أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمود الزهيري - عن ختان الإناث .. فتوي شاذة !!















المزيد.....

عن ختان الإناث .. فتوي شاذة !!


محمود الزهيري

الحوار المتمدن-العدد: 6023 - 2018 / 10 / 14 - 01:22
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الفتاوي الشاذة والموتورة والتي تعاند الواقع وتخالفه وكأنها في حالة تضاد علي الدوام وصدام محقق مع العلوم والمعارف وأهما الطب , بجانب أن هذه الفتاوي تنحاز علي الدوام للرجال ضد النساء , طبقاً لما درس أصحاب هذه الفتاوي من معارف دينية وصفوها بأنها علوم , وأسبغوا عليها مفردة الشرعية , لتكون حسب إرادتهم " علوم شرعية " لاتقبل التشكيك , وفي الحقيقة هي جملة من المعارف الدينية المتعلقة بالكتب وبالمقدسات السماوية , ليستمر الأمر ليطال المؤمنين أصحاب الباع الطويل في الإتصال بالقراءة والتفسير لهذه الكتب , ليتم تداول ما تنتجه الأفهام علي أنه شريعة , ووصفوها بالإسلامية أو المسيحية أو اليهودية , وهذا ينطبق علي الديانات الإبراهيمية الثلاث , والتي صار أتباعها منذ البدء عباد للنصوص , وليسوا متعبدين بها ..
والأسوأ في الأمر أن طرائق الفتوي وسبلها عديدة , تطول لديهم الحياة طولاً وعرضاً , ليثبتوا ويبرهنوا علي أن الأديان لم تترك كبيرة أو صغيرة إلا وتعرضت لها بالإجابات الجاهزة والمعدة خصيصاً علي أرفف أصحاب محلات أو دكاكين الفتاوي التي وصفوها بالدينية كذلك , ولما لا !؟ , وهؤلاء صارت الفتاوي هي وظيفتهم , وهي التي يتحصلوا من خلالها علي الراتب الشهري وكافة الحوافز والبدلات , بداية من الزي , وحتي بدل المقرئة ..
والمصيبة أن الكثير من الأسئلة أو التساؤلات التي يبادر البعض من البسطاء بعرضها علي هؤلاء المشايخ والكهان ورجال الدين , كان من الممكن ببساطة أن يتم إحالتها إلي العلم والطب ليكون أحد الأطباء المتخصصين هو صاحب الإجابة , أو صاحب النصيحة أو الإستشارة الطبية للناس جميعهم بلا استثناء بين مسلم أو مسيحي او يهودي أو وثني أو لاديني , فالعلم والطب يقف علي مسافة واحدة من كل بني الإنسان ولاينحاز لأحد علي حساب آخر ..
وأخص هذه المسائل مايتعلق بالأمور الجسدية والنفسية , فأمور الجسد كلها لايعيها ولايفهمها المشايخ أو الكهنة ورجال الدين , حيث مآلها النهائي للطب والعلوم الطبية الخاضعة للتجارب والنتائج التي تصدر عنها , وهذه الأمور لايعيها ولم يمارسها أو يتعلمها رجال الدين , فمن أين لهم بالفتيا والإفتاء بما يتعلق بها من أمور , وكذلك الأمراض النفسية ومايحيط بها من علوم طبية صارت متقدمة إلي حد بعيد , وليست متعلقة حسب المفاهيم الدينية بالسحر والحسد و بالجن والعفاريت والشياطين التي تتلبس نفس الإنسان أو جسده, فكيف يكون علاجها لدي المشايخ والكهان ورجال الدين , وهذه يمارسها المسلمين والمسيحيين بمزاعم أنهم يعالجون هؤلاء المرضي , وتكون النتائج لديهم علي حد سواء بمزاعم إخراج الجن أو العفاريت من جسد الإنسان , وهذه كلها أكاذيب وترهات ومزاعم باطلة , ولاتخرج عن دائرة النصب والإحتيال وممارسة مهنة الطب والصيدلة بغير ترخيص , وهذه جريمة أخري تنضاف إلي جملة الجرائم التي يمارسها هؤلاء النصابين المحتالين , والتي هي في حقيقة الأمر مآلها النهائي عيادات الأطباء النفسيين , وليس المشايخ والكهان ورجال الدين ..
ومن أغرب الفتاوي المتخاصمة مع العقل والمنطق والتي صدرت من رئيس لجنة الفتوي بالأزهر الأسبق والتي يذهب فيها إلي أن :" ختان الإناث يجوز في حالة إذا كان البظر كبيرًا، يصبح من الضروري تهذيبه، بينما إذا كان صغيرًا فهو لا يحتاج إلى ختان، مؤكدًا أن ختان البظر الكبير يخفض من الشهوة الزائدة للمرأة ويحميها من الوقوع في المعاصي ... و أن الختان يختلف من فتاة لفتاة، فهناك فتاة تولد ببظر صغير، لو قطع منه شئ لتسبب لها بالضرر، وهناك أخرى تولد ببظر كبير قد يتسبب لها في إثارة الغريزة الجنسية لديها إن لم يُهذب، لذلك يجب ختان صاحبات البظر الكبير، وليس الصغير ..
والمصيبة الأكبر أن رئيس لجنة الفتوي كان الأجدر والأحري به أن يتوقف عن إصدار تلك الفتوي أو الإجابة علي التساؤل بصيغة الفتيا , وكان عليه أن يحيل الأمر إلي القانون الذي يجرم هذا الصنيع الإجرامي الذي هو بمثابة قاعدة عامة مجردة تتصف بالجزاء لمن يخالفه ويقوم بختان أي أنثي , سواء كان الختان لمن كانت ذات بظر كبير أو صغير , وهذا بالرغم من إنعدام المسطرة التي يتم قياس بها البظر للوقوف علي مدي صغر حجمه أو كبر حجمه , وهذا بمثابة إسفاف في الحديث وابتذال حينما يتم التعرض للنساء بأحاديث وفتاوي من هذا القبيل , وإلا فإن رئيس لجنة الفتوي بالأزهر حقيق بنا أن نصفه بالجهل بالقانون وبنصوصه المجرمة لتلك الصنائع , وبأحكامه التي تعاقب بالحبس والغرامة والتي تصل إلي 5 سنوات في بعض الأحيان والسجن المشدد في أحيان أخري , وإلا ما قال بما تقول به وأفتي حيث كان الصمت أولي وأوجب , وإذا كان الأمر في هذه الفتوي يصير مرهون علي المخافة من الأنثي صاحبة البظر الكبير حيث أن الختان بمفهومه الذي صار ديناً وشريعة , يخفض من الشهوة الزائدة للمرأة ويحميها من الوقوع في المعاصي , وهذا حسب زعمه , فماذا عن الرجل , وما الذي يحميه من الوقوع في المعاصي ؟!
فهل ختان الذكور صار مانعاً من وقوع الشباب الذكور من الوقوع في المعاصي , وخفض من شهوته !؟
الأمر مازال متعلق بالنساء منذ الولادة وجعلها رهينة لإرادة الأسرة الأبوية الذكورية حيث مجتمع القبيلة , أو مجتمع ماقبل الدولة , وماقبل الدساتير والقوانين والتشريعات المنظمة لحياة الناس والمجتمع والمنظمة للدولة في آن واحد , من جميع المناحي والإتجاهات , أما القبيلة فلها شأن آخر , وقد يكون أرقي من شأن الدولة التي لاتميز بين القانوني وبين الديني , بين الشرعية الدستورية والقانونية , وبين المشروعية الدينية التي ليس لديها مسطرة موحدة , بل مختلفة من مسطرة لأخري حسب الدين والطائفة والمذهب , وأحياناً العادات والأعراف والتقاليد الحاكمة والتي يكون لها قوة أعلي من الدين في بعض الأحيان !!
فالهم الأكبر للمشايخ والكهان ورجال الدين هو المرأة , وختانها وحجابها وخمارها ونقابها وعورات جسدها وزيها ومواصفاته والتي جعلوها مواصفات سماوية ترضي عنها السماء , لدرجة أن جعلوا من المرأة سلعة بداية من الزواج والطلاق والميراث والوفاة , والتي فرقوا بين النساء وبين الرجال حتي في الوفاة والموت تحت الأرض سواء في اللحد أو القبر ..مخافة الفتنة علي الأموات !!
فمتي يصمت المشايخ والكهان ورجال الدين , ويحيلوا الأمر إلي القانون متي كان حاضراً أو إلي الطب أوالعلم , فهو الحاضر الذي لايغيب ؟!

