أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي المسعود - فيلم ( الملاك ) حكاية الجاسوس المصري الذي أنقذ إسرائيل..؟؟















المزيد.....

فيلم ( الملاك ) حكاية الجاسوس المصري الذي أنقذ إسرائيل..؟؟


علي المسعود
(Ali Al- Masoud)


الحوار المتمدن-العدد: 5999 - 2018 / 9 / 20 - 22:59
المحور: الادب والفن
    




انتهيت من مشاهدة فيلم ( الملاك ) والذي يحكي "القصة الحقيقية للجاسوس أشرف مروان صهر الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر، والمستشار الخاص وموضع ثقة خلفه أنور السادات، فيما يعتبر واحدا من أبرز وأهم جواسيس إسرائيل في القرن العشرين. " أشرف مروان هو الرجل الوحيد الذي يُعتبر بطلا قوميا في مصر وإسرائيل على حد سواء " .
قصة الفيلم مأخوذة من كتاب "الملاك أشرف مروان والموساد وحرب أكتوبر" من تأليف أوري بار يوسف ضابط جهاز المخابرات العسكرية في الجيش الإسرائيلي، والذي عمل تحديدا كمحلل استخبارات بوحدة الأبحاث بالجهاز. وقد صاحب صدوره ضجة كبيرة في نسخته العبرية و التي صدرت عام2010 ، وبعدها صدرت الترجمة الانكليزية للكتاب، بالمقابل صاحب صدور الطبعة المصرية و كذالك تحويل القصة الى فيلم صمت مصري رسمي غريب لا يليق إطلاقا بمحتوى الكتاب ولا بالشخصية المحورية فيه!.وكأن جوزيف يحاول أن يقول إن خيانة مروان لم تكن لمصر بقدر ما كانت لعبد الناصر فلشعوره بأنه –عبد الناصر- لم يكن يثق به كثيرا، خاصة بعد الضغط الذي مارسه على ابنته لإقناعها بطلاق مروان، تأكد شعوره بالخطر، وبأنه قد يجد نفسه ذات يوم مبعداً عن العائلة، وتولدت لديه دوافع للانتقام للحصول على ثمن من العالم الذي الذي يقف عائقا في طريقه و
عليه أن يريهم من هو أشرف مروان . فيلم "الملاك" من انتاج شركة ( تي تي في ) ألاسرائيلية و بالتعاون مع شركة ( أي دي أي أم أي) الفرنسية والتي رصدت له الشركة المنتجة ميزانية وقدرها 12 مليون دولار كميزانية لأنتاج العمل . اشترت حقوق بث الفيلم شركة ىيتفلكس وحدد موعدا لطرحه وهو شهر اغسطس من العام 2018 .
والفيلم ويعكس الفيلم وجهة النظر الإسرائيلية ، حيث تدعى إسرائيل من حين لآخر أن مروان كان عميلا لصالح الموساد الإسرائيلي وأنه سرب معلومات حول نية مصر الهجوم على إسرائيل خلال
حرب السادس من أكتوبر عام ( 1973). وترفض إسرائيل الاعتراف بأن أشرف مروان كان يعمل لصالح المخابرات المصرية وأنه ساعد في عملية الخداع الإستراتيجي التي سبقت حرب أكتوبر 1973
وفي هذا الصدد، يقول الدكتور عبدالمنعم سعيد، المحلل السياسي وأستاذ العلوم السياسية، إن الفيلم الإسرائيلي يحمل وجهة نظر واحدة، على الرغم من أنه داخل المجتمع الإسرائيلي روايتان مختلفتان حول أشرف مروان، موضحا أن هناك رواية لرئيس المخابرات العسكرية الإسرائيلية "أمان" إبان حرب أكتوبر، إيلي زعيرا، والتي تؤكد أن مروان كان عميل مزدوج يعمل لصالح مصر وساعد في تضليل الإسرائيلين حول موعد الهجوم المصري. .
ويلعب دور مروان الممثل الهولندي من أصل تونسي ( مروان كنزاري ) ، وتلعب الممثلة ( ميساء عبد الهادي) وهي من عرب إسرائيل، دور زوجته منى عبد الناصر ابنة الرئيس الراحل، بينما يلعب دور عبد ناصر الممثل الأمريكي من أصل فلسطيني (وليد زعيتر)، فيما يلعب دور السادات الممثل الإسرائيلي من أصل عراقي ( ساسون غاباي) وسبق وإن قام بدور الرئيس العراقي الراحل أحمد حسن البكر في المسلسل التلفزيزني الامريكي (منزل صدام حسين) ,وكتب سيناريو الفيلم ( ديفيد آراتا و أخرجه المخرج الأسرائيلي ( أرييل فرومن) وهو مخرج فيلم , واعتقد بسبب حساسية الفيلم لم يشارك أي ممثل مصري في هذا الفيلم وربما جهة انتاجه و اخراجه هي الاخرى حال دون مشاركة الفنانين المصرين .
الفيلم يسعى بالتأكيد لترسيخ رواية جوزيف الذي يعمل حاليا أستاذا للعلوم السياسية في جامعة حيفا، بعد أن خدم على مدى 15 عاما في جهاز المخابرات العسكرية في الجيش الإسرائيلي، حول خيانة أشرف مروان الموظف المصري الرفيع الذي عمل سراً لمصلحة الموساد الإسرائيلي من موقعه كصهر للرئيس جمال عبد الناصر وكمستشار مقرَّب من خلفه الرئيس أنور السادات .
استمر مروان في اكتساب الثقة في مصر، فبعد وفاة صهره الرئيس ( جمال عبد الناصر ) في سبتمبر/ أيلول 1970 مرر مروان مستندات إسرائيلية سرية إلى خليفة عبد الناصر الرئيس الراحل أنور السادات، ونتيجة لذلك أصبح له تأثير أكبر. وأصبحت الشكوك التي كان الموساد يُكنّها لمروان أكثر تعقيدًا بعد ذلك بثلاثة أعوام، عندما أرسل رسالة إلى الإسرائيليين في أبريل/ نيسان 1973 يحذرهم فيها من هجوم مصري وشيك. فأرسلت إسرائيل آنذاك عشرات الآلاف من ضباط وعساكر الاحتياط والعديد من الألوية إلى سيناء، ولم يحدث أي هجوم، بل تكلفت إسرائيل جراء حالة التأهب التي تسببت الرسالة بها ما يقرب من 35 مليون دولار. وفي الرابع من أكتوبر/ تشرين الأول عام 1973، أرسل الجاسوس رسالة إلى الإسرائيليين يحذرهم فيها من هجوم مصري يلوح في الأفق (هاتف مروان الضابط المكلف به من باريس، حيث كان في زيارة مع وفد مصري، وقال له إنه يريد أن يتناقش معه حول “العديد من الكيماويات”وكان الكود ( بوتاسيوم ) وهي كلمة السر المتفق عليها والتي تعني تحذير من حرب وشيكة . في الثامنة من صباح اليوم التالي اجتمعت الكابينة الوزارية الإسرائيلية في جلسة طارئة، وقرروا التحرك لتعبئة دباباتهم وفق المعلومات التي أمدها مروان. وكانت المعلومات صحيحة هذه المرة، وإن كانت مخطئة في فرق أربع ساعات، فقد حذر مروان من أن المصريين سيبدأون هجومهم في الغروب لكن الهجوم بدأ في الثانية ظهرًا بالتحديد أربع ساعات قبل الموعد الذي حدده مروان .
