أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سمير إبراهيم خليل حسن - ٱلديمقراطية حاجة إنسانيّة















المزيد.....

ٱلديمقراطية حاجة إنسانيّة


سمير إبراهيم خليل حسن

الحوار المتمدن-العدد: 1519 - 2006 / 4 / 13 - 11:46
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


تحتاج مجتمعاتنا ٱلشّاميّة إلى مزيد من ٱلنظر وٱلبيان وإلى مزيد من ٱلتداول لكلمة ديمقراطية democracy. كما تحتاج إلى مزيد من ٱلعمل على ما تدل عليه من مفهوم حقوقى وسياسى يتعلق بٱلإنسان ٱلفرد ٱلذى ٱتخذ من نفسه هيئة ٱلشخص personify. وهو ٱلذى تمثله وتدل عليه كلمة heroine ٱلمتميز بأمّته عن أمّة غيره من ٱلأفراد ٱلذين لم ينفصلوا عن ٱلمنهاج ٱلجمعى. وهو ٱلذى يحدد لنفسه مسئولياتها عن سبيل عيشها وٱلذى يختار لنفسه ٱسمًا يميزه وينسبه.
هذا ٱلشخص هو ٱلذى أعربت عنه أساطير ٱليونان (مسطوراتهم) بٱلاسم هيركوليس Hercules. وهو ٱلذى يواجه بأمّته ٱلشخصية ٱلمتحررة من أمّة ٱلجماعة جميع ٱلقوى ٱلوحشية بكلِّ ألوانها ٱلتى تعترض تشخّصه. وهو بقوّة شخصيته يبنى مع أشخاص أخرين مجتمعهم ٱلديمقراطىّ يوثِّقون فيه حقوق ومسئولية ٱلفرد بموجب ميثاق يتواثقون عليه يجعلهم أمّة جديدة. ولهذا ٱلفرد ٱلشحص ٱسمه ٱلمميز فى كتاب ٱللَّه "ٱلقرءان" هو "إبرٰهم" ٱلذى تبرّأ من أمّة قومه ٱلجماعية وهاجر عنها ينوس فى ٱلأرض.
وٱلذين هم مثل "إبرٰهم" يخاطبهم كتاب ٱللّه بكلمة "ناس". وهو ٱسم جمع أفرادٍ يخاطب به ٱلفرد إذ لا ٱسم فرد للكلمة. وهذا ٱلاسم يدلّ علىۤ أولئك ٱلأشخاص ٱلذين ٱنفصلوا وناسوا مبتعدين عن تجمعاتهم ٱلبدآئية ٱلمختلفة. وهم يشتركون فى سعى كلٍّ منهم لاكتساب هيئة ٱلشخص personify ٱلمتميز heroine بما ٱكتسبه بسؤاله ونظره وبما وصل إليه قلبه من ٱطمئنان. وقد بيّن ٱلقرءان أنّ حال ٱلنَّاس هذا يأتى فى ٱلتسلسل 114 بين تسلسل ٱستقرار سوَر ٱلتطور ٱلحىّ وسورة ٱلناس هىۤ أخرها.
هذا ٱلمفهوم لحال ٱلناس يبيّن مفهوم ٱلديمقراطية ٱلذى يلقى مقاومة شديدة فى بلادنا بسبب سيطرة منهاج تعليم وعيش جمعى يرى فى ٱتباع ٱلقرءان تهمة كفر توجب ٱلقتل. وهذه ٱلمقاومة تنبع من خوف شديد فى نفوسنا من مسئولية ٱلتشخّص. ويظهر هذا ٱلخوف فى مفاهيمنا ٱلجماعية عن ٱلخصوصية وٱلتاريخ وٱلدين. إذ لا نستطيع تحمّل مسئولية إلا فى وسط جمعى. فإن أردنا ٱلزواج يلزمنا مشاركة أهل وأقارب. وإن أردنا ٱلابتهال إلى ٱللَّه تجمّعنا فى مكان. وإن أردنا صومًا نحيط أنفسنا بجميع وسآئل ٱلرقابة ٱلجماعية نطلب شهادتهم على صيامنا. وإن أردنا قتلا رجمناه كجماعة لتضيع ٱلمسئولية ٱلفردية. وإن أراد أحدنا نظرًا فى منهاج ٱلجماعة نقوم عليه لنمنعه ونعيده إلى حظيرة ٱلقطيع. فإن أصرّ نقتله بتهمة ٱلخارج على ٱلجماعة.
ٱلأمثلة كثيرة على تربيتنا ٱلتى تمنع نشأة ٱلشخصية. وتاريخنا يقوم على سلوك أمّة جماعيّة واحدة لها رأس هرم يشبه إمام قطيع. وما نفعله ٱليوم لا يختلف عمَّا فعله أسلافنا. حتىۤ أننا نخيط لباسنا كما كانوا يخيطون. ونحن على ٱلرّغم من زحم حياتنا بعرض ألوان ٱلعيش ٱلشخصىّ لدى ٱلأخرين. نعلن رفضنا لها ونفورنا منها بزعم أنّها تفكك روابط ٱلأهل وٱلعآئلة وٱلعشيرة وٱلقبيلة وغيرها من ٱلروابط ٱلمقاومة للتميّز ٱلفردى فى هيئة ٱلشخصيّة. وتجد أولادنا ٱلمهاجرين إلى بلاد ينعم أهلها بٱلعيش وفق ميثاق ديمقراطىّ يقاومون ويمانعون قبول ميثاق ٱلعيش ٱلديمقراطىّ بقوّة ما فىۤ أنفسهم من منهاج تربية. وتُظهر مقاومتهم وممانعتهم أنّ هجرتهم لم تكن هجرة شخص يسعى ليكسب ٱلتميّز. وهم بتمسكهم بما فىۤ أنفسهم من