نادية خلوف
(Nadia Khaloof)
الحوار المتمدن-العدد: 6094 - 2018 / 12 / 25 - 23:46
المحور:
الادب والفن
قبل الرحيل تسمو مشاعرنا، لكنّنا نغادر
قبل الرحيل نمشي على الصّراط نتمايل
يشدنا الماضي، نتردّد، نصمّم ،وهكذا دواليك
نختصر العمر بلحظة حنين. نستعجل العبور
ترتسم خارطة الحياة أمامنا با كية
وعلى حدودها يلمع لون المستحيل
ليس لنا حضور فيها ، ولا حتى أمل بعيد
. . .
حياتنا المتناثرة على أوهام الحبّ والخوف
دموعنا المنذرة بالفراق، وحوارنا العقيم
تهتزّ الحقيبة خلفنا، على وقع نبضنا
فارغة سوى من الخوف والزيف
لا ننظر خلفنا. نرغب في الاختصار
نرغب في الوصول إلى الحياة
نعم. هناك حياة، وعالم جميل .
لم نبن حياتنا هنا ولا هناك
وليس لنا "في الطّيب نصيب"
. . .
قبل الرحيل نتكتّم على آلامنا
نضحك عندما يحضرنا البكاء
نتحدّث عن حبّ الوطن بثورية المجنون
ونحن هاربون
نزايد، نعاند، نمتدح حياتنا الفقيرة
ونسرد قصة مجدنا. . . الطويلة
نتحدث كأننا زعماء قبيلة
ونكذب. نكذب حتى الفجر
ونخلص إلى أننا من أنساب نبيلة
نجلس على بساطنا نكتب قصيدة ندب
نحملها معنا. . سوف تفوز بالجائزة
قصيدتنا عن الوطن والحنين
وريثما تأتينا فرصة نمدّ يدنا مع المتسولين
ننتقد. نعاند. نشارط، ولا زلنا على قارعة الطريق
. . .
نلقي قصيدتنا المليئة بالذنوب
نبكي لأنّنا فقدنا النّعيم
نتحدّث عن سجادتنا العجمية " البساط"
نعتقد أننا ضحكنا عليهم وأنّهم يصدّقون
نستجديهم بالشعر الذي ليس هو بشعر
بالنثر، بالندب، بالشّكوى
يستمعون لنا، ويعرفون حقيقتنا
يتعاطفون معنا،
يرسلونا إلى طبيب لمعالجة الغضب
نحن ليسوا غاضبين. بل كاذبين
#نادية_خلوف (هاشتاغ)
Nadia_Khaloof#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