أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد زهير الخطيب - مفاوضات بين المعارضة والرئيس بشار















المزيد.....

مفاوضات بين المعارضة والرئيس بشار


محمد زهير الخطيب

الحوار المتمدن-العدد: 1527 - 2006 / 4 / 21 - 06:28
المحور: كتابات ساخرة
    


بعد مداولات طويلة انتدبتني المعارضة السورية لاجراء مفاوضات مع الرئيس بشار لاجراء مصالحة وطنية وقطع الطرق على المتربصين بسورية والعمل على وقوف جميع السوريين صفا واحدا لتحقيق الاصلاح وممانعة المخططات الاجنبية.
تعثرت جميع محاولات اللقاء عن طريق السفارات السورية ولم ينظر لها الرئيس بشار بجدية، ثم سنحت فرصة ذهبية بوساطة من الاخ خالد مشعل الذي استطاع بوسائله تلطيف الجو وأخذ موعدا للقاء.
وصلت مساءا بالطائرة قادما من اوروبا وكان في استقبالي عميد في المخابرات يلبس ثيابا مدنية، واصابتتني قشعريرة عندما صافحت وجهي نسمات دمشق الفيحاء التي كان آخر عهدي بها منذ أكثر من عشرين سنة، ركبنا سيارة المرسيدس السوداء وجرت بنا مسرعة على طريق المطار وفي شوارع دمشق حتى وصلت إلى احد الفنادق الجميلة وهناك قضيت ليلة قلقة طافت خلالها في ذهني مئات الصور والافكار.
وفي الصباح كان اللقاء بيني وبين الرئيس بشار.
وبعد التحية بدأ الرئيس بشار حديثه قائلا أن الاخ خالد مشعل كان كثير الحماسة لعقد هذا اللقاء ونحن نكن له مودة كبيرة ولاشك أن لديكم في المعارضة ما يجعل الاخ خالد متفائلا فماذا عندكم لتقدموه لبلدكم سورية.
سيادة الرئيس، إن وقتكم ثمين وأحب أن اختصر كثيرا من الكلام لنتحدث فورا في جوهر الموضوع. سورية بلد عريق مبارك وشعبه شعب حيوي واع وظروفه اليوم لا تسر صديقا، إن السياسة التي انتهجها والدكم كانت خطيرة في تعطيل الحياة السياسية والديمقراطية في البلد، وقد يكون لديه دفاعه وأسبابه التي لم نعد قادرين على محاسبته عليها لانه بكل بساطة رحل عنا ولم يبق لنا الا التعامل مع الواقع الذي أمامنا كما هو.
نحن في المعارضة نطالب بالديمقراطية الحقيقية وباطلاق الحريات وايقاف الفساد وتحقيق العدالة والتنمية، نحن نعلم ان ثمن الديمقراطية باهظ، فقد يكون ثمنه كرسي الحكم وقد يكون ثمنه المثول أمام العدالة والانتهاء وراء القضبان، غير أننا نؤمن بان هذه الديمقراطية هي قدر الشعب السوري، قدره الذي سيصل إليه غدا أو بعد غد، بنا أو بغيرنا، وحديثنا اليوم معك لاخذ وعد منك بالتعاون مع المعارضة للبدء بالاصلاح والوصول إلى الديمقراطية بك وبجهودك وباقل الخسائر الممكنة.
الرئيس بشار: إني أتوقع أن أسمع منكم ماذا ستقدمون لسورية في محنتها، أريد منكم أن تساهموا في الممانعة أمام الهجمة الاميركية الشرسة، ومشروع الشرق الاوسط الكبير وسياسة الفوضى الخلاقة، اريد منكم أن تتصدوا للحملة الاعلامية الظالمة التي تتعرض لها سورية ...
سيادة الرئيس، نحن لسنا الآن في برنامج "حوار مفتوح" على قناة الجزيرة كي تسرح بنا ونسرح بك ويزايد بعضنا على بعض في الكلام، إننا هنا الآن لنتحاور ولنجد حلا ينقذ البلد، تستطيع في أي لحظة أن تنهي الاجتماع إذا شئت ولكن هذا لن يقدم للمشكلة حلا.
يجب أن تطبق سورية الديمقراطية، حكم الشعب بالشعب، يجب أن يختار الشعب ممثليه ونوابه بحرية حقيقية، سؤالي لك ياسيادة الرئيس ما يمنعك من أن تكون البطل الذي يحدث هذا التغيير على عينه فيكسب ثقة الشعب وحبه، ويجعل التاريخ يسجل إسمه باحرف من ذهب.
الرئيس بشار: إنني الآن حاصل على ما تعدونني به، أنا الآن حاصل على ثقة الشعب وحبه.
سيادة الرئيس: إسمح هذه المرة أن أقول لك أنني أنا الذي سانهي هذا الاجتماع إذا بقيت تخاطبني بهذا المنطق الخشبي، إنك تذكرني الآن بالرئيس الروماني تشاوشسكو عندما قال لمنذريه بقرب انتهاء حكمه، لن ينتهي حكمي حتى يُنبت الصفصاف كمثرى إشارة إلى استحالة إنتهاء حكمه الذي انتهى بعد اسبوع من تصريحه هذا.
الرئيس بشار: اذا دعني أصارحك، هناك عدة أمور تقف حجر عثرة في وجه الاصلاح، اذا جاء الاصلاح والديمقراطية بغيرنا إلى الحكم فاننا لا نأمن من عمليات الانتقام التي ستنال مني ومن عائلتي وطائفتي وأنصاري في أجهزة المخابرات والجيش والحزب ... المعارضة التي نحاورها ضعيفة وممزقة وغير قادرة على إعطائنا عهدا بالامان فضلا على الالتزام به. إنها مجازفة كبيرة من طرفي، وقد علمني والدي أنه في الصراع على الحكم لا يوجد غير خاسر ومنتصر، فاذا لم أكن المنتصر فانا اذا الخاسر.
سيادة الرئيس، إن نصائح والدك الراحل كفيلة بان تجعلك سجانا كبيرا لايشق له غبار لقاووش كبير اسمه الوطن، إننا ندعوك الى حوار وليس إلى صراع، إننا نريدك مصلحا يغير وجه سورية الحزين البائس إلى وجه حضاري مشرق، نريد تحرير الناس من أجراء في مزرعة الوالد الراحل وورثته إلى أصحاب حقوق ومواطنة، ينامون في الليل ملء جفونهم ويسعون في النهار على رزق عيالهم دون رشوة وعنت وإهانة.
لك علي أن اقنع المعارضة بطلباتك رغم إحساسي بصعوبة ذلك، ولكنني ساصارحهم بان هذا الحل على صعوبته هو من أفضل الخيارات لتجنيب الوطن شر الحادثات.
الرئيس بشار: أريد أن أتأكد أيضا أن عبد الحليم خدام والاخوان والشيوعيون ليسوا على رأس هذا الامر فهؤلاء لا آمن شرهم وقد بلغت العداوة بيننا وبينهم حدا لا صلح معه.
سيادة الرئيس، إن الاخوان الذين فرحوا بانضمام نائب الرئيس خدام للمعارضة سيكونون أكثر فرحا بعقد مثل هذا الاتفاق مع الرئيس نفسه، وخدام الذي استطاع أن يعايش والدك الراحل ثلاثة عقود يستطيع أن يفتح صفحة جديدة معكم عندما ينحاز الجميع لمصلحة الوطن ويقبل الجميع بالنهج الديمقراطي الذي يعطي الحق لاهله ويعيد للشعب كرامته. لا تظن ياسيادة الرئيس أن كلامي هذا خيالا جامحا أو شطحات أفلطونية تتحدث عن المدينة الفاضلة، إنه كلام قابل للتطبيق، غير أنه من السهل الممتنع، ولذلك كان العظماء في التاريخ قلائل، لانهم اتخذوا أكثر القرارات نضجا وجرأة في الوقت المناسب فقادوا بلادهم إلى النصر وسلكوا بشعوبهم طريق الخير والكرامة.
الرئيس بشار: رغم أن دوري في هذا الاتفاق أصعب من دوركم، غير أني أقول لكم اذا جاءتني المعارضة صفا واحدا يحدوها الاخلاص والرغبة الصادقة في تجاوز الماضي وفتح صفحة جديدة فعندها سآخذ طروحاتكم بعين الاعتبار وسابدأ بتطبيق خطوات الاصلاح والديمقراطية.
وانتهت المقابلة، ووعدته بلقاء الاخوة في المعارضة والعودة إليه بجوابهم في أقرب وقت، وانطلقت يحدوني الامل إلى المطار، وعندما قدمت جواز سفري لموظف الامن هناك أعلمني بانني ممنوع من المغادرة وأنني مطلوب لمراجعة فرع فلسطين، فسقط قلبي بين قدمي وانعقد لساني لولا أن تدخل مرافقي – المخابرات- وقال للموظف: دعه فالاستاذ ضيف سيادة الرئيس.
وعندما اقلعت بنا الطائرة بدأت اتلمس جسمي، هل أنا في حلم؟ ثم دار في رأسي سؤال: هل استطيع غدا أن أقبل التحدي واجمع المعارضة صفا واحدا يحدوه الاخلاص والرغبة الصادقة في تجاوز الماضي وفتح صفحة جديدة مع السلطة لينجز الرئيس بشار وعده؟
وهنا أحسست بيد توقظني من نومي وصوت يسألني: هل تشرب قهوة أم شاي؟



