أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - إدريس سالم - حزب أخلص في الاستفتاء، وحزب أخلف فيه















المزيد.....

حزب أخلص في الاستفتاء، وحزب أخلف فيه


إدريس سالم

الحوار المتمدن-العدد: 6011 - 2018 / 10 / 2 - 17:06
المحور: القضية الكردية
    


في الدول الغربية لا توجد أحزاب تُخلص وأحزاب تُخلِف، أمّا في دول الشرق هناك أحزاب تُخلِص لقضايا شعبها وآلامها، وأحزاب تُخلِف وتخون شعوبها وقضاياها المصيرية، بل يتخطّى الأمر أحياناً إلى بيع أوطانها وشعوبها في سبيل الحصول على النفوذ أو السلطة أو المال، وسط التكاثر الخارج عن القانون والفاضح للأحزاب السياسية العقيمة والجدلية في مشاريعها وأهدافها، التي تعتبر التعدّدية السياسية ضرورة إستراتيجية للتداول السلمي للسلطة، إذا سمحت تلك السلطة بالعمل العلني والتنافس الانتخابي فيما بينها، في ظلّ غياب سلطات ديمقراطية في الشرق الأوسط.

وفي كوردستان، وبأجزائها الأربعة، هناك أحزاب تُخلِص للقضية الكوردية وحقوقها الدستورية، وأحزاب تُخلِف وتبيعها مقابل أن تحصل على منصب أو مال، ففي إقليم كوردستان – قضية الإخلاص والإخلاف – واضحة للجميع، فكلّ الكورد ودول الشرق الأوسط والأدنى والأقصى وأوروبا يعلمون علم اليقين مَن أخلص في مشروع استفتاء الاستقلال ومَن أخلف، تدرك كسطوع الشمس مَن كان سبباً في خيانة 16 أكتوبر، ومَن كان سبباً في إخماد المجزرة التي كان ستتعرّض لها مدينة كركوك الكوردستانية، «حزب يُخلِص فيؤكّد أن كركوك منطقة مستقطعة، وحزب يخُلِف فيراها متنازعة عليها!! فما الفرق بين الاستقطاع والاستنزاع؟!».

حزب يملك اثنين وسبعين عاماً من النضال والتضحيات المثمرة، له رجال يصدقون القول ويحسنون الفعل، يمتلك المصداقية والهيبة وتأييد الشعب، يتحمّل دائماً المسؤولية الثقيلة في الحالات المستعصية بالألغام وتشابك المصالح، رفع شعار الديمقراطية للشرق الأوسط والاستقلال لكوردستان، يحمي التركمان والكلدان والأرمن والآشوريين، رمز للنجاح الكوردستاني، يعاني من النزعة التخوينية التي يمتلكها رموز القرار من الطرف الآخر، ذاك الطرف الذي منذ التأسيس ينشر التشرّد ويحارب الاستقرار.

إن خلاص الكوردستانيين في إقليم كوردستان هو بتخلّص الشعب من حكم الإدارتين والحزبين الحاكمين ومبدأي المناصفة والمحاصصة، وربّما لو انتصر حزب الديمقراطي الكوردستاني (PDK) الحاكم بغالبية الأصوات في البرلمان، ستخوّله تشكيل الحكومة المقبلة لوحده، وإن لم يتخلّصوا من نظام الإدارتين، فإن عودة برهم صالح إلى الاتحاد الوطني الكوردستاني قد تشكّل حالة من عدم الاستقرار، خاصّة وموقفه كان متذبذباً من الاستفتاء ورموز خيانة 16 أكتوبر، فأعداء كوردستان اتّجهوا نحو العاصمة هولير ودهوك بعد احتلال كركوك وتهجير مواطنيها، وذلك لإدراكهم أن هزيمة حزب الديمقراطي الكوردستاني والرئيس مسعود بارزاني هي التحطيم الوحيد لإرادة الاستقلاليين الكوردستانيين.

