أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هدى مرشدي - كسر جمود المرأة الإيرانية














المزيد.....

كسر جمود المرأة الإيرانية


هدى مرشدي

الحوار المتمدن-العدد: 5942 - 2018 / 7 / 23 - 00:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


"أخشى من اليوم الذي يصبح فيه سرقة بيت المال والفقر والبؤس أمرا عاديا والقضية الحساسة في المجتمع تصبح شعرتين سوداوتين من شعر المرأة تحت الوشاح أوخارجه" الفقيد آية الله سيد محمود طالقاني.
هذه المقولة المشهورة والمعروفة والمعبرة جدا هي لآية الله سيد محمود طالقاني رجل دين إيراني شعبي ومحبوب وعظيم حيث قالها في أول صلاة الجمعة بعد اليوم العالمي للنساء موجها كلامه للضغوط والعنف الموجه ضد النساء الإيرانيات وأدرجت هذه المقولة أيضا في 12 مارس 1979 في صحيفة اطلاعات.
لقد أصبح لإثبات ذاك الكلام دليلًا واضحًا ومعبرًا جدا الآن في المجتمع الإيراني الملتهب وذلك لأن الفقر والفساد والبطالة تتوسع يوما بعد يوم. لكن الحكومة العاجزة تعتبر أن المشكلة الرئيسية هي الحجاب الإجباري، ونوع غطاء الرأس، والحرمان الوظيفي، وذلك بلهجة متطرفة متخلفة.
بالطبع هذا الأمر ليس غريبا أو جديدا بالنسبة للشعب و المقاومة الإيرانية بل منذ الأعوام الأولى بعد الثورة ظهرت بوادر الحكومة الرجعية المعادية للنساء بسرعة وأصبحت تتعرى هذه الملامح يوما بعد يوم أيضا.
لقد قام النظام المتخلف المعادي للنساء الحاكم في إيران بحماية حكمه من خلال قاعدتين أساسيتين: القمع في الداخل وتصدير الإرهاب والتطرف لخارج الحدود. في القمع الداخلي، لعب قمع النساء دوراً رئيسياً على الدوام بحجة الحجاب منذ البداية. لكن بسب عدم استسلام النساء الإيرانيات لهذه الضغوطات وعمليات الفرض وثباتهن من أجل حق انتخاب اللباس تحولت هذه القضية الآن بالنسبة للنظام لقضية سياسبة وأمنية تحت عنوان «عفاف وحجاب» النساء.
من الجدير بالذكر ان النظام الديني في قانونه الجنائي في ملاحظة المادة ٦٣٨ الكتاب الخامس من التعزيرات قد تطرق لقضية عدم رعاية الحجاب الشرعي. وفقا لمحتوى هذه المادة فان موضوع عدم مراعاة الحجاب الشرعي يعتبر جريمة معروفة ويحبس مخالفها مدة تتراوح بين العشرة أيام حتى الشهرين أو تجبر النساء على دفع عقوبة مالية ثقيلة. وعلى هذا النحو بادر النظام لأشد أنواع القمع ضد النساء في كل مكان يستطيعه في جميع القوانين واللوائح والخطط التي أقرها. لقد تحولت النساء في المجتمع الإيراني الحالي إلى الموضوع الرئيسي للقمع. بالطبع هذه السياسة الواضحة ليست محصورة في الفترة الأخيرة. فنظام ولاية الفقيه يعتبر نفسه حارس لتقاليد وقوانين المجتمع الذكوري. فالمجتمع الذكوري يبدي ردة فعل محافظة وسلسلة صعوبات قاسية في وجه التطورات الحديثة وفي وجه معرفة النساء لحقوقهن.
سبب سلسلة الصعوبات هذه ليست قلة المعرفة أو الوعي أيضا. هنا تكمن مصالح تاريخية دائمة. حكام النظام أي حراس النظام الذكوري قد تداوموا على عمل سلسلة الصعوبات الذكورية هذه بشكل دقيق. ومن هنا اعتمد النظام الديني في سياسة القمع خاصة ضد النساء على قسم من المجتمع الذكوري تحت عنوان حلفاء له ومن هنا خلال استمرار القمع يرى النظام خطر التمرد العام بمستوى أدنى وعلى هذا النحو كان أحد أهداف النظام هو ايجاد فجوة بين المجتمع الانثوي والمجتمع الذكوري. لكن الحقيقة هي أن نظرة الحكام الى النساء بهذا القدر من التخلف واسلوبهم وسلوكهم في هذا الأمر بهذا القدر من التردي والإهمال كانت مثار إدانة أغلب الرجال وقاموا بالمقاومة في وجهها. لأنهم يعيشون أيضا في العالم المتحضر.
لقد ثبتت هذه الحقيقة لجميع أبناء الشعب والمجتمع الإيراني في النهاية بأن حكومة ولاية الفقيه سعت بشكل حثيث ليتمتع نساء ورجال إيران بنفس الحقوق المتساوية والمتماثلة في السجن والتعذيب والاعدام واطلاق الرصاص والحرمان و عواقب معارضة النظام. لكن خلال هذا السعي - وفقا لفتوى وحكم وقضاء وايدئولوجية ولاية الفقيه - كان نصيب النساء أكثر بكثير من الرجال .
مطالب اسقاط هذا النظام اليوم هي أكثر المطالب الديمقراطية للشعب الإيراني وأي شخص لأي سبب من الأسباب أو التوجهات أو المقاصد يروج للنظرية القائلة بأن حصول النساء على حقوقهن المشروعة وتعزيزها في المجتمع الإيراني الذي يرزخ تحت الديكتاتورية بدون رحيل واسقاط النظام الحاكم هو أمر ممكن ماهو إلا شخص يذر الرماد في العيون. نحن يجب علينا أن نناضل بكل قوتنا من أجل فضح القوانين المتخلفة والمعادية للنساء التي تتبعها ولاية الفقيه ولكن يجب صراحة أن نقول أنه من أجل الوصول للمساواة بين المرأة والرجل في القانون يجب أن نسعى أولا نحو رفض دكتاتورية ولاية الفقيه واستئصال جميع جذور هذا النظام من المجتمع .
اليوم الذي تحطم فيه النساء الإيرانيات معقل التطرف والتخلف في إيران وتنتشر الحرية والمساواة في جميع أنحاء العالم. لذلك فإن أكبر مشروع للمدافعين عن حقوق النساء في هذه الفترة هو دعم انتفاضة الشعب الإيراني ضد التخلف والتطرف الحاكم. كل نشاط للدفاع عن النساء المعتقلات، وكل مسعى لفضح تعذيب السجناء وكل عمل يجعل الحكومات تقطع علاقاتها مع هذا النظام سيكون ذو أثر كبير جدا في المستقبل.
إن تبلور هذه الحرية والتحول يكمن في النساء المجاهدات، وفي أعقابهم النساء الثائرات في شوارع إيران، الذي يظهر مع الإرادة العظيمة تبلور المقاومة والصورة الحقيقية للمرأة الإيرانية.
*كاتبة ايرانية



