أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - فهد المضحكي - أحمد لطفي السيد














المزيد.....

أحمد لطفي السيد


فهد المضحكي

الحوار المتمدن-العدد: 5877 - 2018 / 5 / 19 - 11:29
المحور: سيرة ذاتية
    


أحمد لطفي السيد المفكر المصري المولود عام 1872 الذي يعد من قادة التنوير والتثقيف في مصر في القرن العشرين، الملقب بأستاذ الجيل وصاحب المقولة المشهورة «الاختلاف لا يفسد للود قضية»، تبنى المفهوم الليبرالي للحرية في أوروبا مناديا بتمتع الفرد بقدر كبير من الحرية، نادى بتحديد مفهوم للشخصية المصرية، كما نادى بتعليم المرأة، وتخرجت في عهد رئاسته للجامعة أول دفعة للطالبات.

من جملة ما كتب عن تاريخ هذه الشخصية الوطنية الليبرالية أنه تأثر بالشيخ محمد عبده الذي تعرَّف عليه في أثناء دراسته وشجعه؛ لما رأى تميزه في الكتابة وميله إلى الحرية والديمقراطية، كما تأثر بأفكار جمال الدين الأفغاني، فكانت مدرسة لطفي السيد امتدادا لمدرسة الشيخ محمد عبده في اعتناقها للإصلاح والتطوير وابتعادها عن العنف السياسي.

كتب المفكر حسين مروة عندما ذكر اسم أحمد لطفي السيد، تذكره محطات مهمة من تاريخه وتاريخ مصر، وتذكر مع تلك المحطات أدواره المهمة فيها. هذه المحطات هي أولاً تلك المتصلة ببواكير شبابه عندما شارك مع عدد من وجوه الحركة الوطنية المصرية في عمل ثوري سري انتهى بتأسيس الحزب الوطني برئاسة مصطفى كامل.

وهي ثانيا إصداره «الجزيرة» التي كان يعبِّر فيها مع وجوه فكرية وسياسية مصرية نهضوية عن مطامح الشعب المصري في الحرية، وأسس معها «حزب الأمة»، وثالثا ترؤسه الجامعة المصرية التي صارت في مطلع الخمسينات تحمل اسم جامعة القاهرة. وهي واحدة من أقدم وأهم وأرقى الجامعات التي عرفتها البلدان العربية قبل حصولها على استقلالها حتى أيامنا هذه، وكان للسيد دور مهم في تطويرها عندما ترأسها لفترتين، وهي رابعا ترؤسه دار الكتب وترؤسه المجمع العلمي العربي، وتوليه وزارة المعارف.

ومن أهم هذه المحطات في حياة أحمد لطفي السيد هي مشاركته في ثورة عام 1919 بزعامة سعد زغلول.

كانت سياسة «الجزيرة» التي أسسها السيد تقوم على النضال لتكون مصر للمصرين، وأن تتحرر من «الجامعة الإسلامية» التي كان قد أسسها السلطان عبدالحميد الثاني.

فقد كان هم السيد على الدوام الدعوة إلى حرية مصر واستقلالها. يقول السيد في سياق حديثه عن «الجامعة الإسلامية» التي أعلن رفضه لها بحزم: «بعد أن رأى القارئ أن الجامعة الإسلامية لا أثر لها في مصر ولا نظن لها وجود في غير مصر، وأنها على هذه الصفة من العدم ليس من شأنها أن تزيد الجفاء بين الشرق والغرب، ولا أن تصلح ذريعة لرجال السياسة الأوروبية يتخذونها سترا يستر أعمالهم في الشرق».

