أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني - سلام محمد المزوغي - إلى عربي مسلم يحمل الجنسية التونسية














المزيد.....

إلى عربي مسلم يحمل الجنسية التونسية


سلام محمد المزوغي

الحوار المتمدن-العدد: 6045 - 2018 / 11 / 5 - 22:06
المحور: الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني
    


عندما يتكلم المسلم انطلاقا مما لقن، ينتابني للحظات شعور بالاشمئزاز وأتساءل متى سيستيقظ هذا الانسان وإلى متى ستصبر الحياة والبلاد عليه وعلى سفهه؟ أتساءل كيف إلى الآن يحكم هكذا بشر؟ كيف يعقل أنه إلى الآن يسيطر على شعب برمته؟ وكيف إلى الآن لا يزال مصدقا للأقوال الغريبة التي يكررها دون ملل على مسامعي..
المعادلة جلية بالنسبة لي؛ من حقك أن تؤمن، لكن ليس من حقك أن تدمر بلدي، ليس من حقك أن تزيف تاريخه وحاضره وتقضي على مستقبله.. من حقك أن تؤمن، لكن من حقي أن أسائلك عما تؤمن لأن إيمانك سبب رئيسي لتخلف شعب بأكمله.. إذا كان إيمانك يصنع ثقافة تقتل وتدمر، يكون من حقي الدفاع عن وجودي ووجود كل من حكمت عليهم بالفناء؛ أنا، شعب وبلد.
أصل إيمانك إله يدعى الله أرسل من صحراء العرب رسولا برسالة للعالم بأسره، الرسول عربي والرسالة عربية قالبا ومضمونا، قرأت الرسالة وتتبعت أصولها فوجدت أنها كلام لا يقدم ولا يؤخر، حملت ثقافة تلك الصحراء البدائية وعاداتها علاوة على البعض من عقائد وثقافات كل من كان على صلة بتلك الصحراء من أقوام أخرى، وبذلك يكون من التجني أن تقول أن ما فيها يصلح لي اليوم..
تلك الرسالة صنعها أقل البشر حضارة، الحضارة التي نشأت على ضفاف الأنهار أين فهم الإنسان المستقر أنه من الأفضل التعاون مع أخيه الإنسان ليستطيع الحياة من أرضه التي وعى قيمتها فقدسها ودافع عنها ضد الخطر القادم من الصحراء التي خرج منها العربان جياعا حفاة عراة وهبوا هبة واحدة كالجراد، فلم يتركوا في طريقهم مكانا إلا نهبوه ودمروه وما بقى منه فلم يجدوا من حل إلا نسبته وتاريخه ومنجزاته إليهم.. كلامي عن الحضارة لا أقصد به ميزوبوتاميا ومصر بل بلدك، الحضارة لم توجد فقط هناك كما علموك..
الرسالة عربية وحملتها عرب؛ هكذا قرأت في تاريخ إيمانك، لكني لم أؤمن بها ليس عنادا مني أو جحودا من نفسي ولكن لأني لم أجد شيئا واحدا صالحا لي في هذه الرسالة وللبلد الذي نتشارك النسبة إليه في وثائقنا الرسمية.. إيمانك جعل بلدي يختلف عن بلدك، بلدك ينتمي إلى الصحراء وأهلها ورسالتها، أما بلدي فينتمي إلى قارته الأفريقية أولا وإلى تاريخه الحقيقي الذي تجهله وتصم آذانك عن معرفته ثانيا.
إيمانك صنع منك العربي قبل المسلم، جسدك يعيش معي في بلدي أما عقلك فهناك ينبش صحراء قاحلة باحثا عن أمجاد زائفة لم تكن يوما فصلا من فصول التاريخ الحقيقي لبلدي.. ترى أن إيمانك دين مرسل من عند إله، لكن حقيقته أنه مجرد منظومة استعمارية نهبوية تسلطية ككل الأيديولوجيات التي صنعها البشر طوال تاريخهم..
أكلمك عن دينك لأنه الذي يهمك ويهمني، فهو الوحيد الذي يعيش على حياة بلدي وشعبي.. وإن أردت أن أعمم فكلها سواء؛ ما تسميه أديانا سماوية وغيرها من الأديان، كلها أفكار بشرية بدائية أنتجها البشر إجابة عن تساؤلاتهم وجهلهم وتلبية لرغباتهم النفسية والسلطوية. لا تزال هذه الأفكار قائمة إلى اليوم والناس تزور معابدها وتحترم سدنتها لأنها السبيل الأنجع للسيطرة على الشعوب ونهبها بمباركتها.. ألا ترى أن أصل تشبثك بإيمانك يعود إلى ما لقنته في صغرك؟ ألا ترى أنه أين حكم الدين ازدهر الفقر والجهل والتخلف والدمار؟ ألا تتساءل لماذا يدافع الغرب عن إيمانك وينزه دينك عن كل نقيصة راميا بكل المسؤولية على من تسميهم "متعصبين" و "إرهابيين"؟ ألا تزال مصدقا أن الغرب علماني ويحترم عقائد الآخرين؟ ألا ترى أن سياسته النهبوية منذ قرون لم تتغير منها إلا الطريقة؟
سأصارحك أني في بعض الأحيان، أقول أننا شعب حقير لا يستحق الحياة، كل شيء نهب منا حتى أنفسنا.. من نحن ومن نكون.. إيمانك جعل شعبنا يلبس خيمة الصحراء ويتبنى قضاياها وعنترياتها الدونكيشوتية، بإيمانك صار الحر مولى وكيف للتابع أن يتقدم؟ ألا تتساءل كيف تكون غزة أهم عندك من تالة والقصرين وسيدي بوزيد؟ ما علاقتك بعبد الناصر وبصدام؟ كيف أصبح بلدك المصدر الأول للقتلة والسفاحين؟ ألا تسأل لماذا ذهبوا إلى العراق وسوريا ولم يذهبوا إلى مالي والنيجر؟ أفي سوريا إسلام وفي مالي سيخية أم أن الحقيقة أصل إيمانك الذي جعل منك عربيا قبل أن تكون مسلما؟
لن أطيل عليك، وسأختم بسؤالك الذي لن تجد له جوابا ما بقيت مؤمنا بالإله الذي أرسل رسولا عربيا برسالة عربية لك.. ألا ترى أن كل من يحكمون بلدك لصوص؟ ستقول أن الاخوانجية لا يمثلون الدين الحقيقي لكنك ستنتخبهم، ستقول أن السبسي وعصابته ليسوا إلا بورقيبة وبن علي لكنك ستنتخبهم ولا خيار لك، أما حمة والرعاع الذين معه فأمرهم منته عندك لأنهم كفار وهم كذلك "كفار" لكن ليس الكفر بإيمانك بل الكفر بما سيعيد للبلد كرامته ومنعته؛ أصله.. ليتك تفهم أنهم كلهم غرباء عن البلد ولا يوجد في عقولهم المغيبة غير ثقافة الغنيمة التي تعلموها من إيمانك ومن صحرائه.. ليتك تفهم أنك تستطيع أن تؤمن لكن ليس بالإسلام الذي تتبعه اليوم، الذي تؤمن به وتظن أنك أرقى من غيرك من إخوتك العرب كما تعتقد ليس دينا بل أبشع استعمار عرفته الأرض لا يزال بلدك وشعبك تحت أقدامه القذرة.



