أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عايد سعيد السراج - البيان الشعري














المزيد.....

البيان الشعري


عايد سعيد السراج

الحوار المتمدن-العدد: 1515 - 2006 / 4 / 9 - 01:39
المحور: الادب والفن
    


البيان الشعري
( 1 )
هل الشعر بداية ٌ أم نهاية ؟ إذن ما هي بداية الشعر وما هي نهايته , مما تشكل الكون ؟ أمن نقطة كان أم ماذا ؟ وإذا كان الكون نقطة هل الحياة جملا ً لا متناهية من النقاط , عندما كنا في الأرحام ألم نكن نقاطا ً , وأول قدم نطاؤها على الأرض , ماذا نسميها , نحن مع الشعر ولكننا لسنا مع تحديد النقاط , نحن لانقف عند أي مفهوم, كل النقاط عندنا سواء , فالذين يحولون النقاط إلى أسهم لانقف عندهم والذين يثلثون أو يربعون , أو يكعبون النقاط نتركهم وشأنهم فنقاطنا حتماً لاتؤدي إلى روما 0 لأن الدواخل ليست أدوات هضم وحياة فحسب, بل هي تماماً مثلما نريد , غابات لا متناهية من الأحاسيس , فلندع النقاط السوداء والصفراء والحمراء , ولننضم إلى نقطتنا , إلى لون الإحساس0 إن الشعر ليس له قيود وليس له حدود 0 تماما ً كما أيّ إبداع 0 للإبداع مرتكزات كثيرة , ولكنه لا يؤمن إلا نقطته بسمواته المبدعة , يحمل في طياته القرنفل والفل والياسمين , تعزف له الأوتار أجمل الألحان , تردده الأبدية عبر شعابها , وتدق له النواقيس , من أدب أكثر إبداعاً – تماماً كالفراشات التي تعشق أزهارها, فالذين يريدون منا أن نكون أوصياء عليهم , فليسجنوا أنفسهم ضمن دوائرهم , والذين يريدون أن يكونوا أوصياء 0 علينا أن نحلقِّ بعيداً عنهم ونتركهم أسرى غيظهم وغباءهم المزمن , حتى هؤلاء نرثي لحالهم ونشفق عليهم ونحس بهم , لأنهم أبناء العنكبوت , " ليس كل الذين لا نحبهم لا نريد رؤية وجوههم " هذا إذا كنا لانحب أحداً , لأن بار ومترنا هو الحب – الوعي الإبداعي هو إنعكاس لذات المبدع , وهو انعكاس أيضا لرؤيا أبداعية , العمل الإبداعي مبدع بذاته ولذاته , وهو حصيلة مجموعة لا متناهية من إبداعات سالفة – الإبداعات تختلف بأختلاف المبدع 0 ولا أبداع بلا رؤية للإبداع 0 المبدع طفل تحركه ُ نوازع البراءة 0 الذين كتبوا ولم يعوا حالة الإبداع , يعودون دائماً إلى عوالم لا متناهية في تشكل هيولاهم , طبعاً أنا أريد أن أقول بأنني أريد للإبداع أن يكون حالة من التجريد , بل أريد للتجريد أن يكون أكثر جمالاً وتألقاً ويسمح لعصافير الحياة , أن تغرد عبرسمواته , العودة إلى العمق الأزلي في لحم الكائن , العودة إلى نواة ألذات الكائنة , ذاك الذي يبحث عنه المبدع دائما ً , إن العودة إلى الأرحام ,لا تعني التشابه أو التماثل أو التساهم في الاتجاه , لأن كل خلق له جيناته , وكل إبداع له مآ ثر في أعماق رؤاه وأحاسيسه وإنشاءه عمقه المتفرد , إن الذين أسسوا لإبداعاتنا – الأقدمون والأوائل كتبوا أشعارهم هكذا ببساطة الحياة التي كانت تحيط بهم , أو ببساطة الأدمغة التي يحملونها , ولكن كل ما توغلنا عميقا في الزمن , وتجذرا في التفاعل الأرضي والكوني