منهاج جماعىّ يزيدون من إغلاق أبواب ٱلحياة وٱلعيش ٱلمفتوح علىۤ أنفسهم. وتبرز لديهم قوى منهاج تربيتهم ليسوقهم فى مقاومة ومقاتلة وسآئل تشخّصهم. فتدفعهم قوى منهاجهم وينفرون من مفهوم ٱلناس وتشخّصهم ومسئولياتهم ويتوجهون إلىۤ أماكن تجمّع لأبنآء ٱلمنهاج تناسب ٱلعيش ٱلكومونيالىّ. وهذا يجعلهم يعجزون عن ٱلعيش فى مجتمع ميثاقى ويعملون على هدمه وإكراهه على ٱتباع منهاج جماعىّ تضيع فيه ٱلمسئولية ٱلشخصية وتضيع فيه قوى ٱلتطور ٱلتى توصل بٱلحياة إلى ٱلطور 114 ٱلذى تبينه سورة ٱلناس فى ٱلقرءان.
ومنذ قريب جرت ٱلأحداث فى بلادنا ٱلشّاميّة بتحريض من قوى ٱلديمقراطية فى ٱلغرب. وقد ظنّ أهلنا فى فلسطين أنّ ما صنعوه فى ٱلانتخابات يمثل ٱلديمقراطية. وهم يستغربون مواقف أهل ٱلديمقراطية ممّا نجم عن تلك ٱلانتخابات ٱلتى جآءت بسلطة جمعية لا تختلف عن سابقتها فى منهاج تربيتها. وأنّ ٱلخلاف ٱلوحيد بينهماۤ أنّ ٱلأولىۤ أخذت ٱلسلطة وٱحتكرتها من دون ٱنتخابات. وأنّ ٱلثانية جآت إلى ٱلسلطة بٱلانتخابات. وهى مقيدة بما فى نفسها من مفاهيم ومواقف مؤسسة على منهاج جمعىّ لا ميثاقىّ.
وفى ٱلعراق مثل أخر. فقد جأت ٱلانتخابات بأحزاب يتبع كلّ مِّنها منهاج جماعة يختلف فى بعض جوانبه عن منهاج ٱلأخر ٱلجمعىّ. وكلّ حزب مِّنهم يدفع بٱلعراق وأهله إلى تثريب وٱقتتال يُغرق ٱلعراق بٱلدم ٱلعراقىّ. وٱلسبب أنّ كلّ حزبٍ جمعىّ يوجّه بقوى منهاجه مجموعات من ٱلعراقيين لإخضاع ٱلجميع لسلطته وسلطة منهاجه. ولا نجد أشخاصًا متميزين يجتمعون فى حزب لهم فى تلك ٱلانتخابات لا فى فلسطين ولا فى ٱلعراق.
لقد سبق لىۤ أن قلت أنّ كلمة ديمقراطية ذات أصل فى لسان ٱلشام وقد ضيّع ٱلشَّاميُّون مفهومها. وهى كلمة قرية ٱلمنسوخة فى لسان ٱلقرءان ٱلعربى. وأنَّ ٱلكلمة ٱلمركبة فى لسان ٱلانكليز democracy تدلّ على حكومة أشخاص هم أهل ٱلقرية. وقلت عنهاۤ أنها سلطة ٱلمجتمع ٱلحضرى ٱلإنسانى ٱلذى يشدُّ ٱلناس ٱلمهاجرين عن ٱلجماعة ٱلتى تعيش فى طور كومونيالى communalism إلى ٱلاجتماع فيه وفق ميثاق وعهد للعيش ٱلديمقراطىّ "دستور".
لقد بيّن كتاب ٱللَّه "ٱلقرءان" أنّ تطور ٱلبقرة "الۤمۤـ" (وهو جزء ٱلمآء H2g2O ومنه تنشأ ٱلحياة جميعها) يوصلهاۤ إلى طور ٱلناس وٱلعيش وفق مفهوم كلمة ديمقراطية ٱلذى يدل على ٱلحقوق ٱلسياسية وٱلفكريّة وٱلمعيشيّة للفرد ٱلشخص فى مجتمع ٱلقرية أولا ثمّ فى ٱلطور ٱلأعلى "ٱلمدينة" ٱلذى ضرب عليه رسول ٱللَّه محمد ٱلمثل فى دولة ٱلمدينة ٱلمنورة. وهو عيش يقوم على ٱللطف وٱلمساواة فى ٱلتعامل بين ٱلناس فى ٱلمجتمع وٱلإدارة ٱلسياسية له وحفظ حقوق ٱلفرد ٱلتى يعددها ٱليوم ٱلعهد ٱلدولى لحقوق ٱلإنسان. وهو عيش ينبذ ٱلإكراه بكلِّ ألوانه وينبذ كلّ ما يمنع ٱلتطور ٱلشخصىّ. ويجعل من ٱلفرد شخصًا مُّتميزًا إبرٰهم (هيركوليس Hercules) لا سلطة للجماعة عليه إلا بما تواثق عليه من سلطة لتشريع مفتوح على ٱلتطور وساهم فى سنّه وقبل ٱلعيش فى ظلّه ٱلممدود.
وفىۤ أخر هذا ٱلمقال أتوجّه إلىۤ أهلنا فى بلاد ٱلشام بٱلسؤال:
هل تعيشون ٱليوم كما عاش أهل ٱلقرى ٱلأولون؟
وهل سيكون لكم عيش مدينة وأنتم تقاومون وتقاتلون مفهوم ٱلديمقراطية ٱلذى يُطلق للفرد حريته ومسئوليته؟
لقد أرسل ٱللَّه رسوله للناس فى بلادنا وجعله يضرب لهم مثلا للعيش فى ٱلمدينة. فهل تريدون متابعة ٱلمثل ٱلرّسولىّ فى عيشكم؟
وأقول لكم أنّ حال عيشكم ٱلمتخلف عن ٱلقرية وعن ٱلمدينة هو منكم. وإنّ ٱللَّه يساعد فى عيش ٱلذى يغيّر ما بنفسه:
"إنَّ ٱللَّهَ لا يُغيِّرُ ما بقومٍ حتَّى يُغيِّرُوا ما بأنفسهم" 11 ٱلرّعد.



