أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - فؤاد الصلاحي - ممكنات التغيير السياسي ومعوقاته














المزيد.....

ممكنات التغيير السياسي ومعوقاته


فؤاد الصلاحي
استاذ علم الاجتماع السياسي

(Fuad Alsalahi)


الحوار المتمدن-العدد: 6108 - 2019 / 1 / 8 - 02:36
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
    


في كثير من بلدان العالم التي تحقق التغيير السياسي وفق نضال شعبي تولت نخبة سياسية إدارة التغيير السياسي (وهي نخبة تتشكل من جماعات جديدة وأخرى جزء من ذات النخبة التي تم الاطاحة بها او المطالبة بتغييرها ) مثل جنوب افريقيا والبرازيل وتشيلي واثيوبيا وحتى اسبانيا بعد فرانكو واليونان ايضا جميعها اظهرت النخب الجديدة ومعها جزء من النخب القديمة ولائها والتزامها بالوطن الذي تعيش فيه والتزمها بإجراء تغييرات واسعة سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وتجدد معها الخطاب الحزبي والحكومي وتوسعت الاصلاحات الاقتصادية التي استفاد منها قطاع واسع من المجتمع. ومع هذه النخبة واصلاحاتها تحقق قدر من الاستقرار السياسي والتزام باللعبة السياسية وفق قواعد الديمقراطية . كل ذلك ترتب عليه ارتقاء هذه البلدان في سلم التطور العالمي ..
السؤاااااااااااااااااااال هل النخبة السياسية الراهنة في دول الربيع العربي -وهي جزء من نظام سابق - اكتسبت وعيا ومعرفة وخبرة بالتغيير السياسي مفهوما وفلسفة ؟ وهل عندها التزام وولاء تجاه الوطن وهل تستطيع اجراء تغييرات سياسية واقتصادية ايجابية لصالح المواطن مع التأكيد على تعزيز بناء الدولة ومؤسساتها والتزام القانون وقواعد اللعبة الديمقراطية ..هل استفادت او اطلعت هذه النخبة على ما تحقق في دول اخرى سابقة لنا في مشروع التغيير السياسي والمصالحة بل وتحقيق العدالة الانتقالية .
كل المؤشرات السياسية والاقتصادية والامنية التي تسجلها منظمات دولية وإقليمية ومحلية لا تعطي دلالات وايحاءات ايجابية بل على العكس تماما تعكس هذه المؤشرات فشل النخبة في إدارة التحول السياسي مع عدم القدرة على تخفيف حدة الازمات سياسيا واقتصاديا بل وفقدت قدرا كبيرا من ثقة المجتمع نتيجة الاخفاقات المتعددة وتمكن مناهضوها -كما في حالة اليمن - من التوسع والتمدد مجتمعيا وسياسيا وفقا لتلك الاخفاقات .
ووفقا لهذا المعطى تساءل المراقبون عن معوقات التحول والتغير السياسي والنظر الى النخبة السياسية كنخبة عاجزة عن الإدارة السياسية ووضع المسار العام في تصرف الخارج الإقليمي والدولي الذي يعمل على تصنيع نخب تابعة تتولى إدارة الشأن السياسي في اطار دولة رخوة او ضعيفة يسهل تسييرها عبر وكلاء محليين ..في هذا السياق ومع عدم القدرة على الحسم العسكري او تعزيز الاصطفاف الشعبي فان اي مفاوضات او مشاورات لن تكون ممكنة وناجحة لان الطرف المناهض للتغيير المدني الديمقراطي يفرض شروطه وفق دعم خارجي وحضور في الداخل .. الخطير في الامر ان الامريكان ومعهم بريطانيا تدعم جماعات ذات هويات فرعية لتكون في صدارة المشهد مما يمنحها حضور سياسيا في إعادة بناء الدولة خصما من مشروعها الثوري ونظامها الجمهوري .؟
في عموم دول الربيع يتم تعويم الدولة والمجتمع في أزمات بنيوية تتداخل وتتقاطع مع أطماع الخارج ووكلائه محليا هنا يستمر المشهد في صورة الفوضى والعبث ومزيد من الازمات وافقار المجتمع ورهن ثرواته الاستراتيجية للخارج وهنا أيضا تفقد الدول سيادتها وحضورها وهو امر يرتبط بفشل النخبة السياسية في إدارة التحول بل ساهمت في استمرار الازمات مع غياب البديل السياسي الوطني الذي لايزال في طور تشكل ضمن مشروع مدني ديمقراطي يتجه نحو المستقبل مع القطع بنيويا مع مروث سياسي ومعرفي مخاصم للواقع ومتغيراته ضمن مسار عولمي يتسم بمتغيرات واسعة وشاملة لابد من استيعابها والاستفادة منها إيجابيا ..
جميع دول الربيع تتصف بضعف في الأداء السياسي وتزايد مظاهر الفساد واستغلال الوظيفة العامة وغياب الشفافية مما يجعل من التغيير السياسي مشروعا مؤجلا الى جانب تأجيل مشاريع التنمية وبناء الدولة والديمقراطية وهو الامر الذي يؤكد الحاجة الى نخبة سياسية جديدة لا ترتبط بماضي استهدفته ثورات الشباب في ربيعهم الذي صار خريفا نخبة تقود البلاد نحو المستقبل وانهاء كل مظاهر الفوضى والاستقطاب الراهن . وهذا هو التحدي الأساسي لدول الربيع بل وعموم دول المنطقة .؟



