أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - نبيل عودة - نحو تنظيم اجتماعي- سياسي جديد














المزيد.....

نحو تنظيم اجتماعي- سياسي جديد


نبيل عودة
كاتب وباحث

(Nabeel Oudeh)


الحوار المتمدن-العدد: 6062 - 2018 / 11 / 23 - 12:16
المحور: المجتمع المدني
    


نحو تنظيم اجتماعي- سياسي جديد
• التغيير هو قانون التاريخ الذي لا يرحم من يتجاهله. الموضوع ليس صراعا ايديولوجيا، وليس صراعا بين اجيال، بل مواصلة الطريق بقوى شابة هم ابناء المرحلة الجديدة*
• مجتمعنا يحتاج الى طرح رؤية جديدة، ومهام تتمشى مع عصرنا المتطور وهو دور التنظيم الاجتماعي الجديد الذي آمل ان يكون قد حان وقته *
نبيل عودة
ابناء جيلي تجاوزا جيل الحماسة والاندفاع ، وينظرون للقضايا السياسية والاجتماعية ، بمنطق مختلف ورؤية منهجية، وعقلانية بعيدة عن الارتجال. لم نعد من جيل الحماسة والشعارات والأهازيج. الحقيقة التي يجب ان نعترف بها وبفخر، ان الجيل الناشئ تجاوز ابناء جيلنا بقدراته الفكرية والأكاديمية والتحليلية لكل الواقع العربي في اسرائيل وخارج اسرائيل وللواقع الدولي برمته. اصبح من المستحيل ان يقودنا مجتمعنا من هم دون الجيل الناشئ ثقافة وعلما وفهما لكل متطلبات مجتمعنا.
ان القيادات السابقة لعبت دورها التاريخي، السياسي، الاجتماعي والتثقيفي، نحني رؤوسنا امام ما قدمته، لكن لا يمكن الاستمرار بما كان. التغيير هو قانون التاريخ الذي لا يرحم من يتجاهله. الموضوع ليس صراعا ايديولوجيا، ليس صراعا سياسيا، ليس صراعا بين اجيال وليس صراعا شخصيا، بل مواصلة الطريق بقوى شابة هم ابناء المرحلة الجديدة، جيل هذا الزمن تجاوز أجيال الماضي، وأعني ابناء جيلنا، ونكون مجرد مهرجين اذا اعتقدنا انه لا بديل عن جيلنا. لا اذم ما قام به السابقون، ولا اتهاون لما تعرضوا له من تحديات وصراع شرس مع السلطة، التي تواصل سياسية التمييز العنصري، وتواصل سياسة العدوان والاحتلال وترفض الاعتراف بحقوق شعبنا الفلسطيني ان يقيم دولته المستقلة الى جانب دولة اسرائيل، وان يحظى المواطنون العرب داخل اسرائيل بحقوق المواطنة الكاملة غير المنقوصة بقوانين عنصرية اسوة بقانون القومية.
عالمنا يشهد منذ نهاية القرن الماضي انقلابات عميقة بكل الواقع السياسي الدولي، وبكل النهج الاقتصادي والسياسي، ليس كل جديد هو ايجابي، هناك سلبيات كثيرة تبرز، واحيانا من قوى ليس من السهل مواجهتها، لكن حكم التاريخ لا يقبل الاستئناف، مهما علت اصوات الماضي ، اصوات الزمن الذي لن يعود، حتى لو نجحوا بإعاقة التحولات، في النهاية حركة التاريخ لن تعود الى الخلف، بل ستواصل التقدم رغم كل العوائق ومحاولات شل حركة التغيير.. لكن التعويق سينعكس سلبا على مجتمعنا.
قد لا يعجب كلامي قوى سياسية وفكرية كنت احد دعاتها ومروجي نظرياتها لمدة نصف قرن، بصراحة اقول ان تاريخ الفكر الحديث لم يعرف نظرية اجتماعية، فلسفية، اقتصادية وسياسية بمثل قوة واتساع الفكر الماركسي. ولم يعرف عالمنا تيارا فكريا ثوريا عاصفا بمثل التيار الماركسي. لم يؤثر أي فكر سابق، بالقوة الهائلة التي ميزت الفكر الماركسي منذ أواسط القرن التاسع عشر. الماركسية عصفت بكل الفكر الفلسفي السابق، بكل النظريات الاجتماعية التي سبقتها، بكل الفكر الاقتصادي والسياسي الذي سبقها. الماركسية لم ينحصر تأثيرها في بقعة جغرافية محددة، بل شملت عالمنا كله، بكل قاراته، بكل مجتمعاته، بكل طبقاته وفئاته الاجتماعية. لم تظل بقعة جغرافية ومجتمع إنساني لم يطله تأثير الفكر الماركسي. إن دور الماركسية الفكري والفلسفي في الانقلاب الذي أحدثته في الحياة الإنسانية الحديثة هو شبيه بالدور الذي لعبه العالمان الشهيران كوبرنيكس وغاليلو في الأبحاث والاكتشافات في علم الفلك والفيزياء ودارون في علم الأحياء، ونيوتن واينشتاين في الفيزياء والنظرية النسبية وقانون الجاذبية وغيرهم كثيرون. لكن تطوير العلوم والفكر والاكتشافات لا يتوقف، لا يعرف نهاية له، دائما هناك الجديد والأكثر علمية ، دائما نجد الأعمق ، دائما هناك تطوير للفكر الانساني، ليس تجاوزا واسقاطا لما كان، بل مرحلة جديدة تعقبها مرحلة أخرى. وكل نظرية سابقة هي جزء من النظرية الجديدة، جزء من التطور والارتقاء. حتى اليوم ما زلنا نقيم بإعجاب كبير نظرية بطليموس عن الكون (التي افترضت ان الأرض مركز الكون والشمس تدور من حولها) العالم والراهب في الفاتيكان كوبرنيكوس نقضها باكتشافه العظيم ان الشمس هي مركز الكون والأرض كوكب يدور حول نفسه وحول الشمس. بطليموس وضع الاتجاه العلمي لفهم الكون، وهذا لا يلغي مكانته وطلائعيته وعظمة دوره.
طبعا ليس كل ما طرحه ماركس يجب أن يؤخذ بالمفهوم المطلق.. بل بنسبيته للظروف التي نشأت فيها الماركسية وانتشرت.
ان ما اطرحه ليس نفيا لأي قوة سياسية او فلسفية او ثقافية ساهمت بتعزيز مكانة الأقلية العربية في اسرائيل، وساهمت بتطوير الثقافة وصيانة التواصل الاجتماعي وحماية الحقوق المختلفة للجماهير العربية في اسرائيل.
لكن نكون مجرد مهرجين اذا تجاهلنا واقع مجتمعنا والتحولات العميقة التي تجري به، لدرجة تحول المجتمع العربي في اسرائيل الى المجتمع الأكثر تعليما ورقيا علميا ليس بالقياس مع العالم العربي فقط، بل تشير المعطيات الاحصائية انه سيتجاوز قريبا المستوى العلمي في المجتمع اليهودي في اسرائيل، الذي يعتبر من ارقى المستويات العلمية. فهل نبقى مقطوفي الراس امام قيادات يجب ان تحال للتقاعد؟ كما قلت التغيير هو قانون الحياة ، هو قانون التطور والرقي بكل المجالات.
مجتمعنا يحتاج الى طرح رؤية جديدة، ومهام تتمشى مع عصرنا المتطور، على رأس هذه المهام طرح فكرة الدولة الديمقراطية ، دولة صيانة حقوق الأنسان وحماية حقوق المواطن والحق بالمساواة، وان التعبير الأكثر ضرورة هو تعميق الخدمات للمواطنين في جميع مجالات الحياة، من التعليم والصحة والتأمينات الاجتماعية والرياضة والثقافة. وهي في ظروفنا العربية داخل اسرائيل، لها قيمة عظمى في رقي مجتمعنا، وهذا سيكون دور التنظيم الاجتماعي الجديد الذي بات ملحا وآمل ان يكون قد حان وقته، ليصبح في المرحلة الجديدة الطليعة القيادية للمجتمع العربي.
[email protected]



