أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اياد حسن دايش - في انتظار غودو عراقي














المزيد.....

في انتظار غودو عراقي


اياد حسن دايش

الحوار المتمدن-العدد: 6080 - 2018 / 12 / 11 - 23:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



صمويل بكيت كاتب مسرحي فرنسي الموطن، ايرلندي الأصل ،من أشهر كتاب العبث في القرن العشرين. تطغى على كتاباته طابع العبثية في الحياة . معبراً عن العبث بوضوح في مسرحية (في انتظار غودو) عمل مسرحي يتحدث عن رجلين معدمين فقيرين يدعيان "فلاديمير" و"استراغون" ينتظران شخصا قرب شجرة يدعى "غودو" الذي وعدهم بالمجيء ليخلصهم مما هم فيه من الحزن والكأبة والبؤس، عند نهاية اليوم يأتي رسول من غودو يخبرهم أنه لا يستطيع القدوم اليوم سياتي لهما غدا ،هما يعلمان انه لن يأتي لكنهما ينتظرانه ، تتنقل المسرحية من فصل الى اخر على هذه النمط الملل من الانتظار الغير مثمر. غموض الفكرة ، عدم وجود حل. حالة من الاحباط واليأس، تترك القارئ يسترسل بالتساؤلات التي لا نهاية لها، باحثا عن اجابات بين كلمات غودو وغموضه . (في انتظار غودو) بداية مشروع صمويل بيكت العبثي يقدم فيه لامعقول الكثير من ظروف الحياة ، ولا معنى الوجود الانساني ، قسوة الحياة بما تحمله من ظلم وكأبه وبؤس وحزن. أن الاسئلة التي طرحها صمويل بيكت في مسرحيته عن المنقذ أو المحرر متسائلا. من هو؟ هل سيصل؟ متى سيصل؟ ماذا سيفعل أو يقدم؟ هل سيجعل حياتهم أفضل أم اسؤء؟.. مبقيا باب السؤال بلا جواب إمام العديد من الافكار التي تقدمها عبثيه هذه العمل المسرحي .هذا النموذج من العمل الأدبي قريب جدا مما نمر به في بلداننا خاصة في العراق. حيث مواقف لا معنى لها، صراعات مستمرة ،وضع سيء إجابات غير مقنعه، أسئلة غير مفهومه، لا حلول واقعيه لا حوارات تحقق نتائج جيده . خاصة في الجانب السياسي حيث جدل دائر حول هوية العراق، نظامه السياسي، هويته الدينية. كذلك وضعه الاقتصادي المتدهور.
استشراء الفساد في كل مكان ، سراق باسم الدين والمذهب والقومية، تسرق قوته وحياته كل يوم ،بحجج واهية ترتدي رداء الوطنية أو التدين لتبقى حياتنا رهينة بمزاجية الحكام والساسة. كذلك عدم الاكتراث الواضح لما يعانيه الانسان العراقي من ضنك العيش وبؤسه. الشعوب الحية لا تنتظر غودو ينقذها وإنما تختار لها منقذ يحررها من الظلم والجهل والتخلف. يبقى السؤال مفتوح هل يلد العراق من يصنع له حاضره ومستقبله، ام ينتظر غودو الذي لا يأتي ،لينقذه من جحيمه الذي يعيشه بين نظامين سلباه منه كل شيء.


وضمة :
هل حاولت ؟ هل فشلت ؟ لا يهم , حاول مجدداً وافشل مجدداً ولكن افشل بصورة أفضل .
صمويل بيكيت


اياد حسن دايش



#اياد_حسن_دايش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نقد الفكر السائد
- عاشق طواحين الهواء
- المثقف بعيون مصريه
- المستبد العادل
- رمزية رجل الدين
- كيف اصبحت غبيا
- خصائص العبيد
- الخلاص الفكري
- تفاهة الشهرة
- دولة الاستبداد العبودي
- الاستحمار الالكتروني
- ما التنوير
- طغاة ستانفورد
- خلف الفقيه أم مع المفكر
- التبول الاحتجاجي
- الملحدون بناة الحضارة
- المثقف والمتعلم
- شيخ التشيع الزرادشتي
- عودوا اطفالاً
- التصحر النفسي


المزيد.....




- أثار مخاوف من استخدامه -سلاح حرب-.. كلب آلي ينفث اللهب حوالي ...
- كاميرا CNN داخل قاعات مخبّأة منذ فترة طويلة في -القصر الكبير ...
- جهاز التلقين وما قرأه بايدن خلال خطاب يثير تفاعلا
- الأثر الليبي في نشيد مشاة البحرية الأمريكية!
- الفاشر، مدينة محاصرة وتحذيرات من كارثة وشيكة
- احتجاجات حرب غزة: ماذا تعني الانتفاضة؟
- شاهد: دمار في إحدى محطات الطاقة الأوكرانية بسبب القصف الروسي ...
- نفوق 26 حوتا على الساحل الغربي لأستراليا
- تركيا .. ثاني أكبر جيش في الناتو ولا يمكن التنبؤ بها
- الجيش الأمريكي يختبر مسيّرة على هيئة طائرة تزود برشاشات سريع ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اياد حسن دايش - في انتظار غودو عراقي