يدحض الكتاب –وبالتالي الفيلم- الرؤية المصرية التي تقول إن مروان كان عميلا مزدوجا لصالح المخابرات المصرية، وإن ما قام به لم يكن إلا جزءاً من خطة الخداع الإستراتيجي، وفي حين عرض كل الدلائل والتسجيلات والوثائق التي تؤكد رؤيته، اكتفى الجانب الآخر بالاستناد إلى تكريم مبارك لمروان ولتصريح مقتضب عنه بأنه كان رجلا وطنيا(!)، لذا يقول مؤلف الكتاب إن تلك الفرضية ستظل حتى يقدم شخص ما أدلة دامغة لدعمها مجرد "وهم" لا أساس له "إذا كان يعمل فعلا في صالح مصر، فلابد أن يكون هناك سجل ما، في مكان ما، يوثق طريقة تعامله مع مشرفيه وخداعه لرئيس الموساد"، وطالما إن تلك الوثيقة لم تظهر، "فلا مفر من الاستنتاج بأنهم لا يملكون حتى الآن أدنى فكرة عما كان أشرف مروان يفعله قبل الحرب وخلالها, وفي حين لا نملك أو لا نريد أن نظهر تلك الوثيقة، فإن الموساد يحتفظ بأربعة مجلدات ضخمة تضم الوثائق التي سلمها مروان لإسرائيل
وهي بحسب الكتاب لا تتضمن فقط الوثائق وترجمتها العبرية، بل وأيضا توثيقا لانطباعاته الشخصية التي تفوه بها، والتي تعرف باسم "تقييم المصدر"، وتغطي طيفاً واسعا من المواضيع، من الاجتماعات الحكومية التي كان يجريها السادات حول التحديات الاقتصادية وإعادة هيكلة الشرطة، وحتى المعلومات العسكرية الأكثر خطورة ودقة، منها على سبيل المثال النقاشات داخل المجلس الأعلى للقوات المسلحة، واجتماعات قيادات الجيش، والأحاديث بين كبار القادة ونظرائهم السوفيات، ومقابلات السادات مع القادة العرب والأجانب، وخطط الجيش المصري لعبور قناة السويس، بالإضافة إلى أمر المعركة الموجه إلى كامل الجيش المصري , كأن رئاسة المخابرات الإسرائيلية تقرأ على
" راحتها أوراق الرئاسة المصرية"، التعليق السابق ليس لمؤلف الكتاب للأسف، بل للصحافي محمد حسنين هيكل الذي استطاع عبر أعضاء عرب في الكنيست ومن خلال مصادر أخرى الحصول على بعض تلك الوثائق، ويؤكد في كتابه الأخير عن مبارك وزمانه، ان الكثير منها أصلية وليس مجرد معلومات استخباراتية! يقول هيكل: "لمحت من بين الوثائق –مثلا- صوراً لمحاضر اجتماعات بين أنور السادات ونظيره السوفياتي ليونيد بريجنيف أثناء زيارته السرية لموسكو في مارس سنة 1971.. ثم إن هناك صورا لعشرات الوثائق" يعلق أخيرا: "لم أكن في بعض اللحظات قادرا على تصديق ما أراه أمامي".
بحسب مؤلف "الملاك" (الاسم الذي أطلقه الموساد على أشرف مروان) أدى مروان الدور المطلوب على أكمل وجه، وكان بالنسبة لإسرائيل بالفعل، أعظم جاسوس عرفته يوما، إلا أن أسبابا أخرى قادت للفشل في صد الضربة المصرية السورية في 1973 .
أشرف مروان في البداية اتصل بالسفارة الإسرائيلية وطلب التحدث مع أحد أعضاء الفريق الأمني، لكنه صُرف مرتين على الأقل قبل أن يُسمح له بترك رسالة. وعرَّف مروان نفسه بالاسم وأبدى رغبته بالعمل مع الاستخبارات الإسرائيلية، لكنه فضّل عدم ترك رقم هاتف له، لأنه كان من المفترض أن يعود إلى مصر في اليوم التالي، وقال أنه سيهاتفهم مرة أخرى بعد الظهيرة. وعندما هاتفهم لم يستقبل ردًّا، ولكنه ترك رقم هاتف الفندق الذي يقيم به في هذه المرة.
كان شموئيل غورين رئيس مكتب الموساد في أوروبا وفي لندن في هذه الأثناء عندما سمع غورين رسالة مروان تعرف على الاسم في الحال. والشكر في هذا الأمر موصول لقرب مروان من زعماء مصر، فالموساد كان قد فتح ملفًا له بالفعل باعتباره هدفًا محتملًا للتجنيد، حتى أنهم كان لديهم صورة لمروان لكي يسلموها لتضاف إلى الملف، والتي كانت التُقطت في يوم زفافه منذ أربعة أعوام. اتصل غورين بالرقم الذي تركه مروان، ومع العلم بأن الوقت كان ضيقًا، أخبره بأن يبقى في غرفته بالفندق، ثم رن جرس الهاتف مرة أخرى، وكان على مروان أن يذهب إلى مقهى قريب من الفندق .
وتوفى مروان في 27 يونيو عام 2007، في لندن في ظروف غامضة ، بعد أن سقط من شرفة شقته، وتقول صحيفة "الجارديان" البريطانية، في سبتمبر 2015، إن وتبدو تفاصيل الدقائق الأخيرة لحياة أعظم جاسوسا في القرن العشرين أكثر غموضًا، ليس بسبب عدم وجود أي شهود فقط، بل لأن التحقيقات فشلت في إيجاد كثير من الإجابات .
ترى كم عدد "الملائكة" التي تعمل لصالح الموساد.. في مصر؟."