لولا الرئيس البيشمركة مسعود بارزاني وبيشمركته، الذي أحبط كل محاولات تركيع إقليم كوردستان لكان الجيش العراقي وفصائل الحشد الشيعي الإيراني في هولير ودهوك، لكان إقليم كوردستان كلّه مناطق متنازع عليها أو مستقطعة، ولألغت بغداد وواشنطن الفيدرالية حتّى، ومن الضروري ‏أن يوضّح الاتحاد الوطني الكوردستاني، هل أحداث 16 أكتوبر في كركوك خيانة أم ردّة فعل طبيعية من بغداد ضدّ الاستفتاء؟!

العراق عراق الحضارة والازدهار، الذي شهد حربين كبيرتين، حرب داعش مقابل مقايضات سياسية واقتصادية حصل عليها مسؤولون وزعماء رفيعو المستوى في السلطة الحاكمة، وحرب الفساد الذي ينخر في مؤسّسات ومراكز الإدارة في بغداد، أما إقليم كوردستان فشهد معركتين مصيريتين، المعركة الأولى هي التي وقف قائدها ورجاله في وجه كلّ مَن طالب بإخماد الاستفتاء ونثر رماده في نهر الفرات وصحراء العراق، والثانية النكسة التي حُيّكت ضدّ كركوك واحتلالها من ميليشيات إيرانية وأسلحة غربية.

الاستقلال سيأتي، إلا أن مرحلة ما بعد انتخابات الرئاسة والحكومة العراقية، وانتخابات برلمان وحكومة ورئاسة إقليم كوردستان ستكون صعبة ومعقّدة، فتركيا تريد التخلّص من أزمة الدولار، وسوريا تبحث عن خيوط لإيقاف الحرب وإعادة قبضتها الأمنية، العراق ربّما يكون على موعد مع عراق جديد لو تخلّصت من الفساد والفاسدين، أما إيران فتريد التصعيد العسكري.

إن لهجوم إيران العسكري في مدينة كويسنجق في إقليم كوردستان، وقصف اجتماع للحزب الديمقراطي الكوردستاني في شرقي كوردستان، له رسائل ودلالات مختلفة؛ الرسالة الأولى والأكثر أهمية هي إطلاع المجتمع الدولي على ما يبدو حول نواياها وإمكانياتها الإقليمية، حيث أن استهداف مركز تدريب ومأوى للاجئين محميان بشكل ضئيل، بصواريخ قوية سيصنّف على الأرجح من قبل أيّ مراقب موثوق بتحليلاته بأنه قتل مفرط.

الرسالة الثانية، قد تحاول طهران ترهيب بعض المواطنين والسياسيين في العراق، حيث تزايدت المشاعر المعادية لإيران خلال الدورة الانتخابية الأخيرة، خاصّة في البصرة، وبينما زعماء بغداد – في ذهاب وإياب – لمقايضة المسؤولين في هولير، لتنصيب طاقم الحكم الجديد في العراق، يمكن اعتبار الضربة على كويسنجق بمثابة تحذير، بأنه لا يمكن تهميش إيران، وأنها ستفعل ما يلزم لحماية مصالحها هناك.

أما الرسالة الثالثة التي يحملها الهجوم الإيراني، فقد تكون موجّهة إلى المعارضة الكوردية في شرقي كوردستان، التي سعت إلى تعزيز مكانتها من خلال ضرب أهداف تابعة للنظام والحرس الثوري، وسط شعورها بأنه يجري تضييق الخناق على النظام، مع تسبّب العقوبات الأمريكية بتفاقم الوضع الاقتصادي الرديء أساساً في البلاد واستمرار الاحتجاجات في مدن مختلفة، خاصّة وأن بعض قادة حزب الديمقراطي الكوردستاني في شرقي كوردستان قد زاروا واشنطن، لفهم سياسة إدارة دونالد ترامب تجاه طهران بشكل أوضح «مساحة التناغم بين واشنطن وطهران أكبر بكثير من مساحة الصراع».