اكتسب داخلنا أشياء أكثر تشعباً وتعقيداً لدرجة أننا مهما حاولنا أن نفهم أبسط الظواهر المحيطة بنا نرى أنفسنا أكثر جهلا ً وهذا يعني إننا يجب أن نستمر في لهاثنا وراء المعرفة التي لايمكن اللحاق بها , إن الحياة تتفرد بأشياء كثيرة , فمصادر الجمال في الطبيعة والكائن رائعة لدرجة أننا يجب أن نخصها بالقداسة وهذا الكائن البشري الصغير , والملهم بالعبقرية , إلى متى يظل هكذا , شارداً بعيدا ً عن رؤى الجمال , بل أقول هل يأتي زمن يعرف الإنسان قدر جمال داخله ؟ وبذلك يتخلص من كل الأسن والحيوا نية الطبيعانية , فكلما ابتعد الإنسان عن أسباب القبح اقترب من غابات الجمال 0أن المدارس الأدبية كل منها استفادت من الأخرى وحاولت أن ترتقي عنها " هكذا يخيل لها " ولكنني أقول أن المدارس الطبيعانية والأدبية والنفسية والفلسفية كلها كل واحد يرى ما هو محيط وفق صيرورته ونهجه ورؤاه وما يراه منسجما ً مع ذاته , أو مع ما يريد أن يكون منسجما ً لصالح الطبيعة التي يفهم , هكذا هو الكائن دائما ً , وكلُّ كائن ٍ مرتبط ٌ بكينونته , ولكن إلى أي مدى هو قادر على التحليق , نحن نريد أن ننظر الى اللوحة من وجهها العدة حتى لو كانت اللوحة بالمقلوب , فلننظر في كل الزوايا ومن كل الزوايا وننظر ابعد من تمثال الحرية , ونصلي مع بوذا صلواتنا الخاصة ومع طاغور , لا نريد اقتلاعنا من جذورنا , ولكننا نستنشق الهواء الذي ليس ملكاً لأحد والحمد , َونُمَسِّح ُ البشرية بزيت المحبة وبذا يكون الشعر الذي نريد بداية انطلاقة لكل ما هو مبدع ومبتكر وجميل ويسألونني عن الشعر يا ترى , هل هو المطر الذي يغسل الغابات التي تنسج كثافتها , واتحادها بالآخر , فللغابات لغة لا تفهمها إلا سابقة الأسرار وللأيائل كذلك , أننا لن نتمتع فحسب بل سوف نمتع النهر بعنفوانه الرائع وسوف نجلي الصدأ عن الحروف , ونحن نسأل من الذي سمح لهم بأن يقيسوا أطوال الكلمات ويجردوها من حيويتها فللأحرف أسرار كلما عرفت بعضا منها راحت بك إلى بعض تتشعبه أسراره , ربما هذا سببا من أن الأحرف لا تعطي سرها ألا لعاشقها , لماذا اذا نرتدي أثواباً جاهزة المقاسات ؟ ومن قال أنّ الإبداع له ُ طرق محددة , الأدب العظيم تماما ً كالبصمات لا يتشابه ولكنه يصب في النهاية كالجداول في بحر الإبداع العظيم 0



#عايد_سعيد_السراج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ليس لي دين
- الدين والأخلاق والقيم
- البتاني
- بابل
- الطائفية ونظام الاستبداد
- نسائم الأرق المفرح
- ياالله من أين يأتون بكل هذا الكره!
- الشرنوق الذي يكتب النص 0
- الحزب الشيوعي السوري الطاغوت وموت الفكر
- هذا القبر المظلم الذي اسمه الوطن
- لماذا قناة الجزيرة تعادي العرب والمسلمين
- النيروز كرديا ً
- مدائح الموت
- أحاديث السجون - 1 -
- ?هل الخطيئة امرأة أم رجل
- هل الجهل و اللا موضوعية سمة عربية ؟
- في رثاء سمير قصير


المزيد.....




- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عايد سعيد السراج - البيان الشعري