أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وجدان عبدالعزيز - الشاعر مصطفى الشيخ، ووعي العلاقة بين الذاتي والموضوعي ..














المزيد.....

الشاعر مصطفى الشيخ، ووعي العلاقة بين الذاتي والموضوعي ..


وجدان عبدالعزيز

الحوار المتمدن-العدد: 5883 - 2018 / 5 / 25 - 20:25
المحور: الادب والفن
    


قد نحاول فك ارتباط الشعر بعالم الحلم لفترة اقتناص المعنى، والاقتراب من المحيط والواقع، محاولتنا هذه مرتبطة بواقع الحال، الذي يعيشه الشاعر في العالم، وهو يعيش اجواء القرية الصغيرة بكل ارهاصاتها وافتراضاتها، هذه القرية التي صنعتها التكنولوجيا الحديثة، بمعنى اخر ان ما كان اسطوريا، قد اصبح الان في هذه القرية قريبا من الواقع يتعامل مع الذات والموضوعية بصورة اكثر إلفةً من ذي قبل، اي (إن النص الشعري لا يمكن أن ينهض بذاته، متحاشياً تأثير العقل والواقع والتاريخ وشروط الحياة ومعطياتها... فهو يرتبط مع النشاطات الإنسانية، ويستلهمها في مضامينه، وفي الأشكال المتطورة التي يعبر بها عن تلك المضامين، دون أن يكون ذلك على حساب المستوى الجمالي والفني. وليس صحيحاً أن الحضور القوي للواقع ومعطياته كان حائلاً دون الارتقاء الفني حين يُقَيَّض له الشاعر الحقيقي.‏)، من هذا المنطلق عشت اجواء قصيدة الشاعر مصطفى الشيخ إلى ( لؤلؤةٍ تَحْتَ شَلاّل النَّزف )... إنها قصيدة مثقلة بالواقع، ومثقلة بالحلم، وهذا صراع ازلي بينهما، لاتخلو أي قصيدة منهما في الكون، ولكن قصيدة الشيخ عاشت صراعات الذات والواقع، وراحت تقرب وجهات النظر، التي تتبدى للمتلقي وتظهر في المدى البعيد .. فالسؤال المطروح، هل ممكن ايجاد دالة تجعلنا لانخرج عن دائرة الشعر والجمال فيها؟ أي قصيدة الشيخ .. نعم قد نجد الارتباط بين الحب و"هي"، وبين الحب والجمال بوعاء الشعر، يقول في مستهل قصيدته :
(مُرّي مرةً أُخرى
بعطركِ البدويّ
على حاسةِ شَميْ..
امنحيني لمسةَ حُبّنا
ربّما يجفّ شَلاّلُ النّزفِ
في وطننا
وَنعيش كلؤلؤتينِ نقيّتينِ
عِنْدَ شواطئ دجلةْ)

