أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ضياء الشكرجي - الثغرة في أدلة كل من الإلهيين والماديين 2/2














المزيد.....

الثغرة في أدلة كل من الإلهيين والماديين 2/2


ضياء الشكرجي

الحوار المتمدن-العدد: 5945 - 2018 / 7 / 26 - 11:41
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


نرجع إلى إشكالية الدليل على وجود واجب الوجود وأزليته، فيما يشكل ثغرة بسبب محدودية الإدراك الإنساني، فأقول إن هذه الثغرة الاستدلالية، الناتجة ربما عن عجز أو محدودية الخيال البشري، لا تقلل مع هذا من يقين الكثير من العقليين، أو مقاربة اليقين، لصحة دليل واجب الوجود عندهم، لأن الثغرة أو الثغرات التي تنطوي عليها النظرية المادية اللّاإلهية أشد لامعقولية عندهم بكثير، فهي تنتهي أيضا إلى نقطة لا يعرف مريدوها - في نظرهم - ما كان قبلها، بحيث لا يجيبون السائلين على سؤال من الذي أوجد المادة الأولى، أو الطاقة الأولى، مع فرض القول بأصالة الطاقة بدلا من أصالة المادة، وأن الطاقة استحالت مادة، ثم كان الانفجار الأول، الذي نشأ منه الكون. ولا يبقى من خالق إذن لدى المادية إلا أصالة ثمة منفعل وثمة فاعل؛ المنفعل هو المادة أو الطاقة أو الطبيعة، والفاعل هو الصدفة، ولا بد أن تكون هذه الصدفة قديرة عليمة مريدة عاقلة حكيمة. وقد نفى ميشيو كاكو الصدفة، وقال بوصوله إلى اليقين بوجود المصمم الأول، الذي لم يكتف بتوصيفه بل أسماه الله God. وقديما قلت لنسلم بكون دعوى الوجود الأزلي للعلة الأولى واجبة الوجود تمثل خرافة، فإن القول بخالقية الصدفة خرافة هي الأخرى، فلنسأل أنفسنا عندها ونحن نواجه الخرافتين، أي الخرافتين يا ترى أشد خرافة، وأيهما أقرب إلى قبول العقل بها، وإن كان ثمة سؤال يبقى بلا جواب، هذا مع احترامي لكل من أصحاب الرؤيتين، فبلا شك إن عقلاء كل منهما أبعد ما يكونون عن الخرافة، ولكن لنفترض وقوع رافض الخرافة فيها دون أن يعي ذلك. ومع هذا حاولت أن أفكر بكيفية الإجابة على سؤال الأطفال التقليدي «ومن الذي خلق الله إذن؟»، والذي هو في الواقع سؤالنا نحن الكبار، ولكننا نكابر وننسبه للأطفال، فأقول لنساير العقل الطفولي (أو المنطق الطفولي) فينا مع سؤاله هذا، فنقول، حسنا إن هذا الخالق المبدع القدير الحكيم العليم يحتاج إلى من يخلقه. فيُرَدّ على ذلك بردّين، هو إن افتراض وجود خالق للخالق سيجرنا إلى وجود خالق لخالق الخالق، وهذا يتسلسل إلى ما لا نهاية في سلسلة العلل التي لا بداية لها، وهذا يعني الإقرار بتسلسل العلل اللامتناهي الممتنع عقلا، لأنه إذا صح، لم يكن سيكون هناك أي وجود، بينما علمنا بالوجود لا شك فيه، لأننا نعيشه، وبالتالي هو ليس من العلم الحصولي، بل من العلم الحضوري، وبالتالي البديهي. أما الرد الثاني، هو أن خالق الخالق، إذا كان بإمكانه أن يخلق خالقا يخلق كل هذه الأكوان، فمن قبيل الأولى أن يكون قادرا على المباشرة بنفسه في خلقها. وبالتالي ينحصر عندي تفسير علة الوجود في واجب الوجود سبحانه، مع احترامي لمن لا يرى ذلك. ولا أنفي إمكان وجود إجابات لبعض المفكرين الماديين قد تشعر إجابتي الباحثة عن جواب بالوهن أمامها، دون أن تنهار، حسب تقديري.
أقول هذا فقط لأبين للقارئة الكريمة والقارئ الكريم، لماذا أنطلق من الإيمان بالله في نفي الدين، مع إن ليس همي إثبات وجود الله، والإقناع بأدلة ذلك، بقدر ما يصب اهتمامي وهمي إلى نفي الدين، سواء آمنا بالله، أو لم نؤمن به، أو كنا لاأدريين.



#ضياء_الشكرجي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثغرة في أدلة كل من الإلهيين والماديين 1/2
- هل كل من الواجب والممتنع ممكنان؟
- الوجود الممكن والواجب وفق المعقولات الثلاث
- العقل بمعنييه والنسبية والمعقولات الثلاث
- مفردات عقائدية بين الدين واللادينية
- كتاب في العقيدة كنت سأؤلفه قبل التحول
- المدخل الفلسفي للبحث الميافيزيقي
- الفلسفة والعقل في أبحاث نقد الدين
- أولوية نفي الدين على إثبات وجود الله
- تمهيد فكري لنقد الدين 5/5
- تمهيد فكري لنقد الدين 4/5
- تمهيد فكري لنقد الدين 3/5
- تمهيد فكري لنقد الدين 2/5
- تمهيد فكري لنقد الدين 1/5
- مقدمة الكتاب الأول 4/4
- مقدمة الكتاب الأول 3/4
- مقدمة الكتاب الأول 2/4
- مقدمة الكتاب الأول 1/4
- من جديد مع نقد الدين
- الحزب الشيوعي إلى أين مع مقتدى الصدر؟


المزيد.....




- الجمعيات الإسلامية في بوركينا فاسو تدعو لمكافحة خطاب -الكراه ...
- حرب غزة ومعضلة الهوية في المجتمع اليهودي بالولايات المتحدة
- تردد قناة طيور الجنة الجديد على النايل سات.. متع طفلك الأن
- مشروع -الرقعة اليهودية- ينهي حلم الدولة الفلسطينية
- الرئاسة الروحية للدروز بالسويداء: نرفض دخول الأمن العام إلى ...
- دمية عالم سمسم تثير الجدل على إكس وتدعو إلى تدمير اليهود
- الاحتلال يجبر مواطنا على هدم منزله جنوب المسجد الأقصى
- أولمرت: يهود يقتلون فلسطينيين في الضفة ويرتكبون جرائم حرب
- في ذكراها الثامنة.. كيف يمكن استلهام تجربة هبّة الأسباط لحما ...
- العمود الثامن: الثورة ومعارك الطائفية


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ضياء الشكرجي - الثغرة في أدلة كل من الإلهيين والماديين 2/2