نص الفتوي في صحيفة الفجر المصرية علي هذا الرابط ..
" https://bit.ly/2AadwdT "



#محمود_الزهيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن جرائم تيارات الإسلام السياسي ..
- في قريتنا ..
- الحرية ل نبيل النقيب المحامي .. الحرية ل مصر والمصريين ..
- مازلت حزين .. لأجلك يا مدينتي الحبيبة .. !!
- أحاديثي مع الشيطان صديقي .. !! (5)
- أحاديثي مع الشيطان صديقي .. !! (4)
- أحاديثي مع الشيطان صديقي .. !! (3)
- أحاديثي مع الشيطان صديقي .. !! (2)
- أحاديثي مع الشيطان صديقي ..!!(1)
- الهرمنيوطيقا : القوة والحاكمية : بين جدل السلطة وجدلية النص ...
- الهرمنيوطيقا القوة والحاكمية : بين جدل السلطة وجدلية النص !! ...
- هذا الذي كان ... !!
- مناداة الكتابة ..
- هل معز مسعود جاسوس خائن , أم داعية مخبر , خادم للإستبداد وال ...
- قسوة ..
- هي كل حياة !!
- حقاً مأساة
- حوار النبوءة : جرائم الماضي والحاضر , واختلاف الأسماء والمسم ...
- مالهذه الطفلة والشيطان ؟!
- رسالة من إبنته سمر: في الذكري ال 26 لإغتيال الشاهد الشهيد فر ...


المزيد.....




- الفصح اليهودي.. جنود احتياط ونازحون ينضمون لقوائم المحتاجين ...
- مستوطنون يقتحمون مدنا بالضفة في عيد الفصح اليهودي بحماية الج ...
- حكومة نتنياهو تطلب تمديدا جديدا لمهلة تجنيد اليهود المتشددين ...
- قطر.. استمرار ضجة تصريحات عيسى النصر عن اليهود و-قتل الأنبيا ...
- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمود الزهيري - عن ختان الإناث .. فتوي شاذة !!