أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سعادة أبو عراق - اضواء على بيع اراضي فلسطين لليهود













المزيد.....

اضواء على بيع اراضي فلسطين لليهود


سعادة أبو عراق

الحوار المتمدن-العدد: 6022 - 2018 / 10 / 13 - 21:05
المحور: القضية الفلسطينية
    


يؤسفنا ويحز في انفسنا كفلسطينيين ان ندافع عن قضية هامشية ما زالت تطرح كلما مرت القضية الفلسطينية بموقف حرج او مؤامرة صهيونية او أمريكية او عربية ، وكأن بيع الأراضي كان متاحا قانونيا وكان مرغوبا به شعبيا وموافق عليه بالإجماع، وانه فعل ارعن وغبي ودليل على غباء أصحابه، وان هذا البيع كان للصرف على بنات الهوى اليهوديات والتلذذ بالجنس والخمرة والقمار، ويأتي هؤلاء الحكماء بالكشف العظيم والسر البسيط وراء المشكلة الفلسطينية، ومن الأسف الشديد انك تسمع مثل هذا الكلام ممن عايشوا تفاصيل المأساة الفلسطينية يوما بيوم، وحين بتكلمون بهذه الفرضية يتكلمون وكأنهم من شعب الماوماو سمع الخبر لأول مرة
1 هل جرى بيع اراضٍ لليهود؟
أ - نعم كان هناك بيع للأراضي إلىاhليهود ، في زمن الدولة العثمانية وزمن الانتداب البريطاني وما بعد الاحتلال عام 67 وفي زمن السلطة الفلسطينية ، وهو امر طبيعي في زمن الدولة العثمانية حينما كان اليهود مواطنون في فلسطين ، فلا فرق في المواطنة بين مسيحي ومسلم ويهوي، هذا ما هو طبيعي, لكن حين بدأ الإستيطان عام 1880 وابتنوا مستعمرة بتاح تكفا على ارض اشتروها في قرية ملبس عندها احس الفلسطينيون بالخطر فحدثت صدامات بين الفلاحين الفلسطينيين وبين المستوطنين اليهود 1886، وعندما جاء رشاد باشا متصرفاً للقدس وأبدى محاباة للصهاينة قام وفد من وجهاء القدس بتقديم الاحتجاجات ضده إلى الباب العالي في مايو 1890، وقام وجهاء القدس في 24 يونيو 1891 بتقديم عريضة للصدر الأعظم (رئيس الوزراء) في الدولة العثمانية طالبوا فيها بمنع هجرة اليهود الروس إلى فلسطين وتحريم استملاكهم للأراضي فيها. وقام علماء فلسطين وصحف فلسطين بالتنبيه على خطر الاستيطان اليهودي والمطالبة بإجراءات صارمة لمواجهته، وفي نهاية عام 1918 كان لليهود قد حصلوا في العهد العثماني على 420 الف دونم .
