أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - مظهر محمد صالح - مهدي الحافظ :العقل و الضمير و الحرية














المزيد.....

مهدي الحافظ :العقل و الضمير و الحرية


مظهر محمد صالح

الحوار المتمدن-العدد: 5905 - 2018 / 6 / 16 - 02:26
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


مهدي الحافظ :العقل و الضمير و الحرية
د.مظهر محمد صالح
حالفني الحظ في مطلع حياتي الاكاديمية العالية في سبعينيات القرن الماضي ان التقي في رواق الجامعة بزميل عمل يتمتع بشخصية لامعة شديدة الهدوء صارمة الفكر لم تحل بها بعد هزائم الحياة وهو مازال وقتذاك يمسك بيقضته الملتهبة زعامة سياسية يسارية شديدة الحساسية منغمسة بهوس الحرية والسلم و تحيط بها في الوقت نفسه مظلة التهديد بالهزيمة والتنكيل السياسي و بداخله شكيمةَ وعزم يحضيان بالامن والامان والازدهار والتطلع الى المستقبل.حدثني مهدي الحافظ الدكتورالشاب المتخرج حديثاً من واحدة من الجامعات الاوروبية العريقة مبتسماً ليقول : إن الامم الفتية لا تقف اطماعها عند حد وان البلاد سائرة يا مظهر على اعداد شعب يقتال المجهول وهو يخوض باحثاً عن اهداف ضائعة،فأياك ان تفقد روحك في هذه الموجة من الفكر (الدنكشوتي) و تضع الثقة بالاخرين ممن يقاتل نحو المجهول. واعلم ان البلاد ستخسر مركز ثروتها المادي وميزانها الانساني متحولة الى كتلة هائمة من الخصوم او المطلوبات السالبة الثروة،وان مستقبلها هو العبث بموجودات الامة واصولها!!. إستمعت بيقضة المنتبه وبحذر الشباب الى تلك القوة الانسانية الشامخة وهي تتنبأ بما سيحل من مصير داكن لبلادنا سجلته ثلاثة عقود ونيف من التنمية الضائعة وخسارة اكثر من جيل على التعاقب بين القتل والموت والتشريد وهجر الاوطان تخللتها حروب ممتدة لم تضع اوزارها الا قريباً.
تحول حديث العقل مع المفكر المناضل مهدي الحافظ في حوار السبعينيات الى الشان المدرسي او الاكاديمي الاقتصادي يوم كانت الامم الصناعية تصارع ذاتها في ظاهرة اقتصادية افرزها النظام الراسمالي سميت وقت ذاك: بالركود التضخمي.فثمة مدرستين رئيستين في الاقتصاد ناقضتا احدهما الاخرى في تفسيرهما للركود التضخمي.فالمدرسة الاولى وهي المدرسة الكنزية والتي ترى ان التضخم هو الوسيلة المشجعة للطلب او الانفاق الغعال الذي سيحرك دواليب الاستخدام وتشغيل قوة العمل ورفع معدلات النمو الاقتصادي .في حين ذهبت المدرسة النقودية (مدرسة ميلتن فريدمان في شيكاغو) الى ان الافراط النقدي وضعف الانضباط في نمو عرض النقد يؤدي لامحالة الى ارتفاع المستوى العام للاسعار من دون ان يسبب نمواً في الانتاجية او الطلب في الامد البعيد، ذلك بسبب التوقعات المكيفة للتضخم وتعديل الاجور الصاعدة باستمرار .وان هذا الامر يفضي الى تضخم يصاحبه ركود في نمو الناتج المحلي الاجمالي.هنا وقف الراحل المفكر مهدي الحافظ وهو يستعرض معي وبولع شديد تناقض المدرستين. فسياسات المدرسة النقودية قادت من خلال سياسات ضبط عرض النقد الى سياسات فائدة منفلتة، شهدت فيها معدلات الفائدة ارتفاعاً بلغ مرتبتين عشريتين تسببت في ترسيخ الركود الاقتصادي جراء ضعف القدرة على تحفيز النمو في الاستثمار الحقيقي. كما حافظت المدرسة الكنزية في تفسيراتها على معدلات تضخم عالية دون توافر سياسة محسوسة تساعد في ارتفاع النمو الحقيقي في الناتج المحلي الاجمالي للامم الصناعية او خفض مستويات البطالة فيها والتي بلغت مرتبتين عشريتين ايضاً .وكان الراحل يعلق انه لا المدرسة النقودية تجاوزت في سياساتها حالة الركود التضخمي بسبب سياسات الفائدة والتوقعات التضخمية المصاحبة من جانب قطاع الاجور ولا المدرسة الكنزية قد تجاوزت معدلات البطالة المرتفعة باعتماد سياساتها التضخمية. وقد علق الراحل بان مشكلتي الانتاج والتوزيع ستبقى تلازم النظام الراسمالي وازمته المستمرة.وهنا شكلت المدرستين مفارقة العصر الاقتصادي الحديث في تفسير الظواهر الراسمالية كقوة فيزيائية جامدة الخواص ولم تدرك التفسير السلوكي البايولوجي المتحرك الخواص في تفسير ازمة الراسمالية .
مرت قرابة ثلاثة عقود لم التق بصديقي المناضل والمفكر مهدي الحافظ الا في العام 2004 ،عندما اصبح وزيراُ للتخطيط بعد ان تبدل النظام السياسي في العراق وعاد من غربته التي استغرقت سنوات حياته ليعيش في وطنه ويتطلع الى المستقبل ويواصل مسيرته لبناء العراق المزدهر ولكن مضت السنوات بسرعة لتحتضنه تربة الغربة ويغطى جسده الطاهر باديم الارض في يوم مماته في خريف العام الحالي 2017 . واجه الصديق المفكر مهدي الحافظ باول قضية اوجعت وجدانه وضميره وهو يردد:الضمير صوت الحق.....وتنتهي سيادتي حيث يبدأ عمل ضميري!!! ذلك يوم تم اعتقالي انا خلافا لصوت الحق والقانون واعلاء كلمة الباطل... واودعت خلف قضبان سجن اظلم زوراً وبهتاناً ولاسباب سلوكية مسمومة ذات دوافع شخصية (شابتها امراض اشتقت عقدها التاريخية) من ذلك الجيل الذي عرفه مهدي الحافظ في اول لقاء لي معه في سبعينيات القرن الماضي . يوم قال: انهم اقوام وضعت الثقة بهم ليقاتلوا المجهول ويسعون وراءه والبحث عن اللاشيء لكي يخسروا الحاضر والمستقبل في اختلال ميزان الثروة الانسانية.وقد ظل العمود الذي كتبه في صحيفة الصباح الجديد وانا خلف القضبان اشعاعاً هز الضمائر الحية كلها وهو ينشد: ان حب البسطاء من الشعب والاختلاط بهم دون حاجز من التعالي المزيف والكبرياء الفارغ هو ما سابقى اؤمن به دفاعا عن ذلك البريء في سجنه . كلمني الراحل من وراء القضبان قائلاً : ان ما تعرضت اليه لعداوة الاشرار وعباد السلطة واسرى الانانية سينجلي ليله وانك ستبقى رجل من شرق المتوسط كما تناولتك رواية الكاتب عبد الرحمن منيف ومنذ يوم سجنت في قصر النهاية على ايدي جلاديك في العام 1971. فلاتبتأس، لقد ابتليت بالجحود وانت من الرجال الذين انكروا ذاتهم من اجل الوطن.ولكن ابشر فالنصر للعراق دوما.
غادرنا الاخ والصديق والمفكر مهدي الحافظ ولكن الامل الذي تركه في بناء عراق مزدهر لم ينته. فسيظل الاحرار يستمدون قوتهم وقدرتهم في بناء ميزان الانسانية ومواصلة رحلة الوجود من عقلك وضميرك ايها المفكر والموثقة بكتاباتك وانت في العلى.