واليوم يتعيّن على الحزب الذي أخلص لمشروعه الإستراتيجي القومي مواجهة أيّ واقع مُـرّ قد يتعرّض له، سواء في بغداد مؤقّتاً أو في العاصمة هولير مع المعارضين والموالين لجهات مشبوهة، من خلال التفكير الجدّي بضرورة محاسبة مَن سيُخلِف ويقايض حقّ تقرير المصير بمناصب السلطة ومصالح اقتصادية تجارية، إذ يجب على الأحزاب الكوردية الحاملة للمشروع الكوردي اختيار أقوى مرشّحيها، لخوض الانتخابات البرلمانية والرئاسية، وبذل قصارى جهدها للدفاع عن كوردستان.

حزب وعد فأخلص، وعد بإجراء استفتاء الاستقلال فصدق وأخلص، الاستفتاء الذي بات واقعاً لا مفرّ منه، ومُحال أن يُلغى، إلّا بإجراء استفتاء للإلغاء، وهذا ما لن يسمح به الشعب الكوردي، فلو فعل سيفقد مصداقيته بين الشعوب، ولن يعد أحد يثق به، وكلّ تضحياته ونضالاته في سبيل الاستقلال ستذهب أدراج الرياح، فولاءه الأول والأخير للمشروع القومي الكوردستاني.

وحزب وعد فأخلف، وعد طيلة أربعة عقود أن تكون كركوك "قدس كوردستان"، لكن هذا القدس لم يكن إلا شعاراً إعلامياً، ظلّ يردّده لكسب محبّة الشعب، إلّا أن الحزب نفسه سلّم كركوك دون مقاومة، وسحب قوّاته من الجبهة، ومرّر الحشد الشيعي والجيش العراقي لدخول المدينة، دائماً ما كان يردّد المقولة التي لم يعد الكوردي يؤمن بها «ليس للكوردي إلّا الجبال»، في المقابل عليه أن يدرك أنه «ليس للعراقي إلّا الصحارى».



#إدريس_سالم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فؤاد حسين قائداً لطاقم عمل كوردستاني في بغداد
- سبعُ سنوات من البرغل
- حرّيات، أم نرجسيات؟
- أمريكستان
- مسعود بارزاني سيناتوراً كوردستانياً
- الذكاء الكوردي: نحارب الناجح حتى يفشل
- الفاعل والمتفاعل في البثّ المباشر
- ليلة إهانة كريستيانو
- عمر كالو.. كوبانيٌّ أم كورديٌّ؟!
- الكورد بين نارين ! الأمريكان والروس
- تدشين معركة إدلب
- مضافة المختار، وروّاد البثّ المباشر
- لماذا يرفض المثقّف الظهور في البثّ المباشر؟
- كوردستان تسقي العراق العطشان
- هَاديسا وهريسة والانتماء
- الصادق الأمين على مصالح كوردستان
- إذاعة CAN FM صوت نقيّ لمجتمع مدنيّ
- أخي
- إلى «سينور» العنيد والمُتمرّد
- لاعبو «سينور» ماذا لو لعبوا في أحد الأندية الأوروبية؟


المزيد.....




- مغني راب إيراني يواجه حكماً بالإعدام وسط إدانات واسعة
- -حماس- تعلن تسلمها ردا رسميا إسرائيليا حول مقترحات الحركة لص ...
- تحتاج 14 عاماً لإزالتها.. الأمم المتحدة: حجم الأنقاض في غزة ...
- اليمنيون يتظاهرون في صنعاء دعماً للفلسطينيين في غزة
- عائلات الأسرى تتظاهر أمام منزل غانتس ونتنياهو متهم بعرقلة صف ...
- منظمة العفو الدولية تدعو للإفراج عن معارض مسجون في تونس بدأ ...
- ما حدود تغير موقف الدول المانحة بعد تقرير حول الأونروا ؟
- الاحتلال يشن حملة اعتقالات بالضفة ويحمي اقتحامات المستوطنين ...
- المفوض الأممي لحقوق الإنسان يعرب عن قلقه إزاء تصاعد العنف فى ...
- الأونروا: وفاة طفلين في غزة بسبب ارتفاع درجات الحرارة مع تفا ...


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - إدريس سالم - حزب أخلص في الاستفتاء، وحزب أخلف فيه