أما ما قدمه الدكتور احمد كوندور أستاذ الفقه الإسلامي في تركيا اثناء زيارته إلى القاهرة من وثائق مكتوبة عام 1311 هجرية أي قبل 133 أي إبان الحكم العثماني يقول كاتبوها ان الفلسطينيين باعوا الأرض لليهود وليس الأتراك ، فهل كانت هذ البلاد اسمها في العهد العثماني فلسطين ام سوريا الجنوبية او ديار بيت المقدس؟ وهل كان الفلسطينيون اصحاب قرار مستقل عن الدولة العثمانية، ام ان السلطنة العثمانية هي التي عينت الوالي على دمشق ليكون مسؤولا عما يجري في ولايته، من المسؤول عن الموظفين الفاسدين في بلدية عكا وحيفا حيث ذكرهم التقرير كسماسرة بيع لأراضي كثيرة، من كان عليه ان يحاسبهم؟ مخاتير القرى ام الوالي في دمشق او متصرف بيروت؟ قد نعذر هذا الوالي في دمشق بعدم معرفته بالمخطط الصهيوني، ولكن لحساب من تنشر هذه الوثيقة، رغم عدم صحنها؟ انها للتنصل من التقصير في الدفاع عن فلسطين واعتراف تركيا بإسرائيل، وطبعا مادة وثائقية مفيدة للذين يؤمنون ان فلسطين كانت مباعة مسبقا قبل دخول الجيوش العربية عام 1948، لذلك فهي حجة لتبرئة الجيوش التي هزمت شر هزيمة، ولكي يقال؛ لا بأس عليها والله يعطيها العافية ،ما دامت فلسطين كانت مباعة سلفا، فما بمكنهم فعله؟
ب – اما بعد احتلال بريطانيا لفلسطين وتولي السير هربرت صويل اليهودي الحكم كمندوب سامٍ في فلسطين ، فإنه جاء ومعه البرنامج الصهيوني لإقامة دولة لليهود ومعه الوكالة اليهودية( الكيرن كايمت ) لشراء الأراضي وأيضا المال اليهودي في جيب روتشلد، لذلك بدأ نشاطه لنقل الأراضي من العرب إلى اليهود، وكان عليه ان يضع الشرائع والقوانين والإجراءات لنقل الأراضي من ايدي العرب إلى اليهود ، وكانت حكومة الانتداب التي شكلها لا تتضمن أي عربي او فلسطيني يمكن له ان يعترض على اجراء أو قانون، وهذا في وقت لم يكن أحد يعلم من الفلسطينيين عن المشروع الصهيوني شيئا بسبب الأمية السائدة والثقافة المحدودة إلا من بعض المثقفين والمهتمين الذين اثروا في وعي المواطنين فيما بعد، بالإضافة ان مفهوم الوطن بمعناه الحديث كان غير موجود، فالولاء لديهم كان للسلطان العثماني في استانبول.
ج في العامين48 و 48 لم تسجل عمليات بيع كبيرة بسبب ان بن غوريون كان يرى في عمليات شراء الأراضي هدرا للمال ذلك ان تهجير السكان عن أراضيهم ومدنهم وقراهم بالقوة، خير من شرائها بالمال والسمسرة. وكان ما استولى عليه اليهود من أراضي اميرية ووقف إسلامي وما ابتاعوه من اقطاعيات لبنانيين وسوريين وما تم شراؤه هو مليون و700 الف دونم ويقال مليونا دونم غلما ان مساخة فلسطين 27 مليون دونم أي 5% من مساحة فلسطين
د _اما في الأعوام التي تلت ذلك تحت الحكم الأردني فلم يحدث أي شراء للأراضي يسبب انه لم يكن أي يهودي في الضفة الغربية، وان إسرائيل قد استحوذت على 75 % من الأراضي الفلسطينية ، كما ان الفلسطينيين تلقوا صدمة عنيفة جعلت بيع الأراضي جريمة وطنية كبرى.
هـ بعد الاحتلال الإسرائيلي لما تبقى من فلسطين ، كانت السياسة الإسرائيلية تطمح إلى ضمها رسميا إلى إسرائيل ، ولكنها اجلتها ريثما تبتلع القدس أولا ، فمنذ البداية اعتبرت القدس أراضا إسرائيلية ، ولكن الفلسطينيين كانوا اكثر وعيا عما قبل، فلم تجد من يمكنه البيع، والحالات النادرة التي جرت كان الفاعل يقتل بطريقة ما او يلجأ للهروب خارج البلاد ولمكان غير معروف، وكان هناك ايضا تزوير وثائق واستغفال افراد ، وهذا الوضع المقيد لإسرائيل جعلها تنتهج مبدأ المصادرة والإستيلاء بحجج هي وضعتها ، كالمناطق العسكرية والأراضي الوقفية والمشاع والمقابر والمناطق التاريخية الإسرائيلية وغيرها من المصادرات
د - السلطة الفلسطينية ، اخذت السلطة الفلسطينية على عاتقها الإشراف على بيع وشراء الأراضي، فحصرت البيع والشراء بين لفلسطينيين فقط ، لكي لا تتسرب بواسطة السماسرة إلى اليهود.