#محمد_زهير_الخطيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بروتوكول بين أطياف المعارضة
- تعارض الاختصاص بين اعلان دمشق وجبهة الخلاص
- خواطر غير رسمية على هامش لقاء بروكسل
- عمر الغبرا يدخل البرلمان الكندي
- ستقول السلطة
- بروتوكول بين المعارضة والمنشقين
- دعائم بناء الدولة الحضارية العادلة
- الدين كعصبية طائفية وكمرجعية حضارية
- سلوك الرئيس بشار بين الشك واليقين
- العطري والمثلث الذهبي
- لجنة لكل قتيل
- ورقة نعي النظام السوري
- من قتل الحريري ولماذا ؟
- دور المغترب السوري
- تعليق على مقال ياسين الحاج صالح


المزيد.....




- المهرجان الدولي للشعر الرضوي باللغة العربية يختتم أعماله
- -مقصلة رقمية-.. حملة عالمية لحظر المشاهير على المنصات الاجتم ...
- معرض الدوحة للكتاب.. أروقة مليئة بالكتب وباقة واسعة من الفعا ...
- -الحياة والحب والإيمان-.. رواية جديدة للكاتب الروسي أوليغ رو ...
- مصر.. أزمة تضرب الوسط الفني بسبب روجينا
- “شو سار عند الدكتور يا لولو”.. استقبل الان تردد قناة وناسة ا ...
- حل لغز مكان رسم دافنشي للموناليزا
- مهرجان كان السينمائي يطلق نسخته الـ77 -في عالم هش يشهد الفن ...
- مترجمة باللغة العربية… مسلسل صلاح الدين الحلقة 24 Selahaddin ...
- بعد الحكم عليه بالجلد والسجن.. المخرج الإيراني محمد رسولوف ي ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد زهير الخطيب - مفاوضات بين المعارضة والرئيس بشار