أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - حنان محمد السعيد - مآساة الحقوقيين في العالم العربي














المزيد.....

مآساة الحقوقيين في العالم العربي


حنان محمد السعيد
كاتبة ومترجمة وأخصائية مختبرات وراثية

(Hanan Hikal)


الحوار المتمدن-العدد: 6101 - 2019 / 1 / 1 - 05:58
المحور: حقوق الانسان
    


قد يبدو للوهلة الأولى لأي إنسان يتمتع بالعقل ويحتفظ بدرجة ما من درجات الانسانية أن الشخص الذي لا يقبل الضيم ويدافع عن الحقوق والحريات لا يمثل خطورة على أحد وأنه شخص يتمتع فقط بضمير حي ومازال محتفظا بانسانيته رغم كل الظروف لا يفرق بين البشر على اساس جنسياتهم أو ديناتهم أو ألوانهم أو غيرها من الفروق الفردية فهو يعتبر أن الكل سواسية لهم نفس الحقوق وعليهم نفس الواجبات.
الشخص الذي اختار أن يدافع عن الحق والحقيقة والعدل يعتبر أن تهديد هذه الأمور الثلاثة وعدم حصول أي انسان على نصيبه منها بمثابة تهديد لكل انسان وله هو على المستوى الشخصي فأول خطوة لأن تنال حقوقك هي أن تعترف بحقوق الأخرين.
إلا أن هذه الخصال النبيلة ستجر عليك في المنطقة العربية ويلات ومصائب لا يمكن لأحد أن يتخيلها في أسوأ كوابيسه اللهم إلا إذا كان أحد مواطني هذه البقعة السوداء من الكوكب والتي تغيب فيها الحقيقة وينتحر العدل تحت عروش الحكام وتقبع في ظلمات الجهل والجهالة تحت ركام من الفساد والتجبر وتغول السلطة.
فالمهتم بحقوق الانسان في هذه المنطقة من العالم يتعرض لأقصى وأقسى انواع الانتهاكات، فهو في عين السلطة أخطر من تجار المخدرات ومن مهربي الآثار ومن لصوص المال العام ومن القاتل والسارق والارهابي والغشاش والمحتكر وكل صنوف المجرمين.
ولو كانت الدولة تتساهل مع القاتل في الكثير من الحالات ليتم تكييف القضية كدفاع عن النفس أو قتل خطأ أو غيرها من التكييفات القانونية أو كانت تتصالح مع الفسدة ولصوص المال العام والمحتكرين وتتركهم ليمارسوا فسادهم واحتكارهم بحرية تامة، فهي لا تتساهل أبدا .. أبدا .. أبدا مع من رفع الصوت مطالبا بالحرية أو دعى الى انتخابات ديمقراطية أو طالب بالحق في حدوث تداول للسلطة أو طالب بوجود عدالة اجتماعية أو بمكافحة الفساد أو بوجود تكافؤ للفرص أو بمحاسبة أهل المناصب العليا أو بخضوع الجميع للقانون.
فهذا النوع بمثابة كابوس يؤرق مضاجع أهل السلطة وعليها أن تؤرق مضجعه بالمثل بل وتجعله طريدا مطاردا معزولا مضيق عليه في عيشه تستحل حياته الخاصة وتشوه سمعته بكل السبل الباطلة وتلحق به التهم التي تعلم أنه بريء منها وتنفق المليارات في سبيل التجسس على حياته وتتبعه وتحاول بناء مساحات شاسعة من السجون التي تجمع فيها كل هؤلاء الذين تعتبرهم الدولة مرضا يجب اقتلاعه من بين افراد القطيع حتى لا تنتقل عدواهم الى باقي افراد القطيع فيطالبون بالحقوق ويحاسبون من يقصر في اداء مهامه ويتوقفون عن تآليه الحاكم والنظام.
إن نهاية عام 2018 حملت لنا الكثير من الأخبار المحزنة التي تتعلق بالحقوقيين في المنطقة ومن ضمنهم النبيل نبيل رجب الحقوقي البحريني، الانسان الدمث الخلق والذي حكم عليه حكما نهائيا بالسجن لخمسة سنوات بسبب تغريدات مسالمة على مواقع التواصل الاجتماعي، واخبار اخرى طالت الحقوقي احمد منصور الاماراتي الجنسية والذي حكم عليه هو الأخر بالسجن لعشرة سنوات، أما في مصر فحدث ولا حرج عن اوضاع الحقوقيين وما يلاقونه من هوان وتنكيل في كل لحظة من لحظات حياتهم وحتى ولو ارادوا اعتزال العمل الحقوقي.
اننا في العالم العربي نعيش مآساة حقيقية حيث ينكل بكل حر ويحاسب كل انسان على انسانيته ويطارد كل صاحب ضمير أو فكر أو وعي، بينما يفتح الباب على مصراعيه للبلطجة والاسفاف ولكل مفسد وجاهل.



#حنان_محمد_السعيد (هاشتاغ)       Hanan_Hikal#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الوطن .. الأمن .. والبطاطس
- عفاريت حماس
- دستور الطغاة
- ثورة على ضفاف النيل
- ضاقت الدائرة
- بدانة المصريين
- المحتل والمختل
- فوبيا الألوان
- تأملات في الثورة الفرنسية
- النطيحة والمتردية
- عنصرية البلهاء
- زيارة المنشار عار
- حسنين ومحمدين
- التنوع البيئي والتنوع السياسي
- الجسد المريض
- غزة الصغيرة الكبيرة
- ميزان الديمقراطية
- طويل العمر
- دعم الاستقرار
- الثمن الباهظ


المزيد.....




- مسؤول في برنامج الأغذية: شمال غزة يتجه نحو المجاعة
- بعد حملة اعتقالات.. مظاهرات جامعة تكساس المؤيدة لفلسطين تستم ...
- طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة
- تعرف على أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023
- مدون فرنسي: الغرب يسعى للحصول على رخصة لـ-تصدير المهاجرين-
- نادي الأسير الفلسطيني: الإفراج المحدود عن مجموعة من المعتقلي ...
- أمريكا.. اعتقال أستاذتين جامعيتين في احتجاجات مؤيدة للفلسطين ...
- التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن الأ ...
- العفو الدولية تطالب بتحقيقات دولية مستقلة حول المقابر الجما ...
- قصف موقع في غزة أثناء زيارة فريق من الأمم المتحدة


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - حنان محمد السعيد - مآساة الحقوقيين في العالم العربي