2 - هل الفلسطينيون من الملائكة والأنبياء، ام من الأنجاس
أ _ كل الذين تستهويهم هذه التبرير الذي اخترعته إسرائيل والحكومات العربية فإسرائيل تريد ان تفهم العالم انها اشترت الأراضي من الفلسطينين ولم تغتصبها ، اما الحكومات العربية وأجهزة مخابراتها وأجهزة اعلامها وجدت في هذه الفرية ردا مقنعا على تساؤل شعوبها عن سبب هزيمتها عام 48 وهذه الشعوب التي لم تحاول ان تسأل عن سبب هزيمتها عام 67، ولم تسأل ان كان قد باع الفلسطينيون أراضي الضفة الغربية والجولان وسيناء لليهود أيضا، ان الشعب العربي الذي لم يتعلم ثقافة التساوؤل والتثبت ، افترض مع أجهزة الدعاية ومؤسساتها ان الفلسطينيين عائلة باعت أراضيها المحدودة ولم يكن لديهم إحساس او معرفة بعواقب الأمور، ولم يكن لديهم الفهم الذي يملكه دهاقنة العرب الآخرين، لذلك فحق عليه القول ، وأخذوا جزاء غفلتهم وتفرطهم وصرف ثمن الأرض في بيون الدعارة.
ب _ وبنفس المقياس الذي افترضوا فيه غباء الفلسطينيين وانكروا عليهم حماقتهم ، فإنهم افترضوا عليهم دون كل الامم والشعوب خلوهم من الخونة والسفلة والمرتشين والأفاقين واللصوص ، فالفلسطينيون هم كأي شعب من الشعوب فيه من هذه الحثالة مثل ما هي عند أي شعب متقدم او متأخر، هذه الفئة؛ سلبيتها وضررها وتخريبها ضروري لأحداث حركات اجتماعية اصلاحية بالتالي تقدما، ولو لم تكن هذه الفئة السلبية لأصبح المجتمع راكدا كقطيع الأغنام او الطيور او الأسماك، إذا لماذا يستهجنون وجود الخونة والمخربين واللصوص واللا أخلاقيين عند الفلسطينيين، الذين مكنتهم القوانين المطاطة والظروف الصعبة التي صاحبت الانتداب البريطاني من ان يعيثوا فساد، اذن فدلوني على شعب مثالي لبس به خونة ولصوص ثم لوموا هذا الشعب المنكوب.
ج _ طبعا ان الدعايات المغرضة لا تقول الحقيقة أنما تقدم اغلفة الحقيقة، أي انك لو رحت تتفقدها لوجدتها خاوية ، وعندها يمكنك رفضها ، ولكنها تكون موجهة للأغبياء الذين يحملونها ولا يتفقدونها.