#مظهر_محمد_صالح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- علم اقتصاديات السعادة:مفارقة ايسترلن
- العمارة...حاضرة الجنوب
- من سرق طاولة الملك؟!
- الحب والسياسة
- نجاة بلقاسم.. اليفاع المتوثب...!
- آرثر لافر
- سجون بلا جدران
- الأغتراب الصناعي والتقسيم الدولي للعمل
- فقاعة اقتصادية.. أم هوس الورد!
- الاحتلال و العينة المنتظمة..!
- حياتي كلها
- المصلح والفيلسوف
- نادي الكون
- البقرة فريزن :بين امستردام و مزرعة المسيب الكبير
- القمامة المحزنة
- ديوان الحكومة القديم
- مفارقة اسيا
- متجر الماس:أغنياء وفقراء
- انغولا والنفط الملعون...!!
- الشاي الأسود والسكر الابيض


المزيد.....




- “اعرف صلاة الجمعة امتا؟!” أوقات الصلاة اليوم الجمعة بالتوقيت ...
- هدفنا قانون أسرة ديمقراطي ينتصر لحقوق النساء الديمقراطية
- الشرطة الأمريكية تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة ...
- مناضل من مكناس// إما فسادهم والعبودية وإما فسادهم والطرد.
- بلاغ القطاع الطلابي لحزب للتقدم و الاشتراكية
- الجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي (الإتحاد المغربي للشغل) تدعو ...
- الرفيق جمال براجع يهنئ الرفيق فهد سليمان أميناً عاماً للجبهة ...
- الجبهة الديمقراطية: تثمن الثورة الطلابية في الجامعات الاميرك ...
- شاهد.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة إيم ...
- الشرطة الإسرائيلية تعتقل متظاهرين خلال احتجاج في القدس للمطا ...


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - مظهر محمد صالح - مهدي الحافظ :العقل و الضمير و الحرية