#سلام_محمد_المزوغي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجيش سور للوطن
- أحاديث صحيحة وشيء من فقهها.
- ابتسمْ قبل أن تُطلق النار!
- سمفونية المايسترو العربيّْ (1)
- أنشودة الموت
- قلوب وأكباد
- موسم العودة إلى الريف
- وشكرا.
- السر وراء إسم أبي (علي)؟
- (صغيرتي) الجميلة
- مرحى بالعهر
- شَاشِيَّة
- ملكتي، امرأتي، حبّي.
- كَهِينَا (10)
- حبيبتي اسمعي لِيّْ *
- أحبكِ (ملاكي)
- (صداقة) خطرة (3)
- (صداقة) خطرة (2)
- (صداقة) خطرة (1)
- حبيبتي متى ستستيقظينْ؟ (فل وياسمين!)


المزيد.....




- بالخيام والأعلام الفلسطينية.. مظاهرة مؤيدة لغزة في حرم جامعة ...
- أوكرانيا تحوّل طائراتها المدنية إلى مسيرات انتحارية إرهابية ...
- الأمن الروسي يعتقل متهما جديدا في هجوم -كروكوس- الإرهابي
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1005 عسكريين أوكرانيين خلال 2 ...
- صحيفة إسرائيلية تكشف سبب قرار -عملية رفح- واحتمال حصول تغيير ...
- الشرطة الفلبينية تقضي على أحد مقاتلي جماعة أبو سياف المتورط ...
- تركيا.. الحكم بالمؤبد سبع مرات على منفذة تفجير إسطنبول عام 2 ...
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لقتلى وجرحى القصف الإسرائيلي
- -بلومبيرغ-: إسرائيل تجهز قواتها لحرب شاملة مع -حزب الله-
- بلينكن يهدد الصين: مستعدون لفرض عقوبات جديدة بسبب أوكرانيا


المزيد.....

- روايات ما بعد الاستعمار وشتات جزر الكاريبي/ جزر الهند الغربي ... / أشرف إبراهيم زيدان
- روايات المهاجرين من جنوب آسيا إلي انجلترا في زمن ما بعد الاس ... / أشرف إبراهيم زيدان
- انتفاضة أفريل 1938 في تونس ضدّ الاحتلال الفرنسي / فاروق الصيّاحي
- بين التحرر من الاستعمار والتحرر من الاستبداد. بحث في المصطلح / محمد علي مقلد
- حرب التحرير في البانيا / محمد شيخو
- التدخل الأوربي بإفريقيا جنوب الصحراء / خالد الكزولي
- عن حدتو واليسار والحركة الوطنية بمصر / أحمد القصير
- الأممية الثانية و المستعمرات .هنري لوزراي ترجمة معز الراجحي / معز الراجحي
- البلشفية وقضايا الثورة الصينية / ستالين
- السودان - الاقتصاد والجغرافيا والتاريخ - / محمد عادل زكى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني - سلام محمد المزوغي - إلى عربي مسلم يحمل الجنسية التونسية