3 - هل قاوم الفلسطينيون بيع الأراضي
أ – رغم عدم وجود حكم وطني فلسطيني كباقي الدول العربية المستَعمَرَة، بل حكم استعماري متفرد بالسلطة، إن لم نقل حكما يهوديا بتميز، الا اننا نلاحظ أن المقاومة والتنديد اللفظي ببيع الأراضي كان يمارسه ابسط الناس كما يمارسه النخبة السياسية، فها هي كلمة سمسار كلمة بذيئة كالشتيمة يتحاشاها المتعاطون بالوساطة بين البائع والشاري ويستبدلونها بالوسيط كما يتحاشون كلمة عميل في البنوك،
ب – كانت الصحف الصادرة مثل جريدة فلسطين والدفاع والكرمل تنشر اخبار بيع الأراضي والمتورطين بها كنوع من التشهير بهم واستنكارا لفعلتهم، وهذه الأخبار وإن أصبحت مرجعا إلا ان المراجع الإسرائيلية ظلت هي المرجع الأساس، وهذه المراجع وإن أصبحت للتشهير ببعض الشرفاء، وتضخيم المساحات المشتراة بأسعار بخسة، للإيحاء بان فلسطين قد تم شراء معظمها، إلا أن هذه الأخبار كان تثير السخط ولا تخلق فعلا إيجابيا مؤثرا
ج – كان الشعراء بدورهم كما الصحفيون يقومون بدور المنبه والمحذر والمستنكر للبيع ، ولعل إبراهيم طوقان اكبر من شن هجوما على السماسر وبائعي الأراضي
باعوا البلاد إلى أعدائهم طَمَعا بالمال لكنّما أوطانَهم باعوا
قد يُعذرون لَوَ انّ الجوعَ أرغمهم واللهِ ما عطشوا يوماً ولا جاعوا
وبُلْغَةُ العارِ عند الجوعِ تلفظها نفسٌ لها عن قَبول العارِ ردَّاعُ
تلك البلادُ إذا قلتَ: اسمُها «وطنٌ» لا يفهمون، ودون الفهمِ أطماع
اعداؤنا مذ كانوا صيارفة ونحن منذ هبطنا الأرض زراع
واكثر ما كان مؤثرا الشعر الشعبي المغى الذي كان يصل إلى الطبقات الدنيا غير المتعلمة
د – ومنذ البدء انضم رجال الدين إلى استنكار وشجب وتحريم بيع الأراضي لليهود فكان خطباء المساجد والوعاظ لا يألون جهدا في توضيح الخطر الناجم عن البيع لليهود ، ولعل المسؤولين في الأوقاف والافتاء كانوا اكثر قربا من المشهد اذ تبين كم هي التقارير التي كانت ترفع إلى المجلس الإسلامي ألأعلى اكثر دلالة على المقاومة شبه الرسمية، كما تم تشكيل صندوق لشراء الأراضي التي يطَّرّ اصحابها لبيعها وتسجل باسم الوقف الإسلامي او
وفي المؤتمر الإسلامي عام 1935 الذي عقد في القدس حدد فيه حرمة بيع الأرض لليهود ، كما أصدرت مجالس الفتيا في مصر تونس وسوريا والعراق ولبنان وغيرها فتاوى تحرم فيها بيع الأراضي لليهود
هــ قام الناشط السياسي احمد عبد الباقي بعد استقالته من إدارة البنك العربي إلى إنشاء بنك الأمة وكان بهدف إلى شراء الأراضي المهددة بالتسرب للبهود ، ونجح في مبتغاه ، لذلك كانت موجوداته المالية هي اراضٍ وعقارات، وهكذا انهار البنك بعد عام 48 لأن املاكه أصبحت في دولة إسرائيل.
د - وبما ان السماسرة وبائعي الأرض الذين أغرتهم الأسعار المرتفعة والمساكين الذين اعوزتهم الحاجة لا يمكن ان يستمعوا للمواعظ والأحكام الشرعية التي يلقيها رجال دين، فهم مقتنعون بخطأ ما يعملون لكنهم يفعلون بدافع الأنانية وبرغبة في الإثراء.
