخطرهم هو استقواء حركة الشيعة و ازدياد ضغوطاتهم على الخلافة العباسية، و في جانب اخر، ارتدت شيعة العراق في سنة 199 من السلطة و سيطروا على البصرة، و في الحجاز و اليمن ايضا ارتدت الشيعة الامامية مع الكثير من الثورات الشيعية الاخرى، و عليه فان مامون ومن خوفه من ازدياد ضغوطات الشيعة و من اجل السيطرة عليهم، دعا علي ابن موسى الرضا وهو من احفاد الامام علي و ثامن امام الشيعة لكي يعرّفهو يعلنه كولي عهده و نائبه الى الناس، لذا عندما وصل امام الشيعة الى بغداد استقبله مامون استقبالا باهرا و زوجه من ابنته و نصبه نائبا له، طبع اسمه على نقود الخلافة و امر ان يتغير اللون الاسود للبيارق و الملابس( الذي كان رمزا للعباسيين) الى اللون الاخضر ( و هو رمز للشيعة)، و لكن عندما مات موسى( او سُمم و قُتل) عاد مامون الى اللون الاسود، و وفق اكثرية المصادر ان هذا العمل كان في اساسه خطة مامون كي يقلل من خطورة الشيعة عن هذه الطريق. و عندما ذهب مامون الى خراسان لهذا السبب، قرر العباسيين في بغداد ان ينصبوا (ابراهيم ابن المهدي ابن هارون الرشيد و الاخ غير الشقيق للمامون خليفة و بايعوه لذلك الهدف)، و كان هذا بسبب خوفهم من ان يتسلم علي ابن موسى الذي نصبه مامون نائبا له الخلافة نهائيا بعد سفره و ابتعاد مامون عن العرش في تلك الفترة، و لكن عندما عاد المامون الى بغداد لقد اخفى ابراهيم نفسه عن الانظار و بعد ان عثر عليه مامون سامحه و عفى عنه، وكل هذا اشارة قوية الى وجود صراعات قوية و شديدة بين الشيعة و السنة في ذلك العصر حول السلطة، و من اجل استمرار مامون في الحد من الضغوطات و ازدياد فرصة بقاء العباسيين في السلطة، و من هذا المنظور فان تطور تلك الجلسات في عصر هارون الرشيد و المامون بشكل خاص، لا يُستبعد ان يكون جزءا من سياسة امتصاص و احتواء المعارضة و السيطرة عليها من قبل السلطة العباسية ذاتها، الى جانب حلم صنع الخطاب الديني الموحد و ايديولوجية الدولة التي يكون عليه اجماع او اكثرية المطلقة من المجتمع, من هذا الاطار و بالعودة الى ابن طيفور نرى احد تلك القصص التي تشير الى المعنى و ما تحدثنا به، يروي بان مامون اراد ان يصدر كتابا رسميا خاصا يلعن فيه المعاوية، و لكن يحيى ابن اكثم اقنعه بالتراجع و نصحه بان لا يفعل، و لم يكن هذا حبا بمعاوية و انما خوفا من ردود الافعال السياسية، و عليه قال له؛ ان الناس العوام لم يقبل هذا، و خاصة سكان خراسان، و من المحتمل ان تحدث معارضة، ان كان لا يُعلم ما يحدث جراءه، فرايه ان يدع الناس على اعتقاداتهم، وا ن لا يظهر بانه يميل الى جماعة من الجماعات، و هذا افضل للسياسة و مناسب للادارة ( 42). و عليه فقد تراجع مامون عن ذلك و ان كان تاريخ مامون الفكري يشير الى انه مال كثيرا الى جماعة المعتزلة، و ان كان هذا من الجانب الفكري محل انفتاح و انبثاق الحركة العقلانية فانه من الناحية السياسية محل ضعفه و المشاكل الجدية له و لسلطته .



#عماد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (70)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (69)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها ( 68)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (67)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (66)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (65)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها ( 64)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها ( 63)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها ( 62)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (61)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (60)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (59)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (58)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها ( 57)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (56)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (55)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها ( 54)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها ( 53)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (52)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها ( 51)


المزيد.....




- تحقيق لـCNN.. قوات الدعم السريع تطلق العنان لحملة إرهاب وترو ...
- ستتم إعادتهم لغزة.. مراسل CNN ينقل معاناة أمهات وأطفالهن الر ...
- أردوغان يريد أن يكمل -ما تبقى من أعمال في سوريا-
- استسلام مجموعة جديدة من جنود كييف للجيش الروسي (فيديو)
- عودوا إلى الواقع! لن نستطيع التخلص من النفط والغاز
- اللقاء بين ترامب وماسك - مجرد وجبة إفطار!
- -غباء مستفحل أو صفاقة-.. مدفيديف يفسر دوافع تصريحات باريس وب ...
- باشينيان ينضم إلى مهنئي بوتين
- صحة غزة: ارتفاع حصيلة ضحايا القصف الإسرائيلي إلى 31819 قتيلا ...
- هل مات الملك تشارلز الثالث؟ إشاعة كاذبة مصدرها وسائل إعلام ر ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عماد علي - افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها ( 71)