#نبيل_عودة (هاشتاغ)       Nabeel_Oudeh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نحو مستقبل ونهج جديد للواقع العربي في اسرائيل
- أجمل اثواب الملك
- بحث في الفكر السياسي
- تلخيص ما لم يلخص من انتخابات بلدية الناصرة
- مواصلة الانطلاق للأمام وراء انتصار علي سلام
- صباحك مشرق يا ناصرة الجليل
- يريدون التغيير ام التحريض على رئيس بلدية انجز ما وعد؟
- مسك الختام.. مستقبل الناصرة مع علي سلام!!
- مراجعة نصراوية للطريق التي رفعت علي سلام
- هل يستقيل مرشح بلدية قرطبة ويفوز الرئيس بالتزكية؟
- يا اهلا بالمعارك .. علي سلام في الطليعة!!
- انتخابات الناصرة بمنظار علم النفس الاجتماعي
- بوخدها.. بوخدها!!
- اثارة ارض معسكر الجيش كقضية انتخابية لا يخدم استعادتها
- ملاحظات انتخابية وفكرية
- اهملتم الشباب في مجتمعنا.. والمتهم علي سلام؟
- يحلبون الجحش ويقولون ان حليبه كامل الدسم
- برامج تطوير استراتيجية للناصرة مقابل لغو فارغ في دعاية عفيفي ...
- الناصرة نموذجا لكل الجماهير العربية
- انتخابات الناصرة: انتهى الشوط الأول


المزيد.....




- اليونيسف تؤكد ارتفاع عدد القتلى في صفوف الأطفال الأوكرانيين ...
- يضم أميركا و17 دولة.. بيان مشترك يدعو للإفراج الفوري عن الأس ...
- إيران: أمريكا لا تملك صلاحية الدخول في مجال حقوق الإنسان
- التوتر سيد الموقف في جامعات أمريكية: فض اعتصامات واعتقالات
- غواتيمالا.. مداهمة مكاتب منظمة خيرية بدعوى انتهاكها حقوق الأ ...
- شاهد.. لحظة اعتقال الشرطة رئيسة قسم الفلسفة بجامعة إيموري ال ...
- الاحتلال يشن حملة دهم واعتقالات في الضفة الغربية
- الرئيس الايراني: ادعياء حقوق الانسان يقمعون المدافعين عن مظل ...
- -التعاون الإسلامي- تدعو جميع الدول لدعم تقرير بشأن -الأونروا ...
- نادي الأسير الفلسطيني: عمليات الإفراج محدودة مقابل استمرار ح ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - نبيل عودة - نحو تنظيم اجتماعي- سياسي جديد