7 – سبل الإستيلاء على الأرض شراءً او اغتصابا
وضعت حكومة الانتداب البريطاني القوانين التي تسهل عملي نقل الأراضي إلى اليهود
1 – البيع العادي الذي هدفه سد الديون والزواج والمعالجة الصحية والبناء وغيرها ، وقد يعلم بنية البيع يهودي او سمسار فيعطيه اكثر من المطلب فيضعف ويبعه الأرض او البيت ، وهذه الملكيات الصغير ما كانت تشكل خطرا مهما كثرت، اذ يتكون منها احياء او تجمعات سكنية صغيرة، وهذا كان موجودا في كل مدينة ويسمونه الحي اليهودي وتقدر الأراضي التي بيعت من هذه الشريح 65 – 150 الف دونم
2 – بيع الأراضي الشاسعة بمئات الدونمات، وهذا النوع من الأراضي هو الأخطر والأسوأ، والدافع لهذا البيع هو ملكية العشيرة او العائلة لكي لا يقومون بالفرز والتقسيم فيبيعونها دفعة واحدة ، وخاصة إذا ما كانت غير صالحة للزراعة كأن تكون غير عميقة التربة او منحدرة اوصخرية، علاوة انه لم يكن هناك أموال متوفرة، فالعملة كانت نادرة والبيع بالمقايضة. حتى أنك لا تجد في أية بلدة مبلغ مائة جنيه لذلك فإن توفر المال الهودي يجعل البيع اكثر سهولة، وتبلغ المساحة التي بيعت بواسطة السماسرة والعملاء هو 260 الف دونم
3 – الأرض الميري او المشاع ، وهي ما اقره الخليفة عمر لأهل البلاد الأصليين بعد فتح بلاد الشام، وبعد تحريرها من الصليبيين ليعملوا بها ويعتاشون منها ويدفعون الجزية لكن الدولة العثمانية، اعتبترها أملاك دولة غير مسجلة لأفراد، وحكومة الإنتداب أيضا اعتبرتها للدولة وليس للأفراد، وكذلك إسرائيل بعد 48 وبعد 67 وهنا يكون للدولة الحق في بيعها او تأجيرها أو تمليكها وحدث أن وهب هربرت صموئيل المندوب السامي الوكالة اليهودية 175 الف دونم وكان مجموع ما تملكه اليهود من الأراضي ألأميرية هو 656 الف دونم
4 – الإقطاعيات : وهي الأراضي التي كانت لعائلات واشخاص منتمين لبلاد الشام ، وبعد تقسيمات سايكس بيكو أصبحت هذه الإقطاعيات في دولة أخرى، فوجدت هذه العائلات السورية واللبنانية من الأفضل بيعها، لأنهم فاقدي السيطرة عليها والإستفادة منها لذلك وجدت الوكالة البهودية في ذلك هدفا سمينا، فجرى البيع بمساحات هائلة،
والوثائق ذكرت لنا هذه البيوعات الهائلة منها
عائلة سرسق اللبنانية - 200 الف دونم من مرج بني عامر
آل سلام اللبنانية – 165 الف دونم من مستنقعات الحولة
آل تويني اللبنانية – اقطاعيات متفرقة في مرج بني عامر وقرى بين عكا وحيفا
آل خوري اللبنانية باعوا قرى في جبل الكرمل 3850 دونم
آل القباني اللبنانية باعوا وادي القباني قرب طول كرم 4000 دونم
مدام عمران لبنانية باعت ارضا في غور بيسان مساحتها 3500 -ونم
آل الصباغ اللبنانية باعوا ارضا في الساحل الفلسطيني
محمد بيهم لبناني باع ارضا في الحولة
أل اليوسف السورية باعوا ارضهم في البطيحة والزوية والجولان
أل المارديني السوريية باعوا ارضهم في صفد
آل الفوتلي والشمعة والجزائرلي والعمري باعوا املاكهم المتفرقة
ومجموع ما باعته هذه الشريحة 650 الف دونم
سوف نعف عن ذكر الأشخاص الفلسطينيين الخونة الذين لم تطلهم يد العقاب الشعبي ، ونوكل امرهم إلى الله في محاسبتهم وعقابهم، فهم سقطوا من ذاكرة الشعب كأنهم قذارة كانت تلطخ وجه فلسطين ولكننا نذكر مع ما جرى مع احد الخونة كمثال على الانتقام منهم وتصفيتهم نشرتها جريدة الأهرام في عددها 28و29 تموز عام 1937عن تصفيات تمت في فلسطين لشخص باع أرضهم لليهود و سمسر لبيع أراض لليهود يهذا النص "اغتيل بالرصاص (فلان) بينما كان في طريقه إلى منزله ليلاً، وهو مشهور بالسمسرة على الأراضي لليهود، وترأس بعض المحافل الماسونية العاملة لمصلحة الصهيونية، وقيل إنَّ سبب اغتياله هو تسببه في نقل ملكية مساحات واسعة من أخصب أراضي فلسطين لليهود.