قبل الدخول الى طروحات الشيخ الشعرية في قصيدته، اود توضيح الذاتي الذي يمثل الوعي والافكار والتصورات وكل الانعكاسات في الوعي والمفاهيم عن الكون والطبيعة والمحتمع الانساني كفهم ذاتي .. وهناك حقيقة اثبتتها البحوث ان وجود الانسان، قد حدث قبل بضع ملايين من السنين، (بينما الطبيعة ذاتها التي نحن جزء من مكوناتها موجودة قبل مليارات السنين، كما تدل معظم الدراسات، اي انها موجودة قبل ان يوجد احساسنا وذاتنا وتفكيرنا ووعينا, بما يفيد استقلال الموضوع (الطبيعة وتراكيبها وعلاقاتها)عن الذات (وعي الانسان واحاسيسه ومشاعره))، ويبقى البحث مستمرا عن المؤثرات بين الذات، وبين الموضوع، أي انهما يحملان دالة وجودهما بعلة وجود كليهما، لذا جعل علة ايقاف شلال النزف بوجود الحب والحبيبة، وبالتالي وجود الوطن، وحينما يحدث الوجودان، يحدث النقاء والاستقرار واستمرار الحياة، فالحب وهي، والحب والجمال تشكل هذه المعادلة حضور الشعر في رؤية مصطفى الشيخ، غير انه تطرق لاشياء موضوعية كالفقر والغنى، مثال قوله : (وَماتَ وَلَمْ يتذوّق ألبيتزا...)، وتحدث في عالم السياسة، كقوله : (أصنام الولايات المُتحدةْ)، ومن ثم يؤوب الى ذاته مثالنا يتمثل بقوله :
(يعلمُ اللهُ يا حوّاءات( التّرجمةْ )
على طُهري وَصدقي
وَحبّي وَأدمعي
فَلا تتهمونني بأنّني أحاولُ
شِراء النِّساء
كَما تدخلونَ ( مول Mall ) المدينةِ
وَتشترونَ أشياءكُم
الأنثويّةْ
فَقدري أنْ أحتسي
قهوتي الزنجيّةَ
وَألملم شَظايا
مَعشوقتي في
دُروب أوردتي
كُلَّ مَساءْ:_ )
ورغم اوجاع الواقع، الا ان الشاعر مصطفى الشيخ قدره ان يحب الحب ويعيش اجواء الجمال لماذا؟ ، لان الحبيبة تعيش في اوردته، أي انها حاضرة في كل اوقاته، مخاطبا اياها : (وَلايزالُ نصلكِ ياحُلوتي مُنغرساً بجهازيَ التّنفسي/ كُلّما تذكرتُ:_/ وجهكِ الهاربِ عَنْ نظراتي المُلتصقة بهِ)، فالحصيلة انه يمزج بين الذاتي والموضوعي بجمالية شعرية ايحائية وبهذا فان قدر كل نص، ان ينفلت من مؤلفه لحظة اكتماله، أي خروجه من لحظة اللاوعي الى لحظة الوعي ..

قصيدة إلى ( لؤلؤةٍ تَحْتَ شَلاّل النَّزف ) للشاعرمصطفى الشيخ
من ديوان ( خيامٌ وَ بيتزا)



#وجدان_عبدالعزيز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشاعرة مفيدة الوسلاتي، وحالات القلق من اسئلة الوجود ..!!
- الكاتبة فاديا الخشن، وصراعها الجمالي بين الأنا والآخر ..!!
- الشاعرة نرجس الجبلي، والانفعال الذاتي الجمالي ..!
- الشاعرة مسار حميد الناصري، رغم الاوجاع تُسرج حلمها تحت سنبلة ...
- علي الفواز مثل حضورا فاعلا في الواح الغياب
- ليلى القواس في المحكمة الشعرية !!
- وسكتت شهرزاد، لكن الشاعر حبيب السامر لم يسكت !! /ديوان(شهرزا ...
- الكاتبة ذكرى لعيبي، الغياب وصراع البحث عن الذات ..!!
- الشاعرة اسماء صقر القاسمي، بين التراث ومحاكمة الذات ..!
- الشاعرة مها ابولوح، تتبنى الحزن المُبرر ..!
- الشاعرة ساناز داودزاده فر، تصنع حوارا شبه سري مع الاخر ..!!
- الشاعر رافد الجاسم، رومانسية بشكل كلاسيكي ورؤية حديثة ..!!
- الشاعرعبدالعزيز الحيدر ومحاولة ترويض اللاوعي للوعي ..!!
- الشاعر كريم الزيدي في كندا، مصطحبا الحزن العراقي معه..!!
- التشكيلية أفين كاكايى /رحلة البحث عن الوطن
- جنة عدنان .. موصلية ابداعها امتداد لحضارة بلدها
- الشاعرة حنين عمر/ورقصة الوهم
- الشاعر علاء احمد ، تتجلى معانيه بصور المفارقة
- الشاعرة رشيدة موني في صراع لاختراق المألوف
- افياء الاسدي : الشعر والحضور


المزيد.....




- فنانة مصرية شهيرة: سعاد حسني لم تنتحر (فيديو)
- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وجدان عبدالعزيز - الشاعر مصطفى الشيخ، ووعي العلاقة بين الذاتي والموضوعي ..