لاشيء غير السّياسة

نادية خلوف
(Nadia Khaloof)

الحوار المتمدن-العدد: 6058 - 2018 / 11 / 19 - 22:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

السوريون يعارضون كل شيء، ويغضبون من كل شخص، وكل شيء لديهم سياسة إلا ماندر.
كتب داميان بيلي أستاذ علم وظائف الأعضاء والكيمياء الحيوية ، جامعة ساوث ويلز مقالاً تحت عنوان : ماذا يحدث للدماغ في انعدام الجاذبية؟
أورد الكاتب من خلال مقالته أشياء كثيرة فهمت بعضها فقط لأنّ ذهني لم يعد يتّسع إلا لبعض المفردات . السّوري يحوّل كل شيء للسياسة . فلو كان الكاتب أمريكياً لقال له شخص: وهل هذا وقته الآن والشعب السّوري يقتل؟
يقول الكاتب :
"تعهدت ناسا بإرسال البشر إلى المريخ بحلول الثلاثينيات. هذا هدف طموح عندما تعتقد أن رحلة ذهاب وإياب نموذجية ستتراوح ما بين ثلاثة وستة أشهر ومن المتوقع أن يبقى الطاقم على الكوكب الأحمر لمدة تصل إلى عامين قبل أن تسمح محاذاة الكواكب لرحلة العودة إلى الوطن. ويعني ذلك أن على رواد الفضاء أن يعيشوا في جاذبية مخفضة (ميكروية) لنحو ثلاث سنوات - أي أكثر بكثير من الرقم القياسي الحالي البالغ 438 يومًا في الفضاء الذي تحمّله رائد الفضاء الروسي فاليري بولياكوف.
في الأيام الأولى من السفر إلى الفضاء ، عمل العلماء جاهدين لمعرفة كيفية التغلب على قوة الجاذبية بحيث يمكن للصاروخ أن يطلق المنجنيق من الأرض من أجل هبوط البشر على القمر. واليوم ، لا تزال الجاذبية في قمة أجندة العلوم ، لكننا في هذه المرة مهتمون أكثر بكيفية تأثير انخفاض الجاذبية على صحة رواد الفضاء - وخاصةً أدمغتهم"
على فرض أن عالم سوري تحدّث على صفحة فيسبوك عن نفس الأمر ماذا سوف يكون رد فعل أصدقاءه؟
طبعاً سوف تكون مختلفة بين شخص وآخر لكنهم جميعاً سوف يكذبونه حتى المتخصّص مثله ، فنحن شعب يحب القال والقيل والتّكذيب، ولكن لنتجاوز الأمر قليلاً: لم أعجب إلا مرّة واحدة بدريد لحام عندما غنى أغنيته الأولى بعد مغادرته مهنة التدريس، وما قدمه بعد ذلك كان شعبي لدرجة كبيرة. طبعاً هو لم يعد النّص، لكنّه هو معد النّص كانوا تحت أمر المخابرات، والاستثناءات لا تنطبق على أحد ، فالكاتب، والمخرج ، والممثل يسيرون في نفس الدّائرة. من المؤكد أنّ في سورية مواهب أكثر من ثلاثي ، أو ثنائي. النجومية أصبحت عامة في العمل المسرحي والفني. أما عن صرماية الوطن، فمن الغباء أن لا نعرف أن دريد لحام لا يعرف ما يقول. عبّر بصدق عنا. جميعنا صرامي في ذلك الوطن. صدقت دريد لحام. أنت ونحن صرام في هذا الوطن. أما أنت فقد عرفت ذلك بشكل مبكر، وعرفت أيضاً أن اللعبة المخابراتية تتطلب أن تدعس على كل شيء وتخرج.
هل نحن أفضل من صرماية الوطن؟ لا أحبتي . الجميع كان يصفّق له لأنّه كان صرماية الأجهزة، لكن عندما غادر فنان كان صرصور الوطن، وتحت حذاء دريد الأمني ، وتبجح بثوريته، صدقناه. نحن هكذا نحب السّخافات. من نحن؟ أنا ومن شابهني . أما أنتم فتنتقون من يكتب في صحفكم – وأنا لست منهم- لأنهم يعرفون بحسهم الأمني الذي عملوا به ماذا يجب أن يقولوا . تستضيفون سجين سابق عرف أن المثل الشعبي السّوري " الأخلاق لا تطعم خبزاً" هو مثل من الواقع فاختار أن يناضل بما يطعم الخبز، واللحم هو مثل سوري غير موجود في أي مكان في العالم، فكل العالم يدعو للمحافظة على القيم إلا نحن نستشهد بقذارتنا فنمتدح صاحب محطة فضائية لديه سلسلة مطاعم في استراليا مثلاً بينم نعرف تماماً أنه تاجر بالدّم، والدين، ويعمل على تبييض الأموال . هؤلاء نماذجنا الناجحون .
عودة إلى وكالة ناسا. هل يهمّكم أمرها؟

على فرض أنّنا انتقلنا نحن السّوريون إلى الكوكب الأحمر. هل تعتقدون أننا نستطيع أن نحطمه ونرجع إلى الأرض. بالنسبة لي أعتقد أننا قادرون على تحكيم جميع الأشياء الجميلة، نحن شعب أمّي لا نقرأ إلا أنفسنا . يوجد بعض منّا يعمل على النّجاح في العلم أو العمل، لكن لا أحد يقرب منه، ولا يتحدث بقصة نجاحه، ولا هو يحب الاقتراب من تلك المعمعة الكاذبة.
نعم دريد لحام. جميعنا صرامي الوطن ، وليس أنت فقط. لكنّك عرفت ذلك بشكل مبكر، واستفدت من معرفتك هذه، فكنت صرمايتنا النبيلة عندما عينت سفيراً للنوايا الحسنة، وقد كانوا يغارون منك لأنّك صرماية تجدد نفسها. أما نحن فصرامي من أجل أن نحرق في محارق الأسد ، أو المعارضة الإسلامية.

#نادية_خلوف (هاشتاغ)       Nadia_Khaloof#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات