أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حكمت حمزة - جمال خاشقجي الذي يساوي ملايين البشر!!















المزيد.....

جمال خاشقجي الذي يساوي ملايين البشر!!


حكمت حمزة

الحوار المتمدن-العدد: 6019 - 2018 / 10 / 10 - 13:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تحياتي للجميع
منذ عدة أيام، تتصدر قصة الصحفي السعودي المختفي جمال خاشقجي، كافة العناوين والنشرات الإخبارية، وحتى الصفحات الإخبارية المرموقة و المغمورة، بسبب أن الصحفي البارز اختفى بعد دخوله إلى القنصلية السعودية في اسطنبول، وفق وكالات الأنباء وما صدر عن بعض الجهات الرسمية وغير الرسمية، وقامت الدنيا ولم تقعد بسبب اختفاء هذا الرجل، ووصل الأمر إلى درجة طلب فيها دونالد ترامب من السعودية، توضيحات بخصوص اختفاء جمال خاشقجي، مما زاد من أهمية القضية، فتدخل ترامب شخصيا أضاف لها المزيد من الدسم، وأنا أتمنى للسيد خاشقجي كل خير، ولا أتمنى له أبدا أي مكروه، لأني مع حرية كل انسان في الحياة والتحدث وتبني وجهات النظر التي يشاء، ولا يجوز لأي جهة أن تعتقل أو تقتل إنسان أو توجه له أدنى أذى بسبب أفكاره.
قضية السيد خاشقجي أعادتني بضع سنين إلى الوراء، إلى أوائل أيام ما يسمى (الربيع) العربي، والذي كان ربيعا جافا قاحلا، لا ورود فيه ولا أزهار ولا أوراق حتى، مجرد حطب يابس أراد الظهور بالمظهر المخضر المزهر، إذ قامت عدة شعوب عربية ضد حكوماتها نتيجة وضع مزرٍ استمر سنواتٍ طوالا، ومن تونس إلى ليبيا ومصر، مرورا بسوريا وصولا إلى اليمن، ولا ننسى العراق التي عاشت الربيع الأمريكي منذ أكثر من خمسة عشر عاما، ولا زالت تعاني من تبعات هذا الربيع الأمريكي الذي تلاه اختراق ربيع ايراني للعراق الشقيق، الذي أعتبره وطني أيضا بالمناصفة مع سوريا، والنتيجة هي مجموعة من النكبات المتوالية التي أفضت إلى ملايين القتلى، وملايين المشردين و المغيبين قسريا مجهولي المصير، وإذا أردنا حساب المعتقلين فقط، بين موثقين وغير موثقين، ستكون الأرقام صادمة، فهناك الملايين ممن لا يعرف إن كانوا أحياء أم أموات، مرفقين بدموع أبناءهم و أمهاتهم وآباءهم، والمفارقة العجيبة أن كل هؤلاء يختفون و ربما يرحلون عن هذه الحياة بصمت مطبق، وربما يخرج بعضهم من السجن بعد ربع قرن كما حدث في سوريا وغير سوريا، وكل ذلك يحدث في صمت مطبق، سواء على الصعيد المحلي أو الإقليمي أو الدولي.
خلال أسبوع من اختفاء السيد خاشقجي (عُجِّلَ فَرَجُهْ) شهدنا موجة من التحركات الكبيرة على القنوات التلفزيونية والإخبارية وصفحات التواصل الاجتماعي، بشكل أكبر بكثير من أن تكون لأجل شخص واحد، حتى الصفحات السعودية وغير السعودية اهتمت بشكل كبير بقضية خاشقجي، وصولا إلى أروقة البيت الأبيض والاتحاد الأوروبي، وربما تصل إلى الأمم المتحدة التي في المريخ أيضا نتيجة هذا الصدى الهائل، وسواء كانت عملية اخفاء خاشقجي تمت بسبب معارضته للنظام السعودي، أو لأنه مقيم أمريكي، أو لأي سبب كان، فإن جميع من تفاعل مع هذا الخبر كان بسبب أن اعتبار السلطات السعودية أو محمد بن سلمان، كانوا وراء إخفاء مع شخصية معارضة للحكم، أو ربما لغايات أخرى ولكنهم تستروا بهذا الغطاء، وكأن جمال خاشقجي هو أول معارض يتم إخفاؤه من قبل حكومته لأنه معارض!!
في كل دول العالم الثالث، و حتى في بعض دول العالم الثاني أو الأول، يتم إخفاء أو قتل معارضين للحكومات كل يوم وكل أسبوع وكل شهر، ولا نسمع عن أحد شيئا، في العالم العربي فقط، يمكنك أن تعد وتحصي من أخفاهم حفتر و السيسي والأسد وجبهة النصرة في سوريا والمالكي سابقا والحوثيين وحكومة هادي والسعودية وفي كل مكان، ولكننا للأسف لم نسمع كما من التنديد لأجلهم، ولم نر هذا الكم من الاهتمام بهم، ولا ننسى عدوى القلق التي انتقلت من بان كي مون إلى ترامب وبعض رؤساء الدول أو رؤساء الحكومات، في سوريا اليوم وبعد ثمان سنوات من الحرب، أنا أجزم باختفاء أكثر من نصف مليون شخص بين سجون مخابرات النظام السوري، وسجون الجيش الحر وجبهة النصرة، هذا مع تجاهلنا لأرقام القتلى في الحرب أو بواسطة الاغتيالات من الطرفين، أما في ليبيا فالوضع أكثر من مأساوي أيضا، لما يحدث من حروب وقتل، فتحت اسم داعش يقتل الداعشي والمدني، المتطرف والمسلح والسلمي ، أما في اليمن، فبداية بالكوليرا، وانتهاء بعشرات الآلاف من المقتولين والمعتقلين من كلا الطرفين، و بقفزة إلى مصر السيسي (بلحة)، هناك مئات الآلاف من المعتقلين والمغيبين في سجون هذا الطاغية المتعجرف، يعني بحسبة بسيطة، إذا جمعنا هذه الأرقام فقط جمعا، ستتجاوز النتيجة المليونين، و أشير إلى أن مليونين تشير إلى مليوني إنسان، مليوني كائن بشري، ورغم ضخامة هذا الرقم، إلا أنهم لم يلقوا ربع الاهتمام الذي لقيه السيد خاشقجي (عُجِّلَ فَرَجُهْ)، فيا إله السماء، ما أضخمك يا خاشقجي!!
إلى متى سيستمر مسلسل الاستهزاء بدماء الشعوب البسيطة الفقيرة، و متى سنشاهد الحلقة الأخيرة من هذا المسلسل المقيت، فكل هذه الدماء المراقة، وكل هذه الحريات المسلوبة المختطفة، لم تحرك مشاعر ترامب الأشقر بقدر قضية خاشقجي، و لا بد لنا من التنويه إلى أن قضية اختفاء خاشقجي، كشفت لنا عن انتقال عدوى القلق من بان كي مون إلى ترامب الأشقر.
ترامب لم يقلق إلى أكثر من ربع مليون معارض للأسد أو للمعارضة، تم إخفاؤهم قسريا من قبل الطرفين، وبين سجني صيدنايا والعقاب، حكاية تكتب أكثر من ألف مجلد ومجلد، والمجتمع الدولي حتى الآن لم يحرك عجلة القلق والخوف على مصير معارضي أنظمة استبدادية مثل نظامي الأسد والسيسي، بشكل يدل على جدية الحراك، وكأن كل هؤلاء الناس بشر من الدرجة الثانية أو الثالثة، مما أوصلني لمرحلة من الشك بأن تصنيف الدول بأنها عالم ثالث جاء على أساس نوعية وأهمية البشر فيها لا على أساس الاقتصاد أو طبيعة الحكم.
متى سيفهم الشعب في دول العالم الثالث وخصوصا العربي، أنهم لا يساوون شيئا بين البشر، ولا يساوون قشرة بصلة في نظر حكومات الغرب والدول المتقدمة، كل الرسائل السابقة التي أرسلت من قبلهم لم تصل فحواها، و لا بد للجميع أن يفهم أخيرا تلك الرسالة التي وصلت عبر الاهتمام الزائد والفائق بقضية اختفاء خاشقجي (عُجِّلَ فَرَجُهْ)، ذاك الصحفي الذي اكتشفنا حديثا أنه يساوي ملايين البشر، ولأجله ستسخر الكاميرات، وتحديد المواقع وساعة آي ووتش، ومن يدري فربما تشغل صور الأقمار الصناعية كرمى لعينيه ووجنتيه المنتفختين، ولكن مغيبي حفتر والسيسي والأسد على ضخامتهم، أصغر من أن يُرَو بالعين المجردة، وأقل من أن يتم الاهتمام بهم كما تم الاهتمام بقضية خاشقجي (قُدِّسَ سٍرُّه) و (عُجِّلَ فَرَجُهْ)، وحتى صور القيصر التي سربت إلى الخارج منذ فترة طويلة، لم تحرك عظامها ولا أشلاءها أي شيء حتى الآن، سوى بعض التصريحات الخجولة، وبعض الاتهامات الموجهة التي لا تساوي متهما بضرب عجوز.
كفاكم أيها الشعب العربي سكوتا، فمصالح الدول التي تتجاوز شعوبا بأكملها، لن تقف على خاشقجي، إلا أنكم تأكلون نفس المقلب كل مرة، ولا تتعلمون الدرس، انتفضوا، وقوموا إلى زمن الصحوة الذي نصنع فيه مجدنا بأنفسنا، كل ثورات خريفكم العربي ارتهنت منذ شهورها الأولى إلى الخارج، وها أنتم ترون الخارج ماذا فعل بكم وبمطالبكم بحرية وعيش كريم، فاخلعوا هذه العباءة البالية، وقوموا بانتفاضتكم الذاتية التي لا تريد من أحد شيئا، افعلوا كما فعل الروس في ثورتهم على القيصر، هم قاموا بثورتهم لأنفسهم، وقدموا الكثير من التضحيات، ولكنهم خلعوه ووصلوا إلى ما يريدون، أما الثورات العربية فقدمت تضحيات أكثر من الروس، لكنها لم تصل لشيء، فبئس الثورات المرتهنة والمدعومة من الخارج، فهي توقد بدماء أبناءها لتدفئة الغرباء، والثوب المستعار لا يقي من البرد، قوموا لعل ملايينكم تساوي اختفاء السيد خاشقجي (عُجِّلَ فَرَجُهْ) على الأقل.



#حكمت_حمزة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تساؤلات وتناقضات بسيطة في قصص القرآن...نوح
- واقع التفاسير القرآنية...هريس من اللغة والتاريخ والأهواء الش ...
- تساؤلات وتناقضات بسيطة في قصص القرآن...آدم
- من لغة العوام...إلى الشرف والأخلاق والحرية..كيف أثر الموروث ...
- عشوائيات حكمت - منافسة غير نزيهة
- عشوائيات حكمت - في التطرف والتطرف الاسلامي
- محرمات فكرية-هل وجود الله ضروري؟
- سجل أنا سوري
- محرمات فكرية-اين الالحاد في الأديان
- سوريا..أسلمة ثورة وثورنة تشبيح..ديكتاتور في ذات كل مواطن
- تؤمنون ببعض العلم وتكفرون ببعض
- دعونا نفهم فكرة الإله(4)
- من بقايا ذاكرة إنسان لاديني...نعمة العقل(9)
- عشق كحبات الأمطار
- من بقايا ذاكرة إنسان لاديني...نعمة العقل(8)
- دعونا نفهم فكرة الإله(3)
- من بقايا ذاكرة إنسان لاديني...نعمة العقل(7)
- من بقايا ذاكرة إنسان لاديني...نعمة العقل(6)
- دعونا نفهم فكرة الإله(2)
- أسياد الحرية


المزيد.....




- مبنى قديم تجمّد بالزمن خلال ترميمه يكشف عن تقنية البناء الرو ...
- خبير يشرح كيف حدثت كارثة جسر بالتيمور بجهاز محاكاة من داخل س ...
- بيان من الخارجية السعودية ردا على تدابير محكمة العدل الدولية ...
- شاهد: الاحتفال بخميس العهد بموكب -الفيلق الإسباني- في ملقة ...
- فيديو: مقتل شخص على الأقل في أول قصف روسي لخاركيف منذ 2022
- شريحة بلاكويل الإلكترونية -ثورة- في الذكاء الاصطناعي
- بايدن يرد على سخرية ترامب بفيديو
- بعد أكثر من 10 سنوات من الغياب.. -سباق المقاهي- يعود إلى بار ...
- بافل دوروف يعلن حظر -تلغرام- آلاف الحسابات الداعية للإرهاب و ...
- مصر.. أنباء عن تعيين نائب أو أكثر للسيسي بعد أداء اليمين الد ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حكمت حمزة - جمال خاشقجي الذي يساوي ملايين البشر!!