وقد أغلق المسلمون جامع حسن بيك في المنشية بمدينة يافا لمنع الصلاة عليه فيه، ولم يحضر لتشييعه سوى بعض أقاربه، وليس كلهم، وبعض الماسونيين، وقد توقع أهله أن يمنع الناس دفنه في مقابر المسلمين، فنقلوا جثته إلى قرية قلقيلية بلدته الأصلية، وحصلت ممانعة لدفنه في مقابر المسلمين.

وقيل إنه دُفن في مستعمرة يهودية اسمها "بنيامينا" لأنه متزوج من يهودية، وأن قبره قد نبش في الليل وأُلقيت جثته على بعد 20 متراً.

هكذا نرى أنَّ هؤلاء قلة شاذة عوقبوا بالنبذ والقتل.
ولا يخلو مجتمع منهم حتى في عهد النبي، صلى الله عليه وسلم، من ضعاف ومنافقين، وليس من الإنصاف، أن يتحمل الشعب الفلسطيني كله جريمةً ارتكبها بعض الشواذ الخونة.

8 - القوانبن التي شرعت للاستيلاء على الأراضي الفلسطينية
1 – قانون الضريبة على الأملاك بحيث يتعرض الفلاح في حالة الجفاف او تلف المحصول ان يستدين او يبيع الأرض او يسجن ،
002 – فانون المصادرة للأغراض العامة الصادر عام 1943 وينص هذا القانون على مصادرة الأراضي من أجل المصلحة العامة لإقامة مشاريع حيوية كالمدارس والمستشفيات والطرق والخدمات الضرورية
3 – فوانين أنظمة الطوارئ لعام 1945 وهي مجموعة قوانين قامت بتشريعها حكومة الانتداب البريطانية بدعوى الحفاظ على النظام العام في المجتمع ومراعاة أمن المواطنين ولكن تم استغلالها في مصادرة وإغلاق الأرض بحجة استخدامها للأغراض الأمنية والتدريبات العسكرية
4 – قانون أملاك الغائبين: قانون أصدرته السلطات الإسرائيلية عام 1967، ويتناول الأملاك الغائبين المنقولة وغبر المنقولة، وأوكلت إلى حارس أملاك الغائبين مهمة الحفاظ على أملاك الغائبين حتى عودة أصحابها، ويحق له ان يتصرف بها من خلال ادارتها وتأجيرها او شرائها او بيعها.
5 – قانون التعويضات ، يعد هذا القانون مكملا لقانون املاك الغائبين والهدف منه تصفية أملاك الغائبين التي سيطرت عليها السلطات الإسرائيلية.
6 – قانون أراضي الدولة المسجلة : حدد هذا القانون إدارة الممتلكات الحكومية بالاستيلاء على جميع الأراضي التي كانت مسجلة باسم الحكومة الأردنية.
7 – إعلان الأراضي غير المسجلة على انها أراضي دولة: وهي الأراضي التي لم تكتمل عملية تسجيلها بسبب حرب عام 1967 كالأراضي المتروكة للمنفعة العامة مثل المراعي والغابات والأراضي الميري ( الأميرية)

8 - ما بين خطر البيع وخطر التقسيم
بقدر ما لام العرب الفلسطينيين على بيع الأراضي لليهود، نتغافلين عن اللأسباب القاهرة التي دفعتهم لذلك والقوانين البريطانية التي نفذت بالقوة نقل أراضي الميري إليهم، مما أدى إلى إيجاد موضع قدم في لهم في فلسطين فإنهم، فإنهم بنفي التشفي راجوا أيضا يلوونهم بنفس مقدار اللوم على عدم موافقتهم على التقسيم أي إعطاء اليهود طوعا وبأريحية (هي من شيم العرب المشهورين بالكرم) أراضيهم كدليل على قبولهم لليهود ولكي يستريحوا على مساحات أوسع بدل اكتظاظهم في مستوطنات او كانتونات، والاعتراف بإسرائيل وفتح صفحة جديدة من المحبة والعلاقات الطيبة مع أولاد العم.