#فؤاد_الصلاحي (هاشتاغ)       Fuad__Alsalahi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن اليسار العربي مرة اخرى ..!
- السعودية في عين العاصفة الامريكية
- في معنى ودلالات مظاهرات باريس -قراءة اولية -
- ملاحظة اولية في اعادة تفعيل مجلس التعاون الخليجي
- قرأة في المشهد السياسي التركي ..!
- المجتمع عند درجة صفر
- هل تعلم العرب من دروس النهضة وبناء الدولة
- نحو تعدد الاقطاب في العلاقات الدولية
- الأوديسا اليمنية
- الفوضى السياسية واعادة الانتاج الاجتماعي
- ازمة اليسار العربي واليمني خصوصا
- الطربوش العثملي يجدد نفسه بالانتخابات
- العرب في مونديال روسيا مثل حضورهم في مونديال البيت الابيض
- حين يقود التغيير السياسي مناهضون له
- بلدان الربيع العربي .. وعد بالتغيير واعاقته بل واختطاف مساره
- التغيير السياسي باعتماد منظور اقتصاد السوق الاجتماعي
- اليمن ..ازمات وخيارات ..!
- تراجيديا المسألة اليمنية :
- قراءة في المسار السياسي الكابح لبناء الدولة و الجمهورية
- لعبة سياسية لتعميم الفوضى في اليمن


المزيد.....




- جعلها تركض داخل الطائرة.. شاهد كيف فاجأ طيار مضيفة أمام الرك ...
- احتجاجات مع بدء مدينة البندقية في فرض رسوم دخول على زوار الي ...
- هذا ما قاله أطفال غزة دعمًا لطلاب الجامعات الأمريكية المتضام ...
- الخارجية الأمريكية: تصريحات نتنياهو عن مظاهرات الجامعات ليست ...
- استخدمتها في الهجوم على إسرائيل.. إيران تعرض عددًا من صواريخ ...
- -رص- - مبادرة مجتمع يمني يقاسي لرصف طريق جبلية من ركام الحرب ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تسعى إلى حرب باردة جديدة
- روسيا تطور رادارات لاكتشاف المسيرات على ارتفاعات منخفضة
- رافائيل كوريا يُدعِم نشاطَ لجنة تدقيق الدِّيون الأكوادورية
- هل يتجه العراق لانتخابات تشريعية مبكرة؟


المزيد.....

- واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!! / محمد الحنفي
- احداث نوفمبر محرم 1979 في السعودية / منشورات الحزب الشيوعي في السعودية
- محنة اليسار البحريني / حميد خنجي
- شيئ من تاريخ الحركة الشيوعية واليسارية في البحرين والخليج ال ... / فاضل الحليبي
- الاسلاميين في اليمن ... براغماتية سياسية وجمود ايدولوجي ..؟ / فؤاد الصلاحي
- مراجعات في أزمة اليسار في البحرين / كمال الذيب
- اليسار الجديد وثورات الربيع العربي ..مقاربة منهجية..؟ / فؤاد الصلاحي
- الشباب البحريني وأفق المشاركة السياسية / خليل بوهزّاع
- إعادة بناء منظومة الفضيلة في المجتمع السعودي(1) / حمزه القزاز
- أنصار الله من هم ,,وماهي أهدافه وعقيدتهم / محمد النعماني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - فؤاد الصلاحي - ممكنات التغيير السياسي ومعوقاته