أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسن أحمد عمر - ألفنان التائب ... عن أى شىء يتوب؟؟














المزيد.....

ألفنان التائب ... عن أى شىء يتوب؟؟


حسن أحمد عمر
(Hassan Ahmed Omar)


الحوار المتمدن-العدد: 1495 - 2006 / 3 / 20 - 08:34
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ألفن له رسالة عظيمة لا تقل فى أهميتها عن رسالة الصحافة والكتابة والتأليف بل إن المقال الذى أكتبه فى صحيفة مطبوعة اوإلكترونية قد يقرؤه عشرة آلاف قارىء أو حتى مائة الف ولكن الفيلم أو المسلسل يخترق البيوت كلها عن طريق البث الإعلامى الواسع الإنتشار وبالتالى فإن رسالة الفن بما يقدمه من أعمال درامية قد تصل للملايين من المشاهدين الذين يشدهم العمل وقد تسقط دموعهم منهمرة لما فيه من عظة وعبرة تم عرضها من خلال عمل تمثيلى متقن ومؤثر قد ييقظ غافلأ وقد يصحح خط سير المخطئين وقد يجعل الملايين يعيدون نظرهم فى فكر متجمد يتمسكون به او وجهة نظر خاطئة يدافعون عنها أو نظرية مجحفة يتشدقون بها فى كل مكان0
كم ناقشت الأعمال الدرامية قضايا فكرية ودينية وإجتماعية وسياسية وإقتصادية وعرضتها عرضا مستنيرأ قويا يهز المشاعر ويأخذ بالالباب ويشد الملايين كالمغناطيس نحو مشاهدة العمل ومتابعته شدأ يصل لدرجة أنك تضبط ساعتك على موعده حيث ينتظرونه بشغف وترقب كمن ينتظر مفاجأة رائعة او خبرأ سارأ يغير مجرى حياته0
لن ينسى اى عربى مستنير تلك الأعمال الفنية الرائعة ألتى قدمها فطاحل الفنانين فى عالمنا العربى وأثروا بها فكر الناس ونضجت أفكارنهم وكبرت قريحتهم عليه وعاشوه لحظة بلحظة وقصة بقصة وضحكوا حتى سقوط الدموع على مشاهدهم الكوميدية وبكوا بكاءأ حارأ على مشاهدهم الدرامية الحزينة ألتى تستثير المشاعر وتحفر داخل النفس البشرية فتفجر بها العواطف والأحاسيس فتنهمر الدموع ويستريح الإنسان من كثير من أحزانه فالدمع قادرعلى غسل الأحزان وتطهير النفس من كدر الحياة وحزنها وألمها الذى يسكن فى أعماق القلوب0
تفاجأنى كلمة أقرؤها كثيرأ عن فنان تائب أو فنانة تائبة عن الفن وهل الفن ذنب يمكن للإنسان التوبة عنه والبعد عنه وهجره ؟ هذا ما اردت الحديث عنه والتعجب منه وإننى أتساءل كيف يكون الفن الراقى الهادف ذنبأ يتوب عنه صاحبه ؟ وهل كان هذا الفنان التائب تائهأ ضالأ لهذه الدرجة التى تجعله يتخذ من الفن عملأ لعشرات السنين ثم نفاجأ به يعلن توبته ؟ والأغرب انهم يتوبون على شاشات التلفزيون وصفحات الجرائد والمجلات وعلى القنوات الفضائية وكانهم يقولون للناس ها نحن قد تبنا ولست ادرى ما هى علاقة الناس بتوبتهم لو كانوا يتوبون عن ذنوبهم ؟ وهل من حق أحد ان يعرف أنهم تابوا أو لم يتوبوا ؟ وماذا تفيد هذه التوبة العلنية ؟ هل يتوبون إلى الله تعالى أم يتوبون للناس؟0
الأكثرغرابة هو أن الفنان أو الفنانة الذى تمتع بشهرة فائقة فى حياته الفنية يأبى ان يتوب ويعيش فى الظل طارحأ الدنيا وراء ظهره زاهدأ فيها وفى أضوائها ومغرياتها ولكنه للأسف يصر على أن يصبح داعيأ مشهورأ يردد الآيات والروايات والكلمات التى اإكتسبها من ثقافته السمعية أثناء مرحلة التوبة وما تلاها ويصر على أن يستثمر تلك المعلومات الضحلة والخبرات المحدودة فى أن يجعل من نفسه نجمأ أيضأ ولكن فى مجال الدعوة الدينية فها هو قد كان نجمأ سينمائيأ وهو اليوم نجم تلفزيونى يدعو إلى الدين بطريقته ويستغل شهرته القديمة وثروته العظيمة فى الترويج لوضعه الجديد حتى صار لدينا جيل من الفنانين التائبين العاملين فى مجال الدعوة للدين وسؤالى هو عن أى شىء تابوا ؟ وهل الفن ذنب يستحق التوبة منه وهل التوبة يجب أن تكون علنية وصارخة على شاشات التلفاز وصفحات الجرائد ؟ لماذا لا تكزن توبة سرية بينهم وبين بارئهم سبحانه وبذلك تكون توبة نصوحأ بدلأ من أن تكون نوعأ من النفاق وشكلأ من اشكال الرياء والضحك على ذقون الناس وخاصة العامة منهم الذين سيعتقدون بلا أدنى شك أن الفن برسالته العظيمة وأهدافه الجليلة هو ذنب من الكبائر وفاحشة يستوجب التوبة عنها وطبعأ يوجد بالمجتمع مؤججون لهذا التوجه لا يكفون عن رمى الفنان بالضلال والكفر ليل نهار ناسين انه يمكن أن يقدم أعمالأ إصلاحية تفوق فى أثرها ما يقدمه آلاف الوعاظ من كلام مكرر محفوظ وثرثرات قد مل منها الناس وصار يغلبهم النعاس بدل من سماعها والتركيز معها 0
مبلغ علمى –ألمحدود طبعأ—أن الطبيب يمكن أن يخطىء فى عمله فيتوب لربه عن هذا الخطأ ولكنه يظل طبيبا والمدرس قد يرتكب ذنبأ فى لب مهنته فيبادر بإعلان التوبة امام مولاه دون تدخل من بشر ولا مباركة من شيخ ولكنه لا يترك مهنة التدريس العظيمة والمهندس والكيميائى والزراعى والعالم وكل التخصصات يخطئون فى وظائفهم ولكنهم يتمسكون بتلك الوظيفة فهل الفن مهنة لقيطة لا أصل لها ولا أسس ؟ بالطيع لا لأنه مهنة رائعة لها مقوماتها ومبرراتها وأهدافها التى لا تقل أهمية عن اى مهنة من المهن السابقة ولكنها قد يعتريها خطأ ما فى دور معين أو منظر مشين أو مقطع يخالف الخلق القويم ففى هذه الحالة يتوب الفنان لخالقه سرأ ولا يعود لتكرار خطئه ولكنه يظل فنانأ يقدم كل جديد من أجل الإرتقاء بحضارة الإنسان وفكره ولا أعتقد أبدا أن الفن جريمة نكراء أو فاحشة تستوجب التوبة والإقلاع عنها وإلا لن نلحق بركب الأمم المتحضرة لو تاب كل ممثل وسكت كل مطرب وأقلع كل مبدع موسيقى عن عوده أو نايه او جيتاره ولن يكون هناك أعمال عذبة تخلب الألباب ولن يكون هناك موسيقى شجية تأخذك وتحلق بك فى الآفاق كما فعل الكثيرون وأسعدونا 0
وإذا تاب البعض عن الفن كذنب رهيب وفاحشة بشعة فلماذا يصبحوننا ويمسوننا بوجوههم المألوفة كنجوم فى الدعوة للدين بمعلومات ضحلة وكلام مكرر وثرثرات لا تسمن ولا تغنى من جوع وأخطاء نحوية لا يسقط فيها الأطفال وقلة دراية بفن الدعوة وجهل شديد بما يقولون وتخبط مخجل فيما يروون فهم بذلك يؤكدون أن مرض حب الشهرة لا يزال يسيطر عليهم ويهيمن على قلوبهم وعقولهم وأنهم لا يطيقون حياة الظل ولذلك فتوبتهم إلى الله سبحانه تتم فى حفل مهيب تنقله الإذاعة والتلفزيون وتسجله القنوات الفضائية وتكتب عنه كل الصحف فأى نوع من التوبة هذا وفى اى كتاب دينى نجدها أم انها توبة على الموضة تم تصنيعها للتائبين عن الفنون؟0