#سمير_إبراهيم_خليل_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ٱلاتهام: قرءانيون
- ٱللّغة ٱلفصحى لسان باطل
- ما يسمّى شريعة إسلاميّة هو شريعة شيطان
- مَن هو ٱلأمىّ؟
- مَن هو ٱلذى يقرأ؟
- لماذا هذه ٱلقمة يا ملوك قوم ٱلرسول؟
- فى فقه ٱلدليل بيان
- أوقفوا ٱلإسآءة للنّبى
- فصل ٱلدولة عن ٱلدِّين
- حجب أم كفر؟
- تعقيب على سؤال مَن هو ٱلمسلم؟
- مَن هو ٱلمسلم؟
- حقّ ٱلمرأة وحقّ ٱلمرء واحد فى كتاب ٱللّه
- هل يقبل ٱللّه بٱلتجنيد ٱلإلزامى فى ٱ ...
- ٱلإنآء ينضح بما فيه
- تطور يستحقّ ٱلاحترام
- ٱلديمقراطية ليست بضاعة مستوردة
- صور للستربتيز
- لماذا هذا ٱلهدر يا وزارة ٱلأوقاف ٱلإسلامية ...
- هل يجوز تصوّر وتمثيل حياة وبعثة ٱلرَّسول محمد؟


المزيد.....




- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سمير إبراهيم خليل حسن - ٱلديمقراطية حاجة إنسانيّة