#هدى_مرشدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مؤتمر فيلبنت، إيران الصغيرة
- النظام الإيراني مؤسس وداعم الإرهاب
- من الانتفاضة حتى المؤتمر السنوي العام للمقاومة الإيرانية
- خامنئي كش - مات
- إضراب تجار السوق في طهران، «لا» كبيرة ضد نظام ولاية الفقيه
- من هو المحتل الأول في سوريا؟
- المطلب الوحيد لليمن والعالم العربي من النظام الإيراني هو: ال ...
- فطر التحرير
- بوصلة العقوبات؛ النظام الإيراني في «الزاوية» وفي «العزلة»
- التضامن من أجل التغيير
- ايران الجديدة تسلم عليكم
- هل كان للمشروع النووي الإيراني أية فوائد عاد بها على الشعب ا ...
- تداعيات انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي مع النظام ...
- فشل «الخطة الكبرى»
- النساء العاملات مظلومات ولكن مصممات على التغيير
- أطفال لا يكبرون! بمناسبة يوم العمال العالمي
- على مدى جيل واحد ...
- الكتاب الذي لم ينشر!
- عمل دولي غير مكتمل حول الهجمات الكيميائية ..
- ذكرى ملحمة أشرف


المزيد.....




- بالتعاون مع العراق.. السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية ...
- مسؤول إسرائيلي حول مقترح مصر للهدنة في غزة: نتنياهو لا يريد ...
- بلينكن: الصين هي المورد رقم واحد لقطاع الصناعات العسكرية الر ...
- ألمانيا - تعديلات مهمة في برنامج المساعدات الطلابية -بافوغ- ...
- رصد حشود الدبابات والعربات المدرعة الإسرائيلية على الحدود مع ...
- -حزب الله-: استهدفنا موقع حبوشيت الإسرائيلي ومقر ‏قيادة بثكن ...
- -لا استطيع التنفس-.. لقطات تظهر لحظة وفاة رجل من أصول إفريقي ...
- سموتريتش يهاجم نتنياهو ويصف المقترح المصري لهدنة في غزة بـ-ا ...
- طعن فتاة إسرائيلية في تل أبيب وبن غفير يتعرض لحادثة بعد زيار ...
- أطباق فلسطينية غيرتها الحرب وأمهات يبدعن في توفير الطعام


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هدى مرشدي - كسر جمود المرأة الإيرانية