#حسن_أحمد_عمر (هاشتاغ)       Hassan_Ahmed_Omar#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رد عقلى
- الإرهاب والكتّاب
- حذارى من رفع رواتب العاملين
- الإنسان الصالح للزمن الكالح
- مدرس الفصل يضطهد إبنتى
- قاعد اسال من سنين 00أمال احنا نبقى مين؟؟
- بيدى لا بيد عمر---عن ختان البنات
- أنفلونزا الطيور
- وعد ومكتوب
- عين الحسود فيها عود
- من ينقذ المضطرين من مخالب المرتشين؟؟
- أنا علمانى من حيث لا أدرى
- حرية التفكير بين التسيير والتخيير
- تفتيش القلوب للبحث عن ذنوب
- نموذج حزين للمرأة
- ألإنسان العربى متهم حتى يؤكد براءته
- ألمواطن العراقى المعذب وضمير الأمة المغيب
- يا أعداء الحب والسلام00زولوا
- نصف أصدقائى أقباط
- قطط عربية ونمور آسيوية


المزيد.....




- مشاهد مستفزة من اقتحام مئات المستوطنين اليهود للمسجد الأقصى ...
- تحقيق: -فرنسا لا تريدنا-.. فرنسيون مسلمون يختارون الرحيل!
- الفصح اليهودي.. جنود احتياط ونازحون ينضمون لقوائم المحتاجين ...
- مستوطنون يقتحمون مدنا بالضفة في عيد الفصح اليهودي بحماية الج ...
- حكومة نتنياهو تطلب تمديدا جديدا لمهلة تجنيد اليهود المتشددين ...
- قطر.. استمرار ضجة تصريحات عيسى النصر عن اليهود و-قتل الأنبيا ...
- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسن أحمد عمر - ألفنان التائب ... عن أى شىء يتوب؟؟