علي المسعود
المملكة المتحدة



#علي_المسعود (هاشتاغ)       Ali_Al-_Masoud#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رواية خوزيه ساراماجو (العمى ) بين الرواية والفيلم...
- فيلم أمريكي يكشف فضائح الامم المتحدة في العراق
- فيلم عطر : قصة قاتل (2006 )
- أيها الساسة المتنفذون :أنتم عار التاريخ ؟؟
- داخل حسن سفير الحزن العراقي
- سلام عليك ياوطني حتى وان قتلت فينا الاماني وانهكت فينا الاحل ...
- الفيلم الفنلندي ( الجانب الآخر من ألأمل ) تجسيد للأغتراب داخ ...
- هل باتت السياسة تسيّر الرياضة وتتحكم في مفاصلها؟
- القضية الفلسلطنية في الفيلم اللبناني -القضية ( 23 )
- الدراما السورية في 2018 مرآة للواقع السوري وإنعكاساته !!
- فيلم المخرج الايراني محسن مخملباف ( ألرئيس ) نقد العنف أكثر ...
- وطني ليسَ حقيبة وأنا لستُ مسافر --
- هل العراق لا يحب مبدعيه؟ ولماذا ساسة العراق يتنكرون لأصحاب ا ...
- ببياض الوجوه و الايدي ...يحتفل الشيوعون العراقيين بعيدهم الر ...
- لنجعل من -أكيتو - العام الجديد ورأس السنة البابلية و الاشوري ...
- الهجمة على الفكر التقدمي اليساري والمحاولة فى تشويه سمعة رجا ...
- هل لدينا هكذا برلمان وبرلمانيين يحترمون منتخبيهم ويحبون وطنه ...
- (غابة البلوط ) توثيق لمأساة وطن
- كذبة اديث بياف في ( الحياة الوردية )
- رواية (رماد شجرة النبق ) حكاية التشردالعراقي..


المزيد.....




- فنانة مصرية شهيرة: سعاد حسني لم تنتحر (فيديو)
- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي المسعود - فيلم ( الملاك ) حكاية الجاسوس المصري الذي أنقذ إسرائيل..؟؟