يقول الدكتور حسين فوزي النجار في كتابه عن أحمد لطفي السيد كانت الترجمة جزءا من رسالة الأستاذ لامته ودعما لأفكاره التي نادى بها، فعلى الأمم التي تخلفت لا سبيل لها إلا أن تلحق بما فاتها من علوم وفنون وفي الترجمة، ما يسد حاجة الأمة ويهديها إلى المعرفة، وهي ألف باء النهضة في كل أمة وفي كل زمان، وبهذا المعيار المنطقي الدقيق لفضل الترجمة على النهضة، أقبل على ترجمة أرسطو، فالترجمة في نظر السيد وسيلة وليست غاية، وهي أنفع من التأليف في بداية النهضة. استغرق الأستاذ في ترجمة أرسطو قرابة ربع قرن، ومترجم أرسطو أراد أن يعرف الناس بالسياسة عند أرسطو ويهدي الناس إلى أقوم وسائل الحكم التي تحقق حرية الفرد وحرية المجتمع، فهو كأرسطو يبحث في تدبير شؤون الدولة ليكون «سكانها فضلاء»، وتنقل إلينا «الأهرام» عن الكاتب محمد أبوالعنين أن ديمقراطية أحمد لطفي السيد كانت سببا في إخفاقه عندما رشّح نفسه لعضوية البرلمان عن دائرة الدقهلية، فقد خاف المرشح المنافس له من مواجهته، فاستغل الجهل وحداثة كلمة الديمقراطية في العشرينات من القرن الماضي، وأشاع في محيط الدائرة أن أحمد لطفي السيد ديمقراطي، وأن الدولة تعني الكفر، متهما لطفي السيد استبدال إيمانه بالله بالديمقراطية، وانتشرت الشائعة في القرى ولاقت سخط أهل الدائرة على المرشح «الديمقراطي» الذي يدافع عن قضاياهم وحقوقهم، بعد ما أقسم لهم المرشح المنافس أن لطفي السيد ديمقراطي وحذر أهل الدائرة من انتخاب السيد؛ معللاً بأن ذلك ترك للإسلام واعتناق للديمقراطية، وانتظر أهل الدائرة المؤتمر الانتخابي لأحمد لطفي السيد، وسألوه هل صحيح أنت ديمقراطي؟ ورد عليهم السيد نعم أنا ديمقراطي، وعندما تأكدوا أنه ديمقراطي انصرفوا عنه.

يقول عباس محمود العقاد عنه إنه كان في فكرته «أفلاطونيًا» بجميع معاني الكلمة، من غير منفعة أو بغير داعٍ من دواعي الأنانية، وإن الرجل العام ينبغي أن يعيش للمصلحة العامة تطوعا وألا يشتغل بخاصة أموره الشخصية؛ لأن الدولة التي يتجرد لخدمتها هي التي تتكفل له بكل وسائل التفرغ لتلك الخدمة.. هذا هو دستور الحكم الأفلاطوني، وقد كان «أحمد لطفي السيد» يعيش فعلاً على وفاق هذا الدستور.

في حين يقول طه حسين عن السيد: «لست أعرف له نظيرا في الكتابة، ولا في التفكير ولا في الترجمة، وأزعم أن ليس بين المصريين وغير المصريين من يستطيع أن يجد له نظيرا في هذه الوجوه الثلاثة».

توفي أحمد لطفي السيد في 5 مارس عام 1963، وله عدة مؤلفات، منها «صفحات مطوية من تاريخ الحركة الاستقلالية»، و«تأملات في الفلسفة والأدب والسياسة والاجتماع»، وترجم عـدة مؤلفات لأرسطو، منها «علم الطبيعة»، و«السياسـة»، وله كتاب عن مذكراته، عنوانه «قصة حياتي»، وغيرها.



#فهد_المضحكي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الانتخابات العراقية من منظور الصحافة
- كارل ماركس 200 عام
- عندما تختلط المفاهيم
- خمسون عامًا على اغتيال مارتن لوثر كينغ
- الفساد السياسي
- حديث حول الرأسمالية!
- الناقد جابر عصفور.. تقويض نزعة العالمية
- ترامب وعسكرة الفضاء!
- عن الصحافة الثقافية!
- دولة الإمارات نموذجًا للإدارة المالية الرشيدة
- في ذكرى اغتيال المفكر حسين مروة!
- محمد مندور
- منتدى دافوس.. الحفاظ على مصالح الدول الكبرى!
- الثقافة حرية وتحرر وتنمية
- علوي شبر
- عن الأزمات والضرائب!
- حديث حول تآكل الطبقة الوسطى!
- لماذا انتفض الفقراء في إيران؟
- صلاح عيسى.. حياة مليئة بالنضال والإبداع
- الظاهرة الصوتية!


المزيد.....




- اغتيال بلوغر عراقية شهيرة وسط بغداد والداخلية تصدر بيانا توض ...
- غالبية الإسرائيليين تطالب بمزيد من الاستقالات العسكرية
- السعودية.. فيديو لشخص تنكر بزي نسائي يثير جدلا والأمن يتحرك ...
- صحيفة: بلينكن سيزور إسرائيل الأسبوع المقبل لمناقشة صفقة الره ...
- الديوان الملكي يعلن وفاة أمير سعودي
- الحوثيون حول مغادرة حاملة الطائرات -أيزنهاور-: لن نخفض وتيرة ...
- وزارة الخارجية البولندية تنتقد الرئيس دودا بسبب تصريحه بشأن ...
- أردوغان يقول إن تركيا ستفرض مزيدا من القيود التجارية ضد إسرا ...
- وزير الدفاع الأمريكي يشكك في قدرة الغرب على تزويد كييف بمنظو ...
- مشاهد للوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير قبل لحظات من ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - فهد المضحكي - أحمد لطفي السيد