ولعلنا نستطيع بناء على ما قدمناه سايقا من وقائع نرى ما يلي
1) ان مجموع ما باعه السماسرة الفلسطينيون لا يتعدى 250 الف دونم
2) رافق هذا البيع معارضة شديدة من قبل الناس والصحافة والنخب السياسية ورجال الدين والإقتصاديين والأحزاب
3) مجموع الأراضي التي تم شراؤها من الإقطاعيين اللبنانيين والسوريين كان 650 الف دونم ، ونستطيع ان نتفهم موقف تلك الأسر الإقطاعية في بيع ممتلكاتها، وعدم توفر المال الكافي لدى العرب لشراء هذه الممتلكات الهائلة، وكان المال اليهودي جاهزا للشراء ، فلا غرو إن ارتضت تلك العائلات بيعها لليهود، إذ لا يصح ان يكونوا في بلاد وأملاكهم في بلاد أخرى، فلا نستطيع ان نقول أنهم غلبوا مصلحتهم الشخصية على مصلحة فلسطين والأمة العربية.
4) وهب المندوبون السامون على مدى ثلاثين سنة ما مجموعه 656 الف دونم من الأراضي الأميرية والوقف بلا مقابل.
هذه الوقائع الحقيقية تدل ان الأراضي التي بيعت لليهود من قبل الفلسطينيين لا تشكل شيئا مع ما اعطي لهم بلا مقابل ، وما اشتروه من الأقطاعيين بثمن بخس.
وان المساحة التي عابوا على الفلسطينيين بيعها وصرفها على بنات الهوى في يافا وتل ابيب ، والتي تقدر بمليوني دنم ها هم يعيبون على الفلسطينيين عدم تقديم نصف فلسطين بلا مقابل، أي 15 مليون دونم إضافة لملوني دونم كانت لهم، فأي درك من الغباء وصله العقل العربي، بل أي درك من الخيانة والخبل والتصرف المخزي.
ان هذا المنطق الغبي والأعوج، ما كان بلا هدف مقصود عند السياسيين وعند الذين روجوا له، فهم بريدون تحميل وزر القضية الفلسطينية للفلسطينيين الفاسدين الذين باعوا بلادهم ولم يأخذوا برأي المحنكين تاعرب في السياسة، على ان الفلسطينيون سذج وأغرار بالسياسة، وأن السياسيين السياسيين العرب هم دهاقنة سياسة .
ان الإدعاآت التي روجت للعامة ما كانت إلا انتاج الإعلام الإسرائيلي للفول انهم اشتروا الأرض من الفلسطينيين ولم يغتصبوها ، فهل كان العرب يروجون الدعاية الإسرائيلية عن وعي ام عن دون وعي ، وهم يظنون انهم يدافعون عن هزيمتهم التي فضحتهم امام شعوبهم فدفعوا الرؤساء والملوك ثمن تواطؤهم؛ كراسيهم وعروشهم ورؤوسهم
ان مشروع التقسيم الذي اقرته الأمم المتحدة أعطت لليهود 57 % من فلسطين ولم ينص القرار على تهجيرهم وطردهم من المناطق التي صارت لليهود، ولكن الجيوش الخمسة بقيادة ضباط انكليز في الحبش العربي الأردني، كانت تساعدهم على تهجير القرويون وسكان المدن وإشاعة الخوف بينهم من مجازر تنفذها المنظمات اليهودية، إننا لا نلوم الجندي العربي الذي جاء فرحا بمنحه فرصة الدفاع عن فلسطين ، ولم يكن يدري انه يقاتل نحت امرة ضباط بريطانين، لا تعرف لمن كان ولاءهم ، فوقفوا بهم بعيدا عن جبهات القتال وحدود التقسيم الوهمية ، وحينما كانوا يقولون لهم تقدموا، انتم بعيدون عن تل ابيب عشرة كيلومترات يقولون بالعراقي ماكو أوامر، مما اعطي لليهود فرصة تعديل الحدود كما يشاؤون لأخذ مزيدا من المساحة المقررة لكي تستريح على 75 % من مساحة فلسطين، ورجعوا يلومون الفلسطينن على عدم الموافقة على قرار التقسيم، بينما هم تكرموا باعطاء ما لم تقرره الأمم المتحدة من مساحات كالجليل الشرقي الممتد في مرج بني عامر والجليل الغربي المتضمن حيفا وعكا والساحل، أي فرطوا بـ 70 % من فلسطين لإسرائيل بدون مقابل.
ان الدرس القاسي الذي تلقاه الفلسطينيون، درس يجب ان بتعلم منه العرب كيف يكون الشعب يقظا وقويا ومتنبها لما يحيط به ، راحوا يستمتعون بالتشفي بذاك الفلسطيني الذي باع ارضه وصرف الثمن على بنات الهوى اليهوديات، لقد سربت له الدعاية الصهيونية إلى الوجدان العربي، وابتلع المخدر الذي حقنته به أجهزة اعلامه ومخابراته، فهذه سوريا والعراق واليمن ومصر التي فهمت ان رئيس الدولة هو الدولة، فحافطوا على الرئيس ليحافظوا على الوطن ولم يفهموا من مأساة الفلسطينيين ان الوطن ليس له بديل ولا يوجد نسخة أخرى له، وأنك تستطيع ان تعيش بلا رئيس ولكن من الصعب ان تعيش بلا وطن، وأن الذين يظنون انهم معصومون من التفكك والانهيار المجتمعي، هم اقرب إليه مما يظنون ، وخاصة دول النفط الني لم تبلغ سن الرشد، ولم تفطم بعد عن رضاعة البداوة



#سعادة_أبو_عراق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التقدم من التراث في قصة -ما قاله الإله إيل
- الإضطهاد الموروث للمرأة
- البعيد القريب
- مبتدئ اليتم
- المشجب
- مرور
- ترتيل العتاب
- تسألني
- ابحث عنك
- رائحة الحب
- مرآك
- أستاذي نزار
- ابتدأ السهر
- أنا لا أغار
- اغسليني
- الليل ظل
- القحط النسوي
- الصحو الكسول
- ابراج الحمام
- أيتها الغيمة


المزيد.....




- الناطق باسم نتنياهو يرد على تصريحات نائب قطري: لا تصدر عن وس ...
- تقرير: مصر تتعهد بالكف عن الاقتراض المباشر
- القضاء الفرنسي يصدر حكمه على رئيس حكومة سابق لتورطه في فضيحة ...
- بتكليف من بوتين.. مسؤولة روسية في الدوحة بعد حديث عن مفاوضات ...
- هروب خيول عسكرية في جميع أنحاء لندن
- العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز يدخل المستشفى التخص ...
- شاهد: نائب وزير الدفاع الروسي يمثل أمام المحكمة بتهمة الرشوة ...
- مقتل عائلة أوكرانية ونجاة طفل في السادسة من عمره بأعجوبة في ...
- الرئيس الألماني يختتم زيارته لتركيا بلقاء أردوغان
- شويغو: هذا العام لدينا ثلاث عمليات إطلاق جديدة لصاروخ -أنغار ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سعادة أبو عراق - اضواء على بيع اراضي فلسطين لليهود